الجهة (المقابلة) للسقوط..!

عثمان شبونة
* بلا ضجيج تحتفل القلوب المحبة للحرية بالصحفية السودانية أمل هباني لتقلدها وسام تفاخر به الأمم؛ من قبل منظمة العفو الدولية… هذا الشرف ببعده الأعمق كسب وهّاج (للنساء النظيرات) في شخص المحتفى بها… لقد نالت أمل حفاوة المنظمة بسيرة مشرفة اكتسبتها أولاً بفطرة ميّالة للحق والشجاعة؛ ثم بجهد مخلص وكدح في سبيل (الكرامة الإنسانية)..!
* جائزة (جانيتا ساغان) التي تتواضع أمام بعض بنات بلادي الممتلئات بالثورة ضد الظلم؛ استحقتها الحرة (أمل) وهي تنفح لـ(آدم) إلهاماً بسيرة كفاحها ناهيك عن (حواء)… ويظل صمودها أرفع شارة، في مقابل بِركٍ قبيحة (تتعطن) داخلها الكثيرات من الإعلاميات الآن نظير (منافع) مؤقتة..!
* لقد صار التميز (الإنساني) نادراً جداً داخل مجتمع يمثل فيه (انحدار الذمم) الظاهرة الأكثر رواجاً في عالم الأنثى مع طقس القهر والحرمان؛ وهو وضع عام يحتاج إلى (صبّارة) محكمة تحمي الذات من التبخر..! فالإنسان (الرخيص) مهما تغافل عن وزنه ستصدمه وضاعته في يوم ما..! فأن تكون ظهيراً للمجرمين لن تسلم؛ ولو بعد حين..!
* الفرق بين أمل ومثيلاتها وبين (الحَسَك) الإعلامي الظاهر في (الصورة!)؛ يظل في العقل الذي يميز (للغد) وليس ذلك الدماغ الذي (يركب) الراهن حيثما توجهت عجلات المصالح الدنيئة؛ ذات الثمن (المدفوع) من الروح قبل الجسد.. لا مال يعدل الخروج الآمن للفرد من وعر الرذائل السياسية..!
* لا شك بأن الجائزة الرفيعة للكاتبة أمل هباني ستضيف لها أعباء جديدة (ضد الباطل) وقد صار له جنود من (الجنس السخيف!) بجانب الرجال..!
* أمل وقلة معها؛ يكفيهن هذا العنوان الصامد الرافض للطغيان وذل المرأة.. فقد جاءت مبادرة (لا لقهر النساء) المشهورة منذ العام 2008 بفهم سوداني استوعب المكان والواقع السياسي (الماتح) من الظلم والتخلف… فكانت مبادرتهن تمثل الجهة المقابلة ــ الحادة ــ لمعسكر أعداء الحرية؛ وهو معسكر غير (محكور) للأغبياء فقط؛ إنما لربيبات الفئة الباغية موطئ فيه؛ بالتأييد أو بـ(كسر العين)..!
أعوذ بالله.
ـــــــــــــــــــــــ
الأخبار ــ الإثنين.