منعم حمزة و”شطة” معرض بالنرويج من أجل مشردي بورتسودان

أوسلو: يوسف الناعم

السادسة مساء الجمعة 28 نوفمبر، الطقس بارد جداً درجة الحرارة دون لم تبارح الصفر بكثير، الحضور أنيق، ازدان المكان باللوحات التشكيلية للمشاركين، والزي الشعبي السوداني (التوب السوداني)، بالإضافة إلى الموسيقى السودانية إيقاع الدليب والنقارة وغيره تردد أغنية (عازة في هواك)، السودانيون يرددون مع الموسيقى والنرويجيون يتمايلون طرباً مع الموسيقى السودانية.

إنه حفل افتتاح أول معرض تشكيلي للفنان الكاريكاتيرست السوداني منعم حمزة بمشاركة التشكيلي خالد شطة، الذي انتظم أمسية الجمعة 28 نوفمبر في العاصمة النرويجية أوسلو، بحضور (عمدة أوسلو) السيد (فابيان إستانغ) ووسط مشاركة مقدرة من السودانيين والنرويجيين، وهنا لا بد أن نشير إلى أن ريع المعرض سيخصص لصالح منظمة (Fra tiggingtilTrygghet) التي تعمل في مساعدة الأطفال المشردين في مدينة بورتسودان.

المعرض ضم بجانب لوحات الكاريكاريست والتشكيلي منعم حمزة أعمالا للفنان خالد شطة ولوحات فنية وتعبيرية للفنانين الذين شاركوا بأعمالهم من على البعد مثل خالد حامد – محمد حسن – ماجد محيي الدين (من السودان)، وعبد الغني محمد نور المقين في ألمانيا.

طه حسين وزوجته إنقفيلد روهولت..

طه حسين شاب سوداني من شرق السودان (كسلا) متزوج من السيدة إنقفيلد روهولت (نرويجية الأصل) عمل طه حسين في مجال مساعدة المشردين عبر الهلال الأحمر السوداني سابقاً قبل أن يستقر به المقام في النرويج عبر زواجه من زميلته التي كانت تعمل سابقاً في ذات المجال في مدينة بورتسودان عبر منظمة (الصليب الأحمر الدولي) التي كانت تتولى رعاية وتأهيل المشردين في مدينة بورتسودان.

أحبت السيدة إنقفيلد روهولت الشعب السوداني كثيراً، وعاشت مع المشردين في بورتسودان مآسيهم وآلامهم، وتحسست آمالهم وأحلامهم، لكن انتهي دورها عبر انتهاء فترة عملها بالسودان وأوقف المانحون الدعم لمنظمة الصليب الأحمر، فقررت السيدة إنقفيلد العودة إلى النرويج وفي خاطرها ما سيؤول إليه حال المشردين في تلك المدينة الوادعة بورتسودان، عادت تحمل همومهم وأحلامهم بعد أن أبعدت عنهم، فقررت مساعدتهم عبر تسمية اسم لمنظمة تحمل همومهم وتساهم في مساعدهم ورفع قدراتهم العقلية والتوعوية.

مشردونا واهتمام نرويجي

لم تكن وليدة الصدفة أن تكون منظمة نرويجية مخصصة لفئة محددة من شرائح الشعب السوداني، لكن الهم المشترك للسيدة إنقفيلد وزوجها طه حسين بقضية المشردين باعتبارها فئة لم تجد العناية والرعاية الكافية من الحكومة المحلية والمنظمات المحلية، فالدور مشترك بين الحكومة ومنظمات المجتمع المدني، فكان ميلاد منظمة (Fra tiggingtiltrygghet)، فالكلمة تعني باللغة النرويجية (من التسول إلى بر الأمان)، فالقصد الأساسي نقل المشرد من حياة الخطر إلى الأمان عبر تأهيله ورفع قدرات ليواكب سوق العمل ومواصلة تعليمه وفقا لرغباته وميوله عبر دراسة منظمة، وتوفير متطلباته التي تساعده ليكون إيجابياً لمساعدة نفسه بصورة تحفظ له مكانته، ويتم ذلك كله بالتنسيق مع منظمة سودانية تطوعية تكونت من مجموعة من الشباب لتوفير حياة أفضل إلى المشردين في مدينة بورتسودان، تأسست في العام 2011م لتعمل في مدينة بورتسودان، يديرها شباب لهم خبرة كافية في مجال العمل التطوعي، استطاعت منظمة (نداء الحياة) بالتعاون مع سلطات مدينة بورتسودان والمنظمة النرويجية لخلق حياة أفضل للمشردين، عبر تحسس مشاكلهم وتوفير حل جذري يكفيهم حياة التشرد، وتسعى إلى إلحاقهم بقطار التعليم بمستوياته المختلفة وتوفر لهم فرصة بالتعاون مع التدريب المهني.

صور ومشاهد

منعم حمزة وعمدة أوسلو السيد (فابيانستانغ) يتبادلان بعض الضحكات ثم ينخرط الأول في شرح واف عن الفن التشكيلي وأثره في تواصل الشعوب وخلق واقع أفضل مما عليه الآن.

يقول منعم لـ (اليوم التالي): بعد أن تباع اللوحات يعود ريعها لأطفال الشوراع ببورتسودان، ويترواح سعر اللوحة ما بين (2500 إلى7000 كرونة) (400 إلى أكثر من ألف دولار). ويضيف: معرفة النرويجيين بنا ضعيفة، عدا بعض الأخبار الواردة في قنوات الأخبار، وربما مثل هذه المعارض تعرفهم أكثر بنا.

ما يفعله الفن تعجز عنه السياسة

ولنرى هل بالفعل يمكن أن يحدث هذا، التقينا السيدة (لينا) التي قالت: أعرف الكثير عن السياسة الدولية، وبالتالي أعرف عن السودان من هذه الناحية، ولكنني لم أحظ بمعرفة الجانب الإبداعي السوداني إلا من خلال هذا المعرض التشكيلي.

من جهتها تقول السيدة (تونيا) إنها تعرفت على السودان وعلى إبداعات شعبه بزواجها من رجل سوداني وتواصلت معه وعبره تعرفت على سودانيين مبدعين.

لغة البشر كلهم

قديماً وحديثاً تتردد مقولة فحواها أن الفن التشكيلي يوحد الشعوب بلغة واحدة بعيداً عن السياسة، ويمد جسور التواصل بين المجتمعات ويبقى الأمل في الدبلوماسية الشعبية السودانية قائما بعيدا عن تناحر الساسة.. ما بين التنوع للفن التشكيلي ومنظمة (من التسول للأمان) يجد المشردون في مدينة بورتسودان مأوى أفضل وحياة أكثر سعادة وهناء.

اليوم التالي

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..