ربيع المذكرات..!ا

تراســـيم..

ربيع المذكرات..!!

عبد الباقي الظافر

وقف أمام العميد بكري حسن صالح أربعة من شباب الإسلاميين (وقتها).. الشباب كانت بين يديهم مذكرة إصلاحية.. ما أن اطلع ساعد البشير الأيمن على نص المذكرة حتى أخرج قلمه وأصبح خامس موقع على المذكرة من العشرة الأكارم.. لم يحتج الرئيس البشير (يومها) على الخروج على النص. ولم يستنكر أن يكون أحد الموقعين على المذكرة عسكرياً قحاً ما كان ينبغي له أن يكشف عن انتماء حزبي.. بل أن الرئيس جاء إلى اليوم الموعود في مجلس الشورى في كامل هندامه العسكري. الرئيس البشير توعد في حواره التلفازي مع الطاهر حسن التوم بمحاسبة الموقعين على المذكرات الإصلاحية.. حجة الرئيس أن العمل الاحتجاجي تجاوز مؤسسات الشورى في الحزب الحاكم.. وفي ذات اللقاء ألمح الرئيس إلى أن مرجعية الحزب الحاكم ليست الحركة الإسلامية.. إنها ذات الحركة الإسلامية التي ولدت باسمها مذكرة العشرة التي وضطدت لحكم الرئيس المشير البشير. ماذا حدث للذين استغلوا منابر الحزب لتوصيل رؤاهم.. حاج ماجد سوار كان أميناً للتعبئة الشعبية ووزيرًا للشباب في الحكومة.. في المؤتمر التداولي سبح حاج ماجد عكس التيار ونصح قومه بأن يبحثوا عن المشروعية من أبوابها الأصلية.. حاج ماجد أخبر زملاءه بأن من يريد المشروعية عليه بالعودة إلى الشعب لا التعامل مع وكلاء الأمة.. بعد ذاك الحديث لم يجد حاج ماجد غير أن يعود إلى أهله مزارعاً في جنوب كردفان. ومن قبل ذلك صدح برؤية الإصلاح مولانا أمين بناني نيو.. أمين خرج من (كابينة) القيادة مغضوباً عليه.. لم يشفع له أنه صهر الرئيس، وكان الاتهام أن الرجل رمى الحزب بحجر من خارج الأسوار.. ذات المصير كان ينتظر الفريق صلاح قوش.. صلاح قوش انعطف عن مساره ورأى تأمين الإنقاذ يأتي من تصالحها مع الآخَر.. ولكن الحكومة جاءت إليه من الآخِر.. على كوب شاي أخبره الرئيس أنه لم يعد مستشارًا.. حتى عضويته في المكتب القيادي شملتها الإقالة. المذكرات الاحتجاجية التي سادت الساحة هي نتيجة لمرض انسداد قنوات التواصل بين القاعدة والقيادة.. الآن شباب الأنصار يسألون الإمام من أين تمول حزب الأمة؟.. وقواعد الختمية يسدون الطرقات على مولانا الميرغني ويصدحون بالهتاف ضد المشاركة في الحكومة.. وغدًا يكتب أهل الشعبي مذكرة تقترح إعفاء الشيخ الترابي من تكبّد مشاق القيادة.. وبعد غدٍ يخرج تقرير طبي يحيل الأستاذ محمد إبراهيم نقد إلى التقاعد السياسي. المذكرات مثل الانقلابات.. فعل اضطراري تفرضه الضرورة القصوى.. الأجيال الجديدة ترى أن السلطة محتكرة بين قلة من الناس.. الحزب الحاكم يقدم نموذجاً لهذا الاحتكار.. قادته يديرون الدولة نهارًا.. وعند المساء يرتدون الزي الشعبي لتسيير أمر الحزب.. النتيجة يصبح اعتذار والي مثل كاشا أمراً لا يمكن استيعابه.. وكتابة مذكرة تحمل رأياً مغايرًا فعلاً يستحق المحاسبة والعقاب. في تقديري أن ربيعنا العربي سيكون عنوانه (مذكرات احتجاجية)

التيار

تعليق واحد

  1. بسم الله الرحمن الرحيم

    أخ عبد الباقى الظافر ألسلام عليكم ورحمة ألله

    ما هدف (ألمذكرات) ولمن ؟ والشعب شعاره .. يُريد اسقاط النظام ..

    هل تبنَّت مجموعات طريق الإصلاح السلمى المتدرج.. واتبعت منهجًا يهدف إلى إصلاح وتغيير الواقع تدريجيًّا.. دون أن تعتبر مشروعها لا يتحقق إلا بهدم الواقع بالكامل وبناء واقع جديد..

    فجماعة (ألمذكرات) ركزت على اصلاح الوضع القائم دون محاولة (هـدمه) واعتبرت أن دورها هو إصلاح الوضع من داخله.. ومن خلال أدواته فى التعديل والتغيير .. فهى حركة إصلاح من الداخل تعمل من خلال الوضع القائم لتغييره وإصلاحه ..

    فمنذ وصول ألجماعة ب(ألبشير) للسُلطه وهى تواجه وضعًا سياسيًّا (صعباً) برغم التباين الكبير بين رؤى جماعة (ألمذكرات) والرؤى السائدة داخل النُخب الحاكمة فى الخرطوم .. وبالرغم من سلمية منهج أهل ألمذكرات إلا أن النظام الحاكم رأى فيها خطرًا عليه .. لأن هدفها فى النهاية تحويل مسار النظام السياسى بدعم شعبى تجاه المشروع الإسلامى والذى رأت فيه النُخب الحاكمة تهديدًا لوجودها فى الحكم..

    ولهذا يمكن القول بأن (ألبشير) حاول إخراج جماعة المذكرات من إطار (الشرعيه) وتوعد بمحاسبتهم ..
    من السهل تصور التناقض الكبير بين إستراتيجية فكرة المذكرات وإستراتيجية النخب الحاكمة تجاهها..
    فغالب النُخب الحاكمة تخشى من تمدد ( ألمذكرات) والعرائض بما يفقدها شرعيتها .. وسوف ينهى حُكمها ..

    رؤيتى أنه لا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..