أخبار السودان

الجماعات السلفية تحذِّر وتحرم الاحتفال برأس السنة والمولد النبوي

تقرير: بهاء الدين عيسى

خبراء: انتشار الفكر السلفي قاد إلى انسحاب الخطاب المعتدل

دعت جماعات إسلامية إلى مقاطعة احتفالات أعياد الميلاد، ورأس السنة، وقالت بتحريم الاحتفال بأعياد الكريسماس، ورأس السنة باعتبارهما “تشبهاً بالنصارى”.
وبرزت ملصقات إعلانية في طرقات الخرطوم ألصقت على إعلانات أخرى، وقال موزعو هذه الملصقات: إنه لا يجوز للمجتمع المسلم أن يغير من هويته الإسلامية، وانتمائه، وأعرافه، وتقاليد دينه، منبهين إلى أن بعض المسلمين يحتفلون بهذه الأعياد التي لا تمت للمسلمين بأية صلة، ودعت الملصقات العلماء أن يكونوا من صناع القرار، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والتفقيه، بجانب المشاركة في صنع القرار- فقط- من خلال النصح في الأمور التي يتدخل فيها الشرع.
حرب الملصقات
ورصدت (التيار) في جولة بموقف المواصلات وسط الخرطوم، وبعض الأحياء السكنية، أمس الإثنين ملصقات تم تعليقها على بوسترات إعلانات لحفلات الاستقلال، ورأس السنة، ورصدت مساء الأحد مجموعة من الشباب تقوم بوضع الملصقات في أحياء شرق الخرطوم، بينما نشطت الجماعات السلفية من جهتها في وضع لافتات وبوسترات تحرم فيها الاحتفال بعيد رأس السنة وتقول تلك البوسترات: “إن الاحتفال برأس السنة تشبه بالكفار، وتحرم “بوسترات” السلفيين الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.
لا للعنف
ويقول خبير الجماعات الاسلامية محمد خليفة الصديق: إن الأصلح في الدعوة الرفق امتثالاً لحديث الرسول- صلى الله عليه وسلم- “ما وضع الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه” وتابع: “من هذا الحديث نعي أن الدعوة في الأصل قائمة على الرفق وأي سلوك باليد مخالف للإسلام، كما سيؤدي عاجلاً أم آجلاً- إلى احتكاكات باعتبار أن هنالك شخصاً منتفعاً من العمل من ناحية تجارية، وهو يعتقد أنه على صواب؛ لذا فلن يسكت على تقطيع ملصقاته، أو التعرض له في شيء يكتسب منه، “ويشير الصديق إلى أن الأخذ باليد حق للسطات وليس للأفراد، وهي المسؤولة عن ذلك؛ لأنها هي التي تمنح التصديق لأي محفل”، ويضيف أن الشباب الذين اقتعلعوا لافتات، وإعلانات لجهات ما تستعد لتنظيم احتفالية يحتاجون إلى رعاية دينية وتربوية للتعامل برفق مع وجهات النظر والخلافات، وينبه إلى أن النهي عن المنكر لديه ثلاث طرق بالقلب واللسان واليد والأخيرة حق الحاكمين وليس الأشخاص، وحذَّر خبير الجماعات الإسلامية من الانزلاق وراء العنف نتاجاً لهذا المسلك الذي يتوجب تدخل الدولة والعلماء لحلّ الخلافات بالحوار.
أما رجل الدين د. أحمد محمد سعيد في حديث فقال في حديث أدلى به لـ” التيار”: إن أعياد المسلمين معروفة الفطر والأضحى بجانب مولد الرسول محمد “صلى الله عليه وسلم”، ونبه إلى أن العادة خلال السنوات الماضية أن يحتفل السودانيون بالاستقلال ورأس السنة، وليس هنالك غضاضة في ذلك إن لم تمارس أي “رزيلة”، أو أفعالاً تمس العقيدة الإسلامية، ونبه إلى ضرورة الدعوة عبر الإقناع، وعاب سعيد على البعض ممارسات غير حميدة خلال تلك الاحتفالات، لكنه أكد تماسك المجتمع السوداني وتعايشه لسنوات طوال وضرب مثلاً بالتعايش مع شريحة الأقباط وغيرها من طوئف المسيحية.
الشرطة تستعد
ونقلت مصادر لـ “التيار” أن شرطة ولاية الخرطوم أعدت خطة لتأمين الأندية، والأماكن العامة، والكنائس، والحدائق، والكافيتريات، وضبط المظهر العام، والحد من الظواهر السالبة، وبسط هيبة الدولة، وسيادة حكم القانون، والتعامل مع أي تجمع شبابي يمارس فيه الرقص والغناء في الشارع العام، بجانب منع الظواهر السالبة كالتراشق بالبيض والماء، وستؤمن الخطة أيضاً شوارع النيل.
وفي ولاية النيل الأزرق احتفل المسيحيون بأعياد الكريسماس في محلية الروصيرص، ودعوا خلال احتفالاتهم أن يكون العام الجديد 2015م عاماً للسلام في السودان، ومرت الاحتفالات بهدوء، وسط ابتهاج الأطفال في المنطقة؛ بالخروج إلى الساحات العامة، وضفاف النيل الأزرق في مدينة الروصيرص.
الرئاسة تحذر من التشدد
وكان رئيس الجمهورية قد حذَّر من انتشار التطرف والغلواء، وتشهد الخرطوم انتشارا كبيرا للجماعات السلفية المتشددة، التي تخرج من مساجد بعينها يمتطي شبابها الملتحي صهوات سيارات “هايس”، يحذرون المواطنين من الجلوس في شارع النيل، والاحتفال بأعياد الكريسماس، ومولد النبي، وشهدت الخرطوم- في وقت سابق- هجوماً من تلك الجماعات السلفية المتشددة على ضرائح مشايخ صوفيين، وقامت بحرقها، وتتمدد تلك الجماعات في أحياء الخرطوم، ولها نشاط في العديد من مساجدها، خاصة في أحياء جبرا جنوب الخرطوم، وحي الجريف غرب شرقي الخرطوم، وفي كل عام تخرج هذه الجماعات لتحذِّر من الاحتفال بأعياد الميلاد المجيد، ومولد الرسول- صلى الله عليه وسلم.
متطرف يدعو إلى الجهاد
وأمس خرج أحد المتطرفين في سوق مدينة عطبرة شاهراً سيفه في حالة هياج كبير، داعياً إلى الجهاد، وتمت السيطرة عليه بواسطة الشرطة، غير أن نشاط تلك الجماعات يحتاج إلى فعل قوي، وحسم من قبل السلطات.
وتحتفل الطوائف المسيحية- التابعة إلى الكنائس الغربية- بعيد الميلاد في 25 ديسمبر، في حين تحتفل به الكنائس الشرقية في 7 يناير.
المسيحيون يحتفلون
واحتفلت الأقليات المسيحية في السودان الخميس الماضي بأعياد الميلاد- في وقت- غابت فيه المارشات التي كانت تسيرها الكنائس في شوارع الخرطوم، حيث منعتها السلطات للعام الثالث على التتالي.
كما لم تدرج أعياد الكريسماس ضمن الأعياد القومية، ومن ثم اعتبارها “إجازة رسمية” للدولة- كما كانت قبل انفصال الجنوب السودان في العام 2011.
ودعا القساوسة الذين خاطبوا احتفالات أعياد الميلاد في كنيسة “المسيح” بالخرطوم إلى وقف الحرب وتحقيق السلام، وناشدوا المسيحيين بإظهار المزيد من التعاطف، وقال القساوسة في الاحتفالية: إن هناك الكثير من السودانيين اليوم يحتاجون إلى التعاطف.
انسحاب الخطاب المعتدل
وتنشط الجماعات السلفية خصوصاً وسط الشباب، وأدت تلك الظاهرة إلى تخوف كثير من المراقبين، خاصة أنها قد انطلقت نحو طور جديد؛ عندما أعلن دعاة سلفيون في السودان تكوين “التيار السلفي الجهادي”، وانطلاق أعماله، عقب الاحتجاجات الدامية التي اندلعت في الخرطوم قبيل فترة بسيطة ضد ما أطلقوا عليه “الفيلم المسيء”، ونشر ذلك التيار محاضرة على موقع “يوتيوب” لرموزه يشرحون فيها أهدافهم ومطالبهم، ويهدف التيار السلفي الجهادي إلى ما يسميه إقامة دولة إسلامية في السودان، وأن تكون الرابطة في هذه الدولة هي العقيدة الإسلامية، وليست المواطنة” وفي أيام مضين تجمع عدد من شباب تلك الجماعة في تظاهرة احتجاجية ضد الحرب الفرنسية في مالي ضد الجماعات الإرهابية هنالك، معتبرين أن مالي صارت دولة جهاد، مطالبين الشباب بالتوجه إلى تلك الدولة من أجل ما أسموه “الجهاد في سبيل الله” ويرى مراقبون أن هذه الجماعة الجديدة هي تحالف لعدد من التيارات السلفية التكفيرية المتشددة، مثل الرابطة الشرعية للدعاة، ومن رموزها إمام مسجد الجريف الشيخ محمد عبد الكريم، والشيخ علاء الدين الزاكي، وهي الجماعات التي ظلت تعمل في وضح النهار، وبعلم السلطات، فقد نمت تلك الجماعات المتشددة في ظل وجود الإسلاميين في السلطة في السودان، ويرى عدد من الباحثين طبقاً لهذا السرد أن الحكومة مثلت حاضنة لتلك الجماعات السلفية المتشددة والجهادية، وساعد على نموها في الأحياء والمدن والجامعات والأماكن العامة انسحاب القوى السياسية، والخطاب المعتدل، من الشارع.

التيار

تعليق واحد

  1. انه زمن الغوغاء والفتونه ف اذكرهم بان الكتوف تساوت ومافيش حد يخاف من حد لو كونوا اماره داخل دولة الافراد الغير منتمين لهؤلاء الهمج مستعدين يكونوا قاره داخل دولة يمنعون التشبة بالكفار ويستعملون صناعتهم من الطائره الي السلاح والمركبات الي البوسترات المكتوب عليها هطرقاتهم ف هؤلاء براميل المتدحرجة التي تصدر ضجيجا ولا يمتلكون ذرة شجاعة يقتلون ويضربون ويفرون ك الفئران انا مندهش لو كان اصلا حراما مشاركتهم اعيادهم لماذا سمح للمسلمين ب الزواج منهم افتونا ي غوغاء ولا تنسوا نبينا الكريم تزوج منهم انهم ف النهاية يؤمنون بالله وهو الرب ف لغتهم وانا اعرف التحريم ب ايات قرانية او احاديث من الرسول الكريم ولم اقرا اية او حديث بذلك ف تهديداتهم علي المواطنون المحتفلون يجب ان لا يخافوا منهم اضريوهم ضربة رجل واحد حتي لو كان اللات والعزي البشير او صنمهم هبل الترابي الكبير وسطهم

  2. ماذا اضافه الجماعات السلفيه للانسان السودانى سوى تكدير الحياه العامه والبحث فيما ينفر من الدين حتي ادخلوا في اذهان العوام ان اهل الكتاب كفار

  3. النظام الوثنى الحاكم و المهيمن على مفاصل الدولة و هو الذى يوجه قواته المسلحه و الشرطه و الامن و المجاهدين حيثما يشأ او يرى أنه هناك جماعه مناوئه للنظام يجب أن تتعلم الادب و تخضع لسياسة الامر الواقع و أن الافساد الوثنى وعلى قمة هرمه الاعلى البشيع المريع السفاح النهاب المنافق الكذوب الحاقد الحاسد الضال المضلل ابليس الانس اللعين هو فرعون زماننا و لا أحد غيره ؟
    أنتهى عهد المهادنه و الصلح خير و الحوار ابو حمار يكفى ما اصاب الوطن و المواطن من ظلم و اهانه و ضيم و مرض و جوع و فقر و اذلال و سخريه ؟
    كلنا عيال تسعه و على المواطنين الوقوف صفا و احدا ضد هذا الطاغيه و زمرته و لن يفل الحديد الا الحديد و بمجرد انظلاق شرارة من اى حى شعبى بالخرطوم لن يتوقف السيل الجارف و لن يصمد زبانية النظام فى وجه الشعب الثائر النصر النصر حتى القصر ؟
    هذا هو الشعب الذى نعرفه ولكن فى عهد هذا النمرود اصابنا الفتور و انطفئت جذوة الحرية و الثورة فى احشائنا رغبا و هلعا و خوفا من التشريد و قطع الارزاق ؟
    لن يطول ليل الظلم ابدا و الاتى أجمل ….

  4. تلك الجماعات لاتمت للإسلام بصلة مهما تدثرت بثوب السلف أو نصرة السنة وإنما قطيع من المهؤسيين دينيا ويعتبرون فرع من فروع عشاق الأفكار المستوردة كما هى .. فهم أتباع بن عبدالوهاب مدعى النبوة ..
    الوهابية دعاة على أبواب جهنّم احذروهم
    “”الـوهـابيّـة “ظـاهـرهم مسكيـن ووبــاطنـهـم سكّيـن”
    الـوهـابيـة خطـر على المسلميـن إذ انهـم يتكـلمون بكـلا‌منـا ويتـزيـنون بزينـتنا ولكنـهم
    دعـاة على ابـواب جهنّـم مـن استمـع اليهـم رمـوه فيهـا…

    بعـض النـاس لا‌ يعـرفـون الوهـابية على حقيقـتهم وينخـدعـون بمظهـرهـم وكـلا‌مهم المـعسول،
    فالوهابي يتكلّم بكـلا‌م ظـاهره حسـن أما ا‌فـعال فكـأفعـال الفـراعنـة
    وقلـوبهم كقـلوب الذئاب ,فـاحـذروهــم وحــذّروا منــهم

    اللهم إنا نوحدك ولا نحدك، ونؤمن بك ولا نكيفك، جل ربنا وعلا تبارك وتعالى.””

  5. انه زمن الغوغاء والفتونه ف اذكرهم بان الكتوف تساوت ومافيش حد يخاف من حد لو كونوا اماره داخل دولة الافراد الغير منتمين لهؤلاء الهمج مستعدين يكونوا قاره داخل دولة يمنعون التشبة بالكفار ويستعملون صناعتهم من الطائره الي السلاح والمركبات الي البوسترات المكتوب عليها هطرقاتهم ف هؤلاء براميل المتدحرجة التي تصدر ضجيجا ولا يمتلكون ذرة شجاعة يقتلون ويضربون ويفرون ك الفئران انا مندهش لو كان اصلا حراما مشاركتهم اعيادهم لماذا سمح للمسلمين ب الزواج منهم افتونا ي غوغاء ولا تنسوا نبينا الكريم تزوج منهم انهم ف النهاية يؤمنون بالله وهو الرب ف لغتهم وانا اعرف التحريم ايات قرانية او احاديث من الرسول الكريم ولم اقرا اية او حديق

  6. أي زول مارق يحتفل برأس السنة ﻻزم يكون شايل لية سكين وساطور ويكون احسن طبنجة 9 ميلي لأغراض الدفاع عن النفس .أي زول عاوز يستشهد ويتمتع بالحور العين يعملوا لية تأشيرة خروج نهائي من الدنيا .بلا شعوذة بلا دخل

  7. لا نؤيد ولا نحتفل بهذه الاحتفالية المزعومة بل هي اعمال غوغائية من افراد لا هدف لهم ولا دين لهم ياكلون ويشربون ويفعلون ما تفعل ….. اكرمكم الله
    وفي المقابل الحركات السلفية لماذا لا نسمع عنها الا في المناسبات اين هي من الاحداث واين هي ما يحل بالسودان اين دورها للاسف حركات واجندات وبروقراطيات وطبقات تنشا والهدف غير معلوم الحركات السودانية حركات عشوائية غير واضحة المعالم علموا ابناءكم الابتعاد عن التحزب السياسي والدين وعدم تقديس الاشخاص اي كانوا علموه القران والتمسك بالاخلاق الفاضلة والتزود بالايمان بعيدا عن هذه الحركات التي تاخذ ولا تعطي وتنشر افكارا واراء رجال تعرفونهم وتعرفوا اوضاعهم

  8. البيورتان فى إنجلترا والإسلام السياسي في السودان
    هل من تشابه؟
    البيورتان هى جماعه مسيحيه بروتستاتنيه متزمته. وقد تكون هي النسخه المسيحيه المشابهه للحنبليه أوالوهابيه. ما يشابهها بجماعة الأخوان المسلمين (الأصل) في السودان أنها تسلطت على حكم إنجلترا في خمسينات القرن السابع عشر تماما كما سطى الأخوان على السلطه في السودان بقوة السلاح في أواخر القرن العشرين.
    تختلف عن تنظيم الترابي في أن الأخير ?أي التنظيم- أبدى كثيرا من البراقماطيه والميكيافليه والديماجوجيه ورفض التعدديه الدينيه والسياسيه وتلوث بشبه الفساد ولحق به عار تقسيم السودان وأبعد البلاد عن هدف بناء أمه موحدة المشاعر والولاء. أما البيورتان فعلى كراهية الجمهور لهم فإنهم إستبقوا مباديء الزهد وحب الله.
    وأتمني أن يفتينا المتخصصون في التاريخ عن الفرق بين المجموعتين والدروس المستقاة من تجربة إنجلترا التي سهلت إنطلاقة الثورة العلميه والإكتشافات التكنولوجيه وأنجبت نيوتن وفارادي وماكسويل ورثفورد وداروين وغيرهم من الذين غيروا مجرى التاريخ الإنساني وأعادوا رؤية الإنسان للكون.
    أوليفر كروميل من الشخصيات التاريخيه المهمة (في إنجلترا) التي إنتمت لجماعة البيورتان منذ أيام دراسته بجامعة كيمريدج. وقد ساعدته الجماعه ليعتلي دستة حكم إنجلترا رغما عن الملكيه ذات الجذور العميقه.
    كانت البلاد حينها تحت ظل نظام ملكي على رأسه الملك شارلز الأول في وجود برلمان منتخب ضعيف. وكانت البلاد تعيش صراعات أهلية وإنقسامات داخلية حادة. وكان المواطنون يعيشون في شظف من العيش. قام كروميل ? وهو مدني بقيادة عصبة من الفرسان ذوي الميل لجماعة البيورتان وإستولوا على مقاليد السلطه وتسريح البرلمان. وتزعم كروميل جهود إعدام الملك عام 1649 بتهمة تعاطفه مع الكنيسة الكاثوليكية. و من ثم أعلن كروميل نفسه حاكما عاما محتلا القصر الملكي. دام حكمه خلال 1653-1658.
    لقد كان فترة حكم كروميل هي فترة سيطرة البيورتان ومحاولة بسط حكما دينيا متزمتا. كان البيورتان يعتقدون أنه ليس من الدين في شيء التمتع بمطايب وملذات الحياة الدنيا وأن على الإنسان الإنتظار للتمتع بالحياة الأبديه في نعيم الجنه. وعليه فإنهم فرضوا طوقا على كل ما إعتبروه لهوا. من ذلك الرقص والطرب والغناء ومعظم أنواع الرياضه مثل البولينغ والصيد. كان على الناس أن يمكثوا في بيوتهم يوم الأحد إلا من ذهاب للكنيسه. ممنوع اللعب في الشوارع أو التجوال، محرم على النساء لبس الملابس الزاهية الألوان المزركشة. ويقوم رجال مفوضون بالتأكد من تطبيق التعليمات بصرامه. العقاب هو الجلد والحبس. وبالطبع فقد قفلت الحانات وأماكن بيع الخمروالقمار وكل محال اللهو البريء منه والمحرم.
    بالإضافه، دفع كروميل ومساندوه من البيورتان البرلمان بإصدار قرارات لمنع الإحتفال بالكريسماس. إعتمد ذلك القرار على عدة أسباب، منها أن المناسبة نفسها أصلها وثني من بقايا الممارسات السابقة للمسيحية، وأن الإنجيل لم يأمر بها، وإن المواطنيين يغرقون أنفسهم في ملذات ومطايب من أكل المشاوي وشرب الخمر والرقص والغناء وتبادل الهدايا وتزيين المباني. لم يشفع للناس حضور مراسيم الكنيسة وذكرى ميلاد المسيح (يختلف المؤرخون في تاريخ ميلاد المسيح) فنفذ القرار قسريا دون مراعاة لرأي الجمهور الذي كان يتوق للبهجه في أيام الكريسماس التي تستمر لمدة 12 يوما ويسمحون لأنفسهم ببعض التجاوزات في اللهو والإنبساط. لقد أبدى المواطنون إمتعاضا كبيرا من قرار منع إحتفالات الكريسماس التي لها تاريخا طويلا لمئات السنين. وقد إستمر بعضهم يحتفل سريا بالكريسماس.
    كثير من المراجع التاريخية تشير إلى أن كروميل نفسه لم يلتزم بصرامة حياة الزهد الذي دعى إليها. فقد كان يحب الموسيقي والصيد وبعض الممارسات الرياضية التي منعت (مثل البولينغ). وأكثر ما عاب عليه منتقدوه أنه أقام حفلات زفاف وولائم هائلة لزواج إبنته بعكس ما كان يدعو إليه من الزهد وعدم الإسراف.
    مات كروميل عام 1658 وقد دفن في مقبرة ويسمنستر التي خصصت لملوك وعظماء بريطانيا. وفي عام 1661 إعيدت الملكية وأصبح شارلز الثاني ملكا. أول ما قام به إنتقاما هو نبش قبر كروميل وتعليق جثمانه في حديقة هايد بارك ومن بعد عُلِق رأسه لمدة عشرين عاما في البرلمان شماته وإزدراء.
    ولا زال الإنجليز يتجادلون فيما إذا كان كروميل مارقا أم بطلا!!
    النهايه السعيده من وجهة نظر الشعب المغلوب على أمره أنه تم إلغاء قرار منع إحتفالات الكريسماس في عام 1660.
    هاجر بعض البيورتان إلى الدنيا الجديده. وأسسوا مستعمرات في الشمال الشرقي للولايات المتحدة الأمريكيه. وقد أخذوا معهم صرامة حياتهم وآيدولوجياتهم المتشدده. وقد أظهروا كثيرا من الصفات التي تناسب طبيعة المجتمع الرأسمالي النامي من حب العمل والإقتصاد في الصرف (بدافع الإستثمار). وقد أصبحوا ناجحين كرجال أعمال ومسنثمرين. لم يثروا بالتراكم الرأسمالي البدائي بالإعتماد على الدوله و “عطاءتها ومقاولاتها” أو سرقتها بالوسائل المباشره وغير المباشره. ولم تكن هناك بنوكا لتسرق. ومع ذلك فلم تخلوا حياتهم من مفارقات.
    لقد أظهر البيورتان ميلا لإكتناز الثروة. ولكن هل تتماشي قيم الإثراء والكنز مع فضائل الزهد وإنتظار نعيم الآخرة؟ بعض وعاظ البيورتان يعتقدون أن الغني والثروة مدعاة للمعصية والإفساد والتباهي والتفاخر والعبث. و لكن الإنسان لا يغلب حيله في التبرير لنفسه. لقد فسرأثرياء البيورتان بأن الغِني من نعم الله وأفضاله على عباده الصالحين. أعتقدوا أن تراكم الثروة الشخصية ضرورة لكسب القوة الإقتصادية والإجتماعية التي تمكنهم من التأثير على المجتمع بما يرفع من قدر عقيدتهم ومبادئهم.
    ولكن ما ذا عن الفقراء والمدقعين الذين جاء المسيح عليه السلام للدفاع عنهم؟ لقد صنف البيورتان بعضهم كمعوزين بسبب ظروف خارج إرادتهم وهؤلاء يستحقوا العون. وآخرين جلبوا الفقر علي أنفسهم ولا يستحقون العون.
    لا زال أثر هذا التفكير يؤثر في الجدل حول السياسات في أمريكا سواء أكان فيما يتعلق “بطوابع” الطعام التي تقدم للفقراء أو للتأمين والعناية الطبيه للعاجزين أو للحد الأدني من الأجور للعاملين.
    وللحق فإن هناك كثير من المحسنين من هذه الفئة وغيرها في أمريكا. وبينما قامت الجامعات في السودان كإستثمار تجاري بحت قام رأسماليون مثل كورنيل، وكارنيجي، وستانفورد، وديوك، وروكفلر بتخصيص أموالا طائله لبناء صروح العلم من أجل تقدم الأمه.. لا جزاء و لاشكور إلا من رضاء رب العالمين!! وقد خصص بيل قيت بلايين الدولارات كإعانات لقضايا إنسانيه. هل كل هذا من قناعة البيورتان باليوم الآخر؟ أم هي أعمال إنسانيين آمنوا بالتعاضد والتآخي من منطلق إخوة الجنس البشرى؟
    أما شباب أمريكا خاصه في الستينات فما عاد له شيئا من الصبر ليرِتجي البهجه والسرور عند الحياة الأخرى. بعضه قد آمن بقولة سيدنا علي بن إبي طالب “رضى الله عنه” بأن يعيش لدنياه كما يعيش لآخرته. وبعضه رأي أن الحياة الدنيا هي نهاية المطاف للكائنات.
    لقد حسمت أمريكا أمر الصراع بين العلمانيه والثيولوجيه بالرغم من مغالطة الثيولوجيين في فشل تنبؤ فرضية العلمنه وإحصائيات مرتادي دور العباده. لقد تعلمنت المعرفه مما من شك. وتدرس نظرية داروين و البق بانق. وأصبح الدين أمرا بين الفرد ورب العباد. وقد سادت قيم الحريه والديمقراطيه والعداله وحكم القانون. ومن حق كل الكنائس والمذاهب الدينيه الأخرى أن تعبد من تشاء. لقد أمنت حرية العباده والرأي.
    ولكن الصراع في العالم الإسلامي يبدو أنه في بدايته، ليس بين الإسلام وقيم العولمه فقط، ولكن أيضا بين العلمانيه والثيولوجيه وبين الشيعه والسنه والإيزيديه والحوثيين.

  9. شخصيا لا احتفل باى من هذه الاعياد ولا اى من اسرتى ولم اواجه باحد من اسرتى يريد الاحتفال ولا حتى فى البيت ولا انتقد من يحتفلون لانها قناعات وتصرفات شخصية
    جارى فى الحى لا يخرج هو واولاده كثيرا من النوع الذى نصفه بانه بيتى و يحتفل مع ابنائه واسرته بهدوء ولكنهم يفزعونى عند التقاء عقارب الساعة وابتداء السنة الجديدة طاخ طراخ والعاب نارية واكون فى سابع نومة وانهض مزعورة لكنى لا اتضايق ولا الومه يريد ان يبتهج مع اولاده ماذا يضيرنى ان اطلق العابه النارية لدقائق . من ناحية دينية فان المسيحيين والكتابيين ليسوا بكفار ومن يقول ذلك فهو مخطىء لان الله سبحانه وتعالى ناداهم باهل الكتاب ووصف الكفار بالكفار السلفيون المتعصبون ينسبون الكفر للمحتفلين وان كانوا مسلمين طالما انهم يدعون التمسك بالكتاب والسنة اذن لا يجب عليهم تكفير المسلمين ولهذا تبعات كثيرة ولماذا يلجاء المتشددون للعنف والتهديد ان الكتاب والسنة دعونا بل امرونا ان ندعوا الى سبيل ربنا بالموعظة الحسنة وان نكسب المسلمين وغير المسلمين فقد يهتدوا وهذا افضل مما نطفش ربنا يكفينا شر هؤلاء وربنا يعدى الليلة على السودان بخير ويحفظ ضيوفنا من الاجانب . وبالله يا القائمين على امر مسجدى الجريف غرب وجبرة سخروا الاموال التى تجلبونها وتنهمر عليكم لصالح محتاجيها من المسلمين مما يصرف فى تاجير الهايسات والملصقات هناك مرضى يحتاجون العلاج وجوعى يحتاجون الطعام والكساء والتدفئة ان الله سيسالكم

    تخريمة : الحكومة اغلقت المراكز الثقافية الايرانية نظام تقية مما جعلهم يزدادون نشاطا داخل الاحياء من الاطراف انتقلوا الى الاحياء فتحوا مكاتب فى البيوت على اساس انها جمعيات تقوم على ادارتها نساء يجمعن النساء البسيطات فى فهمهن ومحتاجات ويمنحوهن قرضا حسنا بالملايين ويجمعونهن مع الدعاة الايرانيين ويخدعوهن بان الشخص فاعل خير كويتى ويخاطبهن بانه يعمل لمحاربة الفقر فى افريقيا ومن بينها السودان اخبركم بذلك لا لتحملوا العصى والسكاكين وتضربوا وتذبحوا وتكفروا وتهطرقوا وترهبوا وترعبوا لا عليكم ان كنتم جادين حقا ان تفتحوا مراكز فى الاحياء السكنية وارحموا الفقراء وساعدوهن بالقرض الحسن لا اقول لكم امنحوهن من الاموال التى تجلبونها باسم الدعوة الى الله وهى من حقهن وتسخرونها فى دعم الارهاب وتاجير الهايسات والملصقات ومهاجمة احتفالات المولد وراس السنة هذه ليست مهمتكم كل انسان محاسب امام ربه سبحانه وتعالى انفقوا انفقوا ولن تستطيعوا اصلاحا وانتم تمسكون ولن تسطيعوا هداية احد وانتم تهاجمون وتهددون هدم القباب ليس دعوة وتكفير المسلم ليس دعوة ووصف الكتابى بالكفر ليس دعوة ايها الدكاترة الائمة لن تستطيعوا ان تفعلوا شىء لايقاف المد الشيعى وسط الاحياء لسببين لن تصرفوا وتنفقوا لا يهمكم المواطن ولكن يهمكم جلب المسلمين البريطانيين وغيرهم وتنفقوا عليهم كترانزيت الى ارض الجهاد فى سوريا والعراق والسبب الاخر انتم تعرفون ان هذا النشاط تحت رعاية الحكومة التى لا تستطيعون الوقوف فى وجهها لانكم بعض ائمتها وثلاثيكم حكومة وشيعة وسرورية تتخذون من التقية منهجا لكم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..