دهشة الاستقلال!!.. لا لاستفزاز الفقراء ومشاعر المتواضعين

صلاح سيد أحمد

لم نفق من الدهشة التي أصابتنا حينما تم تنظيم حفل غنائي لفنان من دول الجوار بقيمة تذكره 200 ج باهظة للغاية بلا شك ، ولكن كان عزاء المندهش في أن هذا الفنان (مستورد من الخارج) ، وأن الذين سوف يهتمون ويحرصون علي دخول الحفل من إحدي دول الجوار التي أصبحت تضايقنا في فرص العمل الغير متوفرة والاستيلاء علي أراضينا ، ورفع قيمة الايجارات في الاحياء الشعبية .

أن الدهشة تأتي في إعلانات احتفالات رأس السنة وأعياد الاستقلال حين تقرأ وتشاهد في قنوات سودانية أن قيمة تذكرة حفل مع العشاء الفاخر بمبلغ 300 ج وهي تعادل أكثر من 70 % من الحد الادني للأجور ، وهنالك حفلات لم تعلن قيمة التذكرة في الدعاية ، بل توضح بخجل للاستفسار نرجو الاتصال علي الأرقام الموضحة في الشاشة ، وتمني نفسك أن تجد قيمة تذكرة متواضعة ، ولكن للأسف تجد أن القيمة 200 ج وهي تعادل أكثر من 47 % من الحد الأدني للأجور وآخر ب250 ج وهي تعادل 58 % من الحد الأدني للأجور والمدهش في هذا الأمر أن هذه الحفلات تقام في أماكن كانت مخصصة للرفاهية بالمجان ، قبل تحويلها أو تحويل أجزاء منها لصالح خدمة جهات معينة ، وأن عمالقة الفن السوداني كانوا يتواصلون مع جمهورهم بإقامة الحفلات بالمجان في المناسبات الوطنية ، ولم يكن هنالك حاجز مادي بين الفنان وجمهوره .

يا تري ماذا أصاب الفنان السوداني هل سخر نفسه لخدمة الرأسمالية الطفيلية بفنه ؟ مقابل عائد مادي ثمنه فقدانه الكثير من جمهوره ومعجبيه واستلام عداد تمام التمام يعيشه طوال العام أم أن الجهة المنظمة هي التي تفرض شروطها ؟ وفي ظروف مثل الظروف التي تمر بها البلاد من ضائقة معيشية وسوء الأحوال الصحية والاقتصادية والجوع والفاقة التي تنهك أهلنا في مناطق الحروب والهامش . نحن السودانيون وضعنا خاص في رأس السنة بمناسبة أعياد الاستقلال لماذا لا نجعل منها كرنفالات فرح يشارك فيها الكبير والصغير في الميادين العامة والمسارح وغرس روح التربية الوطنية في صغارنا بدلاً أن تكون احتفالات راس السنة لأعمار معينة ولفئات محدده لم تبذل جهداً في الأموال التي بيدها ، وتقوم بتبديدها بسرف في لحظات غير دائمة؟ .

يا تري كم يجني منظمو مثل هذه الحفلات من أرباح ، ولماذا لا يكتفون بقيمة الإعلانات التجارية بدلاً عن إقامة الحفلات واعتبارها هي أرباح الحفل ، بدلاً من استفزاز مشاعر الذين لا يستطيعون ولوج مثل هذه (الأماكن المحرمة) عليهم بعد أن كانت تقام لهم الحفلات بواسطة إتحاد الفنانين وبالمجان أو أسعار رمزية في الحدائق العامة مثل : البلدية وجنينة عبود وحدائق 6 أبريل والمسرح القومي . والمحزن في الأمر أن هنالك من سيغني في أكثر من موقع وفي نفس الليلة .

أصبح المواطن السوداني في العاصمة يتسول الترفيه في عاصمه حدادي مدادي ولا يجد مقاماً له مثل ما كان عليه الحال في زمن عمالقة الفن السوداني أمثال أحمد المصطفي ومحمد وردي ومن كان في دربهم. وعزاؤنا في من تبقي من تواصل أجيال فنانين متواضعين يشعرون بهموم شعبهم أمثال ابوعركي و عبد القادر سالم ومحمد الأمين وسيف الجامعة ومن سار علي دربهم .

يا تري هل سوف يساهم إتحاد الفنانين بإقامة حفلات بالمجان مثل ما كان يحدث سابقاً في الأماكن العامة مشاركاً الشعب السوداني أعياده بمناسبة الاستقلال وهو جزء منهم ؟ أم يترك الشعب للفنانين الذين ليس لهم سوي خدمة أنفسهم ؟ . ويا تري هل للهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس ، وجمعية حماية المستهلك علاقة بمثل هذه الأشياء ؟ .

وأخيراً شكراً قناة النيل الأزرق وبقية القنوات التي سوف تغنينا عن دخول مثل هذه الحفلات ، ومقاطعتها .

وكل عام وأنتم بخير.

الميدان

تعليق واحد

  1. يا صلاح سيد احمد وصحيفة الميدان :::::::::::::::::::::::::::::::::
    عينك في الفيل وتطعن في ضلو ………..
    لماذا لا تسمي الحفل
    لماذا لا تسمي الفنان
    لماذا لا تسمي الجهة التي اقامت الحفل
    ولماذا لا تأتي بالحقائق كاملة
    اذا كنت تريد ان تكون كاتب او صحفي ناجح او تريد ان تصلح فلا تخاف في قول الحق لومة لائم ….. وإلا فإنك مضلل وتتوه الناس في كلام لا يودي ولا يجيب وخير القول ما قل ودل وقل خيرا او اصمت
    هو الناس فاضية من الجري وراء لقمة العيش علشان تطلقوا ليها نوع الفراطيق دي ….

  2. وأخيراً شكراً قناة النيل الأزرق وبقية القنوات التي سوف تغنينا عن دخول مثل هذه الحفلات ، ومقاطعتها .

    هذه القنوات هي سبب البلاء ورأس الحية لأنها أرست ثقافة الحياة كلها غناء وهجيج وتغض الطرف عن فلسفةالجنجويد،،،

  3. سألت نفسى بدهشة هل حقيقة انا اقراء هذا المقال عن جريدة الميدان؟ ثم وردت بخاطرى ذكريات قديمة من اواخر زمن نميرى واوائل الديمقراطية الثالثة ابيات من شعر الراحل المقيم محجوب شريف وادبيات الحزب. تحسرت على ذلك الزمن. وسبب المرارة و الحسرة هو ان تسمح جريدة الميدان بأن تكون منبر لالهاء الشعب عن قضاياة الاساسية ومنصة يمارس من خلالها التعتيم والتضليل بتسمية الاشياء بغير مسمياتها. يقينى ان مشاعر الشعب السودانى مستفزة منذ مجى الانقاذ وليس ذلك بسبب تذاكر الحفلات باهظة الثمن بل بسبب القهر و الظلم و التسلط. انا لا اعارض ان يستمتع الشعب بمنتوجة الفنى ليخفف عن نفسة القليل من اعباء المعيشة وثقل المعاناة اليومية التى فرضت علية فرضا. ولكنى اقف بشدة ضد ان ان يكون ذلك من الاولويات التى تجعل الكاتب بالميدان يتباكى ويتحسر على عدم تمكن الغالبية من توفير ثمن تذكرة حفلة رأس السنة او الاستقلال, انا ضد تمييع القضايا الاساسية والهاء الشعب بأمور هامشية لا تخدم ولا تساهم فى حل ازماتة ومعاناتة. ان قناة النيل الازرق التى تحمد لها تكفلها واضطلاعها بعبء الهاء الغالبية العظمى من الشباب بما تسمية فن وهو يقينى لا يعدو ان يكون تكرار ممل للماضى أنما تكرس مجهود ضخم لأعادة انتاج النمط السائد من الثقافة الهشة التى يدورها تكرس لأطالة امد النظام الحاكم عن طريق صرف الانظار عن ماهو جوهرى لانتاج اوانضاج ثورة وانتفاضة شعبية تطيح بالطغمة الشيطانية وذلك ما تحاول انت فعلة من خلال التباكى على المشاعر المستفزة بسبب الحفلات المكلفة, ما يستفز مشاعرى هو ان لا تستفز مشاعرك انت والشرفاء من ابناء الشعب يزجى بهم فى السجون و المعتقلات, مايستفز مشاعرى هو ان لا تستفز مشاعرك حين تسمع بأطفال الملاجى وحين يسرق طفل الدواء من اجل ابية المريض وحين تتجراء فتاة وهى مضطرة الى سرقة لقمة لتأكلها تستفز مشاعرة عندما اسمع المسخ عمر البشير وهو يسئ للشعب بأيشع الالفاظ وعندما يباد ابناء الوطن فى الغرب وتغتصب النساء

  4. سألت نفسى بدهشة هل حقيقة انا اقراء هذا المقال عن جريدة الميدان؟ ثم وردت بخاطرى ذكريات قديمة من اواخر زمن نميرى واوائل الديمقراطية الثالثة ابيات من شعر الراحل المقيم محجوب شريف وادبيات الحزب. تحسرت على ذلك الزمن. وسبب المرارة و الحسرة هو ان تسمح جريدة الميدان بأن تكون منبر لالهاء الشعب عن قضاياة الاساسية ومنصة يمارس من خلالها التعتيم والتضليل بتسمية الاشياء بغير مسمياتها. يقينى ان مشاعر الشعب السودانى مستفزة منذ مجى الانقاذ وليس ذلك بسبب تذاكر الحفلات باهظة الثمن بل بسبب القهر و الظلم و التسلط. انا لا اعارض ان يستمتع الشعب بمنتوجة الفنى ليخفف عن نفسة القليل من اعباء المعيشة وثقل المعاناة اليومية التى فرضت علية فرضا. ولكنى اقف بشدة ضد ان ان يكون ذلك من الاولويات التى تجعل الكاتب بالميدان يتباكى ويتحسر على عدم تمكن الغالبية من توفير ثمن تذكرة حفلة رأس السنة او الاستقلال, انا ضد تمييع القضايا الاساسية والهاء الشعب بأمور هامشية لا تخدم ولا تساهم فى حل ازماتة ومعاناتة. ان قناة النيل الازرق التى تحمد لها تكفلها واضطلاعها بعبء الهاء الغالبية العظمى من الشباب بما تسمية فن وهو يقينى لا يعدو ان يكون تكرار ممل للماضى أنما تكرس مجهود ضخم لأعادة انتاج النمط السائد من الثقافة الهشة التى يدورها تكرس لأطالة امد النظام الحاكم عن طريق صرف الانظار عن ماهو جوهرى لانتاج اوانضاج ثورة وانتفاضة شعبية تطيح بالطغمة الشيطانية وذلك ما تحاول انت فعلة من خلال التباكى على المشاعر المستفزة بسبب الحفلات المكلفة, ما يستفز مشاعرى هو ان لا تستفز مشاعرك انت والشرفاء من ابناء الشعب يزجى بهم فى السجون و المعتقلات, مايستفز مشاعرى هو ان لا تستفز مشاعرك حين تسمع بأطفال الملاجى وحين يسرق طفل الدواء من اجل ابية المريض وحين تتجراء فتاة وهى مضطرة الى سرقة لقمة لتأكلها تستفز مشاعرة عندما اسمع المسخ عمر البشير وهو يسئ للشعب بأيشع الالفاظ وعندما يباد ابناء الوطن فى الغرب وتغتصب النساء

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..