في السياسة والقداسة ..!ا

في السياسة والقداسة ..!
منى أبو زيد
[email protected]
اشتراط نزع القداسة عن رئيس الحزب – وخضوع منصب الرئيس للمنافسة الحرة بالكفاءة وليس الوراثة، والمناداة بالمؤسسية والديمقراطية ? ليس شطحة يندد بها أي مجتمع سياسي يحترم نفسه قبل مواطنيه .. لكن ردود الأفعال الإسفيرية التي أعقبت نشر حديث مساعد الأمين العام للحزب الاتحادي المسجل ووزيرة التعاون الدولي إشراقة سيد محمود – عن الشرط المذكور آنفاً لتحقق الوحدة بين حزبها والاتحادي الأصل ? تقول بالعكس، وتستحق بالتالي الوقوف عندها لأكثر من سبب ..!
الأسئلة الوجودية التي يثيرها واقعنا السياسي تشير بإلحاح نحو وجوب تغيير الموروث والنمطي والسائد، وحوادث النزاع والانشقاق ومشاريع الائتلاف تلك هي أزمة السياسي المعاصر الذي يصنع مآزقه لأنه لا يجيد التفكير بعقلية المداولة والوساطة والشراكة، ولا يحسن المواكبة في زمن نهاية الوصائية وانقراض الدور الأبوي السياسي لزعماء الطوائف ..!
ماذا ينتظر “السودان” من زعامات عريقة وقيادات منشقة تواجه مستجدات الواقع بعدة عمل قديمة وعقلية نخبوية ؟! .. ماذا ينتظر “السوداني” من أحزاب تسير بفكر الرجل الواحد وتتصدى للمنافسة السياسية بمنطقه الذي يضع العراقيل حيناً ويبسط المشكلات أحياناً ولا يتورع عن طمس أي دور قيادي لا ينطلق من مسرح الرجل الواحد ..؟!
ماذا ينتظر “محمد أحمد” من فكر سياسي لا يؤمن بالصيغ المركبة لحل المشكلات المعقدة، وأداء سياسي لا يؤمن بالعقل التواصلي، ومنهجية قيادية متوارثة أثبتت النوازل والخسائر الوطنية فداحة أخطائها ..؟!
إذا كانت الإجابة أنه ينتظر الإصلاح والتجديد – “لا الإقصاء والتحييد”! – فمن يفكر بلغة التغيير والإصلاح داخل أروقة الحزب الطائفي يجب أن ينادي أولاً بالفصل الحاسم بين العام والخاص، بين الزعامة والسيادة، بين المختلفات والمتعارضات، الفصل القاطع بلغة العصر ..!
الإصرار على اقتران التقديس بالتسييس في تمثيل الحزب الطائفي يجعل دعاة “تجديد المسار” يائسين ويتعاملون مع هويتها الحزبية المزدوجة بسلوكيات حادة تدمر صيغ التعايش فيما بينها، فيخرج النزاع بصورة بائسة إلى العلن ..!
وعليه فإن الحديث عن منهجية التغيير يقتضي الدخول في مراجعات نقدية بناءة والانخراط الجاد في فعل ثوري يصطحب في معالجاته أن طبيعة الانتماء داخل ذلك الكيان السياسي “مركبة”، وأن مصدر الخلل ليس وحيد الجانب، وأن مكتسبات ثورة التصحيح لن تعود على طرف واحد ..!
الناس في هذا البلد ما عاد يكفيها أن تتبع أحداً، ولا بات يرضيها أن تؤله سيداً، بعد غاشية الفشل السياسي وقارعة المعاناة الاقتصادية التي جففت أقلام التأليه ورفعت صحف القداسة ..!
الأحداث
منى أبو زيد
[email protected]
بسم الله الرحمن الرحيم
أخـت منى أبو زيد ألســلام عليكم ورحمة ألله ..
لا مجال للمبالغة فى أهمية انتهاك (المقدس) السياسى بتوسيع دائرة (المُفكر) فيه سياسياً أخت (منى) .. لا يمكن أن نرتفع لمستوى اقتراح حلول (ناجعة وأصيلة) بتفكير حُر وطليق مفتوح الآفاق لنسهم فى (إنقاذ) ألبلد لو تتبعنا (ألقداسه) .. علمتنا ألتجربه الانسانيه ألتفكير (ألمستكين) لا ينجب سوى (حلولاً التفافية وترقيعية وجزئية …
فهذا ألنوع من ألحوار يوسع دائرة (الممكنات) بتضييق دائرة (المسكوت) عنه وتعيد الاعتبار للفِكر السياسى ألعقلانى .. والقيم الأخلاقيه .. فالقداسة بنص (القرآن) من الصفات المطلقة (لله) وحده.. والرسل هم المعصومون من الخطأ.. أما (البشر) العاديون فينسحب عليهم قانون الصواب والخطأ يا أخت منى ..
(لا) مجال لاستعادة عموم الناس للسياسة وللشأن العام .. دون نزع (القداسة) عن (السياسة) ..
فالقداسة أخت (منى) هى التى تحرس احتكار السياسة وتشرف على إقصاء الناس عن شأنهم المشترك .. فمن تراث الأدب السياسى فى السودان مقولة (إنتحار القداسة على أعتاب السياسة) .. وفى قادم الأيام ستشهد بلادنا نُذر تصادم حاد ما بين القداسة والقوى والتيارات الاصلاحيه المستنيره بالبلد ..
ظل شخص (محمد عثمان الميرغنى) عبر التاريخ السودانى يحظى بالاحترام والتقدير نظرًا للمكانة السامية التى يحتلها فى وجدان ووعى (الرعايا) والطائفه .. وبالفعل تكرست (ألقداسة) لشخص الميرغنى بشكل شبه قانوني ودستوري ب(الاحترام لذاته) لأنه وارث البركة الكريمة.. هذا التأكيد على ضرورة الطاعة والاحترام لشخصه لم يقف عند حدود شخص الميرغنى .. بل تم توسيعه ليشمل كافة أعضاء الأسرة بالنظر إلى انتمائها الشريفى .. لذا يجب الاحترام لكل واحد من الأسرة ألكريمه ..
فكثير من ألناس يتحفظ على بعض المفردات .. كحفظ للموقع الاعتبارى ( للميرغنى) ك(وارث البركة الكريمة) .. فهذا ألخلط لا يتلاءم مع طبيعة الشخصية ألسياسيه ألسودانيه .. ( فالميرغنى) ظل يتمتع بقداسة (ضمنية) لشخصه تم تكريسها بشكل صريح فى مختلف الانظمه التى حكمت ألبلد … ولكن كشخص (مقدس) انتهكت حُرمته فى بواكير ألانقاذ الاولى .. دخل ألسجن لأول مره فى حياته .. وتعرض لانتهاكات مادية ومعنويه .. ( فالميرغنى) يحظى شخصه بالاحترام والتبجيل ويحتل مكانة مقدسة فى فى أوساط ألطائفه …
فالهالة من القدسية على شخص الميرغنى تجعله (فوق) المراقبة والمحاسبة ليقترب فى الحقيقة من مفهوم (العِصمه) عند (الشِيعه) التى تعتبر (الإمام) شخصاً مقدسًا تنزهـه عن الوقوع فى الخطأ والخطايا حتى ولو تعلق الأمر بالممارسة السياسية والاجتماعية المحكومة بمنطق (النسبيه) …
والواقع أن (الحموله) والدلالات المضفاه على مفهوم (القداسه) فى مجتمعنا ألسودانى .. تجعلنا أبعد ما نكون عن مجرد مفهوم يكرس الاحترام والتوقير لشخص الميرغنى .. بل نحن إزاء مفهوم يفوق فى بعض تجلياته وانعكاساته كل ما تشير إليه بعض التصريحات والتأويلات التى لا تتجاوز سقف الجانب (الرمزى والروحى)
فمفهوم القداسه بما له من (رفعة وسمو وريادة) من غير قيود أو شروط.. فالمكانة السامية التى يتمتع بها الميرغنى بوصفه(زعيم) للطائفه تدل بما لا يترك مجالاً للشك.. على الريادة السياسية للشخص الذى يحمل هذا اللقب.. إذ تمكنه من احتكار سُلطة (غير) مقيدة ويصعب التكهن بمداها الحقيقى .. سُلطة ليست لها بالضرورة علاقة بالمجالين (الروحى والرمزى ) مـع وافـر التكريم للأخـوه الكِـــرام أحباب ألطائفه ..
فيا أخـت (منى) هذه الاعتبارات وغيرها ستلقى بظلالها على جوهر السُلطة السياسية وعلى طبيعة الحياة السياسية فى البلد ..
مللنا القداسة وقرفنا السياسة ،،، ارجوكم اتركوا لنا ،،،، الكياسة ،،، دعونا نحافظ عليها فقد تشكل منبتا بعد سقوط مرحلة الاهواء والاغواء ،،،،،،،،،، وتبقى لنا الكياسة ،،،!!! لأن الأمور باتت ممجوجة فى لغة التخاطب والنقاش .. ومل المستمع لها من خداع النفس بأمكانية التغيير وما عاد الرهان عليه يعتبر مكسباً ..
وللحـديث بقـيـه … مادام فى العُـمـر بقـيـه …
الجـعـلى البعـدى يـومـو خنـق ..
من مدينة ودمـدنى السٌُــنى .. ألطـيب أهلها … والراقِِ زولا …