لا داعي للشطط في المطالب

زاوية حادة
لا داعي للشطط في المطالب
جعفر عباس
لم أتقاعس قط عن ممارسة حقي الانتخابي حتى في الانتخابات الملعوبة، وحتى عندما ترشح جعفر نميري ضد نفسه في أول انتخابات رئاسية في تاريخ البلاد، أدليت بصوتي نحو 599 مرة، وكان على البطاقة مرشح واحد (نميري) وأمامه «نعم» أو «لا»، وكان ذلك في مدرسة الحرية في حي المزاد في الخرطوم بحري، التي كانت مركزا انتخابيا، وكان ضابط الانتخابات معلما من أقاربي، وشكا من «الوحدة» في المركز لعدم وجود ناخبين، فكنت أزوره لمؤانسته ثم أعبئ دفترا كاملا ب»لا» وأحشر الأوراق في الصندوق، ثم أكتب «لاعم» بخط يدي في عشرات البطاقات وأحشرها في الصندوق، وظللت أمارس التصويت نيابة عن معظم سكان المدينة حتى أتى الجماعة وحملوا الصناديق وفاز الرجل بنسبة 100,9%، وتجاهلت لجان الفرز «أصواتي» عملا بنصيحة أبو داوود: نقولها نعم وألف نعم ليك يا القائد الملهم، ولكن المطرب الراحل إبراهيم عوض كان لسان حالي عندما تغنى بعد تلك الانتخابات: يا ريس براك شفت / أغرب وأعجب «استفتا»
أتذكر مهدي مصطفى الهادي كلما زرت الخرطوم لأنني اعتقد انه أفضل محافظ عاصرته للعاصمة، سمعت عن محمد خليل بتيك وغيره ولكنني شهدت إنجازات مهدي بالعين المجردة.. فهو من ألغى نظام الجرادل في دورات المياه وهو الذي أغلق بيوت الدعارة العلنية، وأعطى نظافة الطرق والأسواق أهمية قصوى، كان مهدي «في نفسه» أنيقا نظيفا وعفيف اللسان وطاهر اليد، وهناك من سيعتب علي لأنني أمدح رجلا عمل في ظل ديكتاتورية جعفر نميري، ولكن هل يستطيع أشرس خصوم نميري أن يجد مذمة في سيرة وزير إعلامه الأشهر عمر الحاج موسى؟ هل كان في طاقم نميري حرامي على عينك يا تاجر ما عدا مستر تن بير سنت (10%)؟ لاحظ تن بير سنت وليس فيفتي ? فيفتي!! ما أتعسنا إذا صرنا نبحث عن الأنموذج والأمثولة في نظام ديكتاتوري شيعه الشعب في غضبة عارمة إلى الأرشيف.
أتذكر مهدي مصطفى الهادي كلما تجولت في شوارع الخرطوم في السنوات الأخيرة، ويقفز الى ذهني سؤال: ماذا يفعل المسؤولون عندنا عندما يزور البلاد رؤساء وكبار مسؤولي الدول الأخرى؟ هل يفرضون عليهم حظر تجول كي لا يروا الأوساخ التي تحتل كل بوصة مربعة من شوارعنا وساحاتنا؟ أم أن هناك شوارع سرية (تحت الأرض) مثلا تربط بين مقر إقامات تلك الشخصيات وقاعات الاجتماعات؟ أم يخصصون لهم سيارات بزجاج شديد التظليل يكتم حتى الأنفاس؟ كل هذا وضريبة النفايات أحد أهم مصادر الدخل القومي، وهي تذكرني بضريبة الخدمات المفروضة على المغتربين!! سبحان الله منذ متى صارت التلتلة والبهدلة «خدمات»؟ وهناك شركة الاتصالات التي صارت تتمتع بصلاحية فرض ضرائب لا علاقة لها بالاتصال الصوتي أو النصي على المشتركين في خدماتها التي تكسف رجال المال والأعمال عندما تنقطع كل مكالمة يجرونها مع نظرائهم في الخارج، بعد كل دقيقتين، مما يعطي الانطباع بأنهم مقطعين ويشحنون هواتفهم بخمسة جنيهات في اليوم
أنا مدرك أن الحكومة «محمولة»: خرتمية وزير ووالي ومعتمد ومستشار وعقار الدفترار، والمطار الذي طار، والحلو الذي صار «مُرّاً»، وكتر خيرها لأنها تعطي كذا مليون عواطلي رواتب، وبالتالي فمن العسف مطالبتها بتحسين خدمات التعليم والصحة، وعلى كل حال فتلك مجالات في طريقها الى الخصخصة التامة والطامة، ولكن هل من العسف والشطط ان نطالب بأمر بسيط.. خليهم أمرين بسيطين: إنشاء شرطة نظام عام لملاحقة إناث البعوض، المسؤولة عن ضياع مليون ساعة عمل أسبوعيا في بلادنا، وتشييد دورات مياه عامة في كل تجمع سكاني أو تجاري يضم أو يمر به عشرين ألف مواطن في اليوم.. لا شيء أقبح من منظر شخص يتبول في شارع عام أو على جدار مسجد.. هذان مطلبان قد يراهما البعض سخيفين، ولكنهما ركنان أساسيان في صحة البيئة وبالتالي الناس، مع إلزام أصحاب الكارو تزويد حميرهم ببامبرز وقسطرة (لأننا ما ناقصين)، وللمرة الألف بعد المليون أقول: عيب أن يكون دخل الفرد في بلادنا من البعوض والذباب أعلى من دخله من المال.. وإلى شمال شرقي حي كافوري بحيرة ضخمة مكشوفة للفضلات البشرية، ومع هذا حاولت شركة سودانية استيراد مثل تلك الفضلات من اليونان لدفنها في التراب السوداني قبل سنوات نظير ملايين، وبررت ذلك بالحاجة لتسميد محيط مطارنا الحالي لخلق حزام أخضر حوله.. يعني مركب النقص يلازمنا حتى في مجال ال……!!!
الراي العام
والله الخرطوم دي لا يمكن وصفها بكلمة واحدة (يا نظيفة يا وسخة). استمتع كثيراً بمعرفة رؤية الآخرين لنا. فها هو رحال أمريكي يصف الخرطوم التي زارها في عام 2005م تقريباً بأنها أجمل عاصمة على وجه الأرض، وأنه يحرص دائماً على مشاهدة الغروب على جزيرة توتي!!! وها هي سائحة أمريكية جاءت السودان في العام 2008م، وصفت الخرطوم بأنها تبدو أكثر ثراءاً عند مقارنتها بالقاهرة التي جاءت منها للتو. وها هو رحال أمريكي جاء للخرطوم من القاهرة في بداية الحكم التركي واسمه (بيارد تيلر) وهو صاحب أفضل ترجمة من الألمانية إلى الانجليزية لقصيدة فاوست للشاعر الألماني غوته، جاء إلى السودان بعد جيرهارد، ووصف شوارع الخرطوم بالنظافة وأن العنب وأشجار التمر هندي واللبلاب تلف منازلها. وها هو الملحق الثقافي النيجيري بالخرطوم، يذكر لصديقنا انعدام المقارنة بين نظافة الخرطوم وزفارة لاجوس!!! المشكلة في إنسان السودان، الذي يتصرف أحياناً كإنسان (سنجة) الذي قيل لنا في المرحلة المتوسطة بأنه أول شخص كامل مكتشف في العالم. للمعلومة هناك طريق معروف في الخرطوم اسمه (طريق الزائر) مخصص لضيوف البلاد، والذين لا يغادر أحدهم حتى يرسل برقية من الجو مشيداً فيها بكرم الضيافة وجمال الخرطوم.
يظهر عليك خرفت يا أبو الجعافر وراجع معلوماتك كويس مهدي مصطفى الهادي من غيره الذي دمر الأسواق كنا في حي الشجرة بالخرطوم (سوق الشجرة ) معروف للكل صاحبك ده عمل فيهو عمايل وجعله كأنه سواكن سابقاً بلا روح وبلا حياة والله العملو يوسف عبد الفتاح في ملجة الخرطوم أهون من العلمو صاحبك ده.
تحياتى لك ابو الجعافر
العاصمة المثلثة عايزة تكسير وبناء من اول وجديد وخاصة شبكات الصرف الصحى وكله طبعا بعد استخراج بترولنا الحر ( 5مليون برميل)وتصدير الذهب بالاطنان والقطن والصمغ…………
يا احمد عبد الباري انت شكلك قاعد برة السودان وما ليك علاقة بالواقع وشكلك طولت ما سافرت البلد وبتشوف في التلفزيون بس المشروع الفلاني والعلاني والصورة السمحة في التلفزيون لكن ، كلامك عن الامريكية دي بانه الخرطوم تبدو اكثر ثراء من القاهرة فهي شافت عربات ناس الجبهة وتمكننا واللاندكروزرات والهامرات السايقاتنهن نسوان الانقاذ وقايلاهم مواطنين عاديين
لكن لو عرفت حقيقتهم كانت شالت نعلاتها في يديها ورقدت صوف
دي زولة عابرة طريق زائرة وما اكتوت بنار مافيا الانقاذ
ياخوي زيك قاعد برة البلد وتشفط في المراعي والصافي وخيرات الخليج والمكيفات الباردة ديك
(تقريباً بأنها أجمل عاصمة على وجه الأرض، )
يا أحمد عبد الباري إنتا ضارب شنو يا زول؟ كلامك يضحك أكبر كوز منافق..ياخي دا يضحك المتعافي ذاتو..كدى أنعل إبليس وإتشطف و أشرب ليك قهوه وقول بسم الله كان ما لقيت روحك في كوشه..هههه قال سياحه قال… إنتي بتصدق مساطيل أوروبا و أمريكا ديل..