حمور زيادة : الأدب السوداني يعيش في شبه عزلة

كتب الخبر: أمين خيرالله

جاء حصول الكاتب السوداني حمور زيادة على جائزة نجيب محفوظ في الرواية من الجامعة الأميركية في القاهرة ليثري به مشواره الأدبي، الذي يتضمَّن حتى الآن أربعة أعمال، مجموعتين قصصيتين وروايتين، وجاءت الأخيرة «شوق الدرويش» لتحصل على هذه الجائزة المرموقة. وأكد زيادة في حواره مع «الجريدة» أن ما يهمه هو استحواذه على ثقة القراء، وأنه لا ينظر كثيراً إلى مبيعات كتبه أو الجوائز التي يحصل عليها.

كيف تنظر إلى حصول روايتك {شوق الدرويش} على الجائزة؟

روايتي {شوق الدرويش} هي الثانية بعد {الكونج}، وثمة مجموعتان قصصيتان الأولى {السيرة الأم درمانية} و{النوم عند قدمي الجبل} التي صدرت في توقيت {شوق الدرويش} نفسه، وأعتقد أن المجموعة القصصية الثانية تطورت عن الأولى وهي الحال نفسها مع الرواية الثانية. لكنني لا أقدر أن أحكم أي قدر من النضج يكفي المبدع كي يحصل على جائزة. عموماً، أعتقد أن على الكاتب أن يتطوَّر باستمرار ومهما نضج فهو يحتاج إلى مرحلة أكثر نضجاً.

هل وجودك في القاهرة كان سبباً مباشراً لحصولك على هذه الجائزة؟

لم أتقدَّم لهذه الجائزة، لكن لجنة التحكيم مشكورة هي التي رشحت الرواية ولم أسمع بهذه الجائزة قبل الـ 2009، وهو العام الذي حصل فيه الروائي السوري خليل صويلح عليها لأنني كنت قد وصلت إلى القاهرة قبل ذلك بأسبوعين. وطوال الفترة التي عشتها في السودان لم يصلني خبرها ولم أسمع عنها، لأن السودان ثقب أسود بالنسبة إلى الإعلام والأخبار الثقافية للأسف الشديد. بالتالي، لو لم أكن في القاهرة ما كنت محظوظاً لتختارني اللجنة. ثمة في السودان من هم أجدر وأقدر وأنضج مني ويستحقون جوائز كثيرة، لكن سوء حظهم أن إبداعهم أسير بلادهم ولم يتجاوزوا خارجه فأنا كنت محظوظاً لأني نشرت في مصر وفي دور نشر كبيرة، وهذا ما جعل لاسمي وأعمالي الحضور.

هل تعير اهتماماً لجملة {الأعلى مبيعاً} أو الطبعات المتعددة للعمل الأدبي الواحد؟

لا أهتم بهذه الأمور فظاهرة {الأعلى مبيعاً} تجتاح العالم كله منذ فترة، لكننا في الشرق الأوسط والدول العربية تأتينا هذه الأمور متأخرة جداً وحين تأتي لا نحسن التعامل معها. أسمع هذه الأخبار مثل القراء كلهم ولم يسعدني الحظ في أن أدخل قائمة الأعلى مبيعاً سابقاً، لكنني أسمع أن بعض الناشرين يذكر أرقاماً غير دقيقة أو حقيقية ويصرح بنسب غير دقيقة لمبيعات بعض الكتب بهدف الترويج لأدباء بعينهم.

هل تنزعج من تحكم الناشرين في الترويج للبعض وطمس البعض الآخر؟

من المزعج حقاً أن تجد كتاباً جيداً لكاتب مرموق طبعته ألف نسخة ومع ذلك يتعثر في البيع، وتفاجأ بنوعيات أخرى أقل جدية وأكثر سطحية تنفد منها خمسون وستون طبعة افتراضية. لكن في النهاية إذا صح هذا أو لم يصح فمزاج القراء متذبذب ومسألة القراءة في هذا الزمن تواجه تحديات صعبة جداً في مواجهة السينما والإنترنت.

بماذا يقاس نجاح الكاتب؟

يقاس الكاتب بثقة قراءه في ما يكتب، فأنا أشتري رواية بهاء طاهر الجديدة لثقتي بكتاباته بغض النظر عن مبيعاتها، وهذا هو مقياس النجاح.

ماذا ينقص الكاتب العربي كي يصل إلى العالمية؟

إذا قصدنا بالعالمية أن يقرأنا الغرب ودول آسيا فاللغة ستكون هي العائق، فالكاتب الصيني لن يكون عالمياً عندما يقرأ له مليار صيني لكنه سيكون كذلك عندما تقرأ أعماله بلغات أخرى، والأمر نفسه ينطبق على المبدع الألماني أو الفرنسي أو الإنكليزي فالترجمة في هذه الحالة هي المهمة. وأعتقد أن الرواية الإفريقية لها جاذبية في الغرب أكثر من الأعمال العربية، وربما تعاني الرواية العربية في الغرب ما يعانيه الأدب السوداني في الدول العربية.

كيف؟

تشبَّع القارئ العربي من قراءة الأدب السوداني واكتفى بالراحل العظيم الطيب صالح، والغرب يتعامل معنا بهذه الطريقة، فهو تشبع من الكتابة العربية بقراءة أعمال علاء الأسواني وقبله نجيب محفوظ، وبين الاثنين ترجمت روايات عربية كثيرة. لكن الأسواني له نكهة مختلفة، فلذلك نجح في الدول الغربية وتعاملوا معه على أنه خليفة نجيب محفوظ. الأمر نفسه ينطبق على ماركيز، إذ لن يتحمَّس أي عربي لقراءة أعمال أدبية من أميركا اللاتينية بعدما تشبع من كتابات ماركيز. إنه التنميط نفسه الذي طاول ذائقة القارئ الغربي تجاه الأدب العربي.

إلى متى سيظل طغيان الرواية على القصة والشعر؟

العرب متشبثون بالرواية. حتى القصة القصيرة ظلمت أيضاً رغم أن كتَّابها يحصلون على جوائز مرموقة في الدول الغربية مثل {أليس مونرو}. ولكن في العالم العربي ينظر إلى الرواية بتقدير أكبر لأسباب عدة أهمها: الطريقة غير المستساغة التي تكتب بها القصة راهناً، القراء أصبحوا لا يفضلونها، وشخصياً لا أميل إلى الشعر رغم أن السودانيين يفضلونه لدرجة أن القراء هناك أهملوا الرواية تماماً. لكنني أستطيع القول إن مكانة الشعر الآن لا تضايقني.

الجريدة

تعليق واحد

  1. اخر رواية قراءتها كانت لكاتبة سودانية اقرب للشعر الحديث تتحدث عن هويتها الخلاصية
    الكتابة تحتاج لهوية والعالم العربي كله يعاني الان لخلق هويته لم يعاني منها نجيب محفوظ لان مصر غنية باحداثها وطباعها وتاريخها وهويتها شبه مستقلة اكثر من بقية العرب
    من لا يمتلك هوية يمكن ان يكتب لكن غالبا سيكتب شعر مختزل
    من السبب في جعل عوالمنا كلها دراويش غير الجهل والفقر الناتج عن ظلم الحكام
    يتبقئ لنا دوما بارقة امل بامثالك يا حمور زيادة برغم ان الاسم شامي لحدا ما

  2. هل احتفل بيك مركز الدراسات السودانية في القاهرة كما اعلن صاحبه د.حيدر ابرهيم في الراكوبة انه سيرعى الابداع “السوداني ” في هذه المرحلة ؟؟

  3. هل لابد من ارتحال واستقرار المبدع السوداني إلى القاهرة ونشر أعماله من خلال دور نشر مصرية حتى يتسنى له حصد الجوائز؟ مبدعون كثر من المغرب، ومن تونس، ومن مصر، ومن دولة جنوب السودان ومن أرتريا حصدوا جائزة الطيب صالح للإبداع. كيف تسنى للجنة جائزة الطيب صالح معرفة هؤلاء المبدعين؟ اعتقد أنه كان يتوجب عليك لوم القائمين على جائزة نجيب محفوظ، لجهلهم وكسلهم وعدم جديتهم في البحث والتقصي وليس دور النشر السودانية.

    ثم أنني أرى أن الإبداع لن يتأتي للمبدع ما لم يكابد ما يعانيه شعبه من أتراح وما يبهجه من أفراح……… المبدع المغترب لا تعدو كتاباته أن تكون انعكاساً لمعاناته الشخصية ويومياته التي يكابد فيها العيش في بلاد غريبة اختارها طوعاً كمنفى له. كيف يكون الإبداع إبداعاً لمن يعرف معاناة شعبه سماعاً عبر أجهزة الإعلام………. لو أردت أن تقدم أدباً ناضجاً له مذاق ورائحة ووجع فهلم إلى السودان لكي تطهو وتطهر جسدك على مقلاة المعذبين في الأرض…
    عموماً مبروك الجائزة ومزيد من التقدم للمبدعين السودانيين.

  4. انت بلا شك مبدع والى الامام قدما ولاتبالى بالغيرانين الحقودين انت نحت فى الصخر وفلحت وهذا نتاج من يجد ويكد ويجتهد وليس كالكسالى النائمين لحد الشمس ما لحقتهم ويقولون للظل ياليتك تتحرك وتاتى هنا .فهنيئا للك فلقد اضات شمعة فى ليل السودان الحالك السوادفالف مليون مبروك يااسد السودان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..