كيف تدار الجامعات السودانية ؟!! ..تقرير خطير يكشف عن تجاوزات بجامعة السلام

تحقيق : علي الدالي
كيف تدار الجامعات السودانية ؟ سؤال طرحناه في أكثر من تحقيق عن جامعات سودانية عريقة كشفنا فيها تجاوزات خطيرة ولازلنا نواصل رحلتنا في البحث عن إجابة للسؤال المطروح، وفي طريقنا نطرق هذه المرة باب جامعة السلام بولاية غرب كردفان تلك الجامعة التي تنادى لها العديد من الأكاديميين لتأسيسها من ـ أبناء المنطقة ـ على رأسهم البروفسير إبراهيم موسى تبن للمساهمة في مراحل الإنشاء والتأسيس، فخلال عامين فقط استطاعت الجامعة إضافة كليتين، كلية الاقتصاد وتنمية المجتمع بابنوسة، وكلية الموارد الطبيعية والدراسات البيئية.. ثم انطلقت الجامعة وخطت خطوات متقدمة نحو إجازة وتأسيس عدد من الكليات والمراكز البحثية في عدد من مدن الولاية، لكن هذه الجامعة ـ وحسب التقرير الذي أعده وكيل الجامعة السابق الدكتور محمد فرح وسلمني نسخه منه ـ كشف فيه عن تجاوزات مالية وإدارية اتهم بها مدير الجامعة شخصياً .
تجاوزات خطيرة :
كشف التقرير الذي أعده وكيل الجامعة السابق عن تجاوزات خطيرة لمدير جامعة السلام الحالي ـ الذي عمل بجامعة سنار ـ قبل أن يعين مديراً للجامعة ـ ويفصل التقرير التجاوزات في أن المدير يتقاضى استحقاقاً شهرياً يحول له وبأمر مستديم من حساب جامعة السلام ببنك السودان لحساب مدير الجامعة ببنك الثروة الحيوانية شارع أفريقيا عبارة عن 13128.60(فقط ثلاثة عشر ألفاً ومائة وثمانية وعشرون جنيهاً وستون قرشاً) واعتبر التقرير أن هذا المرتب هو أكثر من ثلاثة مرتبات مديري جامعات سودانية وأكثر من ثلاثة أضعاف مرتب مدير نفس الجامعة السابق. وأشار التقرير إلى جوانب عديدة من التجاوزات في المرتب تشمل استحقاقاً قدره 4.970عبارة عن مكافأة شهرية أتى بها المدير ضمن آخر صرفيته التي أحضرها من جامعة سنار. ونبه وكيل الجامعة إلى أن مثل هذه المكافأة لا يمكن أن تكون جزءاً من الاستحقاق الشهري ولا يجوز تضمينها في آخر صرفية كما نوه الوكيل إلى أنه تأكد من إدارة جامعة سنار بأن هذا الأمر غير صحيح، وتضمن الاستحقاق أيضاً مبلغ 2000ج بدل ضيافة شهرية راتب.. هذا مع العلم أن المدير كان يتحصل وبتوجيهاته على ضيافة وإعاشة كاملتين برئاسة الجامعة بالفولة وفي منزله ومكتبه وبمكتب التنسيق بالخرطوم بالإضافة إلى حصوله على مبلغ 150 جنيهاً عبارة عن بدل مأمورية يومياً فيما تضمن الاستحقاق مبلغ 800جنيه وقود عربته الفيستو المؤجرة منه وله بواسطة الجامعة وبدون فواتير.
آخر صرفية وعقودات
وشكك التقرير في آخر الصرفية الصادر للمدير من جامعة سنار بتاريخ 5/3/2012وأشار إلى أن ختم الإدارة المالية ـ الجهة التي أصدرت الشهادة ـ لايحمل تاريخاً ، وختم المراجعة الداخلية جهة الرقابة يحمل تاريخاً بـ نوفمبر 2011،أي قبل حوالي عام من تاريخ الإصدار، وأشار التقرير إلى أن المدير قدم صورة من عقد الإيجار لمنزله الخاص رقم (462مربع 116) بمدينة سنجة مع جامعة سنار بقيمة 2000جنيه في الشهر وبتوجيهاته استلم 24000 جنيه كإيجار شهري لكامل العام على دفعتين بل وذهب التقرير إلى أبعد من ذلك حيث كشف عن تقديم المدير لصورة أخرى من عقد إيجار عربته الفيستو ماركة س266مع جامعة سنار بقيمة 1.500 ج كإيجار شهري وبتوجيهاته استلم 18000ج إيجار للعام على دفعتين وفي شأن العقدين المشار إليهما فإن المدير رفض تحويل العقدين للمستشار القانوني لجامعة السلام وأصر على العمل بهما رغماً عن أنهما موقعان مع جامعة أخرى، فالعقدان موقعان منه كمالك وفي نفس الوقت هو وكيل ومدير بالإنابة لجامعة سنار وموظف خدمات تابع له ممثلاً للجامعة . علاوة على أن العقدين لم يرفقهما بشهادتي ملكية ، وأن بداية عقد الإيجار للمنزل يحمل تاريخين أحدهما 1/3/2011وهو تاريخ صلاحيته والثاني يحمل تاريخ 1/3/2012، وفي هذا التاريخ كان يشغل منصب مدير جامعة السلام لأكثر من شهر بالإضافة إلى أن الشاهد الوحيد في العقدين يحمل بطاقة شخصية برقمين مختلفين وصادرتين في تاريخين مختلفين ففي العقد الأول حملت البطاقة الرقم 100303007بتاريخ 3،3/2011، وفي العقد الثاني حملت البطاقة الرقم 101303007بتاريخ 3/3/2010 .
الصراع بين المدير والمستشار
وحسب التقرير فإن عقدي العربة والمنزل اللذين وقعهما المدير مع جامعة سنار ظلا ساريين بنفس القيمة مع جامعة السلام ومع بداية العام الجديد وجه المدير المستشار القانوني للجامعة بتحديد عقدي إيجار منزله وعربته لجامعة السلام بدلاً من جامعة سنار بيد أن المستشار طالبه بإحضار شهادتي الملكية للمنزل والعربة لكن المدير قام بإحضار صور من الشهادات وطبع نفس العقودات القديمة التي وقعها مع جامعة سنار المطلوبة في وقت تمسك فيه المستشار القانوني بأصول الشهادات فيما واصل المدير تقاضي الأجرة المقررة لممتلكاته واستلم في العام الجديد مبالغ قدرها 26400 ج من الجامعة كقيمة ايجار لمنزله ومبلغ 19.800ج كقيمة إيجار لعربته ـ على قسطين لكل منهما ـ بزيادة 10% عن أجرة العام السابق ، بدون تجديد عقوداته.
تصرف شخصي
وبتصرف شخصي بحت صدق المدير لنفسه مكافأة قدرها 35.000 ج نظير إعداد الحسابات الختامية حيث أشار تقرير الوكيل السابق للجامعة إلى أن هذه المكافأة حصرياً فقط على المحاسبين العاملين فيها. وذهب التقرير إلى أن المدير أضاف إلى هيكل العاملين اسمين أحدهما ادعى انه سائقه الشخصي والثاني ادعى انها عاملة بالمنزل فجعل لسائقه راتباً قدره 1.200 ج وللعاملة 750جنيه واعتبرهما عمالة مؤقتة وظل يصرف مرتباتهما وبتوقيعه أمام اسميهما بقلمه الأخضر ولا أحد يعرف عن الاسمين شيئاً حتى هذه اللحظة .
ملخص الراتب الشهري
وقدر التقرير المرتب الشهري الذي يتقاضه مدير الجامعة بمبلغ 51.150 جنيه أي ما يعادل أكثر من 51 مليون جنيه (بالقديم ) وأشار إلى أن هذا المرتب يعادل 12 ضعف راتب البروفسير في الجامعات السودانية ولخص التقرير المرتب في جدول مرفق حيث بلغ راتبه الشهري 14200ج وايجار عربته الفيستو 1600جنيه وقيمة وقود العربة شهرياً 1400جنيه وإيجار منزله بمدينة (سنجة) وليس الفولة مقر رئاسة الجامعة بلغ 2200 جنيه ومتوسط بدل مأمورية شهرياً 3500جنيه ومتوسط نثريات سفر سنجة ـ الخرطوم ـ ـ الفولة 4500شهرياً ومتوسط بدل إيجازة سنوية شهرياً 900جنيه متوسط مكافأة قفل حساب ختامي شهرياً 2500جنيه متوسط حافز إصدار مجلة الجامعة شهرياً 350جنيهاً ومتوسط حافز الطلاب وتحصيل الرسوم الدراسية شهرياً 2500 ج ومتوسط مكافاة لجان فنية ولجان مشتريات وغيرها شهرياً 15000ج وصرف مرتب 2 عامل مؤقت 2500جنيه شهرياً.

التيار