حرب الديك سك الديك

بشفافية

حرب الديك سك الديك

حيدر المكاشفي

من ألعاب زمن الطفولة والصبا الباكر «سك سك» و«حرب الديك سك الديك» وغيرها من الالعاب التي تدور فيها معارك افتراضية بين فريقين من الصبيان تستخدم فيها اسلحة «فشنك» ليس لها تأثير فعلي على من تصيبه، واطرف ما في هذه الحرب الصبانية المتخيلة ان من يسقطون قتلى فيها يعودون إلى الحياة بعد ثوان قليلة من انجلاء غبار المعركة.
الآن يدور في مخيلة طرفي المعادلة السودانية- دولتي الشمال والجنوب- ان حرباً وشيكة قد تقع بينهما تحت اية لحظة وبدأ كل طرف يعد العدة لها، واطرف ما في الامر ان كل طرف يتبرأ من الحرب وشرورها ويؤكد كراهيته لها وانه لن يخوضها الا اذا فرضت عليه، فمن هو يا ترى الذي يفرضها عليهما قسراً ويجرهما إليها جرا طالما انهما معا لا يرغبان فيها بل وفي الحقيقة لا يقدران عليها، فكل طرف مرهق بما فيه الكفاية ولديه من المشاكل والازمات التي تخصه والتي يشترك فيها مع الآخر ما يكفيه ويفيض، ولو قُدر فعلا لا قدر الله ان وقعت الحرب بينهما في ظل الظروف والاوضاع التي يكابدها كل طرف فلن تكون المحصلة في النهاية سوى نهايتهما الاثنين معا، وهذه لعبة في غاية الخطورة اذا ما افضت «حرب الديك سك الديك» التي يمارسانها الآن إلى هذه الخطوة الكارثية، فالحرب ليست لعبة للتسلية او طرفة للتسرية او نزهة للترفيه وانما هي ما علمتم وذقتم من حروب سابقة بل ان الحرب القادمة ستكون اشد وانكى.
ورغم تعالي صيحات الحرب وارتداء لامتها والتلويح بها الا ان الواقع والمنطق يكذبان وقوعها اللهم إلا اذا فقد الطرفان عقلهما وجن جنونهما، في هذه الحالة فقط يمكن ان تقع الحرب، فكل شئ متوقع ممن يجن او يفقد عقله، وليس على المجنون حرج ولكن سيقع الحرج على العقلاء والراشدين الذين سمحوا للمجانين ان يسودوهم ويقودوهم إلى التهلكة والمحرقة، والشاهد هنا هو خطورة استخدام مفردة «حرب» للاستهلاك والمناورات والمساومات التفاوضية خشية ان يهيئ مثل هذا الخطاب المجاني الاجواء لوقوع حرب حقيقية لن تكون نهايتها كالحرب الصبيانية التي يدخلها الصبيان من اجل التسلية وتزجية الفراغ رغم انها ستنتج عن افعال ومواقف صبانية غير محسوبة النتائج وتفتقد للحكمة وبعد النظر والموقف الاستراتيجي الصحيح، ولهذا يبقى اول المطلوبات لتفادي ودرء الكارثة المحدقة هو الوقف العاجل لاسلوب «حرب الديك سك الديك» الصبياني والتخلي الفوري عن تكتيك رمي الاخطاء والازمات الداخلية لكل طرف على الآخر وتحميله مسؤوليتها بأن يواجه كل الازمات التي تخصه بشجاعة ليصفو الجو بعدها من اية منغصات اخرى غير القضايا العالقة وهي بالقطع لن تحسمها الحرب وانما تحسمها الروح الوثابة والمتطلعة لإقرار صيغة للتعايش السلمي وحسن الجوار.. هذا أو إنها الحرب لا محالة.

الصحافة

تعليق واحد

  1. ان الديوك على اشكالها تقع … والديوك خشم بيوت يامكاشفى … اما ماتتحدث عنهم فهم
    دجاج مركب مكنة ديك

  2. نعم يا المكاشفي لا للحرب نعم للسلام نريد ان يجلس الطرفان ويحكما صوت العقل وحل كل القضايا العالقة بروح ودية وذلك لمصلحة الشعبين لان شعبين البلدين سئما الحرب ولا يريدان العودة اليها مجددا لان عواقبها وخيمة علي الطرفين وتستنزف موارد كل منهما ولذالك ارجو من كل الوطنيين بكل البلدين مناشدة قيادة بلديهما بعدم العودة للحرب والعمل علي حل القضايا العالقة بالحوار و تغليب مصلحة شعبين البلدين في التعايش السلمي وحسن الجوار وتمتين العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاجتماعية بين البلدين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..