لمصلحة الحزب أم الدولة..اا

أجــندة جريــئة.

لمصلحة الحزب أم الدولة . !!

هويدا سر الختم

في برنامج مؤتمر إذاعي أدلى وزير الخارجية علي كرتي- بعدة تصريحات- أحدها بخصوص قضية حلايب (التي غلبت الطب والطبيب). قال: (منطقة حلايب لن تكون محل نزاع بين السودان ومصر وسوف يتعامل السودان مع هذا الملف بإيجابية، ولن يؤدي لتوتير العلاقة بين البلدين)..! ثم تصريح آخر في ذات الخبر عن دولة جنوب السودان قال فيه: (التهديدات التي تأتي من جنوب السودان عبر الحدود محاولات لإدخال السودان في حالة من التوتر المستمر وخلق جنوب جديد.. والحكومة تتحسب له بحسابات دقيقة.وللحكومة استراتيجية واضحة تجاه جنوب السودان ستستمر في تطبيقها). ثم اتهم دولة جنوب السودان باستهداف الصنيين الموجودين بالسودان..! يبدو واضحاً (التضاد) بين التصريحين..التصريح رقم(1) يعطي صورة احترام كبير وحالة تسامح و(ود) عالية.. مقدمة على طبق من ذهب.. مرسل منه تطمينات كبيرة تقول للمصريين مهما فعلتم في حلايب (اطمئنوا.. لن تتوتر العلاقة بين بلدينا)..وفي التصريح رقم(2).يعطي صورة قاتمة لحالة توتر شديد وحنق وغيظ على دولة جنوب السودان..ويظهر هذا في العبارات الاتهامية وفي التهديد والوعيد..! صحيح أن سعادة الوزير في بعض الجوانب كان حديثه طيباً ويختلف عن مرات سابقة خاصة فيما يختص بملف الجنوبيين في السودان.. غير أن تساهل حكومة السودان في ملف قضية حلايب.. وتعنتها في ملف دولة جنوب السودان والميل للعدوانية.. يجعلنا نتساءل: لماذا لا تدير حكومتنا علاقاتها وحوارها مع دولة الجنوب بذات اللغة والتسامح الذي تفعله مع جمهورية مصر العربية.. خاصة وأن دولة الجنوب تربطنا بها علاقة رحمية توجب علينا بعض التنازلات و(طولة البال). كما أن مصالحنا مع دولة الجنوب أكبر وأهم مثلاً.. لماذا لا تقدم حكومتنا خطوط أنابيب البترول عربون محبة وإخاء لدولة الجنوب، بدلاً من أن تسكنه الفئران والحيوانات البرية.. وفي مقابله ترخي دولة الجنوب الحبل للعديد من القضايا العالقة التي أرهقت الوسطاء..! كتبت في أجندة سابقة أن بناء جسور الثقة بين دولة الشمال ودولة الجنوب ضرورة قصوى لعلاقة جديدة بين الحكومتين.. فالانفصال ما كان ليحدث لولا انعدام الثقة لدى الحركة الشعبية تجاه الحزب الحاكم خلال الفترة الانتقالية التي أفضت إلى قيام دولة جنوب السودان.. والآن نحتاج لبناء الثقة والاحترام المتبادل.. وتقدير الرباط الذى يربط بين الشعبين(وهذه المرة ليس كلاما انشائيا).الشمال والجنوب دولة واحدة وشعب واحد وان فصلتهما السياسة (الغبية). ويوماً ما سيعود جنوبنا الحبيب فيلتئم جسد الوطن..! المباحثات الجارية الان في اديس ابابا والعهود الوقعت والتي لم توقع.. لن ينجح الأمر دون النظر إلى هؤلاء الشعوب الذين ضحوا طيلة سنوات الحرب بين الشمال والجنوب.. ولن ينجح الأمر ما لم يعلِ شأن الوطن.. ولن ينجح الأمر وكل دولة تتربص بالأخرى وتنتهز السانحة لتصفية الحسابات.. إذن أين صفات القيادة.. التي تؤهل حزباً ما لقيادة شعب كامل يضع كل شئونه وحياته بين أيدي قيادات لا تقدر هذه المسؤلية وتتعامل معها كأنها تدير، ضيعة، خاصة بها.. قبل الجلوس للمفاوضات بشأن الثروة والسلطة، عليكم حكومة الدولتين الاتفاق أولاً على: لمصلحة الحزب أم الدولة يفاوض كل منكم.. وما أن تتوصلوا إلى نتيجة حتى تستطيعوا تحديد جدوى المفاضات في القضايا العالقة والمستقبلية.

التيار

تعليق واحد

  1. في دولة الشمال تلاشت الفواصل بين الحزب و الدولة و اصبح الحزب هو الدولة و متنفذيه امبراطورات يتعاملون مع البلاد كانها ضيعة ورثوها من ابائهم اما دولة الجنوب فاعتقد ان الحركة تعلمت المثل من جماعة دولة الشمال

  2. والله بالغت يا هويده في عربون المحبه والاخوة !!!
    السودان ليس ملكا للكيزان عشان يتساهوا في ذرة من ترابه لمصر أو دولة جنوب السودان . وإذا الحرايمة ديل غاروا في ستين الف داهية ( قريب انشاء الله ) وارد جدا الوحدة تاني وليس المانيا منا ببعيدة كنموذج لدولة انفصلت لعشرات السنين ثم توحدت

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..