حق الشباب من الجنسين في الزواج و العمل من معاني الحرية

د.عبدالقادر الرفاعي

كانت أهم الخلاصات التي تبلورت في المقالات السابقة أن المطالبة بالزواج حق لمن نادينَ به علانية, و يبقي علينا في ختام تعضيد تلك النداءات القول بأن القضية التي كانت مطروحة هي مطلب ذو صلة وثيقة بالحرية في دائرة الصراع السياسي/الإجتماعي الدائر في بلادنا. لقد كان الزواج أمراً سهلاً و بسيطاً في الماضي حتي تعقَّدت الأحوال و تراجعت حين أصبحت الحرية مأزومة و أصبحت الممارسات التي كانت بسيطة في نفقٍ مظلمٍ و اليوم بعد إنصرام ربع قرن من هذه الوقائع المقلقة نستطيع القول إنَّ الحنين إلي نشيد الحرية لم يغير من واقع الأزمات شيئاً بقدر ما دلل علي مدي حاجات مجتمعنا لمناخ الحرية بإعتباره المناخ الضروري و الشرط الأساسي الذي تحل في مداراته كل إحتياجاتنا في التطور والتقدم, و يندرج في إطار ذلك حلول ناجعة لمشكلة الزواج.

الآن آن لنا أن نعترف أن أثر الحياة السياسية التي نعيشها و تشبث الطامعين ببراثن السلطة أو الواقفين مكتوفي الأيدي أمام أزمة الشباب هي التي تعترض أحلام شباب ليس لهم ذنب ولا يريدون سلطة أو يطمعون في حكم و إنما يتطلعون فقط لحياة طبيعية تتمثل في الدراسة, في العمل, في الزواج و في تأمين المستقبل.

كل خطوة من هذه الخطوات تحتاج لحلٍ ناجزٍ تحت مظلة-عيش حرية عدالة إجتماعية- لكن الأماني شئٌ و الواقع شئٌ آخر, إن أغلب الشباب من الجنسين طموحهم الرئيسي و الأساسي الآن هو الهجرة بمغادرة البلد إلي بلاد تعرف معني حقوق الإنسان, حيث أن كل شاب وكل فتاة يحلمون بالزواج و يطمحون إلي إنجاب أبناء صالحين أو يطورون معارفهم بمزيد من التعليم, بل إنهم وهكذا طموحهم يرون أن ذلك لن يتحقق في ظل الفساد الذي يعلنه المراجع العام و غيره كل عامٍ، فيفكرون في الهجرة و آخرون صامدون في الوطن يحلمون بأن يروا السودان و قد تبدلت أحواله حتي و لو علي أرواحهم أياً كان إنتماؤهم السياسي. وفي ظل هذه الأحوال تتنامي أحلام الشباب و طموحاتهم لا تتحقق ولا تنتهي. لا تنتهي قصص الإعجاب أو قصص الحب ولا تتوج بالنهايات السعيدة, لأن الحرية هي المقدمة الأولي للأماني كي تتحقق. أما موضوع اللافتات التي تنادي بالزواج فعلينا أن نتوقع الآلاف من الذين يحملونها.

الميدان

تعليق واحد

  1. الغذاء الماوى والتكاثر حقوق فطرية لكل الكائنات وحتى دي الطفيلية حرمونا منها اذا فما فائدة الدولة وما يسمى بالحضارة اصلا لو بقينا اناركية او رجعنا للحياة البدائية في الغابة والصحراء والمزرعة فرص الحرية والعيش الكريم حتكون اوفر بدل القراية ام دق دي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..