نظارات الأرصفة.. ما بين تدني الوعي الصحي للمواطن وضعف ضمير البائع ربما.. وغياب الرقابة تعمى الأبصار

تحقيق: تنزيل عبد المنعم

ربما يبدو وكأنه ليس ذو أهمية كبرى، كونه لا يتجاوز حدود الصرعات وإشباع الشغف باقتناء الموضة، لكن ما يكمن خلف هذه (الفريمات الجاذبة) لن يقبل ثمناً أقل من بصرك ونور عينيك، فالنظارات التي تُباع على الأرصفة غير مُطابقة للمواصفات والمقاييس وغير خاضعة للرقابة.. فالكل يأخذ نصيبه من العمى.!

ما بين تدني الوعي الصحي للمواطن، وضعف ضمير البائع ربما، وغياب الرقابة والجهات المسؤولة.. تقرع (اليوم التالي) جرس الإنذار معلنة عن خطر استخدام هذه النظارات وفعالية إسهامها في الإصابة بالعمى الذي زادت معدلاته بصورة مفزعة في الآونة الأخيرة.

بائعون في زهو أطباء

وفي هذا السياق، كشف أطباء استضافهم هذا التحقيق عن مسؤولية النظارات التي تسربت من (فحص) العدسات الطبيِّة إلى أرصفة الشارع العام، ومن وصفات الأطباء إلى (حنك) وثرثرات البائعين المتجولين، عن إصابة العيون بالماء الأبيض وإعمائها لاحقاً.

يعتقد كثيرون أن التلاعب بصحة المواطن صار أمراً شائعاً، فقط هذه المرة وصل إلى أعز ما يملك الإنسان (بصره). حيث أصبح في (مرمى ألسنة) البائعين المتجولين، يقدمون لك الوصفات وهم في زهو طبيب متخصص في أمراض العيون.!

خلف “الفريمات” يختبئ العمى

أسئلة مُلحة تتناسل في هذا الخصوص.. ما هي النظارة المناسبة التي لا تؤثر سلباً على صحة عينيك.. وهل لك أن تبيع ضوءهما بثمن زهيد مقابل تلك (الفريمات) الجميلة التي يختبئ العمى بين أقواسها المعدنية والبلاستيكية الرائعة؟.. حتى غدا البعض يقنعون أنفسهم بجدوى استخدامها لسنوات طويلة، مبررين ذلك بأنها لم تؤثر سلباً على أعينهم، بل العكس فقد أسهمت في حمايتها ووقايتها من أشعة الشمس والغبار طيلة تلك الفترة.

صحيح أن للنظارات الشمسية دور مهم كواقٍ للعين من أشعة الشمس المباشرة، وأن استخدامها لهذا الغرض أمر ضروري ومهم للغاية، لكن صحيح أيضاً أن هنالك شركات كبرى ومتخصصة لإنتاج هذا النوع من النظارات، تراعي في ذلك معايير ومواصفات ومقاييس دقيقة، دون التسبب في أعراض جانبية.

صرعة مُكلفة

يقول (عيسى) إنه يعلم جيداً ضررها، لكنه اعتاد على استخدامها مذ كان طالباً بالجامعة، ويضيف: النظارات الشمسية وتلك الخاصة بالقراءة التي تباع على الأرصفة تضر كثيراً بصحة العين، على عكس باهظة الثمن التي يصفها ويقررها الأطباء، لذلك يلجأ من هم في مثل وضعي المادي إلى الشراء من الرصيف لأن أشعة الشمس حارقة، وهذه النظارات تبدو مريحة.

من جهتها اعتبرت (مي)- طالبة جامعية، النظارات الشمسية مُكملة للشكل الخارجي، إذ أنها موضة لا مناص من السير في ركابها، واستطردت: لا زلت استخدمها دونما اكتراث للخطر الصحي الذي ربما تسببه لي لاحقا، بل وأفضل هذا الخطر المحتمل عن التخلي عنها والظهور بين صديقاتي بمظهر أقل منهن، على حد تعبيرها.

علامات عالمية مقلدة

بائع نظارات شمسية اتخذ من الرصيف الغربي لـ(القصر) مفرشاً لبضاعته من النظارات، سألناه عن جودتها وملاءمتها للمواصفات الطبية، فقال: لم يشتك أحد منها والحمد لله حتى الآن لم نسمع بأحد أصيب بالعمى نتيجة لاستخدامه لها، واستطرد: لدى زبائن دائمين، لم يشك أحدهم يوما أنه يعاني ألماً في عينيه.!

لكن وقبل أن يكمل إفادته لاحظت وجود بعض النظارات التي تحمل ماركات عالمية شهيرة مثل ( شانيل، ريبان وكريستيان ديور)، ولما سألته عنها، اعترف أنها (مقلدة) وأضاف: لكنها تلقى إقبالاً ورواجا كبيرين بين الشباب من الجنسين، خاصة وأن أسعارها مخفضة جداً مقارنة بالأصلية، وواصل: جميع البضاعة المعروضة هنا صناعة صينية نشتريها من تجار الجملة ونبيعها بالتجزئة، وأردف: إنها تجارة مربحة للغاية، مشيراً إلى أن نظارات القراءة تحمل قياساتها وكل شخص يشتري بحسب ما يناسب نظره.!

“الموية البيضاء”

لاشك أن أي شحص يشتري ما يناسب نظره، لكن كيف يتعرف هذا الشخص على ذلك دون أن يراجع الطبيب، حينها أدركت أن الأمر صار أكثر خطورة مما نتصور، فالباعة المتجولون أصبحوا أكثر من الأطباء، لذلك ذهبنا إلى الأطباء الحقيقيين، فماذا قالوا..؟

أكدت الدكتورة مناهل عمر، اختصاصي طب العيون، أن ضرر استخدام النظارات الشمسية المعروضة على الأرصفة أكبر من نفعها، وأضافت: لو لم يستخدمها الشخص من الأساس لكان أفضل له، فهنالك الكثير من الأمراض التي تصيب العين بسببها، وعلى سبيل المثال (مرض الماء الأبيض)، وهو عتمة تصيب العين بسبب استخدام النظارات المضروبة، ولاحقاً تؤدي إلى فقدان البصر جزئياً، ثم الإصابة بالعمى التام، وحذرت د. مناهل من خطر استخدام مثل هذه النظارات المضروبة، وطالبت بمراجعة الطبيب قبل الشروع في استخدام هذه النظارات والعدسات اللاصقة، وطالبت بمنع الأطفال منعاً باتاً من استعمالها كونها تتسبب لهم بالإجهاد البصري، واستطردت: هنالك العديد من المواصفات التي يجب أن تنطبق على النظارة الشمسية قبل استخدامها، مثل نوع العدسة وشكلها ووزن الهيكل الخارجي الذي غالباً ما يصنع من البلاستيك أو الحديد المُعاد تدويره، وهذا أمر غاية في الخطورة.

احذروا.. واحموا أنفسكم!

إلى ذلك طالب الدكتور نصر الدين شلقامي، رئيس جمعية حماية المستهلك، بأن لا تباع مثل هذه النظارات على الأرصفة دونما مشورة صادرة عن جهة طبية مختصة، وأضاف: كما هو معلوم تتسبب هذه النظارات في العمى، ولكن معلوم أيضاً وطالما تباع على الطرقات، أن استيرادها تم عبر القنوات الرسمية وهذا يعني أيضاً أنه تم فحصها وثبت خلاله صلاحيتها للاستخدام، واستطرد شلقامي: ما يأتي عن طريق التهريب هو الذي يجب الحذر منه، وأشار إلى أن دور حماية المستهلك توعوي فقط، لذلك علينا أن نحذر المستهلك من أن يستخدم أي نظارة إلا بعد استشارة طبيب مختص، حتى لا يعرض نفسه للعمى.

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. الانقاذ مقبرة القيم السودانية !!

    عصام الجزولي
    لم يخطر ببال اى سودانى قبل (الانقاذ ) ان يقوم رجل (سودانى) بأغتصاب ابنته ؟؟ !!
    · . ان يقوم (امام مسجد ) (سودانى ) بأغتصاب طالبة جامعية ؟؟!!
    · . أن يقوم استاذ (سودانى) بأغنصاب تلاميذه ؟؟!!
    · . ان يقوم شيخ خلوة (سودانى) بأغتصاب حيرانه الاطفال ؟؟!!
    · . ان تحبل 50 فتاة ( سودانية) سفاحا فى الشهر الواحد وفى ولاية الخرطوم فقط ؟؟!!
    · . ان تضطر 15 الف فتاة من اجهاض حمل سفاح على يد طبيب واحد اذا رغب فيهن قبل الاجهاض لن تجرؤ احداهن على الرفض لانهن اصبحن تحت رحمته فاما الاستسلام او الفضيحة ؟؟!!
    · . ان يقوم رجل ( نظامى ) (سودانى) بقتل فتاة بسلاح الدولة لمجرد انها رفضت الزواج منه ؟؟!!
    · . ان تتعرض امراة ( سودانية) الى الاعتقال والتعذيب و( الاغتصاب) فى ظل الدولة (الرسالية) التى جاءت لربط قيم السماء بالارض ؟؟!!
    · ان يقوم رجل (سودانى) بتشويه وجه فتاة بماء النار لمجرد انها رفضت الزواج منه ؟؟!!
    · ان يقوم طالب ( سودانى ) بتشويه وجه مديرجامعته بماء النار ؟؟!!
    · ان يقوم نظامى (سودانى ) بقتل ثمانية افراد من عائلة واحدة لمجرد خلاف على قطعة ارض ؟؟!!
    · ان يقوم رجال امن ( سودانيون) بأختطاف طالب جامعى من امام بوابة الجامعة وتعذيبه حتى الموت لمجرد انه ناشط سياسى من دارفور ؟؟!!
    · ان يقوم رجال امن ( سودانيون ) بخطف اربعة طلاب جامعيين وتعذيبهم حتى الموت ورمى جثثهم فى ترعة لمجرد انهم ناشطين سياسيا ضد ادارة الجامعة ؟؟!!
    · ان يقوم رجال امن ( سودانيون) بأعتقال صحفية وتعذيبها لمجرد انها درجت على النقد اللاذع للرئيس ؟؟!!
    · ان تصل بلاغات جرائم اغتصاب الاطفال الى 3000 بلاغ ؟؟!!
    · ان تنشر شرطة دبى اسماء 18 نشال ( سودانى) رباعيا ؟؟!!
    · ان يقوم طالب أساس (سودانى ) بقتل زميله ؟؟!!
    · ان تقوم امراة (سودانية ) بتقبيل قدمى مدير الاراضى حتى يتكرم عليها بقطعة ارض ؟؟!!
    · ان تقوم امراة ( سودانية) بتجارة المخدرات من اجل لقمة العيش ؟؟!!
    · ان تقوم مشرفة داخلية طالبات ( خريجة شريعة وقانون ) بتسهيل لقاء طالبى المتعة الحرام بالطالبات ؟؟!!
    · ان يعفو رئيس الجمهورية عن شيخ يعالج ( بالقران ) بعد ادانته بأغتصاب طالبة جامعبة والحكم عليه بعشرة سنوات ؟؟!!
    · ان تقوم قوات الامن بقتل اكثر من مائتى شاب وشابة لمجرد احتجاجهم على رفع الدعم عن المحروقات ؟؟
    · ان يفصل الاف العمال والموظفين من عملهم لمجرد انهم غير موالين وبعد بلوغهم سن التقاعد واستنفاد القرار لاغراضه بتمكين الموالين يعلن عن الغاء مادة الفصل للصالح العام بما يشبه قرار محكمة الاستئناف بالغاء قرار محكمة الموضوع بعد تنفيذ حكم الاعدام ؟؟
    · أن يفتى احد رجال الدين (الكارورى) بجواز قتل المتظاهرين لانهم خرجوا عن طاعة (ولى الامر) الذى هو خرج عن طاعة ولى امره بالانقلاب العسكرى ؟؟
    · ان يضرب الطيرا ن الاسرائيلى منشات ومواطنين سودانيين ويكون لنا وزير دفاع يرد بعد كل ضربة ( سنحتفظ بحق الرد) حتى بلغت حقوقنا المحفوظة اربعة ثم تتم ترقيته الى رتبة الفريق اول ركن ؟؟!!
    · ان يستقيل وزير داخلية متحملا انهيار مبنى من عدة طوابق وبه منشئات بثلاثة مليار جنيه قبل افتتاحه ثم تعتبر استقالته (استراحة محارب) ليعين وزير دفاع ؟؟!!
    · ان تقطع قوات متمردة اكثر من الف كيلو وتدخل العاصمة وتقتل المواطنين الابرياء ولا يقال وزير الدفاع ؟؟!!
    · ان تقوم فتاتان ( سودانيتان) بقتل والدهن بسبب تزويجهن بغير رضائهن ؟؟!!
    · ان يقتل كمسارى شاب لمجرد خلاف على (الباقى) ؟؟
    · ان يقتل سقا امراة فى خلاف على سعر الماء مقداره (خمسين قرش) ؟؟!!
    · ان يحصل موظف فى مكتب والى الخرطوم على مليارات الجنهيات بطريقة غير مشروعة وتنتهى المسألة با (التحلل) ؟؟!!
    · ان يتم ضبط 5 حاويات حبوب مخدرة بالميناء ويفتح بلاغ ضد (مج

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..