المولد النبوي وأنصار السنة والصوفية

خلوها مستورة

المولد النبوي وأنصار السنة والصوفية

طارق عبد الهادي
[email protected]

المولد النبوي الكريم هو الثاني عشر من ربيع الأول الذي تحتفل به بلادنا سنويا كمعظم بلاد المسلمين حيث الخطب الدينية والمدائح وحلوى الأطفال ، أول ما سيلفت نظرك هي الطريقة البائسة التي تصنع وتعرض بها حلوى المولد والتي تفتقر لأبسط شروط الصحة العامة ولا احد يعرف أين ومتى صنعت هذه الحلوى وتحت أي ظروف والبلاد تعج بالمواد منتهية الصلاحية التي غمرنا بها ضعاف النفوس عديمي الإنسانية فلا تغامر بشرائها لأطفالك سيصابون بالنزلة المعوية والإسهال او فيروس الكبد الوبائي من نوع A او ما نسميه باليرقان عندنا وأنا هنا ناصح كمختص (ماجستير مختبرات طبية) ، اشترى لهم حلوى من أي سوبر ماركت تتوفر فيه شروط الصحة العامة والتهوية الجيدة مع ثقتك في صاحبه كزبون له بعيدا عن التلوث ، ميدان المولد يعلوه الغبار والدولة لا تتكرم بزرع النجيل لاخضراره ليحتفل الناس ويستمتعوا في جو نقي هيهات لهم ذلك! ، انه جزء من حالة تردي الأسواق لضعف ثقافة المخططين والقائمين عليها وهذه تحتاج الى مقال لحالها ، نعود الى إخواننا أنصار السنة المحمدية اذ لاول مرة نسمع بهم في ساحة المولد!! هذا العام على مظنة انهم في العادة لا يذهبون الى المولد بحسبانه مكانا ومعقلا للمتصوفة فشن جد على المخدة هذا العام؟ ، طالما انهم هم من ذهبوا الى الصوفية في معقل من معاقلهم فهم المخطئون اولا واخيرا وكان عليهم الاكتفاء بالنصح بالحسنى في مساجدهم وما اكثرها كما يفعلون كل عام ولهم ان ينتقدوا ما شاءوا وان يبرزوا ما لديهم من ادلة على جواز او عدم جواز الاحتفال بالمولد اما ان يذهبوا الى هناك ما كان للسلطات ان تسمح لهم بذلك لان ميدان المولد عرفا هو للمتصوفة تماما مثل قبة حمد النيل ، فهل حضر المتصوفة الى انصار السنة في مساجدهم مع انها مساجد الله وعامة ولكن عرفا هم من بنوها فلهم حرية الدعوة لأفكارهم فيها ، ان حدث واقتحمها المتصوفة يكون هذا تعدي من قبلهم ولكنه لم يحدث فالاخوة انصار السنة هم من اقحموا انفسهم في ميدان المولد بامدرمان والنتيجة اصابات بالعشرات الى مستشفى امدرمان ، والحمد لله لم تحدث وفاة وما كان أغنانا عن هذا كله ، ذهاب انصار السنة لمعقل من معاقل المتصوفة مع تسفيه كل منهم لفكر الآخر وتسطيحه (وهو امر ليس صحيحا من كلا الطرفين) كان سيعني الاشتباك حتما واي شخص لديه حس امني ما كان ليسمح بهذا ، اين الجهات الامنية والشرطية! ، الاخوة انصار السنة لديهم على المستوى الشخصي النظافة في الملبس وفي عفة اليد في عدم سرقة المال العام وهذه أصبحت عملة نادرة في السودان ولكنهم في موضوع المرأة يغرقون في شبر ماء فآراؤهم صادمة للمرأة وللمجتمع ، لديهم فهم لصحيح البخاري ومسلم ولكن التسلط على الصوفية ليس في صالحهم ولا ينبغي ان يكون أولوية لهم كما انهم يركزون على الشكليات والمظهر دون الاهتمام بما ينفع الناس وهذا جوهر الدين ، الاخوة الصوفيون تركوا المديح الاصيل واصبح كل من هب ودب مادحا كما ان اهدار طاقات الشباب بهذه الدروشة التي نراها امرا ليس في محله هذا معناه ان الدولة عجزت عن توجيه الشباب للعمل والإنتاج ، شباب بكامل عضلاتهم يتركون العمل والإنتاج ويلوذون بالشيوخ في عصر الفيس بوك ، يا اخوة الدين يسر وواضح وضوح الشمس في رابعة النهار وعلى كل طرف ان يدعوا لأفكاره سلما بعيدا عن العنف وبعيدا عن الاحتكاك بالآخر فلا تزايدوا البلد مش ناقصة.
صحيفة الوفاق

تعليق واحد

  1. \\"الاخوة انصار السنة لديهم على المستوى الشخصي النظافة في الملبس وفي عفة اليد في عدم سرقة المال العام وهذه أصبحت عملة نادرة في السودان\\"، يعني زي ديّة ناس شيخ أبو زيد اللي دفعوها لانقاذ ابنهم القاتل مثلاً؟ أن عايز أعرف مصادر أمولهم بالملايين دي بيجيبوها من وين. أوع تقول ليّ تبرعات أهل الخير

  2. الدولة الرسالية و حكامها تؤمن بشئ واحد: البقاء في السلطة الى الابد و نهب ما يستطيعون من مال و موارد، و في سبيل ذلك كل الوسائل مشروعة و لو فني ثلالثة ارباع الشعب كما قالوها مرة! قانون السلطة هو : من لم يكن معنا فهو ضدنا ،و وسيلة السلطة في البقاء هي العمل على تفتيت الجماعات و شق وحدة الصف الوطني و الشعبي و الديني و عمل " المديدة حرقتني" حتي يفني الناس بعضهم بعضا و ينصرفون الى قضايا جانبية حتى تلهيهم عن قضية الوطن و تسلطهم عليه و نهبهم له….
    و شعارالسلطويين المفضل كما يرددون " فلترق كل الدماء" و طبعا يعنون دماء الشعب و ليس دماؤهم هم ، لذلك هم دوما يؤججون الفتن نيابة عن ابليس حتى يتفرغوا للنهب المصلح

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..