باقان أموم تلميذ قرنق النجيب هل هو انفصالى؟

باقان أموم تلميذ قرنق النجيب هل هو انفصالى؟

تاج السر حسين
[email protected]

صديق عزيز من اسره كبيره فى السودان معروف بالطرافه وخفة الدم والصدق مع النفس ، قلت له متسائلا لماذا السودان لا يعرف قيمة مبدعيه ومفكريه والمخلصين له الا بعد مماتهم ولذلك نادرا ما يكرم سودانى اخلص لوطنه فى حياته؟
وضربت له أمثله بعدد من هؤلاء العباقره ومنهم الشهيد/ عبدالخالق محجوب، ومنهم الشهيد/ محمود محمد طه، ومنهم الشهيد/ جون قرنق، ومنهم الراحل/ محمد أحمد محجوب، ومنهم المرحوم/ ابراهيم بدرى.
فقال لى ضاحكا: يا عزيزى دعنى احكى لك قصه لن تصدقها .. كان لنا جد من اقوى الأصوات المطالبه ببقاء الأنجليز والرافضه لأستقلال السودان، وكانت رؤيته الا ينال السودان استقلاله الا بعد 50 سنه من عام 1956 اى فى عام 2006، هل تعلم أن هذا الجد تم تكريمه فى زمن النميرى باعتباره من رواد الأستقلال؟!!
هذه المقدمه أتيت بها قبل أن اتحدث عن مناضل فى حياته لعلى أنصفه، فهو سودانى جسور ومفكر عميق ووحدوي صادق لا يعرف المرواغه و(اللف والدوران) فى زمن اصبحت سمته المحاوره والمداوره والنفاق .. أنه الأخ/ باقان أموم تلميذ القائد جون قرنق، الذى ظلم ظلما كبيرا بوضعه ضمن زمرة الأنفصاليين من خلال اشاعات وتشويه وأغتيال شخصيه متعمد، كل ذلك يحدث لأنه مخلص لمبادئه ولقائده الذى أخذ منه كثير من الحكمه.
وكان لا بد من أن ادلى بهذا الرأى عن الرجل والظروف غير معروفه وربما يمر الزمن سريعا ونجد الوطن العزيز قد اصبح دولتين، والحركه الشعبيه اتفق الناس معى أو اختلفوا فى الرأى كانت سندا للأحرار فى السودان طيلة فترة مشاركتها فى الحكم، وأدرك جيدا الظروف التى تجعلها احيانا قريبه من المؤتمر الوطنى حتى يظن الشرفاء انها باعتهم وتخلت عنهم وقديما قيل (أعقل الناس اعذرهم للناس).
ومن حق الحركه الشعبيه تنظيميا أن ترى من هو القائد ومن هو الزعيم الذى يقود مسيرة الحركه ويحدد خياراتها، لكنى بكل صراحه أرى فى (باقان) صوره للفقيد قرنق الذى رحل قبل ان يكتمل مشروعه الذى كان يحمل للسودان خيرا كثيرا.
وهنا لابد من سؤال نطرحه بكل وضوح يقول :
لو لم يغيب الموت فى ذلك اليوم الحزين من شهر يوليو الراحل المقيم جون قرنق هل كان سيقبل العيش فى دوله المؤتمر الوطنى التى تصر على أن هوية السودان (عربيه وأسلاميه) فقط، ومن لا يعجبه هذا الكلام عليه أن يشرب من البحر؟
لو كانت الأجابه نعم .. اذا من وضع بند حق تقرير المصير ضمن أهم بنود اتفاقية نيفاشا؟ اليس هو الراحل قرنق بنفسه؟
الم يكن السبب فى ذلك كما صرح الدكتور/ منصور خالد، هو اصرار المؤتمر الوطنى على دولة الشريعه فى السودان كله، ولما تعذر الأمر وافق مفاوضوا المؤتمر الوطنى خلال الست سنوات الأنتقاليه على نظام علمانى فى الجنوب وشريعه اسلاميه فى الشمال مع تأسيس مفوضية لغير المسلمين فى الخرطوم؟
وهل يعقل ان تكون عاصمة اى بلد حر ديمقراطى يتساوى فيه الناس جميعا بهذا الشكل الذى تؤسس فيه مفوضية لغير المسلمين؟ اليس هذا وحده شعور بالدونيه وعدم المساواة؟
وهل كافة المسلمين فى السودان على اختلاف مذاهبهم وأفكارهم متصوفه وشيعه وشيوعيين وجمهوريين يرتضون شريعه الأنقاذ نظاما للحكم فى وطنهم؟
وهل تطبق الشريعه حقيقة فى السودان، أم المساله كلها تنحصر فى الجلد والقطع؟
الا تنص تلك الأتفاقية بعد الست سنوات على تحول ديمقراطى حقيقى، وهذا يعنى اتاحة الفرصه لتداول السلطه سلميا وهذا يعنى انتهاء (دولة الشريعه) فى السودان فى السودان الى الأبد وأن يبعث الدين الحقيقى فى النفوس دون مظهريه أو ميكافيليه؟
هب ان الحزب الشيوعى المعترف به عند مسجل الأحزاب وصل الى السلطه منفردا أو مؤتلفا مع حزب من الأحزاب ولنفترض الحركه الشعبيه، فهل يطبق الشريعه فى الحكم وهو حزب علماني؟ أم أن المؤتمر سمح للحزب الشيوعى بالمشاركه فى العمل السياسى لكنه غير مسموح له بالوصول الى سدة الحكم؟ وهل هناك تدليس وخداع أكثر من هذا؟
للأسف الذين يهاجمون باقان أموم وينتقدونه دون وعى تعوزهم الحجه ويفتقدون للمنطق وهم صنفان أما عنصريون يريدون لمواطن الجنوب أن يبقى مواطنا درجه ثانيه وتابعا يبصم على نظام دولة الذل والأضهاد، أو هم انتفاعيون وأرزقيه والنوعية الأخيره موجوده فى الشمال والجنوب.
فالفكر الذى يطرحه باقان أموم والذى يعارضه من لا يستمعون اليه ولا يحضرون ندواته ولقاءاته ويبنون رؤيتهم السطحيه عنه من خلال ما يشيعه الأنفصاليون الحقيقيون الذين لا يريدون للسودان وحدة وسلاما وأستقرارا ، هو نفسه فكر الراحل جون قرنق الذى يدعو لسودان جديد وجميل يسع الجميع دون تمييز.
باقان أموم .. كما عرفته لاهو ضد الأسلام ولا هو ضد العروبه كما يشيعون لكنه ببساطه يدعو لسودان جديد تحترم فيه كافة الأديان والثقافات دون تمييز أو استعلاء أو هيمنه وأن يبعد الدين عن معترك السياسه وفى هذا الجانب نؤيده تماما ونعتبره ينادى بما يتمناه كافة اهل السودان بل فى الحقيقه هذا هو السودان الذى ورثناه من أجدادنا.
ومن يظن أن الذين يرفضون الدوله الدينيه فى السودان يدعون للأنحلال وللتفسخ هو شخص سطحى ساذج، فالقوانين الوضعيه والأنسانيه يمكن ان تحفظ للشارع احترامه ووقاره، والقوانين يمكن ان تمنع التسيب والأنحلال ، وهذا ما نشهده فى دبى وفى القاهره وفى جده وحتى فى الدول الغربيه المعروفه بالأباحيه.
لكن فى ظل دوله دينيه مثل التى يصر عليها المؤتمر الوطنى فالحاكم يرى بان ما يتخذه من قرارات صادره عن (الأله) لا عن شخصه كبشر يخطئ ويصيب ويراجع ويتراجع وينتقد ويعزل ويحاكم، ولولا ذلك لحوكم المخطئون فى جرائم دارفور وقبلها من جرائم داخل السودان وقبل أن تتدخل المحكمه الجنائيه الدوليه.
وباسم الأله وتحت التكبيرات والتهليلات .. والأله برئ عن ذلك، احيل الملايين للصالح العام فى الحقيقه للشارع العريض دون شفقة أو رحمه بهم أو باولادهم، وفتحت بيوت الأشباح وأعدم مجدى وجرجس وأعدم 28 ضابطا فى نهار شهر رمضان وقتل الملايين فى الجنوب وأحرقت قراهم وأبيد عشرات الألاف فى دارفور، ولا زالت الدماء تسيل ولا زال الظلم سائدا.
باقان اموم سودانى اصيل ووحدوى مثل عدد كبير من احرار السودان المستنيرين فى الشمال والجنوب، يرى ان يتمتع جزء من السودان بالحريه والعداله والديمقراطيه خير من ان يعيش الوطن كله فى ظلام وذل واضطهاد، وأشعر بأنه حزين مثلنا للأنفصال القادم كن المنطق يقول أن ينفصل الجنوب ويعيش السودان فى سلام خير من وحده مفروضه لا تثمر غير العداء والكراهية ومواصلة الحروب.
آخر كلام:-
? علمت قبل يومين بأن السودان قد أستورد لحوما عام 2009 بمبلغ 450 مليون دولار .. ودوقى يا مزيكه !!
? هل قرأ هذا الخبر احد الأخوه المصريين فى المراكز البحثيه الذين يدافعون عن الأنقاذ أكثر من اهلها؟

تعليق واحد

  1. مبروك عليك باقان
    اذا اتفق الناس في فترة ما علي دستور اسلامي ووصل الي السلطة الحزب الشيوعي فعليه احترام الدستور ولانه لا يحترم الدستور وارادة الشعوب فلن يصل الي الحكم ابدا وشكرا

  2. هذا هو الراي الصائب وبعين الحق والحقيقة عن هذا الشخص الصامد والجسور الذي له اجندة البلد الموحد دون تمييز بين عرق او قبيلة وهكذا فكر دكتور جون قرنق الراحل وكل من اتى بمدرسته العريقة فكالت عليه التهم دون مببرات سوى انه وطني غيور لا يابه بشبر من تشظي وطن السودان التي تدنست بافاعيل الكهنة من يعتقدون بانهم يحكمون بالدين وشرع الله وهي برئية منهم فاحييك يا باقان وكاتب المقال فالحق يقال ولو في فوهة البندقية وهي من شيم الشجاعة الذي نحبه للكثيرين من ابناء وطننا الحبيب

  3. يا أخي احترم عقولنا شوية …… باقان اكبر داعية انفصال وقد سمعت لهكثيرا فهو ينضح حقدا وغلا على الشمال.

  4. السودانيين مسامحين كالعادة اذا ما تذكرنا اسوا الايام التي مضت بالخرطوم وحتى دارفور المؤججة وبهذا اقول اليك يا الاخ الطاهر باقان هو بنفسه غير راضي بتشرزم هذا الوطن لكنه مرغم بافاعيل ناس الانقاذ وليس الشماليين وعندما يقال بالشماليين في النهج السياسي الراهن المقصود به حكومة الانقاذ اللابسة ثياب الشمال والشماليين ساكتين ليهم فهذا ماذا يعني لتلاميذ الروضة ناهيك من باقان المهنك سياسيا فلا تظلم الرجل لان ناس الانقاذ فاكين من هم يطلقون السنة ملتهبة تجاه الجنوبيين فكيف تريد ان يصمت باقان او غيره لهذه الاساءات المتكرر والنقض في العهود

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..