مع الإمام في منفاه.. وعودة لم تتحقق! 2

انتهينا بالأمس إلى الأسباب التي دفعت الإمام للبقاء في الخارج.. ثم جعل قضاياه كافة.. الوطنية منها والإقليمية والعالمية.. في سلة واحدة.. وحين قلت للإمام إن وجوده بالخارج يخصم من دوره في الحل السلمي ويجعله أقرب إلى دعاة التغيير بالقوة.. في رأي النظام على الأقل.. أكد الإمام أنه أولا خرج مجبرا.. ثم إنه يدفع أنصار الحرب الآن للعودة لمربع الحل السلمي.. لندفع سويا نحو الحل الشامل وللاصطفاف لإجبار النظام على الإقلاع عن أسلوب الإقصاء والتهميش للآخرين.. أما الحديث عن لجوئنا للعنف وهو مزايدة وتزيّد من قبل النظام.. ثم يفاجئني الإمام بالتالي.. لقد قضيت كل هذه السنوات وأنا أعيد بناء الفلسفة الأنصارية على الجهاد المدني.. وعلى إعلاء قيمة الحوار.. وعلى أن دور القوة هو فقط حماية الدولة المدنية حين تتحقق.. وأنه ليس مطلوبا من القوة أن تسهم في بناء هذه الدولة المدنية لأن القوة في هذه الحالة لن تنتج دولة مدنية.. بل ستنتج دولة دكتاتورية أخرى.. وربما تكون أسوأ.. ثم يكمل الإمام.. ظللنا طوال عقود خلت نربي الأنصار على نبذ العنف وعلى العمل السلمي ونحضهم على ذلك.. فكيف يتهموننا اليوم.. 27 ديسمبر 2014 بممارسة العنف وباستخدام القوة في السياسة..؟ ويقول الإمام وإحساسي الآن أنه كان يضغط على حروفه.. لست مستعدا للتنازل عن هذا الإنجاز الذي كلفني كثيرا.. وعن هذا التحول الذي يعني لي الكثير.. ورهاني على الجهاد المدني لن ينتهي قط..!
قلت للإمام يومها وأنا أشعر أن الطريق قد بات مفتوحا أمامي لطرح ذلك الذي في نفسي.. سيدي الإمام كل ما قلته جميل.. بل ومثير حقا.. وهذه أول مرة بالنسبة لي على الأقل.. أعلم فيها أن الجهاد المدني عندك لم يكن محض شعارات سياسية.. بل صاحبته خطة واضحة لتغيير فلسفة الكيان.. قال لي الإمام وهو يبتسم لأول مرة منذ أن بدأنا الحديث.. الحمد لله.. بلغ عنا إذن..!
قلت للإمام.. في رأيي ويتفق معي الكثيرون أن فلسفة الجهاد المدني والتغيير السلمي كلها مرتبطة بالعمل في الداخل.. بينما الخارج بات هو الوجه الآخر لاقتلاع النظام بالقوة.. هذه واحدة.. الأمر الثاني أنك وأنت بالداخل أقدر على التعامل مع الأطراف كافة.. ومع القضية في بيئتها.. فلم لا تعود إلى الداخل..؟ قال لي الإمام.. لست ضد العودة إلى الداخل.. ولكن هناك ترتيبات لا بد منها.. وفي هذا الخصوص يمضي الإمام قائلا.. هناك مكاتبات بيني وبين الرئيس امبيكي.. وهو على اتصال بالجماعة.. لاحقا سلمني مكتب الإمام صورا للمكاتبات بين الإمام وامبيكي.. قلت للإمام.. وهل نحن في حاجة لأمبيكي لعودتك إلى وطنك..؟ أجاب ماذا ترى..؟ أجبته لم لا تدعنا نجرب جهدا وطنيا خالصا هذه المرة..؟ قال لي.. ماذا تقترح..؟ قلت له أعطني سقفك للعودة ودعني أجرب.. وسأستعين بمن ترى.. قال لي الإمام.. هذا جهد منك مُرّحَبٌ به.. وسقفي لن أزيد على ما تعلم.. وهو أن أستمر في جهودي لإنقاذ بلدي.. وأضاف الإمام.. يمكنك أن تستعين بالسيد أحمد عبد الرحمن والدكتور كامل إدريس.. وكذلك ابني عبد الرحمن.. وثلاثتهم كانوا على اتصال بي.. شكرت الإمام وكنت اليوم التالي في الخرطوم..!
اليوم التالي
مع أني لم ألتق بالأستاذ محمد لطيف الا عبر ما يكتب تعليقا على ما يخطه قلمه- الا أنني أشعر بأنه على قدر كبير من الفهم والادراك والموسوعية وبعد النظر والتحليل الواعي ودماثة الخلق الواضح من أسلوبه العفيف وتحليله الواعي الذي يدل على عمق وثقافة عالية وفهم وادراك بعيد المدى وعفة في اللسان. كلما أقرأ تحليلاته أشعر بأني أقترب منه أكثر وأكثر. الأستاذ محمد لطيف من المحللين الصحفيين المتجردين والحادبين على مصلحة الوطن وكفى .
الاستاذ محمد لطيف ..يعتبر من الاقلام التي تمثل هذا النظام الفاسد ..نعم لن تنطلي علينا دماثة الخلق مغلفه بفساد سياسي،اجتماعي ،مالي وهو يمثل بوق للنظام فتارة يعطيك انطباع الناقد للنظام ..وتارة اخري تقرا من بين السطور ميلا وتضخيما لهذا النظام والذي يلفظ في انفاسه الاخيره..علي العموم محمد لطيف لهو دور مرسوم بذكاء ونحن نعلم ذلك تماما ..هنالك من درس بالولايات المتحدة وهو الذي يرسم سياسة النظام الاعلاميه التي ترتكز علي الفوضي الخلاقه..يوميا نسمع اخبارا واحداث غريبه علي مجتمعنا السوداني بل كذلك علي صحافتنا قبل الإنقاذ …فالإدراك مرسومه لأكثر من رئيس تحرير كل له خط معين ..والكل يقبض دون خجل او احساس بما آلت اليه اوضاع السودان .
نشكر للاخ الحبيب محمد لطيف تعامله الراقي والواعي مع الحبيب الامام الصادق المهدي ,,,فهو يعلم المكانة المرموقة التي يتمتع بها هذا الرجل عالميا لذا دائما يتعامل مع الحبيب الامام تعاملا قمة الادب والاحترام ليس كبقية الاقلام الصحفية الكيزانية الحاقدة ,,,الان الامام فوضك يا محمد لطيف ان تناقش انابة عنه وعن اراء ومقترحات حزب الامة والجبهة الثورية وهي مطالب شرعية من حق اي مواطن سوداني ان يتمتع بها ليس هناك اي فرصة للمناورة او الشك في ان الامام والذين معه يعملون من اجل الحصول على مناصب او نصيبهم من كيكة السلطة , فلو اراد ذلك كان من الممكن ان يحدث ذلك منذ عام 2000 بعد عودته في تفلحون ,لكن الرجل يحمل مبادئ وطنية ليس بامكانه ان يتنازل عنها مهما قدمت له العروض واديت له الفروض, فلنلتف جميعا حول مخرجات باريس وبلرلين لنخرج السودان من (جناح الوزة) الذي ادخله فيه نظام مرتزقة الكيزان.