أستيلا قايتانو : التعارف أمر ضروري وكجنوبيين لا نعرف بعضناً بشكل جيد، لأننا أيضاً متنوعين ومختلفين في انتماءاتنا الثقافية والقبلية والدينية!.

*
جملة قالها زميلها الاثيوبي في مكان العمل فلفتت إنتباهها، عندما رأى كيفية تعامل السودانيين مع بعضهم البعض، أطلق الجملة متسائلاً عندما كان يراقب تعامل السودانيين وتآزرهم ومواساتهم، حتى مشاركة الطعام والونسات والاستماع الى الاغاني، شتم الحكومات والضحك بالصوت العالي من القلب وصفق الأيادي فقال: كيف تفعلون ذلك وانتم خضتم أطول حرب أهلية ضد بعضكم ، والأدهى أنكم انفصلتم عن بعضكم البعض؟ ثم مضت مبدعتنا موضحة:- ? هكذا نحن كسودانيين جنوبا وشمالاً نلفت رؤوس الشعوب الأخرى إعجاباً لأن شيئاً اصيلاً أصالة النيل يميزنا عن باقي الشعوب ، الطيبة والتسامح وحب الناس وتقديم الخدمة للآخرين ببشاشة ، صانعون مهرة للعلاقات الانسانية الايجابية برأس مال الانسانية ليس إلا ، حتى الجنوبي الذي لم ير الخرطوم البتة ترى فيه هذه السودانوية بوضوح ، ويظل انسان السودان الشمالي هو الأقرب لانسان السودان الجنوبي مهما صعبت الظروف وكثرت الازمات ، إليست هذه وحدها طاقة ايجابية تحرج حكاماً لا ندري من أين أتوا ؟ الذين يحاولون نثر الرماد على كل ذلك ووضع أوهامهم بدلاً عن ذلك ، بافتعال كراهية ليست موجودة إلا في نفوسهم ، وابتكار عداوة هم سلفاً مريضون بها ولكن الشعب السوداني برئ منها.?

هذه هي ?أستيلا قايتانو? ذات المواهب والمهن المتعددة، كاتبة وقاصة وصحفية وموثقة ثم صيدلانية. إبنة الجنوب التي أطلت بأعمالها الابداعية في فضاء الثقافة السودانية في الألفية الثالثة وما انفكت تدهش قارئها بنصوصها الأقرب إلى ما يسميه النقاد سحر واقعية أدباء لاتين أمريكا!. وما انفكت هذه الأبنوسية إبنة جنوب السودان ترفد الحياة الثقافية جنوبها وشمالها بنصوص أعمالها المغذية لوجدان السوداني في أبعاده الانسانية، وتساهم بقدر وافر في ترميم ما علق بالأنفس جراء التقسيم القسري الذي شق إنسان السودان إلى نصفين في أعقاب الانفصال الجغرافي الذي وقع بعيد الاستفتاء على قضايا الوحدة والانفصال بين شطري ربوع البلاد العزيزتين. فتجتهد قايتانو ضمن العديد من مثقفي الشعبين من أجل إعادة ? أو على الأقل الابقاء على جذوة العلاقات الأهلية بين الأجيال القادمة في المنطقة أكثر اتقاداً، علها تعمل مستقبلاً على إعادة حلم الوحدة بأقوى مما كانت عليه.

بكل هذه القيم التي تحملها مبدعتنا أستيلا، ولأجل إجلاء وإضاءة هذا البذل الذي تتحمل أعباءه ندلف معها لمحاورة تجلي أكثر سيرتها وسريرتها.

حاورها: حسن الجزولي

* لاي مدى أصبحت تجيدين عربي جوبا وأنت شمالية اللسان ؟

+ هذا السؤال يوضح أننا لم نعرف بعضنا جيداً ، لأن أي شمالي دخل بيت الجنوبيين يعلم بأننا نتحدث أكثر من لغة أثناء اليوم!، في البيت اللغة المحلية وفي المجتمع الجنوبي عربي جوبا وفي المجتمعات الأخرى العربي الدارجي، وأضيف إلى ذلك لغة الكتابة، وهذا لا ينطبق علي فقط، بل على كل جيل الشباب الجنوبي الذين ولدوا وترعرعوا في الشمال، لذا فإني أجيد عربي جوبا قبل حتى أن أصل جوبان والفرق الوحيد هو أنه أصبح مستخدماً أكثر من اللغات الأخرى، وأصبحت اللغات الأخرى تستخدم عند اللزوم، أما اللغة الانجليزية فهى اللغة الرسمية للدولة، وأيضاً لغة التخاطب بين الشعوب الأخرى التي أتت للاستثمار في الجنوب أو بحثاً عن الرزق، فمنهم الأثيوبيين واليوغنديين والكينيين والصوماليين والخواجات، الخ، وهم لا يعرفون العربية ومنهم من لا يعرف العربية ولا الانجليزية حتى، وبذلك أتاح لنا الجنوب ممارسة اللغة الانجليزية، في البداية كانت صعبة ولكن الآن لا بأس، كما كنا نتحدث العربية واللغة المحلية وعربي جوبا في الخرطوم، الآن فقط أضفنا اللغة الانجليزية، أوليس هذا ثراء؟.

* ?كل شئ يغلي? النزوح والتشرد ومآسي الحرب ،، أما يزال هذا يجري رغم الانفصال أم همد فورانه وقام الانفصال بمهمة البتر بعد محاولات الكي؟!.

+ نعم ما زال يجري، وهذه أول إجابة تشير إلى أن مشاكل جنوب السودان لم تحل بالانفصال، مازال مواطنو الجنوب في مناطق جونقلي وولاية الوحدة يعانون بسبب المتمردين على الحكومة ومازال العنف جارياً بسبب هؤلاء أو التنازع بين المواطنين القبيلية ونهب الأبقار وإختطاف النساء والاطفال والاغارة على القرى، وبالتالي طالما أن هناك نزاع مسلح فلابد أن يكون هناك نزوح وتشرد ومآسي حروب، ويمكن أن أهدي هذه النصوص ? كل شئ يغلي? للحكومة في جوبا كما أهديتها ذات يوم للحكومة في الخرطوم، فالانسان انسان في أي بيئة يجب أن تراعى حقوقه ويجب الاسراع في اخماد تلك النزاعات ويجب الاسراع في تنمية تلك المناطق.

* ???..؟!.

+ مازال كل شئ كما هو واسوأ، ولكن ما يبعث على الأمل أن هناك عمل دائم ودؤوب للبناء والحلول الجذرية لكل المشكلات.

* أما تزال زهورك (ذابلة) بعد أن عشتِ في الجنوب ورأيتِ واقع الانفصال والتجزئة أم أصبحت (مفرهدة)؟!.

+ بالطبع مازالت الزهور ذابلة للاسف ولكنها لم تموت.

* أشرتِ مرة إلى أن مشروع الكتابة عندك يصب في وجهة التعريف بالآخر والدعوة لقبوله ،، أولم تأتِ الدعوة متأخرة نوعاً بعد واقع الانفصال ،، أم أنه مشروع مستقبلي بعيد المدي ومرتبط بجيل أطفالك الآتي؟!.

+ الوقت الذي ظهرت فيه كانت بداياتي، وكنت ماأزال طالبة في الثانوي وعلى أعتاب دخول الجامعة، وفي ذلك الوقت كان وعى يتشكل وكنت لا أعرف الدروب التي أعبر بها عن نفسي وأفكاري، وعندما قبلت في جامعة الخرطوم كانت نقلة كبيرة في حياتي، فالتقيت بالشعراء والصحفيين والكتاب والأصدقاء الرائعين الذين احتضنوني وشجعوني وساعدوني كثيراً وآمنوا هم قبلي بأني سأكون رقماً في المجال الابداعي الكتابي ، لذا يبدو أن ليس هناك وقت مبكر أكثر من الوقت الذي ظهرت فيه، فقبل ذلك كنت ما أزال طفلة ساذجة ألعب في الازقة. التعلم والمعرفة من الأشياء المهمة جداً في عملية التعارف، حتى نحن كجنوبيين لا نعرف بعضناً بشكل جيد، لأننا أيضاً متنوعين ومختلفين في انتماءاتنا الثقافية والقبلية والدينية ? الخ، لذا فالتعارف أمر ضروري وهو مشروع دائم بعيد المدى نحتاجه نحن اليوم ويحتاجه أولادنا غداً، التعارف بيننا وانفسنا وبيننا والآخرين في العالم، كما أننا ننهل ونستمتع بثقافة الآخرين من خلال الكتابة، فمن حقهم علينا أن بتعرفوا بنا ، جمالنا وقبحنا، واقعنا المرير، آمالنا وأحلامنا، ابداعنا وأسماء أكلاتنا ومنتجاتنا اليدوية ? الخ.

* التوقف عن الإنتاج بعد تجربة الخمس سنين وعلاقة ذلك باجواء الاستقرار؟.

+ نعم ربما، خاصة وإنني كثيراً ما أمر بظروف صعبة وأقحم نفسي في صراعات اجتماعية وسياسية وأكون مشغولة طيلة الوقت ومحاطة بالاستفزازات والتهجم فاكون مشغولة بالدفاع عن وجهة نظري وأكون متوترة في أغلب الأحيان، وأيضاً يستصحب صدور عمل لي الكثير من الملابسات لا أكون سعيدة به ، لذا أحبط تماماً، ولكن بعد أن أثارت أعمالي الكثير من الاعجاب ووجدت قبولاً، فإن ذلك أحسسني بمسؤلية كبيرة، لأن قرائي لن يقبلون بأقل مما انتجت من قبل وهذا هو سبب قلة إنتاجي

الميدان

تعليق واحد

  1. والله انا اعششق الجنوب واعشق اهله وقد عشت فيه سنين طويله وعايشته اهله وتزوجت من الجنوب بشماليه ولدت وترعرعت وتعلمت بالجنوب الي ان تزوجتها وهي اقرب الي الجنوبيين من الشماليين في كل شئ وهي شمالية الاب والام ومستعد ادفع نصف عمري الان بس يرجع الشمال والجنوب كما كانا ولكن دوب حروبات ولكن عايز اسال الاساذه استيلا وان تجيبني بمنتهي الصدق هل صوتت للانفصال ام الوحده؟ وياريت اجد الاجابة علي الهواء الطلق بهذه الراكوبه

  2. لقد طال غيابك ايها الشامخة كما قلتى هذه الكراهية موجودة فى نفوس الحكام وكذالك هذه الامراض التى كانت سببا فى شطر دولة الاجداد لينعموا بالسلطة فقط وصراعهم فى الجابين يدل على ذالك ولذالك اقول لك الشعب شمالا وجنوبا يحتاج اليك وبشدة فلا تكثرى الغياب وسيرى بشموخك بقوة على دربك ولاتذبلى ابدا وفقك الله

  3. القلب من ألم يذوب

    شوقا إلى أهلِ الجنوبْ

    حزناً على أهلِ الجنوبْ

    المتعبين ….

    المنهكين ………..

    التائهين على الدروبْ

    الصابرين على الكروب

    ناءت كواهلهم بويلات الحروبْ

    وزرٌ تَقَاسمَهُ الشمال مع الجنوبْ

    ألا لعن الله السياسة التي فرقت بينا إبنتي أستيلا وعلي كل مهما كانت مرارة الانفصال علي الشعب شمالاً وجنوبا إلا إنكم قد اصبحتم احرار فادعي لنا يابنتي ليحرر الله الشمال ايضا ليزول الكابوس الذي جسم علي انفاس وشتت شملنا وعند رحيله حتما سنعود لبعضنا ونكون احلا مما كان حتي وان لم تتوحد البلدين ويكفي ان تكون القلوب موحدة والشكر لشاعرنا الكبير الدكتور عبد الواحد عبد الله يوسف لاحساسه المرهف بمعانات اهلنا الجنوبين
    أستيلا قولي معي ايتها الابنوسية الجميلةلا عاش من فصلنا لا عاش من فصلنا ولكن يابنيتي الجميلة بكره احلا واجمل وحتما سنغني عندما يرحل الكابوس بشعار الدكتور ولغيره من شعراء بلادي اليوم نرفع راية استقلالنا .

    ويُسطّر التاريخُ مولد شعبنا

    يا إخْوتي غنّوا لنا

    غنوا لنا

    وعاش الحنوب مع الشمال يالفي الجنوب حيى الشمال ويالفي في الشمال حيى الجنوب

  4. المبدعة استيلا ،،،،،، لك التحية والتقدير .
    تكشفت أكاذيب الذين قادوا السودان لينشطر إلى جزأين وسوف يقودونه إلى أن ينشطر مرات أخرى ، فقد كانت مبررات الكيزان العملاء الرخيصين أن الجنوب عبئ على الشمال وأنه سبب تأخر ومعاناة الشمال ، وبعد أن نفذوا أجندة قوم آخرين وفصلوا الجنوب بدم بارد ، فإذا هم يصنعون جنوباً جديداً وتزايدت الحروب والقتل والدمار وزاد الرهق على المواطن السوداني الشمالي أضعافاً مضاعفة.
    كما نرى أن الوضع في الجنوب قد صار أسوء مما كان قبل الانفصال بمراحل ، واتضحت مؤامرة وعمالة من قادوا الجنوب إلى هذا المصير ، وللأسف القادم أسوء .
    فلينتبه شعب السودان شماله وجنوبه إلى أن من حققوا الانفصال ماسونيين وعملاء رخيصين عند اليهود الملاعين الذين أعلنوا بدون حياء مخططتهم لتقسيم السودان إلى خمس دويلات
    وإن شاء الله سيعود السودان موحداً بقناعة أهله شماله وجنوبه وغربه وشرقه وشماله ووسطه
    وليقل معي صديقنا منقو زمبيري لا عاش من فصلنا ، لا عاش من فصلنا .

  5. والله يا استيلا كرهتينا العافية بي حواراتك الساذجة دي بعدين البيوت اسرار وانتي طلعتي اي كلام ما كفاكي بروق الحنين الجنوب بستحي منك ومن كتاباتك المكعوجة وبعدين المراءة في الأسلام ناقصة عقل نحنا الجنوبين صوتنا بنسبة ٩٩% معقولة تجي أنتي تقولي الأنفصال ما حل المشكلة أنحنا أنفصلنا عشان نتحلة من الجلابة وبس.
    بعدين ما صعبة ترجعي الخرطوم لحبابيك هناك عادي المطار مفتوح لكل الدول ما عندنا عداء أسرائيل

  6. استيلا تعني النجمة وأنت فعلا نجمة في ظلام البشير وعلي ثعبان الجبناء وسلفاكير الذين وقعوا على الانفصال … الانفصال كان جغرافي وسياسي في عقول السياسيين الذين يعانون من فصام الشخصية المستعربين في الشمال والجنوبيين … فنحن في الشمال والجنوب لا نعترف بالانفصال وسنعمل معا من اجل استعادة الوحدة واللحمة للوطن الجريح الذي مزقة الابالسة الشياطين … الكيزان هددهم الغرب بلاهاي وخافوا … ووقعوا على الانفصال … لم يكونوا رجالا …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..