أوراق اللواء عابدين الحلقة الحادية عشرة

الحلقة الحادية عشرة
الفريق أول محجوب حسن سعد قال لى ستكون مديرا لقضية محمد طه محمد أحمد وبعد الفراغ منها تواصل مهامك مديرا للمباحث المركزية
“””””””””””””””””””””””””””
نهب مسلح
خلال فترة عملى مديرا لدائرة الجنايات بشرطة ولاية الخرطوم أشرفت على متابعة حادثة نهب التاجر أحمد الطيب وهو من التجار الذين لم يعتادوا التعامل مع المصارف ، ويقوم بحفظ أمواله بمنزله ، وبطريقة تقليدية إذ يقوم بحملها فى جوالات إلى متجره ، وعند نهاية العمل يعيدها بالطريقة ذاتها إلى المنزل ، ويبدو أن هناك من كان يراقبه ويخطط سرا لنهبه.بدأت القصة عندما كان التاجر فى طريقه إلى منزله بعربته البوكس التى يقودها سائقه وكان يرافقه ابنه، وكانت العربة محملة بجوالات المال كالعادة ،وأثناء سيرهم أوقفهم مجهولون وأفادوهم بأنهم من رجال الأمن ويشتبهون فى السيارة والأشياء التى يحملونها ، وبالفعل أنزلوهم تحت تهديد السلاح وقام أحد الجناة بقيادة السيارة وكان بقية الجناة يتابعونهم وكان الليل قد أرخى سدوله، وتوجهوا إلى أطراف المدينة وهناك قاموا بإنزال السائق ثم بعد مسافة قاموا بإنزال التاجر وغادروا ومعهم ابنه الذى فيما بعد ، اتضح أنهم أنزلوه بأحد أحياء أم درمان.غادر الجناة بالعربة المحملة بالأموال إلى جهة غير معلومة وظل التاجر وابنه والسائق يتحركون للوصول لبعضهم البعض ، كلٌّ فى اتجاه .. فوصل التاجر لشرطة الصافية وأبلغ عما حدث بينما وصل الابن شرطة امدرمان وأبلغ أيضا عن الواقعة وبعدهم ظهر السائق أيضا.عند علمنا بهذه الوقائع كان هناك رأي مبدئي ، كأحد الاحتمالات ، بأن التاجر لديه مشاكل مالية يريد تبريرها وابتدع بالاتفاق هذه القضية، حيث كانت المبالغ المنهوبة كبيرة جدا، وعادة ما يتم تحليل مثل هذه الحوادث والوقائع لتوفير الجهد المطلوب لكن تماسك الرواية وتطابق إفاداتهم ووصفهم الدقيق للجناة بالإضافة للحالة التى عُثر عليهم بها عند وصولهم للشرطة كانت دليلا على صدق روايتهم .
تقسيم الغنيمة
ومن هنا بدأ التحرك الفعلى لفرق المباحث بولاية الخرطوم حسب وصف الجناة والشكوك التى توفرت عن أحدهم والذى كان يتردد على محل التاجر، فمثل هذه الحوادث تتطلب الاستعانة بالمصادر حيث إن حصول الجناة على هذه المبالغ الكبيرة لا بدّ أن يُحدث خلافا فى تقسيمه ، فيقوم أحدهم بتوصيل المعلومات انتقاما من البقية الذين ،فى اعتقاده، قد ظلموه ولم يساووه بالآخرين رغم اشتراكه معهم وقيامه بالدور الذى طلبوه منه أثناء ارتكابهم للجريمة .وبالفعل تمكن أحد المصادر من إفادة رجل المباحث بأن منزلا معينا بامدرمان تمّ فيه تقسيم المال المنهوب بحضور فلان وفلان ، وبدأ رجال المباحث فى تعقبهم ، واتضح أن أحد المطلوبين قد غادر إلى مصر.
الرأس المدبر
وبالمتابعة ، تم القبض على الرأس المدبر الذي قام بالتخطيط لهذه العملية ، وقد كان مقيما خارج السودان سنين طويلة ، ولديه خبرة فى أعمال المتابعة والمراقبة ، وقد استأجر لإكمال هذه العملية شقةً تطلُّ مباشرة على متجر الضحية ، وظل يراقب تحركاتِه لمدة طويلة حتى تمكن من وضع خطته ثم أشرك الآخرين بعد رسمها لهم ، وقاموا بتنفيذها بدقة رغم خطورتها ، كونها بدأت داخل العاصمة ، وقد أوقفوه بطريق رئيس مزدحم بالسيارات ، مما يجعلها من الحوادث الدخيلة التى كان الجناة يتصرفون فيها بجرأة، مما أوهم التاجر أنهم ، فعلا ، ينتمون لجهاز رسمي، واستجاب لهم ولم يقاومهم باعتبار أنه ينصاع لتوجيهات وتعليمات رسمية ، وهذه الخدعة لايقوم بها إلا شخص متمرِّس وله خبرة فى هذا المجال ..وهذا بالضبط ما كان يتصف به زعيم هذه العصابة.
ضبط المال المسروق
تم ضبط المال المسروق بعد جهد كبير بذله رجال المباحث وأعيد معظم المال المنهوب لصاحبه ، وتم إكمال ملف استرداد المتهم الذى هرب الى مصر ، وقد كان إنجازا حقيقيا لمباحث ولاية الخرطوم أثنى عليه المسؤولون كافة وكذلك ذوو التاجر.
مقتل محمد طه محمد أحمد:
من الجرائم الغريبة التى لم يشهدها المجتمع السوداني والتى شغلت الرأي العام جريمة اختطاف ومقتل رئيس تحرير صحيفة (الوفاق)، محمد طه محمد أحمد ،فهذه الجريمة خفت أن يكون مصيرها مصير جريمة مقتل بنات عم عبده التى ما زال البلاغ فيها مفتوحا .
الاختطاف
تجاوزت الساعة الواحدة صباحا فى ذلك اليوم . اتصل بي أحد الزملاء وأبلغنى بأن هناك مجهولين قاموا باختطاف الصحفى محمد طه محمد احمد من منزله بكوبر، عند الساعة العاشرة مساءً تقريبا ،وهناك بلاغ بهذا المعنى بشرطة (عمر المختار) فاتصلت بالمناوبين بشرطة الولاية والمباحث المركزية وتأكدت من صحة البلاغ ثم ظللت أتابع الإجراءات التى اتخذت عبر الدوريات ونقاط الارتكاز والتفتيش وعمليات البحث عن عربة صالون بيضاء اللون عبرت كبرى القوات المسلحة إلى جهة غير معلومة. وصلت وزملائى من مباحث الولاية إلى منزل المختطف الصحفى محمد طه بحي (عمر المختار) ، شرق مستشفى الأمل وكانت هناك أعداد كبيرة من المواطنين وزملائه الصحفيين بالإضافة لأفراد أسرته ، وقد طلبت الجلوس مع أفراد أسرته ،كبداية لجمع المعلومات عما حدث بالضبط ، وكذلك الجيران وقد سجلنا كل المعلومات المفيدة عن طريقة خروجه من المنزل والملابس التى كان يرتديها وأوصاف العربة الصالون البيضاء والزمن ومسار العربة التي جرى وراءها ابنه راجلاثم استغاثته بسائق (موتور سايكل، تصادف مروره بلحظة مغادرة العربة الصالون .
جو متوتر
كان الجو متوترا جدا بمنزل الصحفى محمد طه، والجميع مندهش لما حدث ويستنكر أن يحدث ذلك فى الخرطوم ،خاصة أفراد الأسرة والجميع مشفقون على مصيره ، ويتساءلون عن الذى قام بهذا الفعل ، ولماذا ؟ وهل هو على قِيد الحياة وكلنا ينظر إلينا منتظرا الاجابة.
فى هذا الجو المشحون بالتوتر طلبت أن التقي بأسرة الصحفي محمد طه وذكرت لأسرته أن الصحفى محمد طه شخصية عامة وأمره يهم الدولة ، ولدينا توجيه من وزير الداخلية وقتها ،البروفيسور الزبير بشير طه، ومدير عام الشرطة الفريق اول محجوب حسن سعد ،ببذل أقصى جهد للوصول للحقيقة حتى لو اضطررنا لاستجواب نصف الشعب السوداني ، ثم الشروع في استجواب النصف الآخر فى سبيل ذلك ، وقد كتب عن هذا اللقاء الصحفى الهندى عزالدين الذى كان حاضرا ، ولم أنتبه إليه إلا بعد أن قرأت ما سطّره قلمه عن ذلك الاجتماع .
العثور على الجثة
أثناء عودتنا لمكاتبنا برئاسة شرطة ولاية الخرطوم ، وصلتنا إشارة من شرطة محلية جبل الأولياء تفيد بالعثورعلى جثة شخص بالفضاء الكائن شمال معسكر الاحتياطى المركزى معصوب الأرجل واليدين ومفصول الرأس ، وحسب إفادتهم بأن الجثة لشخص أبيض اللون وأنهم بصدد إيصالها إلى المشرحة بعد أن تمت معاينتها المعاينة الأولية. اتصلت مباشرةً بمدير شرطة محلية جبل الأولياء وقتها ، العميد عثمان الزين قناوى ، وأخطرته بإبلاغ المسؤول عن حراسة الجثة بعدم تحريكها لحين وصولنا ، وطلبت منه أن ينتظرنا مع مدير شرطة المحلية ليتحرك معنا لمكان الجثة ،وطلبت منه مبدئيا أن يفيدنا بوصف دقيق للملابس التى على الجثة، فقمت مباشرة بالاتصال بأحد أقارب الصحفى لمزيد من التأكد من لون الجلباب ، وكذلك نوع الشبشب (السفنجة ) التى كان يرتديها ، وبعد حصولى على الأوصاف من الجانبين زادت قناعتى قبل الوصول لمكان الجثة بان هذا الشخص المقتول هو محمد طه ، ولكنّى التزمت الصمت لحين الوصول ومشاهدتها والتأكد التام لمعرفتي الشخصية بأوصاف الصحفى محمد طه محمد احمد.
شمل التحقيق كل الدوائر حول المجني عليه ، وراجعنا كل المحادثات التى تمت بينه وآخرين خلال الأيام السابقة للحادثة ، وتم التركيز أكثر على اليوم السابق للحادثة وكذلك تحركاته من وإلي مبنى الصحيفة ، وكذلك خلافاته التى حدثت مع آخرين والبلاغات التي فتح فى مواجهته وصحيفته…إلخ
اتصلت هاتفيا بمدير شرطة الولاية وقتها الفريق أول ، محمد نجيب الطيب ، والذي كان يرافق مدير عام الشرطة لمدينة شندى ،وأخطرته بالمعلومات التي طرفنا وأننا فى طريقنا لمكان الجثة وسأفيده لاحقا عند التأكد.
وصلت وزملائى الى المكان الذى توجد به الجثة وقبل أن أنزل من السيارة، ولحظة وصولى ومشاهدتى وتأكدى التام بأنها لمحمد طه الصحفى المختفي ، رن جرس هاتفى وكان المتصل الفريق أول ،محمد نجيب، يسأل إن كنا قد وصلنا مكان الحادث ويبدو أن تقديره للزمن كان مناسبا ،ورددت عليه بالإيجاب وقلت له: نعم ياسعادتك ..هو محمد طه ولا حول ولاقوة إلا بالله ،وربنا يكون فى عوننا جميعا ، ورحمه الله. فأنهى المحادثة مرددا عباراتى نفسها التى قلتها له ، ونزلت من العربة وكانت الساعة الثانية عشرة ظهرا وطلبت الطبيب الشرعى وعددا من الكلاب الشرطية وفنيي المعامل الجنائية والبصمات وظللنا نعمل بمكان الحادث حتى التاسعة مساءً حتى لا نترك شاردة أو واردة يمكن الاستفادة منها لاحقا للوصول للجناة أو استخدامها بيّنة فى مواجهتهم تؤكد ارتكابهم لجريمة قتل الصحفى محمد طه.
اشارات متقاطعة
المؤشر الاول، ووفقا لمطابقة رأي الطبيب الشرعى الدكتور صابر مكي حسن ،نائب مدير مشرحة الخرطوم، بأن الجريمة لم ترتكب فى ذاك المكان الذى وجدت فيه ، وأنها ارتكبت فى مكان آخر وربما عدة أماكن مرتبطة بهذه الجريمة ولم نجد آثار أرجل لأن الأرض تعرضت للأمطار ، وهى ملساء متماسكة ، لكن توجد آثار إطارات عربة، مما يشير إلى أن الجثة تم نقلها لهذا المكان بواسطة سيارة أيضا.
أنهينا أعمالنا بمكان الحادث وانتقلنا لمشرحة مستشفى الخرطوم حيث يوجد الطبيب الشرعى ومعاونوه وفنيو المعامل الجنائية ، وقد تجمهرت أعداد كبيرة من المواطنين والصحفيين والإعلاميين وغالبية المسؤولين بالدولة أمام المشرحة ، ورغم هذا الحشد الكبير فقد تم إجراء العمل الفنى المتعلق بالتشريح وإعداد تقرير مستوفىً يوضح كيفية الإصابة وأسباب الوفاة بالإضافة لإفادة الطبيب الشرعى التي تؤكد أن الجريمة لم ترتكب فى المكان الذى وجدت به الجثة وإنما تمّ القتل فى مكان آخر.
أثناء هذا الحدث كان لابد من تنفيذ أمر النقل واستلام مهامي مديرا للمباحث المركزية، وأذكر أن المدير العام للشرطة ،الفريق أول محجوب حسن سعد ، قال لى : ستكون مديرا لقضية محمد طه، وبعد الفراغ منها ستواصل مهامك مديرا للمباحث المركزية.
فريق التحقيقات
تم تشكيل فريق كبير للتحقيق ضم ممثلين للأجهزة الأمنية كجهاز الأمن والمخابرات والاستخبارات العسكرية إضافة لعدد من وكلاء النيابات وبإشراف النائب العام، وكنا جميعا نعمل فرقةً واحدة ،هدفنا الوصول للحقيقة وكشف غموض هذا الحادث ، تهدئة للنفوس التى استنكرت الطريقة والتمثيل بالجثة وإلقائها بالعراء.
المجنى عليه محمد طه محمد أحمد شخصية إعلامية مشهورة ذو علاقات متشعبة ومصادمات فكرية مع جهات متعددة وكان لا بد من وضع هذه التقاطعات فى الاعتبار فى بحثنا عن الفاعل ، وأيضا عرف عنه حرصه وحذره. فكان السؤال القائم عن كيفية استطاعة هؤلاء الجناة إخراجه من منزله ليلا بعد أن هيأ نفسه للنوم ،فلا بد أن يكون الأمر مهما جدا، وكذلك فلابد أن يكون الشخص معروفا لديه حتى يستجيب ويخرج لمقابلته بجلباب عادى.
البحث بالطائرات
السيارة الصالون البيضاء والتى لم تكن بها لوحات اختفت وظل رجال المباحث والأجهزة الأمنية يبحثون عنها ليل نهار، وجاءت فكرة البحث عنها بالمنطقة جنوب الخرطوم حيث توجهت بعد اختطافه كما أن وجود الجثة فى جنوب الخرطوم جعلنا نركز فى البحث عنها جنوب الخرطوم واستعنّا بالطائرة لحصر السيارات المخبأة بالمنازل بتلك المنطقة أثناء ساعات النهار ثم الوصول لتلك المنازل التى تحددها الطائرة وتوجد بها عربة صالون بالمواصفات نفسها، وقد بذلت فرق المباحث جهدا مقدرا رغم صعوبة هذا الإجراء ، لكنه كان مهما للوصول لأى دليل يقودنا للجناة ، فقد كانت عزيمتنا قوية وتعاهدنا جميعا ببذل المزيد من الجهد للوصول للحقيقة نسبة لبشاعة الجريمة وجرأة الجناة مع إيماننا القاطع بأن فشلنا فى الوصول إليهم يعنى المزيد من مثل هذه الاعتداءات التى ستكون سببا فى انفلات الامن وغياب الطمأنينة لدى الجميع .
العمل ليل نهار
كنا نوجد باستمرار منذ وقوع هذه الحادثة ونواصل الليل بالنهار وكان مدير عام الشرطة ومدير شرطة الولاية فى حالة متابعة مستمرة ويحضرون يوميا لمبنى المباحث المركزية لإخطارهم بآخر المستجدات وخططنا التى نضعها من أجل الوصول للحقيقة ، بل كان كل المسؤولين بالدولة يتابعون مجريات التحقيق بصورة يومية، وتم توفير كل المعينات لفرق التحقيق والبحث ،وكان المطلوب الأوحد هو الوصول لمن ارتكب هذه الجريمة المركبة والبشعة والتى لم يحدث مثلها بالسودان من قبل
منزل الفكي
أثناء هذه المجهودات كان لا بد من تنشيط المصادر .. يلجأ رجال البحث للمصادر عندما تغيب الادلة والآثار المادية التي تقود للجناة .. وفي مثل هذه الحالة كان لا بد من الاستعانة بالمصادر وقد وصلت معلومة للشرطة الأمنية مفادها أن المرحوم تم أخذه لمنزل “فكي ” بمايو وتمّ تحديد المنزل ووضعه تحت المراقبة .. وكذلك أفاد المصدر بأن الذي طرق باب المرحوم وأخرجه أحد العاملين في مجال الصحافة وتربطه علاقة حميمة مع الراحل.. وظللنا ننتظر المصدر في تحديد الصحفي الذي ساهم في خروج المجني عليه من منزله حتى يسهل خطفه واقتياده بالسيارة وظلت المراقبة مستمرة لمنزل الفكي بمايو ورصد كل الذين يترددون علي هذا المنزل. ظللنا ننتظر المصدر لتحديد الصحفي المعني وطالت الفترة حيث انتظرنا لمدة أسبوعين كاملين نراقب المنزل المعني وجاءت لحظة القرار حيث اجتمعنا جميعاً وتداولنا الأمر وكل التقارير التي حصلنا عليها بموجب المراقبة بالإضافة لمعلومات أخرى ، وبعد نقاش وتغليب بعض الآراء استقر الأمر علي تنفيذ خطة المداهمة للمواقع التي تم تحديدها ، وعددها ثلاثة عشر موقعاً .
مداهمة جماعية
في إحدى أمسيات رمضان وضعت الخطة علي أن يتم جمع القوات المشاركة من كل الأجهزة الأمنية وتم تشكيلها من 13 فرقة رئاسة وعضوية عدد من الضباط .. كل فرقة مكلفة بموقع محدد وتم التحرك بعد تناول إفطار رمضان داخل فناء المباحث المركزية ببري وتحركت الفرق لتنفيذ المهام في وقت واحد والتحفظ علي كل الموجودين المشتبه بهم في تلك المواقع وقد خصصنا فرقة أكبر لمنزل الفكي حيث يتوقع ان يكون موقع الحادث الأهم والذي قتل فيه الصحفي محمد طه ، فقد كانت هذه الفرقة مدعمة بفنيين ومختصين في العمل الجنائي ومعاينة مكان الحادث .
أول اعتراف
تم القبض علي الفكي بمنزله وعدد من المشتبه بهم الذين كانوا بالمنزل ،ومن ضمنهم ابنته التي كانت تسكن جزءا من المنزل الخاص بوالدها ، كما تم القبض علي عدد كبير من المشتبه بهم بالمواقع الأخرى ، واكتمل العمل عند الساعات الأولى من الصباح حيث اتضح أن هناك آثارا لدماء بغرفةٍ داخل منزل الفكي ،وبفحصها الأوَّلي ثبت أنها دماء بشرية.. بدأنا أعمال التحقيقات والاستجواب للفكي وابنته وبعض المشتبه بهم ، وقد كان أمراً مجهداً ..كنا نجلس لساعات طويلة عند استجوابهم وجاءت لحظة ظهور الحقيقة من فم ابنة الفكي التي سردت ما حدث ليلة الاختطاف وما قبل ليلة الإختطاف .
بدات ابنة الفكي التي تسكن معه في نفس المنزل في سرد ما شاهدته ليلة الحادث وأفادت بأنها في تلك الليلة ،وعند الساعة الحادية عشرة مساءاً ، وقد حددت الزمن وربطته بأنها كانت تشاهد فيلما بقناة النيل الأزرق وعند نهايته أغلقت التلفزيون دخل ثلاثة من الجناة عرفتهم بأسمائهم يحملون شخصاً لم تتبين معالمه وأدخلوه بغرفة الفكي وأفادت ان والدها كان بالمنزل عندما احضر الجناة هذا الشخص محمولاً. تحركت الي المرحاض الذي يقاصد غرفة والدها وقد شاهدت والدها والجناة الذين أحضروا هذا الشخص داخل الغرفة وهم يتحلقون حوله وكان مكتوفاً وشاهدت أحد الجناة يحمل سكيناً وهو المتهم ” ص ” وبعد أن عادت إلي سريرها كانت تسمع أصواتهم تعلو وتنخفض ثم بعد زمن خرجوا جميعهم يحملون ذلك الشخص ملفوفاً بملاءة وخرج والدها الفكي معهم .
الفكي يعترف
تم تسجيل الإفادة بالفيديو، وتم عرضها علي الفكي عند استجوابه، ورغم إنكاره في بادئ الأمر ولكنه عاد وأكد صحة رواية ابنته ، وأكمل بقية التفاصيل وحدد أسماء كل المشتركين وأدوارهم وكيفية تنفيذهم لجريمتهم .. وقد أفاد بالآتي : اجتمعنا عدة مرات وناقشنا الموضوع الذي نشر بصحيفة الوفاق والذي كان فيه إساءة لنساء قبيلة (…….) وتم حفظ البلاغ وقررنا أن نأخذ ثأرنا بأيدينا واتفقنا في البداية أن نقوم بقتل المدعي العام ،صلاح أبوزيد، وفعلاً ذهب الذين كلفناهم بإحضاره ولكنهم أخطأوا في المنزل وذهبوا لمنزل بجواره به حراسة مشددة . ثم قررنا ان نختطف الصحفي صاحب الصحيفة، محمد طه ، وبالفعل خططنا لهذا الأمر وكلفنا المتهم ” ع ” بخلق علاقة معه ليطمئن إليه وإغرائه بأن لديه ملف مهم وهكذا خلق معه علاقة . هذه العلاقة امتدت لأكثر من شهرين، وبالفعل يوم قررنا اختطافه أخذ معه المتهم “ع” مواعيد بالحضور إليه مساءاً لتسليمه الملف الهام وتحرك الجميع بعربتين: عربة لإحضاره وعربة لمراقبة الطريق وانتظرت أنا بالمنزل لقراءة التعاويذ كما طلبوا مني ” يعني أجرّ السبحة علشان العملية تنجح وما يقبضوهم ”
توالي الاعترافات
بعد ان أخذوه من منزله ذهبوا به لمنزل المتهم بضاحية سوبا حيث عقدت له محكمة وقرر ذلك المتهم تنفيذ حكم الإعدام عليه لإساءته لتلك القبيلة ، ثم أحضروه لمنزلي وقام المتهم “ص” والمتهم “ب” بنحره !! ثم أخذناه للمنطقة التي وجدتم فيها الجثة وأكمل المتهم “ب”: تمّ فصل رأسه ووضعه في ظهره تنفيذاً لأمر المحكمة التي عقدت له بسوبا حيث وجهنا بعمل ذلك . تم القبض، بناءًً علي هذه الإفادة ، علي جميع المتهمين الذين سجلوا اعترافات كاملة ومفصلة عن أدوارهم وتم تقديمهم للمحاكمة حيث صدر الحكم بإعدامهم جميعاً
**********************************
التيار
لا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم…
اللهم استرنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض..ولكن ماهو دور الصحفي صديق المرحوم الطاهر هل تم تم التغرير به لاخراج الصحفي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد
فإن الحديث المذكور حديث صحيح -كما قال الألباني وغيره- وهو في مسند الإمام أحمد وغيره بهذا اللفظ، وبعض ألفاظه في الصحيحين.
ومعنى الحديث أن من قتل دفاعا عن ماله أو عن أهله أو في نصرة دين الله تعالى والذبِّ عنه بأي وسيلة، أو عن نفسه فهو شهيد له حكم الشهداء في ثواب الآخرة. جاء في تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي: (من قتل دون ماله ) أي عند دفعه من يريد أخذ ماله ظلما ( ومن قتل دون دمه ) أي في الدفع عن نفسه ( ومن قتل دون دينه ) أي في نصرة دين الله والذب عنه ( ومن قتل دون أهله ) أي في الدفع عن بضع حليلته أو قريبته ( فهو شهيد ) لأن المؤمن محترم ذاتا ودما وأهلا ومالا، فإذا أريد منه شيء من ذلك جاز له الدفع عنه، فإذا قتل بسببه فهو شهيد. اهـ
وجاء في شرح مسلم للإمام النووي: باب دليل على أن من قصد أخذ مال غيره بغير حق كان القاصد مهدر الدم حقه، وإن قتل كان في النار، وأن من قتل دون ماله فهو شهيد؛ فيه: أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أرأيت ان جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال: فلا تعطه مالك. قال: أرأيت إن قاتلني؟ قال: قاتله. قال: أرأيت إن قتلني؟ قال: فأنت شهيد. قال: أرأيت إن قتلته؟ قال: هو في النار. اهـ
اللهم يالله الاحد الاحد, الفرد الصمد, يالله يارب ليس لنا رب سواك انت إلهنا, انت ربنا, ياقوي وياعزيز, ياجبار ويامتعال, يا مليك كل من ملك, انك تعلم بحالنا, يالله نواصنا بيدك ماض فينا حكمك عدل فينا قضاؤك, ان ترحمنا وان تفك اسرنا وان تحمى عرضنا ومالنا, والا تجعل الدنيا اكبر همنا ولامبلغ علمنا وعلمنا ماينفعنا واسترنا واخرجنا من بين شرزمة المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية سالمين غانمين غير مفتونين.
اللهم يالله يارحم الراحمين وياناصر المظلومين ان ترحم البطل صلاح وان تحشره في زمرة الشهداء في جنة عرضها السماوات والارض وان تتجاوز عن سيئاته والخزي والعار للشرزمة الحاكمة من دون فرز جميعا المؤتمرجية والحركة الاسلامية (بصيغة اوضح الماسونية السودانية).
اللهم يالله خذ الحكومة السودانية المؤتمرجية والحركة الاسلامية الحرامية القتلة اخذ عزيز مقتدر فانهم لايعجزونك, واقتلهم بددا اللهم لا تفارق منهم احدا, اللهم ذلذل الارض من تحتهم واصيبهم بالشلل والجنون فانهم قتلوا العباد وخربوا البلاد وهتكوا الاعراض.
اللهم يالله انصر عبادك السودانيين المظلومين, يالله احفظ اهل السودان من ظلم الكيزان, اللهم يالله احفظ اهل السودان من علماء السلطان علماء السؤ, اللهم يالله هذا حالنا بين يديك لايخفي عليك, اللهم ارحمنا وتقبل شهداء السودان وخذ بايدينا الى ماتحبة وترضاه? اللهم هذا الدعاء, فتقبل يارحم الراحمين وياناصر المظلومين? اللهم آمين.
س1: هل مسموح حسب قوانين السودان، بنشر هكذا معلومات أقل ما تصنف به أنها معلومات حساسة (Classified information) أو أقصى ما تصنف به أنها معلومات سرية (Confidential information) ؟
س2: هل هناك مدة معينة -حسب قوانين السودان- يمكن بعدها الإفصاح عن المادة السرية للجمهور؟
كلاكما جانبه الصواب، إذ أن أي منكما حرص على نسبة هذا العمل لنفسه، ونسى أو تناسى تماماً بقية أعضاء الفريق العامل من الرتب الشرطية الأقل، وفرق المباحث، والمخبرين الذين يقع عليهم العبء الأكبر في جمع المعلومات وتنقيحها وربطها مع بعضها البعض.
صديقنا محمود أشتهر بالنكتة اللاذغة والالتفاتة البارعة. كنا نشاهد برنامج الطباخ الصيني مارتن يان، وهو يقطع الثوم والبصل والخيار بحركات موسيقية سريعة ورشيقة، وما أن يسحق الثوم بضربة واحدة من ساطوره (سكين كبيرة)، حتى يتعالى تصفيق الحاضرين بحرارة شديدة. فعلق صديقنا قائلاً: (أنني أول مرة أشاهد طباخاً يصفق له الجمهور).
علق نفس هذا الشخص على طريقة قراءة القرآن المصرية، فما أن ينتهي المقرئ من آية، حتى تتعالي استحسانات الحضور الله، الله، الله، فعلق ذلك الشخص بالقول: (أنني أول مرة في حياتي استمع إلى قرأن فيه تشجيع).
عموماً إفادات اللواء عابدين وردك عليه أعلاه، يوضحان بجلاء مفهوم الإدارة والتحري داخل جهاز الشرطة السودانية. وهو مفهوم قاصر على أية حال، لا يمكن للمواطن العادي معرفته خلف النجوم اللامعة على الكتوف، إلا أن ينبري ضابط ما ويفتح فيه بخطرفات لا نستغربها في هذا الزمان.
ياسعادة اللواء سرد ممتع ومثير , ومجهود جبار ,,, بالنسبة ل قضية عم عبده , بعد مافاق وأسترد وعيه ,, أكييييييد أخبركم بكل التفاصيل وكيف تمت عملية ثال أسرته ,,, ماذا فعلتم ,,,؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم…
اللهم استرنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض..ولكن ماهو دور الصحفي صديق المرحوم الطاهر هل تم تم التغرير به لاخراج الصحفي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد
فإن الحديث المذكور حديث صحيح -كما قال الألباني وغيره- وهو في مسند الإمام أحمد وغيره بهذا اللفظ، وبعض ألفاظه في الصحيحين.
ومعنى الحديث أن من قتل دفاعا عن ماله أو عن أهله أو في نصرة دين الله تعالى والذبِّ عنه بأي وسيلة، أو عن نفسه فهو شهيد له حكم الشهداء في ثواب الآخرة. جاء في تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي: (من قتل دون ماله ) أي عند دفعه من يريد أخذ ماله ظلما ( ومن قتل دون دمه ) أي في الدفع عن نفسه ( ومن قتل دون دينه ) أي في نصرة دين الله والذب عنه ( ومن قتل دون أهله ) أي في الدفع عن بضع حليلته أو قريبته ( فهو شهيد ) لأن المؤمن محترم ذاتا ودما وأهلا ومالا، فإذا أريد منه شيء من ذلك جاز له الدفع عنه، فإذا قتل بسببه فهو شهيد. اهـ
وجاء في شرح مسلم للإمام النووي: باب دليل على أن من قصد أخذ مال غيره بغير حق كان القاصد مهدر الدم حقه، وإن قتل كان في النار، وأن من قتل دون ماله فهو شهيد؛ فيه: أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أرأيت ان جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال: فلا تعطه مالك. قال: أرأيت إن قاتلني؟ قال: قاتله. قال: أرأيت إن قتلني؟ قال: فأنت شهيد. قال: أرأيت إن قتلته؟ قال: هو في النار. اهـ
اللهم يالله الاحد الاحد, الفرد الصمد, يالله يارب ليس لنا رب سواك انت إلهنا, انت ربنا, ياقوي وياعزيز, ياجبار ويامتعال, يا مليك كل من ملك, انك تعلم بحالنا, يالله نواصنا بيدك ماض فينا حكمك عدل فينا قضاؤك, ان ترحمنا وان تفك اسرنا وان تحمى عرضنا ومالنا, والا تجعل الدنيا اكبر همنا ولامبلغ علمنا وعلمنا ماينفعنا واسترنا واخرجنا من بين شرزمة المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية سالمين غانمين غير مفتونين.
اللهم يالله يارحم الراحمين وياناصر المظلومين ان ترحم البطل صلاح وان تحشره في زمرة الشهداء في جنة عرضها السماوات والارض وان تتجاوز عن سيئاته والخزي والعار للشرزمة الحاكمة من دون فرز جميعا المؤتمرجية والحركة الاسلامية (بصيغة اوضح الماسونية السودانية).
اللهم يالله خذ الحكومة السودانية المؤتمرجية والحركة الاسلامية الحرامية القتلة اخذ عزيز مقتدر فانهم لايعجزونك, واقتلهم بددا اللهم لا تفارق منهم احدا, اللهم ذلذل الارض من تحتهم واصيبهم بالشلل والجنون فانهم قتلوا العباد وخربوا البلاد وهتكوا الاعراض.
اللهم يالله انصر عبادك السودانيين المظلومين, يالله احفظ اهل السودان من ظلم الكيزان, اللهم يالله احفظ اهل السودان من علماء السلطان علماء السؤ, اللهم يالله هذا حالنا بين يديك لايخفي عليك, اللهم ارحمنا وتقبل شهداء السودان وخذ بايدينا الى ماتحبة وترضاه? اللهم هذا الدعاء, فتقبل يارحم الراحمين وياناصر المظلومين? اللهم آمين.
س1: هل مسموح حسب قوانين السودان، بنشر هكذا معلومات أقل ما تصنف به أنها معلومات حساسة (Classified information) أو أقصى ما تصنف به أنها معلومات سرية (Confidential information) ؟
س2: هل هناك مدة معينة -حسب قوانين السودان- يمكن بعدها الإفصاح عن المادة السرية للجمهور؟
كلاكما جانبه الصواب، إذ أن أي منكما حرص على نسبة هذا العمل لنفسه، ونسى أو تناسى تماماً بقية أعضاء الفريق العامل من الرتب الشرطية الأقل، وفرق المباحث، والمخبرين الذين يقع عليهم العبء الأكبر في جمع المعلومات وتنقيحها وربطها مع بعضها البعض.
صديقنا محمود أشتهر بالنكتة اللاذغة والالتفاتة البارعة. كنا نشاهد برنامج الطباخ الصيني مارتن يان، وهو يقطع الثوم والبصل والخيار بحركات موسيقية سريعة ورشيقة، وما أن يسحق الثوم بضربة واحدة من ساطوره (سكين كبيرة)، حتى يتعالى تصفيق الحاضرين بحرارة شديدة. فعلق صديقنا قائلاً: (أنني أول مرة أشاهد طباخاً يصفق له الجمهور).
علق نفس هذا الشخص على طريقة قراءة القرآن المصرية، فما أن ينتهي المقرئ من آية، حتى تتعالي استحسانات الحضور الله، الله، الله، فعلق ذلك الشخص بالقول: (أنني أول مرة في حياتي استمع إلى قرأن فيه تشجيع).
عموماً إفادات اللواء عابدين وردك عليه أعلاه، يوضحان بجلاء مفهوم الإدارة والتحري داخل جهاز الشرطة السودانية. وهو مفهوم قاصر على أية حال، لا يمكن للمواطن العادي معرفته خلف النجوم اللامعة على الكتوف، إلا أن ينبري ضابط ما ويفتح فيه بخطرفات لا نستغربها في هذا الزمان.
ياسعادة اللواء سرد ممتع ومثير , ومجهود جبار ,,, بالنسبة ل قضية عم عبده , بعد مافاق وأسترد وعيه ,, أكييييييد أخبركم بكل التفاصيل وكيف تمت عملية ثال أسرته ,,, ماذا فعلتم ,,,؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟