من كادوقلي إلى مدينة الحديد والنار: عطبرة الثانوية.. حكاية تاريخ يقاتل الحاضر

عطبرة – الزين عثمان
“وريني شن طعم الدروس ما دام بكانا مشي قطر/ وكيف ذاتا ترتاح النفوس تقبل قرايتن في سفر؟”، لكن حميد الطالب الذي يحس الغربة، وهو ما زال غضاً في سنواته الثماني عشرة يعود في زمان آخر ليسأل عن أرض غربته، وهو ينادي عليها (أتبرا) الطيبة يا منجم الثورات كيفك بعد غيبة وغربة ووطي جمرات رجالتك الهيبة ونسوانك الحارات. بين عطبرة المدينة والاغتراب من أجل الدراسة ترتفع اللافتة عالية (المدرسة الثانوية الحكومية تأسست في العام 1954)، إذن تمر الآن الذكرى الستون على التأسيس لهذه المدرسة يحمل طلابها الذين درسوا فيها شموعهم للاحتفال بستينيتها ومن ناحية وللاحتفال بعبورها مصير المدارس الأخريات التي صارت نسياً منسياً بعد تحويلها إلى جامعات أو إلى أي شيء آخر.
من تلو إلى مدينة الحديد والنار
من كادقلي وفي أحد لقاءاته الجماهيرية يعلن الزعيم الراحل إسماعيل الأزهري عن إقامة مدرستين إحداهما في كادقلي والأخرى في مدينة عطبرة. ومن ثم قامت القلعة على ضفاف النيل بمبانيها العريقة التي تشابه إلى حد كبير مباني المدينة العريقة وتمتد على مساحة كبيرة من الأرض قد تندهش لو قلنا إن هناك أربعة ميادين لكرة القدم كانت ملحقة بالمدرسة في عهدها الذهبي، وكانت المدرسة نفسها قبلة لأندية كرة القدم في بحثها عن نجوم تزيين بهم جيدها في المواجهات. بالإضافة لهذا فقد كانت ملحقة بالمدرسة داخلية للطلاب وكمثيلاتها كانت محط أنظار المتميزين من الإقليم الشمالي الذين كانوا يأتونها من كل المناطق آنذاك. فقد كانت عطبرة الثانوية هي المنطقة التي يمارس الجميع موسم الهجرة إليها من أجل العبور إلى الجامعة كثيرون عبروا من هناك أكثر من ثمانية عشر فصلاً دراسياً بطلابها يدخلون في ذات الوقت ويخرجون بدت وكانها حكاية من ألف ليلة وليلة هكذا يتحدث الحنين بالذين مروا من هناك.
قبلة المبدعين
كمال حامد وشوقي عبد العزيز وعلي أحمد قنيف والزبير أحمد الحسن ومحمد الحسن سالم حميد وقائمة من الأسماء تمتد دون توقف، كلهم عبروا إلى الجامعة من هنا وجميعهم الآن يحتل موقعه الأمامي في تسيير دولاب الدولة والعمل في سودان بدأت تفاصيله الأولى ترتسم من خلال مدرسة عطبرة الثانوية، ربما هذا الرصيد من الخريجين هو الذي شكل الحماية لعطبرة الثانوية، ولم يجعلها تمضي في مصير المدارس الثانوية القومية، ففي بداية الإنقاذ صدر قرار تحويل المدرسة إلى معسكر للتدريب العسكري، لكن وجود البروفيسور قنيف على رأس الإدارة السياسية ومطالبتها بأن يقوم بهذا القرار سواه جعل المدرسة تواصل في مسيرتها التعليمية، لكن هذا الأمر لم يمنع صندوق دعم الطلاب من الاستفادة من بعض مباني المدرسة بحسب ما قال كمال حامد خريج المدرسة العطبراوي وأحد القائمين على الاحتفال بستينيتها، وهو يشير إلى الحالة الماثلة التي وصلت إليها حين قدمت المدرسة في آخر عام فقط خمسة وعشرين ممتحناً للشهادة السودانية، وهي التي كانت تحتكر الأوائل على مستوى السودان.
واقع مؤلم
بعربية طليقة يمكنك أن تقرأ أعلى بوابة أحد المكاتب شعبة العلوم، وبالقرب منها ترتفع عبارة أخرى مكتوب عليها صندوق الشكاوى بالقرب من المسجد الذي يفتح على ميدان الكرة الطائرة، ربما المتبقي الأخير من تاريخ المدرسة، قبل أن تقف أمام شعبة الرياضيات، عندها ليس أمامك سبيل من بدء الحساب من هناك، حيث تلتحق بالمدرسة حظيرة للضأن، بدت الخرفان الموجودة هناك قريباً من الحقل في مساحة أخرى للمدرسة مختلفة عن الخراف التي يمكنك مشاهدتها في مكان آخر، ولكنها لا تمنعك حق التساؤل حول لماذا يقتلون ما كان جميلاً؟ لماذا لا نحتفي بماضينا المشرق؟ وبالطبع يقودك الأمر للتساؤل حول واقع التعليم نفسه ولأي مدى يمكن أن تنافس الحكومة ومدارسها المدارس الخاصة؟ أسئلة تبدو غير ذات جدوى في اللحظة، وربما تجيب عليها بعض المباني الآيلة للسقوط في حفرة الإهمال.
أنشطة متعددة
التاسع عشر من ديسمبر أوان إعلان السودان دولة حرة مستقلة من داخل البرلمان في العام 1955، في هذا اليوم يستعيد خريجو مدرسة عطبرة الثانوية تاريخهم هنا وهم يحتفلون بستينيتها بعد أن عجزوا عن الاحتفال بيوبيلها الفضي عبر مجموعة من البرامج في مسرح مدينة عطبرة، حيث ستتوافد جموع خريجي عطبرة الثانوية بغية الاحتفال عبر برامج يقف على رأسها كمال حامد وآخرون وتدعمها السلطات في المدينة البرنامج، سيتم ابتداره باستقبال قطار النيل في دخوله إلى مدينة عطبرة ومن ثم تتم إقامة معرض في المدرسة، بالإضافة لأنشطة رياضية، ومن ثم يختم بندوة تتناول واقع التعليم الثانوي وتحاول في الوقت نفسه الإجابة عن مستقبل عطبرة الثانوية في عامها الستين
اليوم التالي
نعم عطبره الثانويه العزه والشموخ جئت اليها من الشمال من المقل وغادرتها الي جامعة الخرطوم في69 متوجا منها بالدرجه الاولي ومحمولا علي اكتافها الي جامعة الخرطوم
عطبره الام الرءوم التي احتضنتنا ونحن سكان الريف لم تفعل كما تفعل المدن الاخري في بلع ابناء الريف بل ضمتنا عليها واوتنا داخلايات الثانوي وزارنا السلحفاء في مناسبات عده ضالا طريقه من النيل فكان مسار بهجتنا وتندرنا ولم يتركه ناظرنا الهمام والشاعر القح الا حمله تحاياه شعارا لقبيلته وهو عائد للنيل ومن خيث اتي لم نمسسه بسوء فقد كان ضيفا كريما معززا لدينا
اساتذه اجلاء كالاستاذ الشامخ ابشر الذي اجاد اللغة العربيه كانه وضعها وعز الدين فنون الذي كان يتكلم وياكل ويتنفس بلغة الرسم والفنون
السودنه واشلاق البوليس وسوق القيقر وحدديقة البلديه وصفاره التمام وطابور بوليس المسيقي يوم السبت تجوب الشوارع وسوق عطبره وسهر المذاكره في الليل كلها تتراي لي كانها اليوم
كم انتي جميله مدرسة عطبره فقد وهبت لي الحياه وولا ادر كيف ارد جميلك
كمال حامد وشوقي عبد العزيز وعلي أحمد قنيف والزبير أحمد الحسن
خربت الموضوع بزكرك لهوؤلا وانهم لايمثلو قيادة او ابداع ابدا في هذه المدينة الام الغالية هي مدينتي ومنها جاءت ثورتي
هذه المدرسة خرجت النطاسي البارع معتز عبد اللطيف التوم.