الزواج وغلاء المهور والطفيلية

أحمد الفاضل هلال
شئ يشبه السرطان كالرأسمالية الطفيلية ، وإذا كان السرطان ينخر في العمق كالسوس وفي صمت فإن هذه الشريحة تنخر في القيم وتدوس على التقاليد الجميلة . وهي عديمة الذوق لآنها لا تنتمي إلى حضارة أو وطن وطالما هي غير منتجة ومستهلكة لا يمكنها إنتاج ثقافة . ان كل انجازاتها (العظيمة) هي التفاخر والبذخ والتقليد الأعمى واستيراد الذوق . اليوم نجد ان كل الوطن أسير تطلعاتها المجنونه في الفشخرة والإسراف ، هذا الوباء والداء ينتشر بسرعة مذهلة في الطقوس وكرنفالات إستعراض الثروة.
لا شك إن البلاد في طولها وعرضها ترى وتسمع وتقرأ عن أنماط من الزيجات الإسطورية والخرافية من حيث الصرف والتباري اللعين في إظهار المال المنهوب وتكسير قيم البساطة والتواضع .
لا يمكن الإستخفاف بهذه الشريحة التي ترضع من ثدي مؤسسات الدولة وتعيش في الفساد ولقد تمكنت من فرض مزاجها في كل التفاصيل وجعلت الناس تلهث وراء تخفيف المستحيلات بكل الوسائل الممكنة وغير الممكنة.
وبسبب هذه الهيمنة أصبح الزواج البسيط (قدر ظروفك) مستحيلاً وأصبحت هنالك شريحة واسعة من الشباب والشابات خارح التغطية ومجنبة ترك لها هامش الدهشة ومشاهدة هذا الإستعراض الذي يتسم بكثير من السفه وقمة الاستهتار بالمتعارف عليه من التقاليد الرائعة والمبهجة. نعم أنهم الأباطرة الجدد والدجالون الذين يمارسون الخداع إخفاءاً للتأريخ وهم في زيهم التنكري الجديد.
بسبب حالة الإغتراب هذه أصبح المطلوب عرس لقطة كما يقولون وليس مهماً ان تذهب بعد ذلك إلى السجن أو المحكمة الشرعية لتحرير شهادة الطلاق، وربما بالموبايل ، لقد أصبح الزواج لدى البعض صفقات بيع وشراء ومصالح والمحافظة على المصالح. ولقد تحول كل شئ إلى سلعة وهكذا العلاقات الانسانية . تحولت مراسيم الزواج إلى سلسلةِ طويلةِ من المعاناة لمن أراد أن يخوض في هذه الورطة.
وإذا ما إنسدت الطرق أمام البشر فإنهم يبحثون عن بدائل أخرى فلا غرابة في إنتشار موجه الإنحرافات والمخدرات والشكوك المتبادلة والتطرف الذي يجد فيه البعض مأوى وملاذاً لتكفير المجتمع وإطلاق الدعوات التي تحرم خروج المرأة للعمل وحتى التعليم.
ان غلاء أو إرتفاع المهور في بورصات المجموعات المترفة قاد إلى إنتاج ظواهر إجتماعية كالزواج العرفي والمسيار وتدني مواصفات إختيار الشريك( راجل المرة حلو) هذا الأفق المظلم الذي وجد الشباب والشابات أنفسهم فيه لا يمكن النظر إليه باعتبار المسألة عادية هذه الرؤية التي تبسط الأشياء وتجعل من العيش والإلفة مع البشاعة شيئاً مقبولاً هي خطأ فادح لأن الزواج وحق تكوين الأسرة من الحقوق الأساسية للإنسان .
إن من مقومات الزواج ليس فقط غلاء المهور والصرف، ولكن الحق في العمل والوظيقة المناسبة والسكن الإنساني وهذه كلها حقوق أصيلة ولا تستقم الحياة الزوجيه بدونها.
ولكن الرأسمالية الطفيلية عمدت إلى تدمير المشاريع الزراعية وأوقفت المصانع وأهملت الخدمات ومهدت لأكبر هجرة من الريف الى المدن ، وبسوء الأوضاع الاقتصادية زادت نسب الطلاق، ولكن بدون خجل أو حياء تدعو هذه الجماعة الطفيلية إلى تعدد الزوجات والشباب يهربون لتبتلعهم مياه البحار والمحيطات.
اذا كان كل شئ يتم خصخصته لمصلحة الطفيلية فلا شك فإن الزواج في المستقبل يصبح ماركة وملكية حصرية لهذه الشريحة المفتونه بالتكويش والإحتكار.
إن الزواج قضية إجتماعية وتهم كل المجتمع لا يمكن ترك موضوع بهذه الأهمية والحساسية للسماسرة ومافيات الترف. هنا تقع مسؤولية جسيمةٌ على منظمات المجتمع المدني على إطلاقها لتلعب دوراً في التوعية بأهمية البساطة وعدم مجاراة ظواهر البذخ وتبسيط المراسم. ويقع دور أكبر على الآباء والأمهات في إدراك معاني البساطة على ألا يرهقوا أنفسهم وغيرهم ولا يكون الزواج شاناً نسائياً في عقد الصفقات التعجيزية المنفردة، بل يجب أن يكون للرجال أيضاً دوراً ايجابياً في تسهيل الزواج والحد من الغلو (لأن الشيطان في التفاصيل الصغيرة).
لا شك أن الشعب الذي ينظر بسخرية وإزدراء لهذه المسرحية وهذه الممارسات كان ولا زال قادراً على إبتداع أساليب بسيطة وأكثر إنسانية وحميمية من الزيف وصناعة الفرح الكاذب.
الميدان
تكاليف الزواج في السودان لحد الان معقولة جدا كل حسب استطاعته ، احد معارفى مغترب ظن ان الزواج في المغرب سهل واقل تكلفة فذهب وتزوج في مدينة صغيرة جنوب شرق مراكش وكان مراسم الزواج مبسط ورغم هذا كلفه 15 الف دولار امريكى ودا ما كان فيهو بيت ولا تجهيزاته كما هو الحال في السودان
اخي الكاتب انا قد لا اتفق معكم في بعض نقاط المقال لان لكل انسان مستوى معيشي وفقا لاوضاعه المالية وهذه تعتمد على مدى تمسك الانسان يدينه ومعتقداته الدينية والخوف من الوعيد يوم لاينفع فيه مال ولابنون
اخي الكاتب /حتي الفقراء يطلبوا منك الكثير الكثير اذا ذهبت لخطبت ابنتهم /المشكلة تكمن في الدين الناس بعدت عن الدين لاشي غير ذلك
الشيوعيين فالحين في الكلام بس , اما كان اجدر بمقالك ان يبحث في الامر الواقعي لهذه القضية ويؤطر لحلول بدلا من الخوض في اللغة المحتشدة لعنا وقنوطا, هنالك اسر وسط كل الذي تعرفه لم تصل اليهم تهويماتك ويهمها العيش الحلال والستر لابنائها من الجنسين , انزع هذا المنظار القاتم واجري “كوسشنير” في اي حي تسكنه وستخرج بنتيجة متفائلة
الاخوان ابو خنساء والهلال وابو بكر الراجل طرحة واضح وهو يطلق النار هنا على قمة هرم الجليد ويحذر من الاقتداء به ومجاراته في سلوكه الغريب المستغرب من كل ذي عقل ودين وخاصة انه في الختام يقول (لا شك أن الشعب الذي ينظر بسخرية وإزدراء لهذه المسرحية وهذه الممارسات كان ولا زال قادراً على إبتداع أساليب بسيطة وأكثر إنسانية وحميمية من الزيف وصناعة الفرح الكاذب)……..
الظاهرة موجودة وبكثرة وخاصة في اوساط من تسلطوا على الناس في آخر الزمان ووجدوا الطريق سالكة للإستلاء على المال العام بالحرام بدون عتيد او رقيب وهم يصرفونه بدون وازع او ضمير في تلك المناسبات التي تستوجب البساطة والاعتدال…..
ارجعوا لارشيف الراكوبة وشوفوا ذلك الحمار الذي تزوج بنت (وداد) كيف كان الصرف والبزخ في كل شئ مما يدع مجالا للشك ان تلك الاموال منهوبة من مقدرات الدولة….
طالما رضيتم بغلاء المهور و طقوس الفشخرة في الزواج,و طالما سلم اولياء الامور زمامهم للنساء يتبارين في تصعيب و تعقيد اجراءات الزواج,فابشروا بعمار دار المايقوما للاطفال مجهولي الابوين و ابشروا بتفشي الشذوذ بين ابناءكم و بناتكم و ابشروا بالزيجات السرية بين اولادكم مثل العرفي و الفرند (المخاللة) و المتعة و غيرها…و فوق ذلك ابشروا بتفكك الاسر و انتشار الفساد و غضب من الله…الزواج هو المتنفس الطبيعي لطاقة الشهوة في الانسان,فرضه الله ليعف الرجل زوجته و تعفه و لتخرج منه الزرية الصالحة السوية التي تتربي على هدى من الدين دون عقد و لا تعيقدات,فاذا اغلق او ضيق هذا المتنفس فسيسعى الشباب امام الفتن التى تحدق بهم من كل جانب فسيسعون الى ايجاد طرق للنتفيس عن هذه الشهوة. و نحن و الله نحمل وزر هذه المشاكل والفتن الى ولاة الامور الخاصين (الوالدين) و ولاة الامور العامين (الحكام),فلا خير في كل و لي امر لا يغار على رعيته و ابناءه و لا يهتم بتحصينهم من الفتنة.نخشى ان يسألنا الله يوم القيامة عن التقصير في هذا الجانب: قال:(يا ايها الذين امنوا قوا انفسهم و اهليكم نارا وقودها الناس و الحجارة…الاية),وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته
الاختلال الحاصل فى موازين تكاليف الزواج السبب المباشر فيه هو ان الرجال فى عواصم المدن فى السودان عامة وفى عاصمة الفساد ( الخرطوم ) خاصة سلموا الدركسون للنساء لقيادة عربة العائلة كلها الى المجهول ، واصبح الاب والاخ والعم والخال مجرد ركاب محمولين فى المقاعدالخلفية ولا يعرفون الى اي منطقة يساقون !!!!( لايفلح قوم ولو أمرهم امرأه) .. لان المرأة( مع احترامي لهن ) فى الغالب لاتتعامل بعقلها على الاطلاق وانما تنطلق من عواطفها وهواجسها وخوفها من حديث فلانه وكلام فلتكانه .. وكله كلام فارغ وضياع وخزي وعنوسه وعار فى النهاية … اولا موضوع القاعات والفشخرة التي انتظمت السودان فى عهد هؤلاء الاوباش الذين حكموا السودان بالسرقة ، هذه القاعات لوحدها من اكبر بلاوي السودان ، ومادامت مناسبات الزواج تقام بها فلا تنتظرون عافية لهذا البلد ابدا.. وسوف تدفعون الثمن غاليا ياأولياء الامور المدجنين …. هذه القاعات لاتتفق على الاطلاق مع بيئة السودان التي يعيش اغلب الناس فيها تحت خطوط الفقر المدقع بل هي سبب الاستفزاز لمشاعر ملايين البشر فى السودان . ويجب على حكومة الغفلة هذه اصدار قرار باغلاقها جميعا اذا كانوا فعلا يهمهم وضع الامور فى نصابها الصحيح.. كانت الزيجات تتم بحفلات مبسطة داخل الحيشان ولا ترهق العريس ولا أهل العروسة ، وينصرف الناس فى ليلة او ليلتين . فاصبحت اليوم تقام الحفلات فى زمان السارقين الجدد فى قاعات تكلف عشرات الملايين ، تظهر فيها البنات يرقصن شبه عاريات يردحن امام فنانين يستحي الفن نفسه من اغانيهم المخجلة …
( اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إ ن لم تفعلوا تكن فتنة فى الارض وفساد كبير) صلى الله عليك وسلم ياسيد الثقلين .. كل كلمة نطقت بها فهي الحق المبين .. وهانحن نعيش سقطات عدم تطبيق هديك العظيم ….