سفير قوم ذل..اا

سفير قوم ذل..اا

منى أبو زيد
[email protected]

حملت صحف الأمس حكاية دبلوماسي متقاعد كان يتردد على أحد البنوك ? وهو يرتدي حلة أنيقة غالية الثمن ? لسرقة أجهزة الموبايل الخاصة بالموظفين في أثناء انشغالهم بخدمته، وعندما ألقي القبض عليه اعترف قائلاً من بين دموعه “إنه يسرق لتوفير ثمن الدواء” ..!

ولو كنا في أي بلد آخر غير السودان لكان احتمال تصديق رواية “اللص الأنيق” هو صفر في المائة، ولكن الفجوة الهائلة بين مرتب السفير السوداني ومعاش تقاعده تشد من أزر تلك الرواية، وإن كانت لا تُشرعن وقوعها، فما بالك بمن هم دون ذلك ..!

في العالم الأول يحتج الموظف ويثور على خطط الحكومات لرفع سن التقاعد لأن التقاعد عنده راحة واستمتاع بشيخوخة هادئة، بمخصصات معقولة وراتب تقاعدي لا شبهة ظلم أو تعسف في قيمته التي تحفظ النسبة والتناسب بين متطلبات الوظيفة واحتياجات التقاعد وبين طبيعة المهنة ومقدار مقابلها التقاعدي ..!
في فرنسا – مثلاً – تعطلت حركة المرور وتوقفت الرحلات الجوية في بعض المدن بسبب إضرابات عامة احتجاجاً على خطط الرئيس ساركوزي لرفع سن التقاعد من الستين إلى الثانية والستين بحلول العام 2018م ..!
وبينما كانت حكومتهم تضرب الأمثال بدول غير بعيدة وصلت فيها سن التقاعد لأكثر من ذلك، وتحتج بأنها سوف توفر على خزينة الدولة مبالغ طائلة، كان المحتجون يتقدمون باقتراحات بديلة تتضمن مزيدا من الضرائب على العلاوات الكبيرة والرواتب المرتفعة لتمويل صناديق معاشات التقاعد ..!
ولو حدث ذلك في السودان لتنزَّل القرار على الموظف المسكين الخائف من بعبع المعاش بردا وسلاماً، بسبب طبيعة مرحلة التقاعد التي تعني انقطاعاً مفاجئاً لمصدر دخل ثابت ومتصالح – وإن على مضض وبعد لأي! – مع أبسط ضرورات المعيشة ..!
أوليس هذا هو حال السفير قبل الخفير في هذا السودان مع مرحلة ما بعد التقاعد؟ .. الهم والنكد بعد الخروج من نار الميري إلى رمضاء المهن البديلة، المرهقة، شحيحة المردود ؟! .. فلئن كان مرتب الموظف لا يسمن فإن راتبه التقاعدي لا يغني من جوع ..!

الإحالة على المعاش في السودان تعني ببساطة أن يتحول أمن الموظف خوفاً، وشبعه جوعاً، واكتفاءه حاجة، وتعففه مذلة بالوقوف على أعتاب السؤال عن حق ما يزال في كم وكيف استلامه قولان ..!

الراتب التقاعدي في السودان “استعباط” حكومي، واستهبال رسمي، ونكتة بايخة!، وإلا فهل يعقل أن تنعدم النسبة والتناسب بين معاش الموظف وراتبه التقاعدي إلى تلك الدرجة من انعدام الحكمة وقساوة التقدير .. ؟!

الأحداث

منى أبو زيد
[email protected]

تعليق واحد

  1. من سخريات القدر في المسمي سودان الجن ده فوارق الاجور والمعاشات لواء اي لواء كل موهلاته سنتين كليه حربيه بس
    بالله عليك كم ينالوا مرافيت القوات النظاميه وما ينط لي واحد يقول ديل بدافعوا عن البلد وممكن يروح فيها نعم يروح في60داهيه مدام رضي بهذه الوظيفة ويقبض منها راتب انا افهم ان يكون معاش الطبيب والمعلم خاصة المعلمين بكل انواعهم مجزي جندي من الجهاز سااااااااااااكت يساوي معاش كم عامل او موظف بالله العارف يبين السر انا اشك في رجل سفير يسرق شئ تافة معقول جوال طيب الزول لديه اكيد مخصصات واعفاء وراتب وناس الخارجيه اولي بها يعني مستقبله مؤمن فهذ اللص الانيق كذب وادعي بانه دبلوماسي زي غيره من منتحلي الوظائف الامنيه

    والحمدلله اولا واخير
    حليل الباع عنقريبو وقام بليلو

  2. المرة دي انتي حلوة خالص ! واحدة من حلواتنا بتتفسح في جناين الشعب ! اهو دا مكانك بديا بنتي ! ما تفتكري اني بغازل ! كلا ! اللهم كلا ! انا زول معاشي كبير . خاتي ايدي في الشق ومخلي الدنيا للديان ! لكن البوجعني هو الذي اوجع عمنا في الانسانية قديما اقصد ماكميلان رئيس وزراء بريطانيا سابقا الذي قال وقد ناف علي التسعين : حينما كنت رئيسا قبل خمسين سنة كانت نسبة البطالة 9% والان وانا متجه الي قبري نسبة البطالة 9% ! ! يالها من نهاية ! اما انا فقد رايت بعيني الصحفي المبدع ابو العزائم(الاب) طبيب انجليزي يشتري الصودا من حر ماله لمريض من الضواحي لا يعرفه لان الماء الذي كان يشربه لم يستقر في بطنه واستقرت الصودا . دا كان زمان !الان يسرقون من المرضي انابيب الاكسجين ! ما كان اسعد نهايتك يا عمي ماكميلان ولكنك لا تدري !

  3. وماينتظرنا نحن عمال السكه حديد ادهى وامر بالقرار الذى صدر باسم الخروج الطوعى من الخدمه بظاهره الرحمه ومن قبله العذاب وكيف ان اول الفئاتالمستهدفه هم عمال الدريسه والمراسلات والبقيه تاتى والحوافز المزعومه غير واضحه المعالم وبلا قيد زمنى هل هو جزاء سنمار ام ماذا

  4. الكراسابل. ديل وصولوها للدبلوماسيين، يعني ناس قريعتي راحت ديل يسوا شنو. هل نرفع السلاح؟ الرجل الجالس قبالتي الآن أفاد أن عمه السفير يتقاضى راتباً مقداره 20 ألف دولار، هذا طبعاً على ذمته، وهو رجل تعدى عمره الافتراضي المعاشي بسنوات عديدة وبقى في منصبه سفيراً لأنه قريب البشير من بعيد. لا تلوموا الرجل الدبلوماسي السارق إذ كيف يستقيم الظل والعود أعوج. فطالما أن وزير الخارجية يسرق الاسمنت فما الذي يمنع دبلوماسي من سرقة موبايل لا يسمن ويغني من جوع.

  5. مفترض بعد ده يا سودانيين تعرفو ليه الفساد منتشر فى الدوله والسرقه على عينك ياتاجر ….؟
    الخوف من المستقبل …..وعشان الوزير ما اجى يوم ابق زى الدبلوماسى المسكين ده حا اسرق واسرق واسرق الى ان يقيلوه من منصبه ؟
    ما قام به هذا الدبلوماسى هو رساله موجهة للحكومه …..يا السرقه ….يا تصلحو المعاشات ؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..