النفاق الاجتماعي.. التعامل بوجهين مع الأسرة والمجتمع

صديق علي
تختلف طبائع البشر من شخص لآخر، وهو ما يشكل النسيج الاجتماعي الذي يتواصل أفراده بعدة طرق ويشمل عدة وجوه للتعامل فيما بينهم، ولكن بعض الشوائب التي تظهر في أشخاص تحدث بعض الاختلال في هذا التعامل، مما قد يحدث نوعاً من الخلل ينعكس بصورة سلبية على بقية أفراد المجتمع، فكثير من الناس لديهم نوعان من طرق المعاملة، ويخفون الجانب المظلم عندما يكونون في الخارج بينما يظهرونه عندما يعودون للبيت، وهذا يشمل أيضاً جوانب أخرى منها المادي والمعنوي،
فكثير من هؤلاء يشجعون أصدقاءهم ويشدون من أزرهم ويقدمون الدعم المعنوي والمادي لهم فيما يحطمون معنويات أخوانهم أو أخوتهم ولا يقدمون لهم العون الكافي، بل يسيئون معاملتهم، وذهب الكثيرون إلى أن الزيف الاجتماعي هو من يجعل الشخص يمتلك طريقتين للتعامل، أو يتعامل بطريقة مزدوجة بين الطيبة والكرم وعكسها في الداخل حيث يظهر علي طبيعته.
أشخاص مصطنعون
وقال معتز عثمان: إن الاسرة داخل البيت تكون على علم تام بكل تفاصيل حياته، فلا يجدي معهم الإدعاء والتمثيل مثل الاشخاص الموجودين خارج محيط الأسرة، ولهذا يحاول مثل هؤلاء الأشخاص التصرف علي عكس طبيعتهم، ويحاولون قدر الإمكان الاصطناع حتى لا يظهرون على حقيقتهم.
وقال سهيل: يحاول بعض الناس التعامل بطريقة مغايرة لطبيعتهم، فيحاولون إظهار كرمهم رغم بخلهم الشديد، ويدعون مكارم الأخلاق وهم لا يمتلكون ذرة منها، ويكون هدفهم اكتساب تعاطف الناس وتقديرهم وهم لا يستحقون ذلك، ولكن مثل هؤلاء الأشخاص ينكشفون سريعاً على حقيقتهم.
وقالت منى: إن بعض الرجال يعتبرون تلك القسوة والتعامل الفظ داخل المنزل نوعاً من الرجولة وفرض الرأي، وعندما يخرجون للشارع يعودون لطبيعتهم، وهم بذلك يعتقدون أنهم يفرضون سطوتهم على أفراد أسرتهم ويمتلكون زمام الأمور، وهذا فهم خاطئ لأنهم بتلك التصرفات يخسرون من حولهم ولا يكسبون في الخارج، لأن من في الخارج عندما يعلمون أنهم يسيئون معاملة أهلهم يقطعون علاقتهم بهم.
وقال محمود: إن تلك الطريقة في التعامل تتنافى وديننا الحنيف، فلقد حث النبي «ص» عليه وسلم على حسن المعاملة مع الأهل والأبناء، وهنا نذكر قصة الرجل الذي افتخر بأن له عشر من الأبناء لم يقبل أي منهم، وأنه عندما يدخل عليهم يسكتون جميعاً، فنصحه رسولنا الكريم بتغير معاملته لهم، وقال في حديثه الشريف: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله»، وذلك خير تعبير ووصف لتعامل الناس وتعامل الرجل عموماً مع أهل بيته.
تباين في وجهات النظر
قال محمد حسن التوم إن التصرف بتلك الطريقة يرجع للتفريق بين الأبناء والتربية غير الصحيحة، وهي تتكون عند الشخص الذي يقوم بمثل هذا التصرف لشعوره بالأنانية أو الظلم الذي يولد لديه حقداً على من حوله، فيكون تعامله معهم أعنف، فيما يجد ما يفتقده في البيت عند الناس خارجه، ولهذا يكون معظم هؤلاء أنانيين أو حقودين ولا يحبون أي شخص حولهم.
يرجع طلال محمود جزءاً كبيراً من اختلاف التعامل لاعتبارات اجتماعية، والشكل العام في المجتمع يجعل البعض يتعامل في الخارج أفضل، وأحياناً هناك الرتابة والملل من الخلافات الأسرية حول سياسة تسيير الشؤون المنزلية سواء على المستوى الأسري الكبير من إخوة وأخوات أو على المستوى الصغير بين الزوج وزوجته في ظل الضغوط الاقتصادية التي تشكل عاملاً جوهرياً لكثير من الخلافات وباعثاً جوهرياً لها.
فيما ذهبت مناهل عطا المنان الى الجوانب النفسية للشخص الذي يقوم بتلك التصرفات، واعتبرته شخصاً يعاني من عقدة نفسية لأنه ليس من الطبيعي أن يتعامل مع أقرب الناس إليه بطريقة سيئة، وهي نتاج لكراهية لهم، فمثل تلك التصرفات هي نتاج لكراهية وشعور بالغبن، ولهذا فهو يحتاج لعلاج نفسي مكثف حتى لا يتطور الأمر.
أما مهند هاشم فإنه يعتقد أن الذين يتصرفون بتلك الطريقة يعانون من الإهمال والحرمان في صغرهم، ولهذا يقومون بتصرفات يشعرون بأنها قد تجعل الجميع يستجيبون لهم ويتفاعلون معهم والعكس، ففي البيت ليست هناك استجابة ولا تقدير لهم، فهم نتاج الكبت والعنف الذي مارسه الوالدان، فينعكس ذلك على رد فعلهم تجاه من في الداخل.
رأي المختصين
الدكتورة مروة عبد العزيز قالت: إن العنف المنزلي والقهر والتفكك قد يكون السبب الأساس، إلا أن الضغوط الاقتصادية قد تنعكس على الحالة العامة، فكثير من أولياء الأمور يكونون في قمة العنف والتجبر عندما يكونون لا يمتلكون المال الكافي لتسير شؤون المنزل، وأيضاً عدم تحمل المسؤولية عامل رئيس في التعامل السيئ للكثيرين مع أهلهم، فهم يريدون ما يتهربون به من تحمل الأعباء، ولذلك يلجأون للعنف والتعامل غير المتحضر.
الانتباهة
عنوان المقال النفاق الاجتماعي ولكن التعليقات بعيدة عن العنوان خاصة تعليق د.مروة
ربما الهروب من الواقع في حالات كثيرة مثلا الديون الايجارات الالتزامات الاجتماعية المسئولية العائلية والالتزامات الادبية والمادية تجاه الوالدين والاسرة.
النفاق الاجتماعي والاسري آفه هذا الزمان في العمل والشارع وهو ملح الحياة حتي مع النفص يمكن النفاق لوضع النفس في غير موضعها؟
الاسلام ذم النفاق والمنافقين في القرآن وفي سنةالرسول عليه الصلاة والسلام وهذا اكبر دليل علي سوء حال المنافقين حتي في العبادة والتدين واهون من ذلك في الحياة االيومية وخاصة في الزمن الحالي.
ايهاالقاري ماذا يكون حالك اذا اتصل بك احد الوجهاء لزيارتك في منزلك اخر الاسبوع وحضر لك احد البسطاء ويطلب منك حاجة في هذه الزيارة؟ ماذا تحدثك به نفسك؟
لذا لابد من تهذيب النفس وترقيتهامن وساوس الشيطان.
نسال الله للجميع العافية وانه كما تدين تدان.
عبداللطيف حسن – ابو محمد