شباب ضد المؤتمر الوطني

يوسف الجلال

منذ أزمنة باكرة، كانت تتملكني قناعة راسخة، بأن عضوية حزب المؤتمر الوطني في تناقص مستمر، وكان يتلبسني يقينٌ قاطعٌ، بأن باب الحزب لم يطرقه أعضاء جدد، طلباً للانضمام.. كانت تغشاني تلك الحالة التي تحتمل التكذيب وربما النفي، ولكن حينما جهرت أمينة الفكر والثقافة بالمؤتمر الوطني انتصار أبو ناجمة بأن حزبها ظل يفشل في استمالة الشباب إلى عضويته، زاد يقيني القديم، وتضاعفت قناعتي الراسخة. وحمدت الله كثيراً، أنني لم اتجن على الحزب الحاكم، ولم أدمغه بما ليس فيه. فقد كنت قبل حديث “أبو ناجمة” غير ميّال إلى القطع بتلك الفرضية التي تحتمل الصواب والخطأ، انطلاقاً من أن الكلمة أمانة. ولهذا أجد نفسي ممنوناً لأمينة الفكر بالحزب الحاكم، كونها قالت للناس – كل الناس – إن حزبها يعاني في تجنيد الشباب لعضويته، بل أن “انتصار” أكدت ? بحسب سودان تربيون – أن شباب السودان أكثر إنجذاباً لأحزاب المعارضة.

حسناً، فالصراحة والمصداقية التي تحدثت بها انتصار أبو ناجمة، ليست مألوفة لدى الألسنة التي تتحدث باسم المؤتمر الوطني، وخصوصاً اللسان الكبير الذي أكد أن عضوية حزبه بلغت (10) مليون عضو..! وربما لهذا طربنا لحديث الأستاذة انتصار، كونه جاء مغايراً لما يتحدث عنه قادة الحزب. وما يحسب لأمينة الفكر، أن حديثها أصبغ المصداقية على الأحاديث التي كانت تدمغ المؤتمر الوطني بأنه حزب يتنافي ميلاده مع التكوّن الحزبي الطبيعي. إذ أنه درجت العادة على أن يبني الحزب الدولة، لا أن تبنى الدولة الحزب. وحالة المؤتمر الوطني تُحاكي حزب الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي المسمى بالتجمع الدستوري، وتُشابه الحزب الوطني الذي صنعته سلطة المخلوع حسني مبارك، وأيضاً الاتحاد الاشتراكي الذي تربى في كنف انقلاب مايو بقيادة النميري.

ولعل ما يدعم حديثنا هذا، أن المؤتمر الوطني استنسخه الدكتور حسن الترابي من رحم انقلاب الإنقاذ، وأنه لم يكن ضمن أحزاب الصدارة والجماهيرية في يوم من أيام الديمقراطية والحريات، فضلاً عن أن الحزب حفل ? كما جرت عادة الأحزاب المتناسلة من ضلع الأنظمة الشمولية ? بالعديد من النفعيين والانتهازيين، على النحو الذي أكده الدكتور أمين حسن عمر إبان توليه امانة الفكر والثقافة بالمؤتمر الوطني. ومعلوم أن الدكتور أمين جهر بذات الرأي الذي تقول به انتصار أبو ناجمة خليفته على أمانة الفكر.

وليس أدل على حديث “ابو ناجمة” من حالة التململ المنظور والسخط البائن، جراء عدم تمكين الشباب من المناصب القيادية في الحزب الحاكم. وغير منكور أن مغاضبة الشباب بلغت شأواً كبيراً، لدرجة أن شباب المؤتمر الوطني بولاية جنوب كردفان هددوا – في بيان أمس – بالانسلاخ من الحزب، حال استمرت الهيمنة وإبعاد الشباب والاحتكام إلى القبلية. وأيضاً يمكن مُعايرة جودة حديث الأستاذة انتصار وصحته، من خلال مواقع الرأي ووسائل التواصل الاجتماعي، وهناك القائل ستتأكد عن حدوث جفوة كبيرة بين المؤتمر الوطني وبين الشباب. إذ أنه نادراً ما تجد من يُنافح عن الحزب الحاكم، أو عن سياساته. بل أن أكثرية المتداخلين في وسائط الإعلام الجديد، يرسلون وابل الغضب على المؤتمر الوطني، بينما تجهد نفسك لترى ? بالكاد ? دفاع خجول عن الحزب. وهذا ما لسمه كثيرون في “قروبات الواتس”، حتى أن أحدهم علّق ذات مداخلة “أنه في كل قروب يشارك فيه يجد المؤتمر الوطني مغلوب عشرين صفر..!”. في إشارة إلى الهجوم الكاسح على الحزب الحاكم، وفي إشارة إلى انتفاء الأصوات المُنافحة عنه.

صحيفة (الصيحة)

تعليق واحد

  1. وهو في زول حايدافع عن العفن اللهم الايكون هو زاتو عفن
    والمؤتمو الوطني عفن
    المؤتمر الوطني زايل بزوال الانقاذ فهو حزب كرتوتي وسبتنكر له اعضاءه كما تنكر سدنة مايو لاتحادهم الاشتراكي
    وسرف لن بجد البشير وصحبه ولا كلبه محمد عطا من يمنع عنهم الاعواد من العشره مليون من عضويتهم المزعومه

  2. دعنا من الموتمر البطني اقصد اللاوطني ياخ الوطني اذا كان شخص لايعامل الناس بالحسني ..
    ويأخذ حقوقهم بالقوة سرقة يعني ويقتل ابناءهم بالتأكيد لن تجد احد يتحدث عنه خيرا قط ما بالك اذا كان
    نهج هذا الشخص نهج 10 ملايين كما يقولون او حتي 10الف ماذا سيقول عنهم الناس وهذا هو المؤتمر الوطني
    كلهم نفعيين وأصحاب مصالح كذابين قتله تجار دين فاسقين والله سوي كانوا 10ملايين اوحتي كل السودان مؤتمر وطني
    فانهم كغثاء السيل لايقدمون ولايؤخرون ماذا قدموا للسودان غير القتل والدمار والدماء والجهوية والقبلية والفرقة والشتات للسودان
    والسودانيين اذكرو لي شئ حسن قدموه للسودان ؟؟؟؟ الحكومة السودانية كل قياداتها ماسونيين وموساد وcia
    وكل سياساتهم تنفيذ لمخططات موضوعة مسبقاً لتدمير السودان ومن لم يفهم هذا عليه ان يتمعن في مسيرة هؤلاء القتلة

  3. مهما طال الليل لابد من ظهور الفجر وان بعد العسر يسرا… فعلا والله لم يعد هناك أي قفص للجداد الالكتوروني

  4. نتطلع إلى رؤية المزيد من الأقلام الصحفية الشابة في ” الراكوبة”، وبنفس القدر نتطلع إلى قراءة مواد صحفية تعايش الواقع وتنقل منه مباشرة لنقف على ملامسة الشباب للواقع ونظرتهم له، من خلال مجهود الشباب الخاص من مختلف أنحاء البلاد.. ففي ذلك تفهم أكثر لما يحدث وفيه تقارب بين الأحيال من شأنه تغذية جهود النضال من أجل ازالة الديكتاتورية والظلم، خصوصا وأن الوسائط الإعلامية في بلادنا لا تعكس حقيقة ما يجري..

  5. انا مغترب .. لما جيت السودان في فتؤة انتخابات 2010 .. لقيت تاييد كبير للمؤتمر الوطني ولترشيح البشير
    لكن والله العظيم لما نزلت قبل 3 شهور كل الناس الكانوا متصدرين الحملة الانتخابيه من الشباب والكبار لقيتم بينعلوا سنسفيل المؤتمر الوطني .. بل انقلب حبهم وحماستهم الي كراهية شديدة وعدم مبالاة …

  6. المشكلة رغما عن المقاطعة… فإنهم حيفوزوا بالترتيبات التي سيفعلونهاـ اولى حلقات هذه الترتيبات: اعتبروا الناس مسجلين في انتخابات 2010 هم مسجلين للان وعددهم 11مليون و600 الف (رغم فشل دفع الناس للتسجيل هذه المرة). وثانيها استغلال ضعف المعارضة … وبيع الذمم..
    لكن الأدهى وأمر… هل مشاكل البلد ستحل او تنتهي بالانتخابات وفوز البشير والمؤتمر الوطني؟؟؟؟ من الاحسن توفير الـ 800 مليار دي ويعملوا بيها حاجة تنفع الناس بدلا من انتخابات ووجع دماغ في الفاضي والنتيجة معروفة ومحسومة سلفا لغياب المنافسة…….

  7. من يحكم كثيرا يفقد كثيرا المؤتمر الوطني حزب غير شرعي استمد قوته وعنجهيته من حكومه غير شرعيه اصلها انقلاب عسكري فادته الحركه الاسلاميه على نظام ديمغراطي كانت تشارك في برلمانه بعدد 52 نائبااذا اي ديمغراطيه يتحدث عنها هؤلاء

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..