مشينا الكتمة.. الجولكين جاطوا: راندوك الشباب بين الانتشار والاستهجان

الخرطوم: يوسف حمّاد
عندما يجلس شيخ من رعيل الخمسينيات مع شباب الثمانينيات أو التسعينيات ليتسامر ويتآنس معهم، وفي اللحظة التي يتغير فيها الحديث رويداً رويدا، ويدشن بكلمات مثل (أمس مشينا الكتمة – أمبارح كان في زنق في الحلة) – (ود عمك اشترى حديدة فنيطة) – (الجولكين جاطوا ? الأصلي داك اتخرج من الجامعة قبل تلاتة سنة ولسة فارك ? حفلة ود اللمين جو فيها جنس حسس) حتماً سوف ترسم على وجهه علامات الحيرة والدهش، وقد يبدو على ملامحه الاستهجان، فإما قطب حاجبيه غاضباً أو فغر فاه دهشة واستنكاراً لما سمع أو تقشب وجهه بابتسامة دلت على الإعجاب، لكن حقيقة الأمر أن حال لغة الشباب وخصوصاً في الأجيال الواعدة تدعو إلى البحث والتأمل في مفرداتهم الكثيرة والغريبة، والمحاطة بقليل من التعقيد، لكنها لا تخلو من رشاقة وخفة الظل، محاولين إنتاجها كالعامية، فهي أبعد ما تكون من الرطانة، وقد تنحو منحى اللغة المرمزة أو المشفرة (الراندوك)، ولصعوبة تقصي مصادرها اللغوية (العلاقة بين الجذر اللغوي والمفردة)، فهي تكاد تكون إطار خاص فكيف تنتج مثل تلك الكلمات، وكيف تنتشر وما هو صداها ومردودها بالنسبة للأجيال السابقة من الخمسينيات والستينيات، فمنهم من يرى فيها تهجم على اللغة، وتشويه لأصالتها وتحريف لها، وآخرون ينظرون إليها كنوع من الإبداع وتختص بخصائص شبابية بحتة، فضلاً عن أنها نتاج طبيعي لظروف ومقتضيات العصر.
ولكشف أغوار اللغة الشبابية المستحدثة تلك التقت (اليوم التالي) مجموعة من الشباب لمعرفة معانيها ما غمض منها وما وضح، ومدى ذيوعها، ولم نغفل رأي الشيوخ فيها ومدى معرفتهم بها.
شباب مميزون
الشاب محمد الشهير (بكاكا) وعمره (26 سنة) قال إن كلمات مثل (جالخ) التي تعني الشيء النظيف، بالإضافة إلى كل عبارات الشباب الخاصة بهم هي سمة تميز بها جيلنا، وأنا أجدها معبرة جدا وأعتز بها ولا أرى فيها أي عدم أدب أوسلوك غير محترم، بل هي مؤشر على أن الشاب منفتح ومواكب وعصري، ونجد مفرداتها سهلة وبسيطة، وتساعد على تلاحم الشباب بعضهم البعض، وهي تشكل خصوصية وميزة تميزنا عن الأجيال السابقة واللاحقة.
وكذلك يشير متوكل الشهير بـ(كولا) بأنه يجد فيها أريحية، فعبارتها سهلة ومؤثرة أكثر من التعبيرات الكلاسيكية، فأبناء جيلينا يحبذونها، وعندما يتحدث أحد بكلمات الآباء أو الأجداد يكون مدعاة للتندر وينعت بأنه (دقة قديمة) وما مواكب.
لغة شوارع
من جهته، اعتبر خالد عبدالله – (25) عاماً – أن عبارات الشباب غير راقية، وقال: أنا لا أستطيع تلفظها أمام الوالدين أو أساتذتي في الجامعة أو أمام الأعمام أو الخيلان، ولا يمكن أيضاً أن نتحدث أمام كاميرات التلفزيون أو في أي وسط راقٍ، فهي ليست جميلة، فمثلاً كلمة (كرمبوزة) التي تعني صغيرة وجميلة، فلا أحد يستطيع أن يقول لخطيبته أو زوجته انتِ (كرمبوزة)، وفي نهاية الأمر هي لغة شوارع فقط.
راندوك
أما مهاجر النور – (27) سنة – يعتقد أن هذه اللغة ليست (راندوك) ولا هي برطانة، فالرطانة لغة قائمة بذاتها، والـ (راندوك) يتم فيه تغير الكلمة الأصلية، بتقديم أو تأخير بعض الحروف مثلاً بدلاً من أن يقول (مرتاح) يقول (مرحات)، وتكون مفهومة للفئة المتداولة بينهم، أما الشباب فيما بينهم يستخدمون مفردات معروفة، لكنها تحمل معاني مختلفة، فمثلاً كلمة حديدة المقصود منها عربة، وهو أسلوب تخاطب ليس عيباً، وفي جميع دول العالم نجد الشباب لديهم كلمات خاصة، تحكم بعمر معين وزمن معين.
ضرورة اجتماعية
في ذات السياق، قال أستاذ علم النفس الاجتماعي بكلية غرب النيل د. أشرف محمد أحمد إن مصطلحات الشباب تنتج جراء تغير وتطور الواقع الاجتماعي، والشباب أكثر تأثراً بتلك المتغيرات، لذلك يبتدعون لغة خاصة لمجاراتها وهي سريعة الانتشار. وأرجع ذلك إلى حركة الشاب المستمرة غير أنه وثيق الصلة بالعادات والتقاليد الاجتماعية لذا هي تنتقل عبر ما يسمى بالمجاورة والمسايرة.
ومن ناحية نفسية، أكد د. أشرف أن الشاب ينزع إلى استلهام تلك المصطلحات وبها يكمل شخصيته، وتابع: بدونها يشعر بالنقص وعدم الرضا، موضحاً بعض الآثار السالبة التي تتركها على شخصية الشاب التي تغلب عليها في بعض الأحيان الجوانب المفيدة التي تختلف باختلاف العادات والتقاليد من مجتمع لآخر في أي بقعة من بقاع العالم.
لغة تستوجب المعرفة
يقول الحاج عبدالله الذي بلغ من العمر (56) عاماً، بادية على ملامحه بشاشة معتادة لمن يراه أن كلام الشباب جزء لا يتجزء من واقعنا الاجتماعي لأنها لغة أبنائنا وبناتنا في سن الشباب، وأضاف لا يجب التنكر لها، وقال إن معرفتها من قبل جيلنا أمر ضروري حتى نتمكن من التواصل معهم بسلاسة، فأنا عندما أخاطب وأوجه أبنائي بكلمات يفضلونها أو أزجرهم مستخدماً نفس مفرداتهم، وبنفس طريقتهم سأجد القبول، والتأثير المراد، وكذلك في العمل، ممن هم في سن أبنائي ستقربني تلك اللغة منهم، وستسهل عملية التفاهم والتناغم فيما بيننا لدرجة كبيراً، فتساهم إيجابياً بإنجاح العمل والمضي قدماً.
اليوم التالي
اصلي دا موضوع ظاااابط؟؟؟ بس كيف مع الشهادة العربية البفتكروها مصطلحات رقيقة في حين انهم بتمسكو بلغة بلد المولد اكتر من لغتهم وللاسف شباب السودان بامريكا واوربا متمسكين جدآ ومواكبين لمصطلحات البلد الاصل..
ويا شهادة عربية انت افضل تتمسك بلغتك لانو لو بابا بكرة كنسلو ليه لغة البرع دي م بتجدع في السودان(سيارة,وزين,رايح,فالك طيب)
جلكسة اخيرة؟؟
كتر منو ي عمك دا الزيييت؟ دوساني وافتخر..
( الفاره دق وتلحس أمسك الشرتيت أنا مشتيت ) فعلاً هي لغة تواصل بين كل المراحل وتختلف من مرحله لأخري في بعض الكلمات . وهي ليس مسار عيب أو تندر او اقلال لشأن المتحدثون بها . ولكن يجب أن يتم تنبيههم بأن لا يكون هنالك قصوراً في لغتهم العامية والفصحي .
والله وريتونا الشطف القرد منو ؟؟
هذه ليست بدعة أتي بها شباب هذا الزمن وهي ظاهرة معروفة في علم اللغة، إذ لأن كل فئة لغتها الخاصة فتجد مثلاً لغة الشباب والطلاب أو لغة البحارة والجيش أو الميكانيكية وهي تعرف في علم اللغه بالجارقون jargon وهي لغة خاصة بفئة أو صنعة معينة. وهي منحي إجتماعي تحاول به الأجيال أو الفئات المختلفة أن تتميز عن غيرها من أجيال أو الفئات. فمثلا بينما كان الشباب في جيل السبعينات يقولون عن الوالد “العجوز” يقول شباب هذا الجيل “الجلكين”. سابقا كانت “الفلة” تعني النقود الآن يقال عنها “الكنجالات”. الشخص المايع كان يقال عنه “التتي” أو “الصيصه” الآن يقال عنه “الحنكوش” وكنا نقول في الثمانينات ونحن طلبه في الجامعه أن “البت ديك بيتم بعيد” أي أن “تلك الفتاة عجزاء مدبرة” أو أن “أخلاقها عاليه” بمعني أنها “ناهد” وهكذا وسيأتي يوم تنسي فيه اللغة المتداولة الآن بين الشباب حين تدركهم الكهوله لتحل محلها لغة أطفال اليوم شباب الغد وهذا ما يعرف بديناميكية اللغة.
المشكلة ليس في الشباب حتي الاطفال .اتفاجات بابني زات الاربع سنوات وانا اسير بالعربية وهو يتكلم معي ويقول لي يابابا بل بل ولم افهم معني كلامة وسالت عن المعني وعرفت بانة يقصد ان اسرع وكل مايركب معي امازحة( ابل ابل )والله ابوي بالي بل
أظن أن الشماسة لهم القِدْح المُعلّى في ابتكار لغة الراندوك وينبغي أن لا نظلمهم كما دأبنا
أصلا الموضوع جايب حقو وفنيض جدا لكن السان المجكك نها حنكو دسيس سب انو اولاد ميكي راخين التيلة