الغنوشي … مفكر إسلامي أم سياسي حركي حديث؟ الحلقة الثانية

حيدر إبراهيم علي
أواصل محاورة أفكار الشيخ (راشد الغنوشي) ورغم استعطافي للقراء الكرام عدم شخصنة الأمور، إلا أن هناك من يصر بحسن نية أوسوء طوية، علي النزول بالفكري لمستوي العقد النفسية، مُنصّبا من نفسه (فرويد) آخر، مفتشا في عقليّ الباطن ومتجاهلا أفكاري الظاهرة والمعلنة. ولكنني استمر في نهجي، وتحاور هذه الحلقة الاسهامات الفكرية للشيخ (راشد الغنوشي) فهو مقل في الكتابات الفكرية العميقة، لأنه يعتقد أن الكتابات السياسية بطابعها الصحفي والتعليمي أكثر فعالية في الإنتشار والحشد. لذلك، يمكن أن نعتبر أن الكتاب الفكري الوحيد، هو: “الحريات العامة في الدولة الإسلامية”، والصادرعن مركز دراسات الوحدة ببيروت1989م. أمّا بقية الإصدارات فهي لا تتعدي مجرد كراسات عن الحركة الإسلامية، ليس بسبب حجمها ولكن لمحدودية القضايا المطروحة. ومن بينها علي سبيل المثال: “الحركة الإسلامية في تونس”، عن دار القلم بالخرطوم1991، و”الحركة الإسلامية والتغيير” عن المركز المغاربي للبحوث والترجمة بلندن2001م. ومقالات في دوريات مثل: “قراءات سياسية”و”الإنسان”، وصحف مغاربية. وبالتأكيد لايمكن مقارنة نتاجه “الفكري”بمحمد عابد الجابري، أو حسن حنفي، أو محمد أركون، أو جورج طرابيشي، أو رضوان السيد أو حتي محمد عمارة، ويوسف القرضاوي. فقد شغلته السياسة عن الفكر والتأمل والكتابة، وأخذت الكثير من تفكيره ووقته.
يتطلب البحث عن مدى إسهام (الغنوشي) التجديدي، البحث عن النشاة الأولي للحركة الإسلامية التونسية. فقد كان (الغنوشي) شديد الإعجاب والتأثر بحركة (الإخوان المسلمين) . لذلك سرعان ما أنفصلت عنه حركة (الإسلاميين التقدميين) عام1982م أي بعد ثلاثة أعوام فقط من التأسيس. ولأنه كما يُقال وبضدها تتميز الأشياء، لابد من التوقف عند الفكريين. فقد كان الخلاف الأساسي حول أولوية الحركية أم الفكروية؟ فقد كان واضحا أن المجموعة التي انشقت عن (الغنوشي) كانت أميل لما يسمي ب(مدرسة التربية)، وللثقافي والفكري أكثر من التنظيمي والسياسوي. ويكتب بيانهم التأسيسي المعنون (المقدمات النظرية للإسلاميين التقدميّين. لماذا الإسلام؟ وكيف نفهمه؟ ) مجذّرا حقيقة الوضع: ” الأزمة أعمق من مجرد استعارة أشكال في التنظيم والتربية أو استهلاك غير واع لأدبيات (الإخوان) . لقد أخذت النقاشات تمتدّ وتغوص إلي أن لامست الفكر الديني السائد منذ قرون. ومن هنا جاء التركيز علي نقد (الخطاب السلفي) حاضرا وماضيا وتحميله مسؤولية التردي الفكري والسياسي. والسلفية التي انُتقدت تبدأ من نقد مرجعية الحركة الإسلامية المعاصرة (حسن البنا، سيد قطب، المودودي) لتصل تاريخيا إلي المدرسة الأشعرية والسلسلة الموصولة بالشيخ أبن تيمية”. (ص13) . ويرون إعادة الإعتبار للأفغاني ومحمد عبدة والكواكبي، مضيفين: “هذه الرموز التي حاول الأدب الإخواني دفنها والتشكيك في قيمتها التاريخية ومشروعيتها في الإصلاح، بالرغم من أنها لم تقطع تماما مع الفضاء السلفي، وإن أضفت عليه أبعادا تحديثية هامّة”. (نفس المصدر السابق) .
قدمت حركة (الإسلاميين التقدميين) نفسها كحركة بديلة ل (حركة الإتجاه الإسلامي) بزعامة الغنوشي، تكون مغايرة في فكرها ونظرتها لمنهج التغيير، وأساليبها في التنظيم، وكيفية إدارتها للعمل السياسي”. (الجورشي، 2010: 200) . ويؤكدون علي: ” أولويّة العقلي والثقافي سواء في فهم آليّات الأزمة أو في بلوغ تحديث اجتماعي واقتصادي وسياسي للمجتمع والدّولة”. وفي نفس الوقت ينبهون إلي أن: ” الحديث عن أولوية العمل الثقافي في مشروع التغيير لا يعني إسقاط النضال السياسي من الحساب أو التقليص من أهميته، وإنما يعني أن السياسة إذا انفصلت عن الأخلاق ولم تعد تعبر عن مشروع نهضوي، اصبحت هدفا لذاتها بدل أن تكون وسيلة لتشريح الواقع وإعادة توزيع السلطة من جديد علي القوى الحية والعاملة بالبلاد، عندها تتحول إلي نشاط حزبي يهدف إلي خدمة مصالح الحزب قبل مصالح الشعب، وتصبح السياسة احترا فا بالمعنى اللينيني”. (نفس المصدر السابق، ص201) . فالمسألة ليست افتعال التناقض بين السياسي والثقافي، ولكنها دعوة لفهم السياسي من جهة والثقافي من جهة ثانية، مع البحث عن صيغة جدلية تؤسس لعلاقة بينهما لصالح المجتمع المدني. (نفس المصدر السابق) .
أخذوا علي الفكر الذي تأثر به (الغنوشي) وتبناه، العيوب التالية: “… كانت الملامح الأولي نصيّة إلي حد كبير، أخلاقية إلي درجة التبسيط والإخلال، غارقة في الماضوية واللاتاريخية إلي درجة غير خافية، مبتورة الصلة بالواقع الشعبي والسياسي، وعاطفية إلي حدّ التوتر، سطحية من حيث الرصيد والوضوح الاستراتيجي”. (ص7) . وفي نفس الوقت، بيّنوا ملامح تميز حركتهم، بينما هذه الملامح غائبة لدي (الغنوشي) وحركة النهضة. ومن البداية يضفون علي خطابهم النسبية والاستعداد الدائم للمراجعة كلّما عجز عن تفسير ظاهرة أو فقد القدرة علي التعبئة والاقناع- حسب قولهم. ويجملون مواصفات الخطاب الإسلامي التقدمي، في: الإسلامية والمستقبلية، الوعي التاريخي، وضرورة الاختلاف ومشروعّيته، أوليّة العامل الثقافي، التنوير والعقلانية، تجديد التراث، الخروج من التبسيط والتعميم، الفهم المقاصدي للنصوص. (المنطلقات ص 50-52) .
من الاسهامات الفكرية للإسلاميين التقدميين والتي تظهر تقليدية أو ضعف الغنوشي الفكري، الخلاف حول فهم النص القرآني وتفسيره. فقد ركز “الإسلاميون التقدميون” علي “الفهم المقاصدي للنصوص”. ويقولون في المقدمات النظرية: “يري الإسلاميّون التقدميون أن تفسير نصوص الوحي تحتاج إلي تكامل عدّة علوم وخبرات. إلّا أنّ ما يميز هذا التفسير هو الفهم المقاصدي الذي يتناول النصوص في سياقها التاريخي وظروف تنزيلها من أجل ربطها بخصوصيات مرحلتها ورؤيتها بصفة متكاملة من أجل اكتشاف مؤشراتها العامة التي تمثل مقاصد الوحي فالنصوص لا تفهم في فراغ بل من خلال واقع اجتماعي وتاريخي محدّد”. (ص52) . بينما يتمسك (الغنوشي) بالفهم التقليدي للنصوص حين يرفض الفهم المقاصدي ، رغم تحفظه علي موقف القدماء، ويكتب: ” التطور يجب أن يتم في إطار المعلوم من الدين بالضرورة، فما هو ثابت نصا يقينيا، ماهو يقيني في مورده واضح في معناه من النصوص لا نملك أمامه إلا التسليم”. (مجلة”تونس الشهيدة”، السنة الثالثة، العدد 35، يوليو 1996) . ويقول بأنه يمكن أن نُطبق بعضه الآن؛لأن ظروف التطبيق غير متوفرة، ولكن لا نستطيع أن نحوله عن اتجاهه. ألّا نحس بلمحة من فهم القرآن المكي والمدني عند الاستاذ محمود محمد طه؟ ويواصل: ” ولا فائدة من ضرب الأمثلة القليلة في هذا الصدد للتدليل علي فساد هذا المنهج، لأن البديل أن نعطي عقولنا إمكانية التحرر من النص بتخريج مقاصدي. . هذا في النهاية يلغي سلطة النص، يلغي سلطة الوحي”. أورده (الجورشي) ايضا، وعلق عليه: “. . . عرضهم لنقد شديد من خصومهم الذين اتهموهم بإلغاء النصوص وتعطيل الأحكام. ونظرا لخطورة التهمة التي تتضمن تكفيرا صريحا، كانوا يؤكدون في كتاباتهم وحواراتهم علي أن تجاوز النص من خلال النص منهجية قرآنية، تمت ممارستها عن طريق النسخ”. (ص219) .
يتعامل (الغنوشي) مع قضية المرأة علي مستوى العموميات والخطابية. فهو لم يقدم خطابا إسلاميا تأصيلا يتجاوز أو يدعم دينيا مجلة الاحوال الشخصية . فهو وحزبه لا يستطيعون رفضها مباشرة وصراحة، فقد تحولت لمرجعية وطنية حداثية، يصعب الوقوف ضده، رغم وجود قطاعات داخل حزب النهضة تتحفظ عليها. إذ لم تكن للغنوشي والجماعة، رؤية واضحة. ويكتب (الجورشي) وهو من المؤسسين: “ولدت الحركة الإسلامية التونسية محافظة جدا في معالجاتها لقضايا المرأة، رغم انتسابها لبلد تقدم اشواطا واسعة في مجال تغيير أوضاع المرأة من حيث تعليمهن ومشاركتهن في الحياة العامة، وتمكينهن من حقوقهن الأساسية عن طريق إصدار مجلة جديدة للأحوال الشخصية لا تزال تشكل نموذجا تسعي له بقية النساء في العالمين العربي والإسلامي”. (2010:109) ويأخذ علي الحركة الطابع الأخلاقوي، فقد تم التركيز في تناول قضايا المرأة التونسية ” علي كل ما يتعلق بمظهرها وما شاب سلوك بعض الشرائح النسائية من تفسخ أو”تحرر”مبالغ فيه”. (نفس المصدر السابق) . وشددت الجماعة حينئذ علي مسائل الحياء والحجاب ومحاربة الاختلاط ومنع المصفاحة بين الذكور والإناث وتحريم الزينة والاهتمام بالشؤون المزلية.
في سؤال عن السلفية، يرد (الغنوشي): “أنا لست مصرا كما ذكرت علي استعمال هذا المصطلح، إذا كان أسيرا لجملة من الاوهام والمعاني الخاطئة المناقضة للتجديد. لأن هذا المصطلح لم يرد في الكتاب ولا في السنة، ولا الزمت به الشريعة. وإنما نحته مفكرون مسلمون، للتمييز ، أو للدلالة به علي خط أو تيار الاصلاح والتجديد انطلاقا من الاصول”. (حوار قصى، ص44) . أترك للقارئ أن يحكم: كيف يتعامل”مفكر مجدد” مع المصطلحات والمفاهيم، والتي هي مادة ومكونات الفكر؟
استوقفني سؤال السيد (لودز): ماهو الإسلام الذي نريده للشعوب العربية؟ وكم منه نريد في السياسة والحياة اليومية؟ وقد وجد الرد هو والاستاذ (خالد دفع الله) في دستور (الغنوشي) مؤسس على نص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بوصفه واحدا من أركانه، وحذف الشريعة كأحد مصادر التشريع، كما حددت نصوص الدستور الفصل بين الدولة والدين، وتعزيز حقوق المرأة. وأيضا ردا على قتل السياسيين المعارضين وضعت عقوبة جنائية تجرم التكفير الشائع بين السلفيين والجهاديين. وتنازله عن العديد من القواعد والمرتكزات التي وسمت توجهاته الدينية مثل إباحة الخمر والإحتفاظ بأدوات الترويج السياحي والمساواة بين الرجل والمرأة. والسؤال: ماذا تبقي من مقومات الدولة الإسلامية؟ ولماذا يأخذ مثل هذه النظام صفة إسلامي وما الذي يميزه عن أي نظام علماني ليبرالي آخر؟ ويطلق الباحثون علي مثل هذه التوجهات الجديدة، مرحلة “مابعد الإسلاموية”حيث تخلت حركات الإسلام السياسي عن كل “ثوابتها”المميزة لها، بل حتي تسمياتها التي تنسبها للإسلام. فالآن لا نجد أيّ حزب إسلامي يضيف لإسمه صفة إسلامي أو مسلم. وتنتشر من تركيا حتي المغرب، أحزاب (العدالة والتنمية) مرورا بالحرية والعدالة، والمؤتمر الوطني أو الشعبي، والعدالة والبناء، والنور? الخ. فهذه تنازلات رآها الإسلاميون ضرورية للإندماج في أي عملية ديمقراطية داخلية، حتي ولو فقدوا خصوصيتهم. ومن أجل الوصول لهذه الصيغة اختار (الغنوشي) بالذات توفيقية مستعصية ومتأزمة، وهي تعاني من عدة تناقضات وأزمات. فهو يحاول رفع تناقض ثنائيات متوازيات وفي الهندسة المتوازيان لا يلتقيان أبدا. فمن البداية يحاول توظيف منهجين مختلفين من حيث الطبيعة والمضمون، ويكتب (أبو اللّوز عبدالحكيم) أنه “يبدأ باستخدام الاستقراء والتحليل العقلي، أي نظام نقدي وعلمي وموضوعي، حتي إذا بلغ منطق الاختلاف حدا لا يمكن مواصلة التوفيق معه” لجأ للتسليم بالحقائق الإيمانية والباطنية”. وذلك لأن توفيقية (الغنوشي) لا تسير بالتحليل العقلي إلي نهايته المنطقية بل تقيدها الحدود الاعتقادية الدينية. (كتاب: إشكالية الدين والسياسة في تونس، القاهرة، مكتبة رؤية، 2011، ص390) .
تعتبر التوفيقية هي الاختيار المنهجي المفضل لدي المجددين الإسلاميين. ولكنها تتعامل مع الحداثة كأدوات ووسائل واجراءات، بعد تفريغها من مضامينها الفلسسفية. ونلاحظ هذا الموقف مع كل منتجات الحداثة بالذات مع الديمقراطية. وهذه هي الطريقة التي تعامل بها (الغنوشي) مع المفاهيم الحديثة. فهو لم يتقيد بمعانيها حسب إطارها المرجعي الأصلي، فأخرجها من سياقها التاريخي والدلالي بقصد توظيفها بحرية لخدمة مشروعه السياسي. ويقول (أبواللّوز): “مما يمكن اعتباره توترا بين صفة الباحث-المنظر، وبين صفة السياسي في شخصية الغنوشي”. (نفس المصدر السابق). ويصادف هذا التناقض في محاولة التوفيق بين الخصوصية والعالمية، وبين الروحي والمادي. وقد فشل تماما في التوفيق بين الأفكار الإسلامية والمفاهيم الغربية، رغم كل التنازلات والتحايل.
في النهاية، تشهد(حركة النهضة) هذه الأيام، صراعا يهدد وجودها، وذلك بعد استقالة (الجبالي) أمينها العام السابق، ورئيس وزراء الترويكا السابق وعدد من القيادات التاريخية. وأردت الصحف خبر انسحاب القيادي(اللوز) بأن حث في بيانه الغنوشي أن يتحمل مسؤوليته كاملة لوقف التجاوزات. وقال مراقبون إن بيانيّ(اللوز وشورو) فيهما تلويح واضح بالانسحاب ما لم يعمد الغنوشي إلى وقف ?التفلّت? الذي يمارسه المكتب التنفيذي بما يعنيه من التفاف على قرارات مجلس الشورى. لكن المراقبين لفتوا إلى أن الغنوشي نفسه هو من تتجه له سهام النقد والاحتجاج لتجاوزه مؤسسات الحركة، والتصرف وكأنها غير موجودة، وهذا هو السبب الحقيقي لاستقالة الجبالي الذي أسرّ لمقربين منه أن وجوده لم يعد ذا فائدة مادام القرار يؤخذ دون استشارته هو والقيادات التاريخية. (14/12/2014) .
تعقيب إجباري:
لم يطق الاستاذ (خالد موسى دفع الله) صبرا حتي تكتمل حلقات موضوع (الغنوشي) كما يقتضي العرف الصحفي، وكما تقتضي الموضوعية التي ينصحني بها. كما أن الاستاذ (خالد) لجأ لعنوان “دكاكيني” يتعارض مع رصانته، وأتمني ألا يلحق به فيروس الصحافة السودانية الهابط. والرجل أعدّه من الكرام والنبلاء الذين أختلف معهم، واتمني ألّا يسحب من رصيده في التقدير،بطيش وعشوائية.
أولا: استهل مقاله باستشهاد كثيف الخبث واللؤم رغم شخصيته التي أعرفها، وهذا نصه: ” فقال عزمي بشارة إن سعيد عقل هو إنسان صغير ولكنه أنتج أدبا كبيرا”. هناك فهمان واحتمالان، إن كان يقصد الجانب الفيزيقي المادي، فأنا فعلا صغير الجثة أو الجسم: مائة وخمسة وخمسون سم وكم وسبعين كيلو غرام. أمّا لو قصد الجانب المعنوي والأخلاقي، فالحمد لله فلي فقط قلب ضخم وعظيم تكفي إنسانيته لأنسنة عضوية مؤتمرين: وطني وشعبي لمعاناتهم من انيميا الإنسانية، لو وزعها. وأنا أفخر بقيمتي لأنني لم اتزحزح من مواقفي وقناعاتي ومبادئي ، رغم أنني لا ولم يسندني حزب أو طائفة ولا قبيلة ولا نظام ولا امتيازات سفارة. هذه أعلي قيمة لأيّ إنسان، أن يمسك بجمرة الحق أو ما يراه حقا. وعندنا مثل سوداني يقول: الرجال ما بيقيسوها تياب. وبالمناسبة أين (عزمي) الذي تستشهد به هذا في جغرافية وخريطة المواقف الفكرية والسياسية؟
ثانيا: للأستاذ (خالد) طريقة أقرب إلي عمل الحواة في التهرب من الرد المباشر. لم يستطع دفع تهمة الفظاظة وعدم احترام الناس عن شيخه (الترابي) . فالتوي قوله: بأن الغنوشي من مدرسة الترابي. طيب مالو؟ ممكن يكون من مدرسته في السياسة والفكر، ولكن يختلف عنه في الأخلاق والسلوك. هل لك أن تقارن بنفسك بين الرجلين في هذا المضمار الاخلاقي والسلوك وتبين فضائل شيخك؟
ثالثا: يتحدث الاستاذ (خالد) عن فشل التجربة الترابية في السودان وكأنها مجرد حادثة مرور أو سقوط في مادة في اختبار في امتحان نهائي. أرجو أن يحترم الإسلاميون عقولنا مرة واحدة ويقدموا تقييما واحدا يخضع للموضوعية التي يعيروننا بغيابها في أحكامنا. وهذا سبب كراهيتي العقلانية وليس الغريزية للإسلاميين: عدم الشجاعة في قول الحقيقة وتحمل المسؤولية.
رابعا: أبحث باجابة حتي لو بلا أو نعم، وأتعهد بالتخلي عن كل الإنحيازات والتعصب:
– هل يمكن أن تعطيني مثالا واحدا لمفكر في التاريخ استخدم الدبابة والسلاح في نشر أفكاره؟
– هل لديك مثال لمفكر كذب جهارا: أنت تمشي القصر وأنا أمشي السجن؟
– هل سمعت بمفكر وفقيه قانوني، يرفع له شخص(عبدالباقي)المحامي في(لندن) ساقه المبتورة من التعذيب في بيوت الأشباح. ويرد بأن ذلك نتيجة مرض، عوضا عن أن يعد بفتح تحقيق لدرء التهمة عن نظامه. ويحدث ذلك في بلد ديمقراطي ويجلس إلي جواره ملحقه الإعلامي الذي صار،آخر الزمن، يعطي الدروس في الديمقراطية ويلعن من لم يدعموا ديمقراطية الإخوان في مصر . هؤلاء ياسيدي المفكرون الإسلاميون ومواقفهم من التعذيب والقمع حين يكون في صالح دولتهم الربانية.
– باختصار ما هي القيم التي تري أن المفكر لابد أن يتحلي غير تلك التي نصحتني بها؟
أهتم بالرد علي الاستاذ (خالد موسى دفع الله)لأنه في النهاية عقل سوداني بغض النظر عن أين يقف؟ شرط أن يشفيه الله من الوثوقيات والدوغمائيات وعبادة الأشخاص، وأن يأخذ مما ينصح الناس به.
e-mail: [email][email protected][/email]
ابدعت يا استاذ ولا يهمك ملاحظات صغار نفوس نعرفهم جيدا.
صاح انو (الغنوشي) كان شديد الإعجاب والتأثر بحركة (الإخوان المسلمين) بل زيد علي ذلك انه جوا جوا لا زال معجبا بها.. يعرف فقط متي ينحني للضغوط والمستجدات ليرجع لاصوله الايدولوجية. وكما قلت فهذه تنازلات رآها الإسلاميون ضرورية للإندماج – واحسن للالتفاف – حول أي عملية ديمقراطية داخلية او خارجية، .. وبذلك لن يفقدوا ,خصوصيتهم الارهابية مما اوقعهم في مواقف مستعصية ومتأزمة، وتناقضات وأزمات لا نهاية لها.
في النهاية العالم المتحضر ينظر للاخوان الشياطين كمجموعة ارهابية ولو يستثنوا منها راشد الغنوشي. يظهر انه في جماعات مر عليها الدور المزدوج الذي يلعبه الغنوشي فانعموا عليه بجوائز لا يستحقها وو رطوا فيها منظمات المانية محترمة.
يا استاذ ما ترد على اي انسان يريد ان يضعك في مهاترات خارج النص والله بننفش بتحليلك الرصين ……….. والترابي اي شافع صغير في طرف شارع في السودان بالنسبه له معروف بالواط عن اي دين يتكلموا هولاء الزباله…
التحية والتجلة لاستاذنا الكبير الدكتور/ حيدر ابراهيم على. وددت لو انك ختمت مقالك الرصين مثل كل كتاباتك المميزة دائما بنقدك لفكر الغنوشى وكفى ومافى داعى تغير من طعم ونكهة كتابتك بذكر كوز مهما سما فكره لانه لم ولن يطال جمال وسلاسة كتاباتك وتحليلاتك العميقة، ولذلك ذكر ذاك المتنطع فى برلين والمتنطع الاخر والذى كان الملحق الاعلامى بسفارة لندن قدافسدا عليناحلاوة مقالك الرصين.
موضوعك مع ضياء الدين بلال وصل لي وين؟
الشكر والتقدير للسيد الكاتب و السادة المعلقين ومن خلال متابعتي للاحداث في المنطقة العربية والعالم الاسلامي توصلت لقناعة واحدة أنه مهما اختلفت المسميات فإن طريقة التفكير والتخطيط والتنفيذ واحدة عند الانسان العربي ومهما اختلفت التوجهات. ما يمارسه الذين يسمون انفسهم إسلامين اليوم هو نفس الذي نفذه الشيوعيين من قبلهم وكذلك اللبيرالين وغيرهم لا فرق بينهم … الفساد نفسه وتقزيم الخصم ووصفه بأقبح الصفات هي السمة السائدة فلا جديد عندكم جميعا لأنكم تربيتم خطأ وتماديتم في عدم معارضة من أجل التطوير وعدم التنافس من أجل تقديم الافضل .. الجميع فيكم كان مسعاه الوحيد الوصول للسلطة وقمع المعارضة بكل السبل واسكات اصوات الآخرين بشتي السبل .. الكل يريد السلطة بالانقلاب العسكري وقوة السلاح والتحالف مع العسكر … عندما يفعل هذا زيد من الناس نجد معارضيه ينادون ببسط الديمقراطية وعندما تلفظهم صناديق الانتخابات ويصوت الشعب لغيرهم نسمع سيل الاتهامات وتظهر التكتلات بين مهوسي السلطة وينفذ الانقلاب العسكري المدعوم بطبقة عشاق السلطة من مكونات المجتمع والذين يسمون انفسهم المثقفين …
سيدي الكاتب المحترم وسادتي القراء نحن لا ننادي بالديمقراطية ولا ندعم الديكتاتورية بل نسألكم العمل علي تأسيس دولة العدل والمساومة بعيدا عن التناطح الغير مفيد و الاجندات الفضفاضة التي تستخدم لتصفية الحسابات مع الخصوم .. كلكم تحاولون اظهار انفسكم بأنكم علي النهج الصحيح وان من خالفكم علي النهج الخطأ دفعتم بكل غالي ونفيس لتشويه صورة الآخر وسبه وتناسيتم بأنكم تمارسون نفس الذي يمارسونه هم … كل مسميات أحزابكم وتجمعاتكم وحركاتكم تستغل الشعارات فقط للوصول وعند الوصول تتجاهل عمدا محمد أحمد (المواطن الغلبان) الذي وصلتم علي اكتافه للسلطة أنتم من يترفه في الدنيا لكي يعيش محمد أحمد ذليلا طول حياته وهذه هي أجندتكم .. عليه ذمكم وتعريتكم لأي فصيل سياسي في الساحة ماهو إلا عبارة عن ذمكم لأنفسكم لأنكم تحملون نفس الثقافة وذات الاجندة والمضمون .. لا فرق بين حركات الاسلام السياسي وأنتم وغيركم في شئ .. الكل يلهث لنفس الهدف ويسعي لتحقيقه بكل السبل ولو أدي ذلك للتفريط في المبادئ والعقائد والقيم والايام بيننا ولي عودة …
أستاذنا د.حيدر ابراهيم,أهلنا فى السودان بقولوا على كلام السفيه ,الرجل الما عندو قيمة ولا كرامة( الكلاب تنبح والجمال ماشة) بالله عليك خليك من الكوز القزم القبيح الامنجيى( الموترجي) العامل فيها سفير,لو لا الانقاذ والمحسوبية لكان خفيرا فى ترعة من ترع مشروع الجزيرةبين طابت والحصاحيصا.أو جرسون قهوة فى نيالا , الانقاذ واللاباليس من شدة نشاطوا وحرفنتو واجادته لفنون وأساليب التعذيب فى بيوت الاشباح اهلته للعمل الدبلوماسي فى واشنطون وبرلين وكمان قبل برلين كان المتحدث ( الرسمي)باسم مقلق على كرتي, استاذنا حيدر هذه الحشرة لا تسوي سطر واحد خليك من فقرة طيويلة ذي دى في مقال مهم مثل الجزء الثاتني منم مقالك عن الغنوشي,هذا النوع من البشر يستاهل الضرب بالحذاء لا مواخزة
يلفوا و يلفوا و يدوروا. و يجوا راجعين لي كلام استاذ محمود محمد طه. طال الزمن او قصر
أستاذنا حيدر أنقل إليك ما كان كتبه العفيف الأخضر عن راشد الغنوشي … لاحظ العفيف أن الغنوشي يقوم بتغيير و حذف بعض مما يكتب حين يراه غير ملائم و لا ينتقد رؤيته السابقة مما يعني أنه ربما يدخرها لوقت آخر ، فعلى سبيل المثال نقرأ للغنوشي :” ومنهم (الفقهاء) من أوجب الخروج على الحاكم الذي يحكم بغير ما أنزل الله (…) فإن طاعته غير لازمة وعلى كل فرد في الأمّة أن يعمل للخلاص منه لأن وجوده على رئاسة الدولة يؤدي بحد ذاته إلى الفتنة حتى لو كان ذلك عن طريق الاستعراض أي القتل غيلة ،قد يدعم هؤلاء ( الفقهاء) وجهة نظرهم ( في وجوب اغتيال الحاكم) بأحداث السيرة النبوية مثل إيعاز الرسول (ص) باغتيال بعض زعماء اليهود مثل يحيى بن أخطب وشواهد من الواقع (المعاصر ) مثل اغتيال الإسلامبولي للسادات ” المصدر راشد الغنوشي ، الحريات العامّة في الدولة الإسلامية ، ص 184 بيروت 1993) … و كما لاحظ العفيف : أن الغنوشي يرى أن كل حاكم ” يحكم بغير ما أنزل الله ” هدفا مباشرا للاغتيال : أي كل حاكم لا يطبق العقوبات البدنية : جلد شارب الخمرة 80 جلدة ، جلد الزانييْن غير المحصنيْن [ = غير المتزوجين ] 100 جلدة ، قطع يد السارق والسارقة رجم الزاني والزانية المحصنين حتى الموت، دق عنق المرتد ، قطع يد ورجل المحارب من خِلاف ….يستمر العفيف الأخضر في ملاحظته على عدم مبدئية الغنوشي قائلا : “عبثا تبحثون عن هذا النص والنصوص الأخرى التي شجبتُها . فقد حذفها الغنوشي من الطبعات اللاحقة لكتابه . دون ان يمارس نقده الذاتي ويعتذر لأسرة السادات والأمّة المصرية كما اقترحتُ عليه ذلك . قائلا له إعمل مثل مفتي الجماعة الإسلامية الذي أفتى بقتل السادات . ومنذ سنة 2000 راجعت الجماعة فقهها وفعلها الإرهابييْن . واعترف مفتيها ، كما اعترفت الجماعة نفسها بأن “قتل السادات كان مفسدة” واعتذر مفتيها لعائلة السادات ووعد بدفع الدية عنه وعن عشرات ضحايا فتاواه الذين سقطوا برصاص القتلة ! هيهات ان يعتذر الغنوشي أو يمارس نقده الذاتي . نرجسيته المتورمة وجنون عظمته وعناده العصابي وموت ضميره الأخلاقي تمنعه جميعا من ذلك . حَذْفُهُ لهذه الفتوى ، بصمتٍ، كما لو أنها لم تكن في كتابه ، هي محاولة لإخفاء آثار الجريمة . التي قد يحاول لاحقا ” الإيعاز” بمثلها او بأشنع منها على حين غرة . فتواه الإجرامية هذه وغيرها تُعتبر سياسيا وأخلاقيا وقانونيا كأنها لم تُرفع من الكتاب طالما لم يعترف الغنوشي برفعها ويتعهد بعدم العودة اليها . وهذا معنى ” التوبة النصوح” أي الصادقة . التوبة الوحيدة المقبولة في الإسلام.” …. انتهى ما كتبه العفيف :http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=315624
كل الإسلامويين روائحهم السياسية نتنة ، يكذبون و يقتلون و يوحون لأتباعهم بقتل المخالفين … خالد موسى كغيره من القتلة و المدافعين عن القتلة يريد إخفاء جرائمه و جرائم من يدافع عنهم بقتل أكثر من مليونين في الجنوب و أكثر من 300 ألف في دار فور و عشرات الآلاف في جنوب كردفان و النيل الأزرق و ملايين النازحين الذين يعيشون عيشة الذل و المهانة قربانا لاعتلاء أمثاله سدة الكرسي و العيش في بلهينة و تمرغ في النعيم المجلوب بالأموال الملطخة بدماء الأبرياء ناهيك عن دوره في بيوت الأشباح و التعذيب و النهب و السرقة … هؤلاء قوم لا ضمير لهم و لا شرف و لا إحساس … دعك عنه فأنت كبير بخلقك و زهدك و مواقفك ، عش عزيزا كريما أيها الرجل النبيل.
لنتعرف على العفيف الأخضر
الذي كتب مقالا عنوانه :ما الفرق بين إله الأديان وإله العلماء؟:
و مما ورد في هذا المقال:(((علاً تطور القرد إلى إنسان خلال 3 مليون عام بتأثير عاملين: مادي بصنع الأسلحة والأواني الحجرية، وروحي بالمعتقدات الخرافية التي خيّلت له أنّ كلّ ما في الكون بما في ذلك النجوم والشجر والحجر له روح حية مثله، وأن روحه خالدة لا تموت بموت الجسد بل تنتقل بعد فراقه إلى عالم آخر. بل أن روحه هو نفسه تفارقه خلال النوم إلى عالم أسلافه الأموات لتلتقي بهم فيه ثم تعود إليه عند اليقظة. وأحيانا يطيب لها المقام قلا تعود فيصبح النائم جثة هامدة. وهذا الاعتقاد بأنّ الروح تغادر الجسد أثناء النوم مازال موجودا لدى بعض القبائل البدائية كما يقول مرسيا إلياد. كما كان موجوداً في الحجاز- في القرن 7 ? بشهادة الآية 60 من سورة الأنعام “وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى”.)))
أعتقد ان هذه القطعة من المقال كافية لمعرفة فكر العفيف الاخضر!!
هل نتوقع من انسان بهذه العقلية أن يكون منصفا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟