الترابي .. ما بين الدكتاتورية والشورى في الشعبي

آمال الفحل

كثير من الآراء والمواقف داخل المؤتمر الشعبي اتخذت في الفترة الاخيرة، أثارت دهشة المقربين في الحزب قبل البعيدين، مصادربالحزب فضلت حجب اسمها اكدت ان بعض القرارات التى يصدرها الحزب قرارات الترابى، حتى القواعد فى الولايات لها راى مخالف تجاه الكثير من مواقف الحزب بدءاً من القبول والجلوس للحوار والمشاركة فى الانتخابات القادمة وتبنيه مسألة الحوار مع الحكومة ،الامرالذى يفتح الباب حول الحديث عن تسلط د.الترابى ودكتاتوريته الامر الذى نفاه الامين السياسى بالحزب كمال عمر خلال حديثه للصحيفة، وقال الترابى اكثر شخص يمارس الشورى.
الناظر لمسيرة ومواقف الحزب المتغيرة والتى غيرت موافق الحزب وصفت بانها انقلاب وتغيير فى موقف الحزب نحو «180» درجة، الامر الذى فتح الباب حول ما يدور فى ذهن الترابى،وبرزت على السطح عدة اسئلة عن هل الترابى متسلط وديكتاتور داخل حزبه وهل كل قراراته منفردة ام بالمؤسسسية؟.
ويرى الاستاذ علي السيد القيادي بالحزب الاتحادي الأصل ان الحركة الاسلامية في السودان «الاسلام السياسي» يقوده د. الترابي وان الفرق بينه وبين الشخص الذي يليه في الحزب مسافة كبيرة، مبيناً أن الحركة الاسلامية ثقافتها ضعيفة ويرى د. الترابي انه مفكر وهو غير ذلك، لأنه دائماً يستند على أقوال فقهاء قدامى مثل ما اباح امامة المرأة وأؤكد ان المسافة بينه وبين الشخص الثاني في الحزب تبلغ مائة درجة، لذلك يرون ان الترابي متمكن فهو الذي يقودهم في الحزب ويقود الأخوان المسلمين ولذلك يفتكر انه القائد، واشار السيد الى انه في الفترة الأخيرة قرر الترابي ان يجمع شتات الحركة الاسلامية موضحاً أن الترابي اذا شارك في الانتخابات سوف يأتي باسم جديد يوافق الاسلام السياسي، وقال السيد ان المؤتمر الوطني اذا وافق على مشاركته سوف يكون ذلك في غير مصلحة الوطني، وبين السيد ان الترابي بطبيعته متسلط لذلك يوصف بالدكتاتور، وفى حديث له اوضح ذلك وقال قولته المشهورة نحن عندما اتينا وجدنا مساحة واسعة فى السودان لان اهل السودان ثقافتهم ضعيفة فى الاسلام، ولكن اذا نظرنا الى الطرق الصوفية نجد ان لها ولاء ولكن اذا نظرنا الى الترابى نجد انه ليس له ولاء لانه خلط الامر بالسياسة، الا انه فى الفترة الاخيرة درج على انتهاج منهج الطرق الصوفية واصبحت قياداته تقبل يديه و تناديه بالشيخ، ويرى مراقبون انه يظل الترابى داخل المنظومة السودانية السياسية التقليدية، ففى السابق وفى مطلع الثمانيات يوجه العناصر بتوجيه اتهامات الطائفية لحزبى الامة والاتحادى الديمقراطى ورئاسته للحزب لم تخرج عن الاطر المألوفة فى القيادة الحزبية، حيث ما زال يتربع على رئاسة حزب المؤتمر الشعبى ولم يتنازل كذلك عن رئاسة الجبهة الاسلامية العام 1985عقب انتفاضة ابريل، حيث ظل الرئيس الاوحد للحركة الاسلامية او لحزبه وظل الترابى معتداً بارائه السياسية وعدم اتاحة الشورى واطلاقها داخل الحزب، وكان ذلك من ابرز الخلاف الذى عرف بالقصر والمنشية وظلت مؤتمرات الحزب العام 2007م الى 2008م التى اقيمت على شاطىء النيل بالمقرن، ظلت تنادى بتغيير القيادات التاريخية للحزب واتاحة الفرصة للشباب، وتم التغيير بالفعل والاطاحة بالشباب انفسهم وكان من ابرز القيادات وقتها ناجى عبدالله وناجى دهب.
ومن هنا يمكن القول ان الترابى يؤمن بغير ما ينادى به، فهو ينادى بالديمقراطية والتعدد واتاحة الفرص للاخرين، ولكنه نفسه يتمسك بالقيادة دون تفريط فالنتيجة التاريخية والحاضرة حتى يومنا هذا فى شخصية الترابى الديكتاتورية المقلفة بالثوب الديمقراطى والشورى،
والمتابع لسيرة دكتور الترابى يجد انه ومن قبل المفاصلة يروى عن انه ديكتاتور، وفى كتاب الانقاذ صراع الهوية والهوى للمؤلف محمد عبد الرحيم محى الدين، اورد الكاتب على لسان اعضاء المكتب القيادى ان الترابى عندما يريد شيئاً مهماً فانه يعرض مواضيع ثانوية حتى يملوا ثم بعد ذلك يعرض عليهم الموضوع الاساسى فيجيزوه دون نقاش.

الانتباهة

تعليق واحد

  1. كنت أريد ان أعلق علي دكتاتوريت شيخ الترابي ولكن اغناني ما جاء في اخر المقال ،هل يعقل ان أعضاء مكتب الشعبي بهذه السطحيه والسزاجه ان يطول لهم الشيخ في الاجتماع حتي يصابوا بالملل ثم بعد ذلك يطرح الموضوع المهم ويجاز للمخارجه من الاجتماع وليس لقناعه !!!معقول ياجماعه.
    حتي أندية الكوره بطلت هذا الأسلوب لانه انكشف،زي ما اتكشفتوا أنتو يا جهله.
    علي السيد المحامي انت لسه بتفرفر ما كفايه

  2. ان كان ديمقراطيا و اكثر من يمارس الشوري يا كمال عمر و عشان الكلام ما يبقي حكي بالمجان ساكت و ينفض سامرنا و كأننا ما فتحنا الموضوع، يجب عليكم اثبات الكلام ده بادله ملموسه، تاني كلام ساكت ما بنفع.
    حنك بيش و ثقه في الفاضي ما بتاكل عيش. يا شيخنا اذا اكان الترابي زول ديمقراطي زي ما ادعيت المفروض في عمرو ده يكون عامل ليهو مزيره قدام بيتو و بيهش في الضبان بفرع نيم.
    دي الديمقراطيه البنعرفا نحنا مش ديمقراطية الافراد و احزاب الوحدانيه، الحزب يختفي من الوجود باختفاء زعيمو. دي احزاب لحظيه و ذات مشاريع محدده و مؤقته و مهما طال عليكم الزمن تحت راية هذا الأثلم في النهايه مصيركم النسيان لأنكم ما عندكم مشاريع وطنيه، و كل البتسوو فيهو لارضاء شهوة السلطه و البطن و الفرج و بقية نقاط ضعف الكيزان المعروفه. نحنا تاني حنكم ده ما بيمشي فينا و امخاخنا عملت اجسام مضاده لأي تصريح يدلي بيهو كوز.خلاص ببح ببح ببح
    يللا…..

  3. هذه شهادة مطعون فيها لكونها لم تأت من مصدر بل أتت من غريم سياسى لم يعرف له إسهام فكرى أو حتى سياسى معتبر… شهادة لا يعتد بها

  4. ليس شخصية الترابى فقط هى الشخصية الديكتاتورية المغلفة بالثوب الديمقراطى والشورى بل جميع زعماء أحزابنا الامة و الاتحادى الديمقراطى، هل يستطيع كائناً من كان فى هذين الحزبين أن يعترض على قرارات الزعيم؟ و اذا تجرأ أحدهم و اعترض بكرة يلقى نفسو خارج الحزب زى ما قال الصادق ” الباب يفوت جمل”. جميع أحزابنا ليست أحزاباُ بالمعنى الصحيح لكلمة حزب، بل هى أحزاب مملوكة لعائلات معروفة و لا تمت للشورى و الديمقراطية بصلة. ما فى زعيم من المهد الى اللحد الا فى الأنظمة الديكتاتورية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..