نداء السودان, لماذا أغضب الحكومة لهذا الحد؟

د. سعاد إبراهيم عيسى
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية لابد من ان نتفق على حقيقة انه مادامت هنالك حكومة ومعارضة, فانه من حق المعارضة, بل وهو أمر طبيعي, ان تسعى المعارضة لأخذ موقع الحكومة, كل الاختلاف الذى يحدث بين معارضة وأخرى هو في الكيفية التي تعمل بها كل معارضة لتحقيق هدفها في الوصول إلى موقع الحكومة. ففي الدول التي تحكم ديمقراطيا فان التبادل السلمي للسلطة هو الطريق الوحيد المعتمد للوصول إلى استلام مقود السلطة. فالمعارضة في مثل تلك الدول وهى تسعى لتحقيق هدفها, ينصب كل جهدها في البحث عن الكيفية التي تكسبها ثقة الجماهير بعد ان تثبت لها مدى تميزها على الحكومة وخاصة في مجالات الاستجابة لكل مطالب المواطنين الحياتية. ففي مثل تلك الدول وفى ظل ما يتمتع به الجميع من حكم وديمقراطي, لا نسمع بأى دعوة لإسقاط النظام ولكن لاستبداله بمن يتفوق عليه جماهيريا عبر الانتخابات المستوفاة لكل شروط سلامتها.
وفى الدول التي تحكم بأنظمة شمولية, حيث الوصول إلى السلطة عبر الانقلابات العسكرية التي تقتلع السلطة من أيدي أصحابها الشرعيين لتجعلها بكاملها بين يدي من اعتدى عليها, فان جهد وسعى السلطة المعتدية سينصب على كيفية إغلاق كل الطرق التي تقود الكيانات المعارضة إلى منازعتها في السلطة.. والأنظمة الشمولية كما ابنا من قبل, رغم اتفاقها في طريقة السطو على السلطة عبر الانقلابات العسكرية ومن ثم القضاء على الوسيلة الشرعية والمعتمدة للوصول إليها, اى التبادل السلمي للسلطة, فإنها تختلف في ممارسة شموليتها.
ففي عهد مايو مثلا, فان الحكومة أبقت على شموليتها بحيث أنشأت حزبا سياسيا واحدا خاصا بها, هو الاتحاد الاشتراكي السوداني, بينما حرمت كل الأحزاب الأخرى التي أنهت شرعيتها بمقدمها, حرمتها من ممارسة اى نشاط سياسي أو غيره. بينما اختلف الوضع في حالة حكومة الإنقاذ التي تصر على إنكار حقيقة كونها نظاما شموليا ولذلك تحاول تجميل وجه شموليتها, إذ بجانب إنشاء حزبها السياسي الخاص بها, المؤتمر الوطني, فإنها سمحت للأحزاب الأخرى التي أنهت وجودها بمجرد استلامها للسلطة, سمحت لها بالعودة وممارسة عملها السياسي, ولكن بعد ان وضعت من القوانين ما تقييد حركتها ويكتم أنفاسها حتى لا تتمكن من منازعتها في السلطة.
الأحزاب السياسية وبعد عودتها, خاصة تلك ذات الوزن والتاريخ, ورغم كل الذى أصابها من بطش من جانب حكومة الإنقاذ, لم بكن ممكنا ان تقف على الرصيف مكتوفة ألأيدي وهى تشاهد انفراد حزب المؤتمر الوطني وهو محمول على اكف حكومته المنفردة بكل السلطة والثروة, وهو يصول ويجول في الساحة السياسية كما يشاء, بينما يرسم هو ويحدد المدى الذى يسمح به لتلك الأحزاب بالتحرك فيه. ليس ذلك فحسب, فان تلك الأحزاب المقيدة حركتها, وهى تشاهد الانهيارات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تعيشها البلاد, محرم عليها تناول تلك الانهيارات وأسبابها حتى لا يصبح الكشف عن أخطائها خصما على رصيد السلطة الحاكمة وإضافة لرصيدها. ففي ظل هذه الأجواء السياسية الخانقة كان لابد لتلك الأحزاب من أن تبحث عن الطرق التي تفك أسرها وتمكنها من الحصول على كامل حريتها أولا ومن ثم تمكنها من السعي لإنقاذ البلاد من محنتها الحالية.ثانيا, لذلك كان طبيعيا ان تسعى تلك الأحزاب وغيرها, للاتجاه إلى الخارج لأجل التمكن من التفكير في معالجة كل تلك المشاكل
نعود لقصة نداء السودان (القندول الذى شنقل الريكة) ذلك لان ذلك النداء قد سبقته الكثير من القناديل السياسية التي تنادى بتقويم الحال المعوج أو حتى بإسقاط النظام, ومن بعد شالها الريح جميعها. ودونكم وثيقة الفجر الجديد الذى لم يطل فجره على السودان حتى اليوم, ووثيقة باريس التي غطى عليها النداء الأخير فخفت صوتها, إذ كل الذى خلص إليه المواطن من تلك الوثائق هو (فش غبينة) الحكومة باعتقالها لمن وقعوا عليها وحبسهم دون تقديمهم لأي محاكمة كانت ستفضح خطأ اعتقالهم بسبب التعبير عن رأيهم. ومن بعد سارعن بالإفراج عنهم بعد أن عجزت عن تبرير فعلتها.
أما وثيقة نداء السودان فقد تم التوقيع عليها من مجموعة من الكيانات السياسية الهامة, المدنية منها والعسكرية التي مثلتها الجبهة الثورية. وبصرف النظر عن نداء آخر أطلقته أحزاب المؤتمر الوطني كرد فعل للنداء الأول وأسمته نداء الوطن, وهو تعبير بائس عن غضبة الحكومة على سابقه. فما يدعو للحيرة حقا هو الغضبة المضرية من جانب الحكومة تجاه نداء السودان والتي قادتها إلى إتباع ذات الخطوات التي ورد ذكرها سابقا والتي ما جنت من ورائها غير سخط المواطنين بالداخل واشانة سمعتها بالخارج, ألا وهى اعتقال وحبس كل من عاد إلى الوطن بعد توقيع ذلك النداء والذي سينتهي أمرهم كما انتهى أمر الكثير ممن سبقوهم. فلم لا تستفيد الحكومة من كل أخطائها السابقة ولم تصر على تكرارها, وهى ما ناقصة؟.
ولنسال ان كان من حق اى مواطن ان يفكر في الكيفية التي تحقق له هدفه؟ فان كان ذلك حقا ممكنا, فما الذى يزعج الحكومة ان فكرت تلك المجموعة من السياسيين, مجرد تفكير بالصوت المرتفع تتحدث فيه عن الكيفية التي تسعى بها لإنهاء عهد الشمولية والانفراد بالسلطة والثروة, والعودة إلى الحكم الديمقراطي والتبادل السلمي للسلطة. ولا أظن ان الحزب الحاكم وحكومته يمكنهما القول بان الانتخابات التي يتم إجراءها بالطرق والوسائل التي تحقق أهدافهم الخاصة, يمكن ان تخدم أهداف التبادل السلمي للسلطة, إذ متى ستسمح حكومة المؤتمر الوطني للبديل الذى سيعقبها باستلام السلطة وهى ممسكة بمقودها بكلنا يديها ولربع قرن من الزمان ولا زالت تخطط للمزيد؟
اعتقد ان أكثر ما يزعج الحكومة في ذلك النداء هو مشاركة الجبهة الثورية فيه باعتبارها حاملة للسلاح, لكننا لم نجد بين ثنايا ذلك النداء أي نص يدعو لإسقاط النظام بقوة السلاح رغم ان ذات النظام قد وصل إلى الحكم بقوة السلاح عبر انقلابه العسكري. لكن ليس من حق الحكومة ان تمنع التفكير والتخطيط في كيفية إزاحتها من سدة الحكم طالما كانت جميعها خطوات نظرية, ومتى تم الإقبال على التنفيذ, فان للإنقاذ وسائلها لصد اى هجوم عليها كان ذلك بالطرق الممكنة أو المستحيلة, إذا لم تقبل الحكومة على اعتقال وحبس المواطنين بسبب تفكيرهم؟
وفى هذا المجال لابد من ان نذكر قيادات الإنقاذ وهى تمنع كل ما تبيح لنفسها, نذكرهم ببعض من طرق معارضتهم في الماضي عندما كانت جبهتهم الإسلامية بين صفوف الأحزاب المعارضة. فقد اتسمت معارضتهم بكثير من الشراسة لا تختلف ممارستها ضد أي حكومة شمولية كانت أو ديمقراطية. ويبدو ان هدف المعارضة لديهم لم يكن لأكثر من إزالة أي حكومة قائمة واحتلال سلطتها. وقد تجلى حب السلطة والعدو خلفها عندما قبلوا بإدراكها عبر انقلابهم العسكري الذى قضى على الحكم الديمقراطي, ومن بعده وبالطبع إمكانية التبادل السلمي للسلطة.
ففي عهد مايو خرجت الجبهة القومية الإسلامية وحزب الأمة القومي والاتحادي الديمقراطي ومن بعد قاموا بتكوين أقوى جبهة معارضة للنظام الحاكم. فقد استقلت تك الأحزاب عداء القذافى لنميرى في ذلك الوقت, فالتجئوا إليه فأكرم وفادتهم بأن فتح لهم معسكرات التدريب لكوادرهم.لحمل السلاح الذى وفره لهم كما يشتهون, وكل ذلك لأجل غزو الخرطوم والإطاحة بحكومة مايو. وهنا يحق لنا ان نسأل بما يمكن ان نسمى الالتجاء إلى ليبيا وزعيمها القذافى للمساعدة في تحقيق رغبات تلك الأحزاب ومن بينها الكثير من قيادات الإنقاذ الحالية في إسقاط حكومة مايو, هل هو ارتهان للأجنبي أيضا, أم ان اللقب لا يجوز إصباغه عليهم؟, ثم ما الذى جعل ما فعلته تلك المعارضة بمساندة ومساعدة القذافى سلوكا مقبولا وربما وطنيا من وجهة نظرهم, بينما اى تصرف مشابه وان كان بدرجة اقل هو تصرف شائن ومرفوض؟
الملاحظ ان ذات القيادات الإسلامية التي لعبت أدوارا كبيرة ومعلومة في المعارضة قديما كانت معارضة سلمية عن طريق تحريض الجماهير ضد النظام الحاكم, أو بالمشاركة في حمل السلاح والغزو الذى فشل, هي ذاتها التي تعيب اليوم بل وتحرم على غيرها ان يقفوا في وجه حكومتهم مهما فعلت رغم ان ما فعلت بالوطن والمواطنين لم تسبقها عليها اى حكومة سابقة ولن تفعله لاحقة, فما الذى جعل معارضتكم بحمل السلاح حلالا ومباحا بينما مجرد التفكير في حمله من غيركم حراما محرما؟
عندما فشل غزو المعارضين للخرطوم ولم يصلوا إلى إسقاط نظام مايو عبره, قرر بعضهم البحث عن طرق أخرى لعلاج المشكلة, اختزلها رئيس حزب الأمة في السعي لمصالحة النظام, وقد فعل بان اتفق مع رئيس النظام على ما عرف بالمصالحة الوطنية. فقد سمحت تلك المصالحة بعودة كل الأحزاب المعارضة إلى الوطن, بينما أبقت حكومة مايو على حزبها الواحد ولم تسمح للأحزاب العائدة بممارسة اى نشاط سياسي إلا من داخل الاتحاد الاشتراكي فقط, وكانت الجبهة الإسلامية في مقدمة من قبل ذلك الشرط فانخرطت كوادرها مشاركة ليست في الحزب السياسي فقط ولكن في كل الأجهزة الأخرى تنفيذية أو تشريعية أو غيرها, وحتى ان كانت مشاركة الجبهة القومية كانت (فوق رأى) إلا أنها كانت مشاركة شاملة, فبم كانت ستسمى الجبهة مثل ذلك الفعل ان قام بمثله غيرها؟ .
نخلص من كل ذلك إلى ان الجبهة القومية الإسلامية التي أصبحت اليوم باسم المؤتمر الوطني الذى ضمها مع شوية أحزاب أخرى ومواطنين قبلوا بالمشاركة معها فوق رأى أيضا, نخلص إلى انه لا يجوز لحكومتها ان تمنع أيا من الممارسات التي إباحتها لنفسها وهى تحارب كل الحكومات التي سبقتها. فالجبهة الثورية مثلا والتي تم رفض وثيقة باريس ونداء السودان بسبب وجودها بين من وقعوا عليهما, هي ذات الجبهة التي تسعى الحكومة ما وسعها السعي لتجد فرصة للجلوس معها لأجل وقف الحرب الدائرة بغرب البلاد, فما الذى يجعل جلوس الحكومة مع الجبهة الثورية خيرا وجلوسها مع أحزاب المعارضة شرا تعاقب عليه؟
أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم؟
اعتقد ان أكثر ما يزعج الحكومة في ذلك النداء هو مشاركة الجبهة الثورية فيه باعتبارها حاملة للسلاح, لكننا لم نجد بين ثنايا ذلك النداء أي نص يدعو لإسقاط النظام بقوة السلاح رغم ان ذات النظام قد وصل إلى الحكم بقوة السلاح عبر انقلابه العسكري. لكن ليس من حق الحكومة ان تمنع التفكير والتخطيط في كيفية إزاحتها من سدة الحكم طالما كانت جميعها خطوات نظرية, ومتى تم الإقبال على التنفيذ, فان للإنقاذ وسائلها لصد اى هجوم عليها كان ذلك بالطرق الممكنة أو المستحيلة, إذا لم تقبل الحكومة على اعتقال وحبس المواطنين بسبب تفكيرهم؟
سيدتي ان ناس الحكومة يقولون ان نداء السودان المعلن يختلف عن نداء السودان الخفي ، يعني ان هنالك اجندة خفية وراء نداء السودان ، فهم يعلمون الغيب ، واعتقد ان الذي افادهم بذلك هو الدجال بله الغائب ، بل ذهبوا اكثر من ذلك وقالوا هم احسوا بالاجندة الخفية ، سبحان الله . في الدول المتحضرة لا يعاقبون الشخص لمجرد نيته او تفكيره في فعل شئ وانما ينتظرون الشخص حتى يبدأ الخطوات التنفيذية لفعله ومن ثم يتم القبض عليه متلبسا ، اما عندنا في السودان فالادانة والعقوبة تتم لمجرد النيات .
كل الناس قالت ان الهدف من نداء السودان هو اسقاط الحكومة بالوسائل السلمية وهذا حق لاي معارضة ان تسعى لاسقاط الحكومة بالوسائل السلمية ومن حق الحكومة ان تكسب ثقة الناس بحل مشاكلهم والوقوف الى جانبهم وليس شتيمتهم ونعتهم بانهم حرامية كما فعل المعتوه البشير مع مزارعي الجزيرة ، فشخص يقول لي حرامي ساقف بجانبه ؟ كلا سوف لن اقف بجانبه وسيكون عدوا لي وساطالبه وبشدة اثبات ادعائه وبالعدم اعلان عجزه عن الاثبات وبالتالي تقديم استقالته لانه بذلك لا يستحق ان يكون رئيسا للجمهورية.
سيدتي ما بني على باطل فهو باطل فحكومة الانقاذ لم تاتي الى الحكم بالطرق الشرعية وبالتالي فهي حكومة باطلة ، وعلى جماعة نداء السودان السير الى الامام بتحقيق انتصارات يومية على الحكومة الباطلة وبالتالي كسب المزيد من المؤيدين من الشعب السوداني . لا يهم الاعتقالات ولا يهم الموت بل المهم ان يحيا الشعب السوداني حرا ابيا ، وكل شئ رخيص فدا للشعب السوداني .
اسم الكيان السياسي للاتجاه الاسلاموي ربما كان (جبهة الميثاق )وفي عهد الديقراطية الثالثة تغير الى الجبهة الاسلامية ومن ثم اضافة كلمة (القومية لاحقا )وكذلك فعل حزب الامة القومي .
وعموما نتفق معك في ان سياسات النظام هي نتيجة طبيعية لردود افعال المعارضة ولكن مع ذلك أن الحكومة لاتعترف بالمعارضة ولاتريد معارضة
السودان آخر دولة في العالم تلجأ لحل مشكلات الحكم فيها بالسلاح بالرغم من التجربة الطويلة لحرب الجنوب إلا إن مستوى الادراك عند الحكومة و المعارضة المسلحة مازال في نفس مربع حكومة السودان ضد انانيا(1) في خمسينات القرن الماضي ببساطة لم نستوعب الدرس .. و من العجب أننا لا نصنع السلاح لكن بسهولة نتحصل عليه حكومة و معارضة و ليس السلاح ذو الكفاءة لحماية البلد بل السلاح الكفء في قتل أخوك المواطن أو في زيادة معاناته و تشريده و لجوئه و من أجل ماذا؟ لنتخذ من هذا المواطن المنهك أداة للشحذة من الذي يسوى أو لا يسوى و ندعي أننا نحن البلد الكريم أهلها و نحن من نعلم العالم الخلق و المثل و لا نقدر على الجلوس تحت شجرة (حكومة و معارضة) لحل كل المشكلات سموها الحوار الشامل سموها وثيقة الحوار الوطني سموها نداء السودان أو نداء الوطن فالمواطن لا يرى أي فرق يذكر بين هذه المسميات لكن ما يعلمه تمام العلم بل علم اليقين أنها كلها مسميات لا تشنقل الريكة لأن الريكة و ما فيها لحسوه زمان الصفوة من حكومة و معارضة و كله في الهوا سوا …
نسأل الحكومة ماذا حققت بعد 25 سنة ؟
ما هو برنامجها للخمس سنوات القادمة؟
نسال المعارضة ماذا حققت خلال فترة المعارضة السابقة؟
ما هو برنامجها للمعارضة في الخمس سنوات القادمة؟
ما هو برنامجها لمعارضة الانتخابات القادمة(أو) المنافسة؟
نسألكم بين يدي الله نحن المواطنين البسطاء الذين لا ناقة لنا و لا جمل في الحكومة أو المعارضة بل لنا رسن واحد نعطيه لمن يريد قيادة الحكومة ببرنامج يقارب بيننا و يربط بيننا نحو هدف واحد هو السودان .. كنت أحترم الحكومة لو سمحت للمعارضة أن تسمع صوتها ديمقراطيا بكافة قضاياها بدون تعذيب و بيوت أشباح و أجهزة قمع و قنابل و أعيرة حية للمتظاهرين و توقف قتل الابرياء و كذلك كنت أحترم المعارضة لو وقفت في وجه الحكومة في وسط الخرطوم و تركت الحكومة لتخلق أبطالا حقيقيين يضحون بالجسد من أجل الوطن لا أن يذهبوا الى الفنادق لبيع قضية لمن يطمع في هذا البلد و في نهاية الامر تحتاج الكفتين حكومة و معارضة لسحب الثقة منهما بواسطة الشعب .. لكن !!!! واااشعباه!!!!
كلام صحيح .. صحيح .. صحيح ووصف دقيق .. دقيق جدا .. دقيق جدا جدا جدا
وليس امام المعارضة الا المضي قدما في نداء السودان والتواضع الى ابعد الحدود الممكنة وغير الممكنة من اجل ان تكون المعارضة موحدة على قرب رجل موحد بشقيها المدني والمسلح وان تعطي اي فرصة للانشقاقات والخلافات سبيل ةلا لجهود النظام الحاكم لاستقطاب بعضها بوسائله المعروفة سلفا وياليت لو خاطب نداء السودان الاتحاد الاوربي بانه موافق على دعوة اجراء الحوار السوداني بمنتجع هيدلبرج الالماني وكذلك موافقته على خرطة الطريق الامريكية للحوار الوطني وبذلك سيكسبون فيتو امريكا وهو (سوبر فيتو) بجانب قيتو فرنسا وبريطانيا في مواجهة فيتو روسيا والصين والذ تستطيع امريكا واروبا تشتيت مفعوله بتاثير المصالح الاقتصادية
يجب ان تنتقل المعارضة الى مربع جديد ابلغ اثرا من الطريقة التقليدية التى ظلوا يمارسونها منذ ربع قرن دون فائدة وماذا لو شكلت المعارضة حكومة وبرلمان بالمنفى فيما بين الجبهة الثورية والاحزاب المعارضه حتى تكتسب وجها اكثر قبولا وفعالية
مالم تتحرك المعارضة بفعالية وتتخطى اسلوبها التقليدي الحالى فان تاثيرها سيكون محدودا جدا وهي تقاوم حزب المؤتمر الوطني الذي استولى على كل مفاصل الدولة السودانية ولكن من الواضح ان غالبية المنتمين او المتحالفين مع المؤتمر الوطني في غالبيتهم من النفعيين والارزقية والانتهازيين من النوع الذي يمكن ان تبلعه الارض بجرد حدوث هزة قوية لسيدهم
و الحقيقة ان الوسائل التي اتخذتها الجبهة القومية ايام الديمقراطية الثالثة هي من اقذر ما يمكن و لم ترعوي عن ممارسة ابشع انواع الحيل و الوسائل لتاليب الناس ضد الحكم الديمقراطي الوليد … اتخذوا من حرب الجنوب مطية لاغراضهم ففعلوا كل ما يمكن لتاليب الجيش و الناس على الحكم الديمقراطي و نشروا من الاكاذيب ما جعل المواطن يعتقد ان الجبهة الشعبية على مشارف الخرطوم و ان الجيش مغلوب على امره و ضعيف و جعلت المواطن يعتقد ان افراد الجيش يقاتلون عراة و بدون سلاح او ذخيرة او مؤن!
و من الوسائل استئجار مرتزقة ( الجنجويد الان ) ليقوموا باعتداءات على المسافرين باللواري و البصات في غرب السودان و تضخيم الاخبار اعلاميا ليوهموا الشعب ان البلد كلها اصبحت نهب مسلح و ان الحكومة غير قادرة على حماية المواطن في اصقاع السودان ..
ز من الوسائل قيام عصابات الجبهة بحوادث اطلاق نار في الخرطوم لتاكيد ان الامن منعدم و الحكومة عاجزة ..
اما اسوأ ما فعلوه فهو احتكار السلع و المواد التموينية و تخزينها و اخفائها حتى تحدث ازمات يضخمها اعلامهم الداعر لتاليب الناس ضد الحكومة ثم الخروج في مظاهرات مرة بدعوى دعم الجيش و مرة بدعوى الغلاء و انعدام السلع …
و قام اعلام الفواتي التابع لهم باستغلال الحرية اسوأ استغلال فنشروا الكذب و الاشاعات و الاساءات للحكومة الديمقراطية و الاساءة البالغة لرموز الحكم و تاليب الناس …
اكملوا عملهم الدنئ و اسلوبهم القذر بانقلاب عسكري على الديمقراطية و احضروا له عسكري بليد و اضينة لم يشارك حتى في الانقلاب ، ليصبح رئيسا … فريسوه و تيسوه
لكن هناك نقطه جوهريه الا وهي قضية الهويه الاسلاميه لهذه البلاد فلا بد من التاكيد عليها لانها العمود الفقري في اي حراك للتغيير والا لا يجدي شئ وهذا يقودنا الي سؤال هل نظام المؤتمر الوطني يمكن(يسعي) للشريعة السمحاء والعداله السماويه والرحمه المحمديه ام انه خلاف ذلك فان كان الاول فما علينا الا ان نصبر عليه وان كان الثاني فواجبنا اذا ان نبين للناس اننا خدعنا في هذا النظام وهو غير قادر علي سياسة البلد وان امننا ورخاءنا يقوم علي اقامة الشريعه والتي تعني في المقام الاول اقامة العدل بين الناس حيث يتساوي الراعي والرعيه بل يصبح الراعي يخدم الرعيه فيعيش بينهم فلا يتميز بشئ فلا يشبع حتي يشبع الناس ولا يلبس حتي يلبس الناس ولا يسكن القصور حتي يسكن الناس فيتحصل الناس علي الحد الادني من التعليم المجاني والعلاج المجاني والسكن، فنظرة الناس للشريعه فقط للحدود هذا فهم خاطئ فالفحدود تقوم بصورة تكامليه لبقيه اجزاء الشريعه ولا بد ان نعي اننا بعيدون عن روح الاسلام فالاسلام رحمة وعداله واخوة وتكافل وايثار .ولا يجوز لمسلم ان يطعن في شريعة الله واي حكم ثبت بالدليل القاطع والا فهو ليس بمسلم.ثم لابد ان نتحرر من التبعيه للغرب وان نعتز باخلاقنا ونهتم بمواردنا وان لا نفكر يوما ما اننا يمكن ان نلتقي مع الصهاينه المحتلين لبلاد المسلمين ولاولي القبلتين وثالث الحرمين كما يسعي بعض ابناء النظام لذلك كما ورد علي لسان بعضم في الايام الفائته ظنا منهم اننا اذا طبعنا العلاقات مع امريكا اننا سننهض وما امريكا الا وهي بايدي الصهاينه اليهود اعداء الدين والملة وامريكا صاحبة الارهاب وحاميه وما تقرير حقوق الانسان عن انتهاك امريكا للحريات عنكم ببعيد لكنها فقط هي تخدع المغفلين والمنصدمين بالحضارة الغربيه والشاربين من افكارها والراضعين من ثديها وما يجري في امريكا اليوم علي السود يظهر لك وجه امريكا القبيح الذي تريد ان تفرضه علينا فخابت وخسرت فلا معول الا علي الاسلام بفهمه الشامل المتكامل لجميع مناحي الحياة
احسنتي واوجزتي وافهمتي يابت ملوك النيل ..
ياخوانا دى مش سعاد ابراهيم احمد بتاعت الاتحاد الاشتراكى وكانت مسئوله كبيره فى انتخابات (الخج) مع ناس الاصم فى عام 2010 والا انا غلطان ؟لو هى لنا عوده
احسنت يا دكتورة كلام منطقي ومقال هادي وفكري عقلاني .. لكن يا يليت قومي يعلمون.. لأنه في ناس (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة) لا يرون الا انفسهم حتى لو كان ذلك ضد سيرورة التاريخ وارادة الجبار عز وجل الذي قال (وتلك الايام نداولها بين الناس) وفي نفس إنكأفوا على انفسهم وظنوا ان ما بهم من نعمة هو من عند انفسهم وان ذلك نهاية التاريخ بما استطاعوا إحكام بنيانه من تنظيم سري عسكري وجيش من الخلايا النايمة وخلايا اميبية سردابية تتمد تحت الانفاق وبما استطاعوا فعله من تسيسس للخدمة المدنية تماما وتفكيك حصون الاحزاب وضرب النقابات.
لانه خلال الـ25 سنة الماضية تمكن الكيزان تماما من مفاصل البلاد وفصلوا وبتروا كل جزء يدوخ رأسهم ثم يسعون لبتر الجزء الذي يدوخ رأسهم عن طريق السياسة التي انتهجها الكيزان بأسم التمكين وهم يعلمون ان سياسة (بتر الجزء الذي يدوخ) ستؤدي في النهاية القريبة الى بتر كل السودان ومحوه من الخريطة مقابل بعض اللذات الآنية التي يسعها اليها هؤلاء القوم التائهين.
المشكلة ليس فيمن يحمل مثل هذه الإفكار وليس فمثل هؤلاء التتار ففي التاريخ هناك امثلة لبعض الأفكار الغريبة جدا وبعض مصاصي الدماء الذين سادوا وحكموا والمشكلة ليس فيمن يتبع وينضم الى قافلتهم ولكن المشكلة في ان البعض لا يزال يصدق ما يقولون او يرى انهم يريدون تطبيق الشريعة والحكم بما انزل الله في الارض؟؟ في الوقت الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ان آية المنافق ثلاث والله عز وجل يقول ان المنافقين في الدرك الأسفل من النار..
اقول ختاماً ليس يصح في الاذهان شئ اذا احتاج النهار الى دليل فليتحسس كل منا عقله..
البدأ بمرحلة جديدة باغتيال عصابة العشرة ابتداء بالسفاح البشير المرحلة الان تتطلب ذلك يجب ان يشعروا بالموت داخل منازلهم لو كان هؤلاء المجرمين فى العراق او سوريا او ليبيا ما حكموا 25 عاما .
هنالك مفاهيم متجذرة في الشعب السوداني وارتبطت بوجدانه واصبح جزءا من ثقافة معظم السودانيين وايضا مشاكل اخري هي التي اطالت عمر النظام وفي تعليقي هذه سأقدم لمحة عن هذه المفاهيم والمشاكل.
اهم هذه المفاهيم موضوع الدين الشاهد الان والذي يريد قراءة الشارع بحيادية يعلم جيدا ان معظم السودانيين يقولون لك انهم مع الشريعة او انهم مع الاسلام او هو اسلامي وانساق ملايين المسلمين وراء شعار الاسلام هو الحل وللأسف معظمنا يعلم جيدا ان هذه العبارات الانفة الذكر كلها جوفاء ونفاق ومفروغ من مضمونه ولا قيمة لها في حياتنا الدنيا ولا الاخرة (الائمة يكذبون والمصلون يكذبون وكل الناس تدخل وتخرج من المساجد بلا معني) ولا تجد شيئا من قيم الاسلام في ارض الواقع ولا في سلوك المسئولين ولا عامة الشعب ويعتقد معظمنا ان الفساد شيئين لا غيرهم عالم النساء بكل تفاصيله وشرب الخمر وتري اصحاب الذقون عندما ينتقدون الغرب في سياساته يقولون انهم يريدون افساد شبابنا اخلاقيا( نتخيل معا هذه السطحية في التفكير) القائل لهذه العبارة يعلم معناها ويقصد تضليل الشعب وتغييب وعيه او جاهل لا يدري ما يقول والاثنان كارثة. وكثيرون منا لا يعي بآيات المنافق اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اوتمن خان (فكر معي مدي انتشار هذه الايات في مجتمعنا).
المفهوم الثاني هو التعالي العرقي المتجذر والذي لم يبذل اي من الحكومات السابقة مجهودا تذكر الي ان جاء الانقاذ وكرس ذلك وادعاء حرب الجنوب بانه حرب بين الافريقية والعروبة والاسلام والمسيحية وايضا علنا يقولون في مجالسهم العبيد وما ادراك ما العبيد وبل اصبح نوع من الحماية لهم وحتي في هبة سبتمبر لعبت التسريبات الامنية ان اولاد الغرب جاءوا لاغتصاب النساء الي اخره من العبارات العنصرية دورا في احباط الروح المعنوية وايضا كثيرون يرون ان العناصر الزنجية غير اهل بالحكم.
اهم المشاكل هي هذه الاحزاب التقليدية والتي اعطت صورة سيئة عن الديمقراطية في السودان بل كفر البعض بالديمقراطية وكان البرلمان عبارة عن سجالات ونقاشات اهل بيزنطة وكان مضحكا ومبكيا في نفس الوقت مما اثار حفيظة معظم السودانيين.
الاحزاب الايديولوجية
نفكر معا في الحزبين المعروفين في السودان وهما البعث والشيوعي مثلا اهم اهداف البعث تقول امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة أي ان هذا الحزب سيعمل علي توحيد العرب من المحيط الي الخليج ونسي هذا الحزب ان لبنان والتي لا تتجاوز مساحتها ولاية الخرطوم منقسمة حتي النخاع وفشل النفوذ الغربي والايراني ومليارات الدولارات من الخليج من توحيد شعبها منذ الستينات.
اما الشيوعيون لا اعرف ماذا يريدون هل يمكن اعادة الاشتراكية ام ماذا وهي كالإسلام السياسي مبهمة للغاية ولنفترض يريدون الاشتراكية هل هي اشتراكية انور خوجا ام استالين ام الصين الان والشيوعية رغم الانجازات الضخمة في الاتحاد السوفيتي من السكك الحديدية والمزارع الجماعية والفضاء لفظتها الشعب السوفيتي وتاريخ الشيوعية معروف من قمع وابادة جماعية تقشعر له الابدان (استالين و بول بوت).
المعارضة
الاسباب الانفة الذكر ايضا لعبت دورا في تشرذم المعارضة وهي ان الاحزاب اليسارية في خلاف تاريخي وجذري مع الاحزاب التقليدية ولكن السبب الرئيسي اعتقد مسائل شخصية
انا اري ان السودان يحتاج الي ثورة فكرية شاملة وضخ دماء جديدة في عروقه واعتقد ان فكرة حزب المؤتمر السوداني جيدة واري انا شخصيا انها افضل الاحزاب الموجودة في الساحة