العنصرية وإعادة اكتشاف حضارات النوبة القديمة ? للكاتب تيموثي كيندال

ترجمة سعد مدني

في 1820 كان العالم الغربي سعيداً لسماع خبر إعادة اكتشاف آثار النوبة القديمة – أو “كوش”، كما كانت تسمى في الكتاب المقدس. الأثار في السودان والتي تبعد مئات الأميال من جنوب مصر، قد تم ذكرها من بعض الرحالة البريطانيين و الفرنسيين والأمريكيين، و تبعاً لوصفها الغامض وما جلبوه من رسوم توضيحية للمعابد وساحات الاهرمات قد أثار إعجاب العلماء في ذلك الوقت وأيقظ الاهتمام بهذه المملكة الأفريقية.

الوثائق اليونانية تحدثت عن ممنون (Memnon) ، ملك النوبي الأسطوري الذي قاتل في حرب طروادة. كما تحدثت ايضاً عن النوبة، وانهم كانوا “أطول الناس و اوسمهم على وجه الأرض”، وعن اعتقادهم الديني العظيم بحيث أن الآلهة كانت تفضل قربانهم عن جميع الناس الآخرين. كانوا يعرفون أيضا أن ملوك النوبة قد غزوا مصر وحكموها لمدة ستين عاما، و انهم يحسبون على أنهم الأسرة الفرعونية الخامسة والعشرون في مصر. و لكن الإغريق لم يدعوا هؤلاء الناس ب”النوبيين” أو “الكوشيين”، كما نفعل اليوم. دعوهم الإثيوبيين (“Aithiopes “)، والتي تعني في اليونانية “الافراد ذوي الوجه المحروق.” كانوا يعلمون جيدا أن النوبيين كانوا سود البشرة، كما هو حال لون بشرة السودانيين في نفس المناطق اليوم.

خلال 1840 قاد عالم المصريات الألماني الشهير كارل ريتشارد لبسيوس Karl Richard) Lepsius) (1810-1884) رحلة استكشافية لرصد الآثار في مصر والسودان بأمر من ملك بروسيا. لدى عودته، أكد بثقة أن هذا المصطلح اليوناني “الإثيوبيين”، عند الإشارة إلى الشعوب المتحضرة القديمة لكوش، لا ينطبق على “الزنوج”، ولكن كان يستخدم لوصف ذوي البشرة الحمراء الذين أرتبطوا ارتباطا وثيقا بالمصريين، والذين “ينتمون إلى عرق قوقازي “. مرة أخرى، في عام 1852، عندما زار الدبلوماسي الأميركي بايارد تايلور (1825-1878) السودان و عند معاينته لمنحوتات معابد الآلهة ورسومات الحكام الذين يرتدون كل ما هو فاخر، ورغم وجود السمات الأفريقية في لونهم و اشكالهم بشكل واضح، إلا أنه وجد من غير المعقول أن يتمكن ذوي البشرة السوداء الافارقة من إنشاء هذه الحضارة القديمة. وبدلا من ذلك، أكد مرددا ما قاله بسيوس، ان هذه الحضارة قد تم إنشاؤها من قبل المصريين أو عن طريق المهاجرين من الهند أو الجزيرة العربية، أو، كما قال “من قبل فرع من العناصر البشرية التي ننتمي إليها.” [وهو يقصد الجنس الأبيض].

بسيوس وتايلور فشلوا في الاعتراف بحقيقة أن اليونانيين أنفسهم لم يخلطوا ابداً “الاثيوبيين” مع المصريين، و انهم استخدموا دائما مصطلح “الإثيوبي” للاشارة الي شعوب كوش ووسط أفريقيا. هذه الآراء العنصرية والتشوهات “العلمية” بين الباحثين الغربيين من القرن التاسع عشر، و بالرغم من انها لم تكن عالمية، و لكن لسوء الحظ شكلت المواقف لمدة قرن كامل آخر مما أدى الى تأخير و خلق عدم الانضباط العلمي في الدراسات النوبية والحضارة الأفريقية بشكل عام.

كان شمال السودان منطقة نائية و لم يستطيع علماء الآثار من الوصول اليه، استمر هذا حتى سيطر البريطانيون على البلاد في عام 1898 و اصبح الوصول اليه متاحاً خاصة مع اكتمال خط السكة الحديد بين القاهرة و الخرطوم. أجريت الحفريات الرئيسية الأولى من قبل عالم المصريات الشهير جورج ريزنر (1867-1942) (George A. Reisner)، الذي كان فريقه العلمي مدعوماً من جامعة هارفارد ومتحف الفنون الجميلة في بوسطن، وقام بالتنقيب الأثري أولاً في كرمة في عام 1913 ثم معابد جبل البركل ما بين 1916-1920 وجميع الأهرامات الملكية لدولة كوش ما بين 1917-1924. وضع ريزنر – بمفرده تقريبا- أسس التاريخ النوبي، ورصد تاريخه من العصر البرونزي إلى فجر العصر المسيحي في النوبة. كما انه قام بفك رموز أسماء وتواريخ معظم الملوك الكوشيين في القرن الثامن قبل الميلاد إلى القرن الثالث قبل الميلاد. لقد كان إنجازا عظيماً، لا مثيل له تقريبا في تاريخ علم الآثار.

و بالرغم من استنباطات ريزنر لا تزال تمثل لنا رؤية مذهلة وصحة أساسية، لكن ما زلنا نشعر بالخيبة على عدم قدرته اكتشاف وقبول أن الآثار التي نقّب فيها قد بناها رجال سود حقيقيين. صاغ ريزنر نظرية، باستخدام أدلة خادعة تماما، أن مؤسسي الأسرة الفرعونية الخامسة و العشرين أو “الاثيوبيين” لم يكونوا من السودانيين السود بل كانوا فرع من العنصر البشري (المصري- الليبي) “Egypto-Libyan” (والتي كانت تعني “ذوي البشرة البيضاء”) وينتمون للاسرة الحاكمة الثانية و العشرين. والاسرة الخامسة و العشرين، و التي كانت تسمى “الإثيوبية” من قبل اليونانيين لأن ملامحهم كانت ببساطة تدل على اصلهم “الزنجي” او السكان ذوي البشرة الداكنة، وهؤلاء الإثيوبيون، كما ذكر ريزنر ، ” لم يعرفوا التجارة أو أي صناعة جديرة بالذكر.” ومثل تايلور وبسيوس، الذين كانوا يعتقدون تماما أن صبغة الجلد الداكنة كانت تحد من القدرة الفكرية والابداعية للانسان، عزى ريزنر التراجع الحضاري الواضح لمرحلة نبتة في الحضارة الكوشية (حوالي 660-300 قبل الميلاد) إلى “التأثير المُعطّل” الناتج من التزاوج العرقي – حثبما صوره- بين نخبة من ذوي البشرة الفاتحة والبشرة الداكنة الهوي بولوي Hoi poloi [Hoi poloi :الكثرة الموجودين أسفل قائمة العناصر البشرية على الأرض]. وأوضح أن النهضة الحضارية المروية (300 قبل الميلاد)، كانت مجرد نتيجة لتدفقات جديدة للمصريين القدماء. و ذكر ان الحضارات النوبية ليست متقدمة كما هي الحضارة المصرية، بسبب أن السكان كانوا من عرق مختلط، وبحكم علاقتهم بالعنصر المصري المتفوق، تفوق النوبة بفارق كبير عن “السكان الخاملين من الأجناس السوداء الأخرى في افريقيا. ”

هكذا كان ريزنر في أسوأ احواله. هذه التفسيرات العنصرية التي قليت بلا حرج، ونشرت على نطاق واسع في المجلات العلمية في ذلك الوقت وقُبلت باعتبارها الإنجيل من قبل الصحافة الشعبية، واليوم ما زالت تسيء وتحرج كل واحد منا. و من المثير للاهتمام أن نلاحظ أن هذه العنصرية والتي كانت متفشية آنذاك، كيف أثرت على الانضباط العلمي للدراسات النوبية في أمريكا. ريزنر، إلى حد كبير نتاج عصره، ويبدو أن لديه رغبة لاشعورية للاعتقاد بأن الملوك الكوشيين كانوا “بيض اللون” (أو “الرجال البيض” في البشرة الداكنة، أو الرجال ذوي البشرة الداكنة أصحاب “النفوس البيضاء”) من أجل جعل حضارتهم تستحق الدراسة أكثر، هذا لنفسه، وايضاً مقبولة لعلماء عصره وللجمهور الزائر للمتحف – وربما حتى إلى أيجاد الدعم المالي له في متحف الفنون الجميلة [ببوسطن]. و حتى بعد الحكم على الحضارة النوبية بحضارة “البيض” أو “السود”، فانها لم تلقى الكثير من الاهتمام الشعبي في ذلك الوقت. لو كانت مجرد فرع من “الحضارة البيضاء” المصرية في وسط أفريقيا، حسب نظرية ريزنر، فان الحكم عليها قد جاء في وقت متأخر، وانها غير اساسية، و “مهمشة” (هذا بنظرعلماء المصريات غير المحايدين ( (Egyptocentered وعلماء اوربا غير المحايدين (Eurocentered) في ذلك الوقت). ولو كانت “حضارة سوداء”، فانها سوف تكون في أذهان معاصريه غير ذي صلة تماما بالأهمية التاريخية. في كلتا الحالتين، لا تتوفر مناطق جذب كمجال لدراسة المصريات من علماء ذلك الجيل، وتقريبا لا شيء يدعو الى متابعتها. و تقريبا كانت الكتب المعاصرة في تاريخ الحضارة المصرية قد تجاهلت ذلك تماماً.

حتى وقت متأخر من اربعينيات و خمسينيات القرن العشرين، ظلت الهوية العرقية للنوبيين إشكالية للعلماء “البيض”. على سبيل المثال، عندما عثر على عظام الملوك الكوشيين، المستخرجة من حفريات ريزنر، والتي أرسلت للتحليل إلى المتخصصين في متحف بيبودي في جامعة هارفارد، تم تحديدها على أنها تنتمي إلى “انسان الحضارة المصرية”. في هذه الحالة، علماء دراسة العظام، مثل بسيوس، تايلور وريزنر، كانت رغبتهم الواضحة في الأدعاء بانها تنتمي ل “عنصرهم البشري[الأبيض].” ولكن عندما قام كيث سيلي وجورج ستيندروف علماء المصريات في جامعة شيكاغو ، والذين لم يكونوا مشتركين مع ريزنر في “نظرية الأصل الليبي”، بنشر أعمالهم عن تاريخ مصر في عام 1942، عندما حكمت مصر حتى الشرق، ظهر تحيزهم الواضح ضد الاسرة الفرعونية الخامسة و العشرين [المكونة من ملوك النوبة] في هاتين الجملتين:

“في مكان الفرعون المصري الأصلي أو الغزاة الليبيين، احتل عرش مصر ملك زنجي من اثيوبيا! ولكن لم يدم سلطانه لفترة طويلة.”

اليوم، وبعد سبعة وخمسين عاما على صدور هذا الكتاب، يعترف الآن على أن ملوك الاسرة الخامسة و الثلاثين “الزنج” قد قاموا بنهضة مهمة للفن والحضارة المصرية، وأنهم وضعوا أسس الاهتمام العلمي بالتقاليد و اللغة المصرية القديمة، وقد اطلق عليهم “علماء المصريات الأوائل.” و تمددت الإمبراطورية في عهدهم بشكل كبير، لم يتحقق ابداً من أي وقت مضى في العصور القديمة على طول وادي النيل. و الغى ملوكهم الحكم بالإعدام على السجناء. كما انهم غفروا لأعدائهم وسمحوا لهم بالاحتفاظ بوظائفهم. وأنهم أعطوا بالفعل الحق العام في تنفيذ الكتابة المنقوشة في المعابد لأشخاص آخرين غير أنفسهم. و لم تسمع هذه الخصائص بين ملوك مصر القديمة الأخرىن او ملوك الشرق الأدنى، ويمكننا أن نفترض أن هذه فعلاً هي مميزات الملوك النوبيين. و كان علماء المصريات في النصف الأول من القرن العشرين، يعدون هذه الحقبة “الزنجية” بأنها الفترة التي تميزت بأدنى مستوى للحضارة المصرية والتي أضمحل عندها كل التاريخ المصري.

عندما ارسلت المواد المكتشفة في حفريات ريزنر في السودان إلى متحف بوسطن في عام 1924، ذهب معظمها إلى التخزين ونسيت جمعيها إلا قليلاً. و في أواخر 1970 تم إعادة اكتشافها من قبل القيمين على المتحف، والذين بسعادة بالغة أشاروا الى أنها تعتبر واحدة من أهم و أثمن كنوز المتحف، وبعدها استخدمت في العديد من المعارض الداخلية و الدولية ، كما تم أخيرا عرضها في معرض دائم خاص بالحضارة النوبية.

“العنصرية البيضاء” في الأوساط العلمية اختفت تقريباً مع قيام حركة الحقوق المدنية في سيتنات القرن العشرين، ولكن تم استبدالها ب”العنصرية السوداء” الجديدة، و التي دعمها العديد من الأمريكيين من أصل أفريقي كاستجابة متأخرة ل”العنصرية البيضاء”، حدث هذا حتى قبل إعادة تعريف الحضارة الكوشية. هذا أنتج ما يسمى بالأفرقة غير المحايدة Afrocentrism))، والتي فسرت التاريخ الأفريقي القديم ممزوج بالغضب لتجربة السود في العصر الحديث، والتي افتخرت بمصر بوصفها حضارة “أفريقيا السوداء”، واعتبرتها أصل الحضارة الأوروبية. ويا للسخرية، مثل العنصرية من ايام ريزنر، هذا الاتجاه انتقص من أهمية كوش، لأن دعاتها قللوا من الاختلافات العرقية والحضارية بينها وبين مصر واعطوا أهمية مركزية لإنجازات الحضارة المصرية.

في التسعينيات أصبح مستقبل دراسات الحضارة النوبية في أمريكا يبدو أكثر إشراقا من أي وقت مضى. الفن والحضارة الكوشية “السوداء”، والتي عموماً في أيام سابقة لم تمثل مركز اهتمام بالنسبة للأميركيين، اصبحت الآن مثيرة للاهتمام بالنسبة لهم. ومن المأمول في الألفية الجديدة أن جميع الأميركيين سوف يأتون لفهم – ما لم يفهمه رايزنر ومعاصريه، من جهة، ولا الأفرقة غير المحايدة الحديثة، من جهة أخرى – تلك الدراسات و التي لا يمكن تحقيقها بشكل نزيه ما لم نتمكن من مفارقة وتجاوز التحيزات الخاصة بنا. في مرحلة ما سنقوم جميعا بحاجة إلى الاعتراف بأن “العنصر البشري التي ننتمي إليه” – وهنا استخدم عبارة بايارد تايلور – ليس أسود ولا أبيض، ولكن ببساطة يمثل الإنسان، بكل قدراته الإبداعية الاستثنائية وكل إخفاقاته الأزلية.

تعليق واحد

  1. شكرا علي الترجمه للموضوع القيم
    الحضاره النوبيه تحتاج لكشف اسرارها وتحتاج منا لمزيد من الجهد ااظهارها للعالم وللتفاخر بها

  2. أيتها العنصرية البغيضة لماذا تلاحقيننا ؟ ربما نستطيع أن نتجاوز أثاراها إن طالت مايمكن إصلاحه أما التاريخ وحضارة الشعوب فهذه كارثة وعار في جبين الذين تبنوها وأخذوا بها في علوم تمس أصل وثقافة وسيادة شعوب سادت ثم فنت .. شكرا تيموثي كيندال وشكرا سعد مدني .

  3. طيب ما كان تخلص الموضوع بذكر آخر اكتشافات علماء الآثار والتي نشرت في هذه الراكوبة لباحث فرنسي عثر على تمثال ملك النوبة العظيم الذي حكم السودان ومصر وفلسطين قبل ظهور أسر الفراعنة المعروفين وأثبت أن الحضارة الكوشية أسبق على الفرعونية المصرية التي كانت نتاجا للأولى وتابعة لها في كل شيئ من بناء الإهرات وكتابة اللغة الهيروغلوفية وعبادة الآلهة الخ

  4. نديكم الكلام البزعلكم يا عرب يا مستعربة يقول الكثير من العلماء اصل الحضارة الفرعونية نوبية واصل الحضارة النوبية اثيوبية هههههههه المصريين زعلانيين من نوبية حضارتهم والسودانيين زعلانيين من اثيوبية حضارهم وكل واحد فيهم عايز تاريخ بمزاجه … عارفين ليه إنها الثقافتهم العربية العنصرية المتخلفة والتي تشرب بها الشعبين والمعروف بأن العالم يسجل التاريخ والعرب يالفون التاريخ

  5. هذه ترجمة لمقال كتب سنة 1999( علماء المصريات في جامعة شيكاغو ، والذين لم يكونوا مشتركين مع ريزنر في “نظرية الأصل الليبي”، بنشر أعمالهم عن تاريخ مصر في عام 1942، عندما حكمت مصر حتى الشرق، ظهر تحيزهم الواضح ضد الاسرة الفرعونية الخامسة و العشرين [المكونة من ملوك النوبة] في هاتين الجملتين)…..(اليوم، وبعد سبعة وخمسين عاما على صدور هذا الكتاب )42 +57 الف وتسعمائة وتسعة وتسعون . وقد جرت كثير من المياه تحت الجسر منذ ذلك الحين , والمقال يشير بوضوح للعنصرية الفاضحة التى وسمت اعمال المنقبين فى عصر الاستعمار وهيمنة العنصر الابيض العسكرية والاقتصادية والتى ارادة كتابة التاريخ القديم لتكريس تفوقية العنصر الابيض , ولكن عندما كانت الاثار لاتسعف الغرض عملوا على تخزينها بعيدا حتى لاتمس عظمة الرجل الابيض بسوء ولو الى حين (عندما ارسلت المواد المكتشفة في حفريات ريزنر في السودان إلى متحف بوسطن في عام 1924، ذهب معظمها إلى التخزين ونسيت جمعيها إلا قليلاً. و في أواخر 1970 تم إعادة اكتشافها من قبل القيمين على المتحف، والذين بسعادة بالغة أشاروا الى أنها تعتبر واحدة من أهم و أثمن كنوز المتحف،) .
    المؤسف ان الدوائر الثقافية الامريكية لم تهتم كما يامل كاتب المقال , بل اشاحت بوجهها بعيدا رقم ماثبت لها ان تاريخ الانسانية الاول الذى انطلق من كوش ومن هذه المنطقة فى شمال السودان على وجه التحديد يستوجب قيام حملةعالمية لاستجلاء تاريخ الانسانية الحقيقى ووضعه فى مصافه العلمى المرجعى الصحيح فى منهج دراسة التاريخ الحقيقى فى العالم الحديث .
    وهذا الاعراض عن توفير المستحق قد يؤكد ان رايزنر وعلما المصريات ارادوا ان يحرفوا التاريخ بتغير العنصر البشرى المتفوق واستبداله باخر , ليس تاثرا بالميط العنصري الذى عاشوا فيه , ولكن صدى الخوف من ان تعيد الحضارات الانسانية العظيمة ولادة نفسها من جديد اذا هم لفتوا النظر لما عثروا عليه وعرفوه من اثار يستحيل تحريفها واعادة كتابة تاريخ يناقض ادلتها وبراهينها . توجد فى الغرب ارادة تعمل على استبعاد كل معرفة انسانية اصيلة تهدد استمرار الثقافة المادية الغربية , وتعرف يقينا ان التاريخ الاصيل يمكن ان يعيد انتاج نفسه , وفى مسعاها لذلك لاتالواجهدا فى استدعاء كل عناصر التخلف الاستعلائى من اصباغ العنصرية والتخلف والفقر الداكنة اللون وصبغاعلينا للتنفير من المكان والانسان .
    فالمؤسسات العلمية التاريخية فى الغرب لم تحتفى كما هو مطلوب وواجب بالعمل الفردى المتفرد الذى قام به العالم السويدى شارل بونى فى السنوات القليلة الماضية وانجازه العظيم باكتشاف الحلقة المفقودة فى تاريخ المصريات وربطها بالاسرة الكوشية الخامسة والعشرين . هذا التصرف والتهرب يؤكد ان الارادة الغربية لم تكن عنصرية ابدا تجاه تاريخنا هى فقط والى يومنا هذا لاتريد لهذا التاريخ البشرى الحقيقى ان يرى النور .

  6. … ستيقى الحقيقة وستنجلى يوما بان اصل الحضارة هى اثيوبيا والنوبيين اصلهم اثيبوبيا اذا الحضارة الفرعونية فى الاصل كوشية اثيوبية …

    .. عندما تتامل الاشياء تحس بان هناك امور وحقائق تم التلاعب بها تاريخيا قصدا او جهلا مثلما يحدث فى فبركة الاحاديث والفبركات التى تتناقض مع جوهر الرسالة المحمدية ..

    .. ايضا تجد الكثير من الالغاز التى يعتبر فك شفراتها مثل .. علاقة الجنس الاثيبوبى بالنوبا الشمال وماهى العلاقة الغامضة بين نوبة الجبال والنوبيين الاشتراك فى معظم المفردات اللغوية … الكثير من البحوث تؤكد بان الفراعنة او النوبيين كانو عباقرة فى الحساب .. وهناك اجماع على ان نوبة الجبال هم اشطر الناس فى الرياضيات حسب راى المعلمين الذين عملو فى تلك المناطق ؟؟ فقط عوامل الرق والتهميش قد حجبت هذة الامور حسب راى البعض … ايضا هناك لغز اخر وهو ماهى علاقة (الامبررو لالاثيبوبيين) هناك تشابة عجيب بينهم .. وايضا هناك تشابة عجيب بين الامبررو بالهنود الحمر ؟؟؟؟!!! فى العديد من الامور واشهرها (الضفيرتين) لمن راو الامبررو ؟؟؟ هل يعتبر مصطلح الحضارة المصرية الفرعونية دقيا ؟؟ ام الاصل الحضارة النوبية او الاثيبوية هى الحقيقة …؟؟؟ ومن هم سكان مصر الاصليين ؟؟ هل هم النوبيين ام الاقباط ؟؟؟؟ احيانا احس بان هناك تشابها واضحا بين الاقباط والنوبيين ؟؟؟؟؟ رغم اختلاف اللون ؟؟ فى احدى المرات شاهدت بنت اقسمت باانها حلفاوية بنت ذاات ملامح (فرعونية واضحة) بس المافاجاة طلعت هذة البنت اثيوبية ؟؟؟

    … هل كل هذة الالغاز لديها علاقة باصل البشرية الذى يعتقد بان نشاتة فى ارض اثيوبيا .. الله اعلم …

  7. اين اسلاف هؤلاء النوبة الذين حكموا مصر .. هل هم الذين موجودون جنوب مصر ام في شمال السودان ام الموجودون في جبال النوبة..ام هناك مجموعات يسكنون جنوب تشاد يتحدثون بنفس لغة النوبة في جبال النوبة ونفس العادات والطقوس.. ونجد في كل الحالات ليس هناك انسجام بين كل النوبة الموجدين في شمال السودان وجبال النوبة حتى على متسوى الروابط في الجامعات نوبة الشمال تجدهم يسمون روابطهم مثلا رابطة النوبيون اما جبال النوبة فيسمون روابطهم بروابط النوبة..لم نجد اي تفسير لهتين التسميتين ..

  8. كلمة اثيوبية المذكورة في الكتابات الاغريقية تعني المنطقة خلف مصر القديمة ما تحت اسوان و ليس المقصود باثيوبيا دولة الحبشة الحالية. اثيوبيا هي بلاد النوبة التي امتدت في كل ربوع السودان القديم و هؤلاء النوبة وصلوا بفعل الحروب الكثيرة حتي جنوب السودان الحالي و دارفور و جبال النوبة و شرق السودان وارترياجزء من بلاد الحبشة الحالية.

  9. الخواجات زمان عنصريين جدا
    و مفتكرين انو مافي زول غير الرجل الابيض ممكن يصنع حضارة..
    وزوروا تاريخ حضارة السودان القديمة اعتبارها جاءت من الرجل الابيض في شمال مصر و ليبيا
    لكن حضارة السودان القديمة اثرت على الحضارة الاوربية
    و حضارة ما بين النهرين في العراق
    و حضارات اسيا مثل الصين و الهند و امريكا الجنوبية
    و منها جاءت كل اسس الديانات القديمة

  10. اليك قليل من الحقايق التى تعلمتها من الاطلاع ..
    جدنا كوش بن حام بن نوح ( وزوجته غرنابيل ) بنى مملكته النوبية الكوشية من منطقة الشلال الاول الى الحبشة فكانت أول مملكة على وجه الارض وبذلك كانت حضارة النوبة الكوشية اول واعرق اقدم حضارة على الارض ونحن النوبيين اول بشر بشعوب السواد الافريقى فلذلك عرقنا الاصلى والذى ليس به اختلاف اننا نوبيين كوشيين سودانيين حاميين .
    اما بخصوص نوبة الجبال والبجاءوشرق افريقيا فهم فرع مننا وجدهم ايضاء كوش واما غرب السودان ووسط افريقيا فيعتقد انهم من سلالة الاخ الثانى لجدنا كوش واسمه سابا لانه انقطعت اخباره حينما شد الرحال الى غرب السودان ويبدوه انه مؤسس وسط وغرب افريقيا ومنها جنوب افريقيا .
    اما بخصوص اصل المصريين فهم حاميين سمر مثلنا جدهم مصاريم ابن حام ابن نوح الاخ الثانى لجدنا كوش وهو اتجه مع زوجته شمالاً واسس سكان مصر فالاقباط ليسو اساس مصر فهم دخلا من اوربا يونانيين وبشرتهم تدل على ذلك .
    وتحليلى هذا اقرب للحقيقة لان بتحليلى ارجعت كل الى مصدره وان قارة افريقيا اصلها من السمر وبهذا التحليل اصل افريقيا من البحر الابيض الى المحيط اصحاب بشراء سمراء وراجع اصل الليببين واصل التونسيين والمغرب والجزائر تجدهم سمر وليس بيض .
    اما بدخول اللون الابيض لافريقيا يرجع للاحتلال الذى كان عبر العصور للقارة ودخول العرب لدول شمال وشرق افريقيا ولذلك اصبح اللون ابيض واللسان عربى فى دول شمال افريقيا .. واللون شبه ابيض واللسان شبه عربى فى دولة السودان وبعض دول شرق افريقيا .
    ودليلى على ذلك انظر لسكان جنوب مصر تجدهم بشرتهم سمراء ولايجيديون العربية ويتحدثو النوبية وهم مصريين . فهم اصلهم نوبية من الكوشيين جدهم كوش بن حام بن نوح( مؤسس السودان ) ولايتبعون الى الجد مصرايم رغم انهم الان مصريين .

    هذا والله اعلم .. نرجو من الجيل الجديين من السودانيين البحث فى اصولهم وعدم السماع من الاخريين لانهم يردون التضليل . ونفتخر بانصهارنا بالعرب لان خاتم الانبياء منهم وباعتناقنا الاسلام .

  11. هو المهم الان من علماء السودان فى التاريخ والاثار ان يصححوا هذه المفاهيم خاصة وان الكثير من العلماء الاجانب اثبتوا ان الحضارة السودانية اقدم حضارة واقدم من المصرية خاصة وانه قبل شهر تقريبا او ازيد بقليل كان هنالك برنامج فى التلفزيو السويسرى عن الحضارة السودانية من قبل علماء فرنسيين وسوسريين اعتقد من المفيد نشر هذا البرنامج على مستوى كبير ونتمنى من الراكوبة نشره من جديد وتعميمه على كل وسائط الاتصال

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..