صفعه ضابط الامن..فرخه سوق نمر2

صفعه ضابط الامن..فرخه سوق نمر2

سامي الصائغ
[email protected]

انتهت فتره دراستي الجامعيه في نهايات العام 1989 , بعد استلام العسكر زمام الحكم بقياده العميد عمر حسن احمد البشير ببضع اشهر , كان همي الاول ايجاد عمل في مجال دراستي او عمل عموما لسند بها والدي الذي عركه الفقر وانا امله , اتخذت قرار الا امارس او انتمي لا جهه حزبيه رغم خبرتي الطويله في العمل العام , لم اكن مرتاحا لثوره الانقاذ لانهم ازاعوا بيانهم الاول علي انهم قاموا بانقلاب من ثم تم التغيير الي ثوره مما دل علي انهم كذابون ان لم يكونوا كذلك فهم جهلاء , الا يعرفون الفرق بين الثوره والانقلاب .. ظللت ابحث عن عمل عده سنين , كانوا لا يعينون الا من كان ينتمي للسلاميين حيث عرف فيما بعد انهم اصحاب الانقلاب فزادت كراهيتي للاسلاميين وللعسكر …..
كنت اتسكع في شوارع الخرطوم بحثا عن عمل و لو جرسون , وجدت نفسي يوما ما بالقرب من الجامعه عاودني الحنين لها تذكرت زملائي فلان وفرتكان .. دخلت لساحه الجامعه وتجولت فيه الي ان وصلت الي المكان الذي يقام به اركان النقاش وجدت سيت(كنب) لم يكن به احد فجلست مر بي احد زملائي كان برلوما عند تخرجي سلمت عليه و سالني وسالته عن الاحوال .. تجمع عدد من الطلبه ايذانا ببدء ركن نقاش , بالفعل بدء احدهم يثرد مناقب الثوره والاخرين يصفقون و… دخلت علي الساحه عدد من الدفارات بكل دفار حوالي ثلاثون عسكريا وكلن منهم يحمل عصا , اندفعوا الي ركن النقاش واشتبكوا مع الطلبه , كان الضرب عنيفا , تراجع الطلاب وفر بعضهم و تم الامساك بالبعض الاخر , كان بعض الطلاب يساعدون العساكر و هم اكثر عنفا , كل ما امسكوا بواحدا منهم يجرونه علي الارض الي الدفار , كنت اشاهد من البعد وكنت انوي المغادره , رايت صوت طالبه تصرخ وهي تجري فزعه في اتجاهي يطاردها عدد من العساكر , انزلقت وسقطت علي الارض وحوصرت وضربت ضربا شديدا بارجلهم تاره وبالعصي تاره اخري وامسكوا باحد ارجلها وجروها علي الارض حتي ظهرت ملابسها الداخليه صعقت من المنظر واندفعت لا اراديا في اتجاه الطالبه وصدمت العساكر بقوه حتي اسقط عدد من العساكر وسقطت معهم وقفت بسرعه وجدت نفسي محاصرا , دارت معركه حاميه الوطيس ضربت في كل سنتمتر من جسمي حتي سقطت ارضا (هربت الطالبه) , وجدت نفسي ملقي فوق الدفار فوق اجساد وفوقي ملقي اجساد , تحرك الدفار بنا وفوق اجسادنا وقف العساكر و كل من يرفع راسه منا ليتبين الطريق ضرب في جمجمته بالعصي , تم نقلنا في مكان ليس ببعيد علي ما يبدوا سلمونا الي الاجهزه الامنيه , انزلونا واوقفونا صفا عنفنا و وزعونا في زنزانات , في الزنزانه رحب بي عدد كبير ممن كانوا معتقلين وسالوني عن سبب اعتقالي فقلت مختصرا انني تشاجرت مع العساكر , ناولني رجل منهم فيما بعد عرفت انه عم صديق غسلت بعض جراحي لقله الماء فنمت , ايقظني عم صديق وناولني طعاما ليته لم يفعل كان الطعام سيئا جدا ابتلعته بصعوبه .. تعرفت علي زملائي المعتقلين , انهم مهندسين و اطباء و موظفين من مختلف بقاع السودان , اقاموا ليالي ثقافيه وحكي كل شخص عن تراثهم .. حكي لي عم صديق عن رئيس افريقيا الوسطي بوكاسا حكايات غريبه حيث انه قضي فتره من عمره بافريقيا الوسطي , ونصحني بان احتفظ بهدوئي عند التحقيق معي وان لا انفعل مهما حصل , كان رجال الامن ياتون في منتصف الليل ويقتادون احدنا وبعد ساعه تقريبا يعيدونه واحيانا لا يعيدونه , يقتلونه او يطلقون سراحه الله اعلم ما رايته يجعلني بان حياه الانسان لا تسوي عندهم فرده حذاء ..بعد حوالي الشهر اتي احدهم ونحن نيام فقال (وين الطالب ده) لم يرد احد عرفت انه يقصدني فرديت عليه فقال (انت اطرش لي ساعه بكورك) قادني الي خارج الزنزانه وربط لي يداي للخلف بشده ومعه عدد من الاشخاص و دفرني الي الامام في ممر مظلم رغم هرولتي تفاديا لدفراته العنيفه الا انه كان ياحق بي و يدفر مره اخري , ادخلني لمكتب به ضابط شاب في عمري تقريبا و خرج , كان هذا الشاب يتكلم في التلفون ظللت واقفا مده من الزمن كانت احدي ركبتي تؤلمني حيث اصيبت في شجاري مع العسكر وطيله الشهر لم تشفي (وللان) , وجدت كرسي امامي فجلست فقال لي زاجرا (قوم اقيف قيامه تشيلك) فوقفت , وبعد اكثر من ربع ساعه وضع سماعه التلفون و وقف وجها لوجه امامي و عينه في عيني لا يرف عينه ولا ارف , فقال (لو داير اقلبك بت حسع بعمله) كدت ان ابصق علي وجهه , وفجئه وبيده الايمن صفعني صفعه قويه اصدرت دويا فركلته علي بطنه ووقع علي الارض وانهلت عليه ركلا بهستريا لحق بنا حوالي ثلاث منهم فضربت كما لم ولن يضرب احد في الدنيا من قبل علي ما اعتقد لا يفترض علي ان اظل حيا لدقيقه واحده عندها دخل شخص واوقفهم و امرهم باعادتي , حلوا وثاقي و جررت علي الارض الي الزنزانه , حملني زملائي المعتقلين واهالوا علي الماء منظفين الدماء وعم صديق يلومني علي عدم اطاعتي لتوجيهاته , انزويت عن زملائي خجلا من الصفعه التي لن انساها ماحييت رفضت الطعام لايام , اقسمت ان اقتل ذلك الشاب ان طال الذمن او قصر واحلم بانني وجدته وصفعته الف صفعه بل وقطعت جسده واكلته نيا , كل يوم اجدد العزم علي ذلك , نحت شكله في زهني تحسبا لعدم نسيان شكله (مازلت ازكر ملامحه) .. بعد عده ايام اقتدت الي مكتب ما دون تقييد تلفت يمينا ويسارا بحثا عن غريمي ادخلت في مكتب به ضابط في عمر عم صديق احسب انه د.نافع , قال لي الكثير من الكلام معظمه سب ولعن بالفاظ لا استطيع كتابته و امرني بان ابتعد عن ما افعله والا انهم …. كل ذلك لانني دافعت عن فتاه , ماذا كان سيحدث لو انني قدت انقلابا … قادني احدهم للخارج وتركني وعاد , اذن انا حر .. لقد اطلقوا سراحي .. ليتهم تركوني اودع عم صديق و اصحابه ..
لم اعرف اين انا , تلفت واتجهت الي اكثر مكان يقف فيه السيارات , لا املك سوي نظاره مكسوره .. لابد لي من نقود للمواصلات .. وجدت نفسي بالقرب من السفاره الكويتيه , عرفت انني اقف علي شارع افريقيا , اتجهت لسوق نمره 2 , وجدت بقاله حديثه دخلت استلف بعض النقود , طردني صاحب البقاله ظنا منه انني متسول , خرجت لحق بي شاب ومد لي مبلغا من المال واعتزر وقال لي ان والده صعب , رفضت المال بشده وذهبت , مررت علي عياده اذكر انني احضرت والدتي في الماضي لعله ما , دخلت وطلبت من الموظف الذي يسجل المرضي سلفيه , حاول معرفه ما حدث لي فرفضت وكدت ان اذهب عندها اعطاني عشر جنيه , توجهت الي كافتري عند تقاطع الطرق به يشوي الفراخ في فترينات شفافه تري به الفراغ تدور , صاحب الكافتريا بعد اخذ سعر الفرخه اشترط علي عدم تناوله في الكافتريا فوافقت , ذهبت بفرختي الي الحديقه (اعتقد انها اشراقه التجاني يوسف بشير) جلست ارضا و اكلت اجمل وجبه في حياتي لم اترك غير ورق التغليف ……..
اصبحت اكثر انسان في وجه الارض حانقا علي الانقاذ .. وانتظر بفارغ الصبر سقوطهم .. لم اكن معارضا لحكومه الانقاذ و لا مواليا لها انا مجرد سوداني بسيط كل ما اتمناه لقمه عيش كريمه .. ما احتار فيه ان الامنجيه و العساكر هم سودانيين مثلي , كيف تقبل نفوسهم فعل ما يقومون به .. اتمني ان اري الشاب الذي صفعني ما لانتقم فقط لاسال .. لماذا فعلت ذلك .. واقسم بانني لا احمل اي ضغينه اتجاهه .. اتمني ان يغفر له الله ..
اصريت علي كتابه هذا المقال والدخول في التفاصيل رغم كثره الاخطاء اللغويه لاوضح مدي سوء ما يقوم به حكومه الانقاذ واجهزته الامنيه والعسكريه .. وبمن يستعينون في جرائمهم .. والي اي مدي حياه البعض رخيصه عندهم .. ما حكي لي في المعتقل اسواء مما حدث لي بكثير ….
اتمني ان يقراء عم صديق و اصحابه هذا المقال وان يراسلونني في البريد الاكتروني الظاهر في اعلي المقال ان كانوا علي قيد الحياه

تعليق واحد

  1. راجل والرجال قليلون فى هذا الزمان طبعا الان من الطيور المهاجرة رد الله غربتك لى سؤال انت شقيق بكرى الصائغ

  2. تحيه طيبه يابت الخرطوم .. الاصيله …
    ما يحدث اكثر مرات من ما حدث لي .. حكي لي زملائي في الاعتقال ما لم ولن يصدقه احد .. ربنا يستر..

  3. والله العظيم البلد دي الواحد مننا بقي حاسي كانو احنبي او غريب عنها رغم انو الواحد قاعد فيها من ما ولدوه….والله العظيم الشعب السوداني شعب جبان لو لم يخرج لطرد هؤلاء المرتزقة المسمين كيزان اليوم قبل غد….تجار دين تجار دنيا احتقروا الشعب السوداني احتقارا بلغ مبلغ السماء ولاحياة لمن ينادي طبعا….علي كلي حال لو لقيت الضابط ده اعمل بلاخلاق الاسلام السمحة رغم انني لو فعل بي احدهم هذا لن اكتفي بركله بل ساكله حيا

  4. (قوم من الكرسي القيامة التشيلك عامل مظاهرات في القنصلية )هذة الكلمة قالوها لاحد المغتربين من ضابط التحقيق في القنصلية السودانية بجدة

  5. Cry, the beloved country.

    لو لم تفعل أنت تلك الوقفة في موقف الطالبة تلك لفعلت أنا – وأعوذ بالله من كلمة أنا- خير لك

    أن تفعل من أن تقضي باقي عمرك المديد إنشاء الله محتقرا نفسك مطاطئ رأسكلاعند رؤية

    أي بنت ولو في الشارع العام. أنت الأن على الأقل مرتاح رغم الجراح. جرح البدن يبرأ ولكن

    جرح الفؤاد يظل يتاور (الكررة بعد الكررة). الظاهر لسة فينا شوية نخوة وهذا مؤشر جيد.

    وأقدم مناشدة أن تعلن تلك الطالبة عن نفسها أو من يعرفها كنوع من السلوى لنا…………….

    ولا نامت أعين الجبناء ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, لك تحية المليون ميل!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

  6. المسامح كريم انسى واترك امرك الى الله 000 اخى انت مغترب فى احدى دول الخليج 000 لان هناك طبيبب بيطرى حكى لى قصة قريبة جدا من قصتك والان لان اكثر من 15 سنة لم يرجع الى السودان 00

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..