عصر الكتمة

والكتمة مصطلح شبابي يعني وصول المرحلة درجة الخطر وكَتم الشيئ أي منع عنه الهواء . وإصطلاحا هي حالة يتسبب حدوثها في فرار من هم في نطاقها والإبتعاد الى مكان أقل تأثراً.
وكتمة الأقتصاد هي أم الكتمات بحيث تنتقل إرتداداتها لجميع مناحي الحياة . وما يحدث في البلاد حاليا يندرج تحت ذلك المسمى الذكي. فالفقر الذي مسح الطبق الوسطى إرتفعت طموحاته وأصبحت معركته التي يخوضها الآن هي ضد الطبقة العليا واصحاب رؤوس الأموال. ولن يمضي الكثير حتى تصبح البلاد ترضخ كليا لدائرة الفقر الا من إستوزر او كان له في السلطة نصيب. والحالة العامة تعدت مرحلة الفقر بالنسبة لغالبية السكان ووصلت لمرحلة العوز الشديد . والفوضى تضرب في كل النواحي والرشوة هي السبيل لتحقيق المراد والأجانب من دول الجوار بلا ضبط أو ربط . وإختار الشباب الحل الأسهل وهو الهروب من دائرة الكتمة الى المنافي الإختيارية. وجولة بسيطة في أحياء العاصمة ستشعر بخلوها من الشباب في الفترة العمرية من 25 سنة الى 35 .
وكتمة الإقتصاد أدت بدورها لأخرى في التعليم ، جعلت من الأخير يشكو من حالة مذرية للمدارس والجامعات وتـــــدني في مستوى المعلمين والطلاب وحالات إحتيال وفساد داخــــــــل المؤسسات التعليمية وأصبحت الجامعات السودانية مرتعا للجنس والمخدرات والتشكيلات المتطرفة والأخويات المشبوهة . والجيل القادم( الذي نشأ في عهد الإنقاذ) بلا شك هو جيل مشوه لايحمل أفكاراً، وجد نفسه مضطربا حيث نشأ تحت دعاية المشروع الحضاري التي جملت له النظرية وبــــــين ممارسات أصحاب المشروع فخلقت لديه شعور بالأضطراب وغرزت فيه روح النفاق والإحتيـــــال (إسم الدلع للسرقة) فأصبح التحلل وسيلة مشجعة للهروب من العقاب. وآمن هذا الجيل بأن الحقوق تأتي فقط عبر السلاح فهو يرى بأم عيــــنه أن كل من تمرد وحمل السلاح يعود للوطن بحقيبة ما في إحدى الوزارات . وتعـــــــلم أن الحوار للفاشلين وغير القادرين على القتال؟.
وتوالت الكتمات لتضرب مفصل الأخلاق والقيم لتنتشر الرزيلة والفساد وتندثر القيم بصــــــورة مخـيفة ويصبح الإنبراش ثقافة الجيل ، ويتدثر الحياء مفسحا المجال لقوة العين ، وتنتشر الشقق المشبوهة وسط أحياء المواطنين متجاوزة ً نظام المركزية الى نظام اللامركزية ليصبح اللعب جماعي. وأصبح أصحاب أقدم مهنة في التاريخ يمثلون السودان خارجياً. وأصبحت المخدرات الراعي الرسمي للبهجة والزبون الدائم لجلسات الشباب في الأزقة والحواري ، والخرشة على عينك ياجنابو ، ( والمخنئين) أصبحوا أكثرية في الفن والشعر و الإعلام. وتلك القناة شرطها لقبول المذيعات إرضاء ذلك الخنزير الـــهـَــرِم المتصابي ، واصبح اللون الفاتح يفتح الأبواب للتوظيف وعبارة (تعالي لي المكتب ) نتيجـــــــتها إما الرسوب أو التفوق ، وفساد أخلاقي كبير في الشركة الكبيرة وعالمها الجميل ورؤساء الأقسام يحاكون ملوك الدولة العباسية جواري على الميمنة والميسرة، ومسؤول هيئة دينية يخــــــــتلي (بالفراشة) تحت شعار الجنس مقابل الغذاء . والصيدليات تمارس في الخفاء مهنة تكبير المؤخــــرات المربحة، وإبن الوزيرة يتعاطي المخدرات ، والمصريون يبيعون لنساءنا وهم اللون الأبيض وكان جربتوا ما بتخلوا. وما أدارك ما الفن حيث أصبحنا نتحسر على عهد (الجلابية بيضا مكوية) وندمنا على وصفها بالركاكة فهي بالنسبة لما يعجن الآن بمثابة المعلاقات السبع للشعر العربي .
وتتوالى إرتدادات الكتمة لتضرب الرياضة حيث أصبحت مغسلة للأموال ، وجيوش مــــــــــن العطالى الدوليين وارد أفريقيا ، وأصبح المشجعين يمارسون الصحافة ، فأنتقلت الصحف من دور التوعية الى دور (المحرش ) ، والفاظ تجاوزت مرحلة السوقية ، ولغة ركيكية لاتليق بطالب إعدادية ،وهتك للأعراض . وأشياء أخرى نفضل عدم التطرق لها.
إذا يمكننا أن نقول أن الوصف الجامع المانع لحالة البـــــلاد هو ….(كَتمت) .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اي ديوث من زمن ما قبل الانقاذ كان ارجل و اكرم و شجع من الترابي وكل حيران الترابي و المخنثين من اطراف البلاد اللذين باعوا بناتهم و زوجاتهم لسماسرة الانقاذ ليسلطوا عليهن الجنجويد اغتصابات يومية. فيا ابناء دارفور عليكم باولادكم قبل الاخرين.

  2. اي ديوث من زمن ما قبل الانقاذ كان ارجل و اكرم و شجع من الترابي وكل حيران الترابي و المخنثين من اطراف البلاد اللذين باعوا بناتهم و زوجاتهم لسماسرة الانقاذ ليسلطوا عليهن الجنجويد اغتصابات يومية. فيا ابناء دارفور عليكم باولادكم قبل الاخرين.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..