عقوبات رادعة: جرائم “واتس أب”.. فايروس يغزو المجتمعات المحافظة

الخرطوم ? سارة المنا

كلنا نعرف من هو الذي يطرق أبوابنا المغلقة ليل نهار، دونما استئذان، ويلح علينا بأن نفتح له، زائر لطيف وثقيل في آن، ممتع ومقرف، مفيد ومتواطئ.

انتشرت تقنية التواصل الهاتفي (واتس أب) بيننا انتشار النار الهشيم، إنها تقنية مختلفة عن نظيراتها المُخصصة للدردشة، إذ يسمح بتبادل الصور ومقاطع الفيديو ونقل الأخبار وتنظيم المجموعات والدردشة مجاناً.

خضم تكنولوجي

إلى هذا الخضم التكنولوجي المتلاطم يأتي كلٌّ بما حمل من أفكار ودعوات وأخبار ومشاهد وصور، خضم مفتوح على بعضه البعض ومنفتح جداً، حتى على السلبيات، وهذا ما سبب مشاكل كثيرة في المجتمع.

برأي كثيرين إن الاستخدام المفرط وبطريقة غير مرشدة لـ (واتس أب) قد يؤدي إلى تبديد الوقت في ما لا يفيد، ويقضي تدريجياً إلى ضياع الثقافة المحلية والعادات والتقاليد وتدميرها.

خارج السياق الأرضي

في ركن قصي من هذه المعمعة، يطلق كثيرون ألسنتهم بما لا يستطيعون فعله في الواقع، وكأن ليس في دولة (واتس أب) قوانين وقضاء، وكأنها تعمل خارج السياق الأرضي الذي يعيش عليه بنو البشر، تجدهم يتلفظون بكلمات يعجز اللسان عن نطقها، فيطلقون العنان لأناملهم تشتم هذا وتبهت ذاك دونما قيود.

يعتقد هؤلاء أنهم غير محاسبين بما يقترفونه في فضاءات تكنولوجيا التواصل الاجتماعي، فكم من مرة شوهوا أعراض بعضهم البعض عبر (واتس أب)، وكم مرة انتهكوا خصوصية بعض البعض دون أن يرف لهم جفن.

حجب أم تنظيم

(اليوم التالي)، طرقت أبواب هذه القضيِّة الشائكة، بأن ذهبت مباشرة إلى المستشار القانوني بالمصنفات الأدبية وخبير الجرائم الإلكترونية (عبدالمنعم الحافظ)، الذي عدَّ أن (واتس أب) السبب الرئيس في انتشار الجريمة الإلكترونية التي تزداد باضطراد يوما بعد يوم. وأضاف: المتأمل للوضع الحالي يجد أنه كلما مرت (دقائق معدودات) يظهر الكثير من المخالفات عبر هذا الموقع، هذه المخالفات للأسف تُرتكب بدوافع دنيئة ورخيصة، وتتسبب بمستوى من الضرر لا يمكن جبره مهما بلغ حكم المحكمة. واستطر المستشار قائلاً: لا بد من وضع برامج تنويرية عن الاستخدام المشروع لـ (واتس أب)، لأننا لا يمكن أن نغلقه ونحرم المجتمع السوداني من الانتفاع به، ولكن يمكننا وضع برامج من شأنها تنظيم التعامل معه، وهذا جانب تقني يعلمه التقنيون والجهات ذات الصلة أكثر من غيرهم، كما هناك برنامج لحجب المواد الفاضحة (https) الغرض منها منع الاطلاع على المادة التي تظهر عن طريق الانترنت أو (واتس أب) بعد نشرها، ولكن نحن لسنا بحاجة لحجب المواد بعد نشرها، بل نحتاج لوضع برنامج تقني ينظم علاقة التواصل الاجتماعي بشكل خال من المواد الفاضحة التي تنشر بدوافع انتقامية أو بغرض التهديد والابتزاز، وهذا ما نصت عليه المادتان (11,10) من قانون جرائم المعلوماتية الصادر في العام (2007)م .

ضرر بالغ

يواصل المستشار (عبدالمنعم الحافظ): نصت المادة (17) من قانون جرائم المعلوماتية الصادر في العام (2007)م، (إشانة السمعة) التي تصل عقوبتها إلى سنتين. وإذا تم نشر المواد الإباحية والفاضحة والمخلة بالآداب عبر الموقع، فإن القانون ا لمذكور يعاقب عليها وفقاً للمادة (14) بعقوبة تصل إلى السجن (7) سنوات. وأضاف عبدالمنعم: إذا قام شخص بوضع مادة مخلة لنفسه أو مادة فاضحة لشخص آخر، فإنه يحاكم وفقاً للمادتين، وهنا لا بد من التفرقة بين أمرين الأول جريمة (إشانة السمعة) في الإطار العادي، وهي المادة (159) من القانون الجنائي لسنة (91) هذه المادة تتحدث عن النشر في الإطار العادي دون الإلكتروني وعقوبتها لا تتجاوز سنتين على الرغم من أن الجريمة واحدة، وهي تسبب ضرر في إشانه السمعة إلا أنه في النشر الإلكتروني شدد المُشرع على العقوبة لسبب جوهري، وهو أن ما يتم نشره إلكترونيا وتقنيا يراه الناس في جميع أنحاء العالم، وهذا يظهر خاصة في المعاملات والصفقات التي تتم بين أشخاص في أكثر من دولة ما يجعل الضرر أكبر.

تقنية تدميرية هائلة

وكشف عبدالمنعم عن أخطار النشر فيما يتعلق بمقاطع الفيديو والصور، فالتعريف بالشخصية بحسب القانون من الأسباب المشددة للعقوبة. وأشار إلى أن هناك كثيراً من العلاقات البريئة دُمرت بسبب (واتس أب) والتعامل غير البريئ والاستخدام المشين كما وصل الحال إلى الطلاق داخل الأسر، ولا غبار على من يستخدم (واتس أب) في نقل معلومة أو يوجه دعوة أو ينشر فكرة.

بيئة صالحة لانتشار الجريمة

يفضل عبد المنعم أن يكون عدد المجموعة (الواتسابية) قليلاً، فكلما زاد عدد الأعضاء كثرت المشاكل وقل التحكم والسيطرة، لذلك دعا إلى أن تنحصر المجموعة في عدد بسيط تربطهم علاقة معروفة، لأن المجموعة المفتوحة ? بحسبه – تمثل بيئة صالحة لانتشار الجريمة.

وأشار المستشار القانوني (عبد المنعم) إلى أن المعمل الجنائي والأدلة الجنائية بقسم المعلوماتية تملك الإمكانيات التي تؤكد صحة أوعدم صحة المادة، وتسطيع أن تُحدد ما إذا كانت هي نفس المادة المعنية أم بها شيء من التعديل أو الفوتوشوب (فبركة) حتى العبارات التي تنشر يتم تحديد ما إذا كانت لنفس الشخص أو منسوبة إليه. وناشد بتنظيم الندوات والورش للتوعية في سبيل محاربة النشر الإلكتروني عبر (الواتس أب). وأشار إلى أن من يرتكب جريمة عبره فهو معروف يمكن ضبطه بعد النشر مباشرة لأن تقنيا جريمة نشر عبر الواتس أب يتم ضبطها وبسهولة وإن كان عبر موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك).

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. تخلف تخلف تخلف

    كل شئ في الدنيا له وجهين

    فالاكل كثيره مضر فهل نمنع الاكل

    الواتساب اسرع وارخص وسيلة اتصال

    ومهم وضروري لقضاء الكثير من الاعمال

    والمصالح واساءة البعض لاستخدامه لا

    تعني عدم صلاحيته

    من المسؤل عن الاخلاق والتربية

    فان كان رب البيت للدف ضاربا

    فشيمة اهل البيت الرقص

    الم تشاهد احد علماء هيئة علماء

    السودان وهو يفعل المنكر

    هؤلاء هم المربين وهؤلاء هم الغدوة

    العيب في نظامنا وليس في الواتساب

    يا استاذ

    ولن يستقيم الظل والعود اعوج

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..