كيف تستقبل أمهات شهداء الثورة المصرية عيد الأم؟.

لم يكن في خيالها أنها لن تحتضن ابنها وهو في طريقه للقاء ربه، وأن تستقبل خبر وفاته مثل الأغراب، هي "أم أحمد" التي مات ابنها على أيدي الشرطة المصرية في أحداث ثورة 25 يناير ليعطي أمه لقب "أم الشهيد".
زارت عبلة عبد الحليم -مراسلة MBC1- بيت أم الشهيد أحمد مصطفى ثابت فرغلي (بلال) التي قالت إن ابنها أحمد كان يهتم بعيد الأم ويستعد له قبل موعده بسنة، وكان يسألها عما تريده، وقالت: "كان يعمل لعيد الأم ألف حساب، ويحتار في الهدية التي يقدمها لي".
وذكرت أم الشهيد في حوارها مع صباح الخير يا عرب الإثنين 21 مارس/آذار 2011؛ أن ابنها أول من كان يهنئها ويقدم لها المعايدة في هذا اليوم، ويقوم بتقبيلها، ويسألها عما تتمناه، وأنه كان يتميز بحنانه الكبير عليها.
وقالت وهي تبكي: "كنت أخشى من هذا اليوم الخاص بعيد الأم لأنه هو الوحيد الذي كان يحس بي، ولم أكن أعلم كيف سيأتي هذا اليوم عليّ بدونه؛ لأنه كان قريبا مني". كما طلبت عدم انقطاع الود من أصحابه، وألا يبتعدوا عنها لأنها ترى ابنها فيهم عندما تراهم.
وشارك أصحاب أحمد وإخوتهم في احتفائهم بأمهم في عيدها رغم الدموع الحائرة والمنحدرة منها على غيبة فلذة كبدها.
والتقى البرنامج بأيمن فرغلي (شقيق أحمد) الذي وصف علاقته القوية التي كانت تجمعه بشقيقه "أحمد" بأنه يعتبره ابنه وليس أخاه، وكان يتعامل معه مثلما كان يتعامل أبوه معه، وقالت إيمان فرغلي -أخت الشهيد- إنها كانت تشعر أيضا أنه كابنها.
يأتي ذلك في الوقت الذي دعا فيه مجموعة من الناشطين على "فيس بوك" لزيارة أمهات الشهداء لمساندتهن ومساعدتهن على مرور هذا اليوم الذي يشعرون فيه بألم الفراق.
أم مصطفى تفتقد "وردة" العيد
من ناحية أخرى؛ قالت حنان حسن فهمي -والدة الشهيد مصطفى فهمي بالقاهرة- في حوارها مع صباح الخير يا عرب عبر الأقمار الصناعية: إن مصطفى استشهد عندما أطلق الرصاص عليه في ميدان التحرير بصدره. وأضافت: "جاء أصدقاؤه إلينا ليبلغونا بما حدث لمصطفى وعادوا به إلينا وهو متوفى".
وأعربت أم مصطفى عن فخرها بابنها الذي طهر البلد، وقالت: "ابني استشهد فداء مصر، ولكن الأمر صعب علي، فهو ابني الأكبر الذي كان يحتفظ بسره معي".
وأشارت إلى أنها حاولت منعه من الذهاب إلى ميدان التحرير، ولكنه أصر مؤكدا أنه من الرجال، ومصطفى كان يبلغ من العمر 18 عاما.
ولفتت إلى أنه كان إنسانا مكافحا منذ صغره. في المرحلة الإعدادية كان يعمل على توك توك وأتوبيس، وكان يمنحها الأموال التي يكسبها ويجعلها تعطيه ما يكفيه كمصروف له، وإذا لم تكن لديه أموال كان يعطيها وردة في عيد الأم ويقول لها "كل سنة وانتي طيبة".
mbc