رجل لا يشبه ابيً..!

كانت امي في تلك الأمسية اخر من راجع مظهري ..انها المرة الاولى التي أتجرأ واخرج فيها مع غريب من امام البيت مباشرة..كان طارق ودودا ومهذبا حينما سارع وفتح باب سيارته الفارهة ..شعرت وقتها بقيمة جمالي الذي لم اكن املك شيئا غيره .. حتى الدراسة الجامعية فشلت في اكمالها..نسيت ان اخبركم ان طارق قابلني قبل ثلاثة ليال في مناسبة زواج بالصالة الماسية..لم اكن اعرفه حينما وقف بجانبي ثم استأذن ان يجلس في منضدتتا.. صوت الموسيقى العالية لم يكن يسمح بالكلام ولكن كلانا كان يسترق النظر..منذ النظرة الثانية ادركت انه عريس منتظر..حينما تواصلت مع امي بالشفرة المعتادة ابتسمت وكانما تقول على (بركة الله).
كل شيء في السيارة يوحي بالرفاهية..استأذنني في استعدال مقعدي..كل مافعله ان حرك (ريموت) كان في يده ..شعرت انه يحاول ادهاشي بقدر الإمكان ..كلما فعل ذلك كنت اقهره بنظرة ساحرة فيرتد كائنا مستسلما..بدا يسرد تفاصيل قصة نجاحه في مهنة الطب ..طموحه الوثاب جعله يؤخر الزواج كثيرا.. اخبرني انه الان من ضمن افضل خمسة أطباء في مشفى (لندن كلينيكال) ..قدم لي مجلة مصقولة وطرية الملمس كانت تحمل صورته..عجزي عن فهم الانجليزية جعلني انحيها على يميني حتى يقلب الصفحة.
كان قلبي يدق فيما السيارة تسير بنعومة والتكييف يجعل الأجواء ندية..يبدو طارق عريس لقطة.. علم ووسامة ومال وأسرة معروفة..لكن ابيً رحمة الله عليه كان كذلك..رغم ذلك ندمت امي على الزواج منه..ماذا اذا شابه طارق ابيً في بعض الصفات والسلوك..الذاكرة التي تحتفظ بالمشاهد السالبة بدات تعمل بفاعلية..كانت امي تصرخ وتصرخ وتطالب بالنجدة.. لا احد من الجيران يستجيب لنداء الاستغاثة.. ليس بوسع احدهم ان يدخل في معركة مع ابيً..حينما تسيطر عليه الخمر يتصرف بعنف زائد..في الصباح ينام ابيً الى منتصف النهار.. يتسلل النسوة الى مخدع امي ليطمئنوا عليها ويلقوا على مسامعها كلمات المواساة..كل نصائحهم ان تهرب من هذا الواقع وتلوذ بحماية اَهلها في منطقة المحمية.. الذي يجعل امي تصبر على المر كان الامر منه.. مسؤولية خمسة من الأفواه ..تلك المهمة الصعبة كان يقوم بها ابيً حينما يستيقظ من النوم ويذهب الى ورشة الميكانيكا التي يمتلكها.
كنت كلما تقدم نحوى فارس احلام اخشى من تلك الكوابيس..حينما راي طارق الدمع ينهمر على خدودي تعامل معي بعاطفة..قبل ان يستغرب قلت له تذكرت المرحوم ابيً .. نزع قطعة منديل ليمسح دمعي.. حاول بمهارة ان يستغل اجواء الانفعال فيمسك بيدي ولكنني رددته بعنف اثار استغرابه..تمالكت نفسي وكنا وقتها قد وصلنا الى مطعم بيروت الفخيم..نزلت بصحبته ولم اطلب سوى كوب من الليمون.
تمكن طارق من احتلال تفكيري.. أخذني الى عوالم لندن.. اخبرني انه سيشتري لى سيارة فارهة ..سيرسل الى أمي واخواتي الصغار دعوة لزيارة لندن.. حدثني بدبلوماسية عن بيتنا المسقوف بزنك.. قال ان هذه الأنواع من السقوف تضر بالصحة .. تناول هاتفه وتحدث الى مقاول يعرفه.. كان ذلك عرض بتحويل منزلنا المتواضع الى اخر متعدد الطوابق.. بثقة بدا يتحدث عن تفاصيل الفرح.. ليس أمامه سوى ثلاث اسابيع لينجز كل ذلك..سأسافر معه الى دبي لقضاء اسبوع العسل ثم يسافر الى مكان عمله ويكمل متطلبات اقامتي في لندن.. فرجني عبر هاتفه على المنزل الأنيق الذي يمتلكه في الضاحية الجنوبية من مدينة الضباب.
عدنا الى جوف السيارة في رحلة العودة الى منزلنا في حي السجانة..كان هنالك سؤال واحد وملح يسيطر علي.. لم اجد جرأة في طرحه حتى وصلت العربة الى امام بابنا الحديدي منزوع الطلاء..تمالكت نفسي حينما طلب ان ينزل ويتحدث مع امي في تفاصيل الخطوبة وزيارة اَهله.. عندها تمالكت نفسي وسألته ” طارق بتشرب”.. وقع عليه السؤال يشكل مفاجيء تلعثم قبل ان يسألني ” الإجابة مهمة يا رندا ؟”..حينما وجدني انتظر اخبرني انه يفعل ذلك احيانا مع أصحابه في عطلة (الويك اند)..إصابتني موجة خوف مفاجئة قفزت من السيارة مرعوبة..آرتميت في إحضان امي باكية وانا أردد بهستريا “انا ما عاوزة الراجل دا”..لحظتها كنت ابحث عن رجل لا يشبه ابيً.
(اخر لحظة)
قصة إجتماعية شيقة تعالج بعض الظواهر الإجتماعية.يكمن أن تصبح كاتب للقصص القصيرةيا أستاذ الظافر
يا استاذ ضافر زي ما بتقول انت دائما في ختام الحلقة العفو والعافية .
ما عندك موعضوع الناس في شنو والحسانية في شنو … لسنا في حوجة لقصصة اجتماعية او رومانسية نحن في حوجة للخروج للشوارع والانتفاضة والاعتصمات والعصيان المدني يا ظافر .. ات ماك ظافر …
قصة إجتماعية شيقة تعالج بعض الظواهر الإجتماعية.يكمن أن تصبح كاتب للقصص القصيرةيا أستاذ الظافر
يا استاذ ضافر زي ما بتقول انت دائما في ختام الحلقة العفو والعافية .
ما عندك موعضوع الناس في شنو والحسانية في شنو … لسنا في حوجة لقصصة اجتماعية او رومانسية نحن في حوجة للخروج للشوارع والانتفاضة والاعتصمات والعصيان المدني يا ظافر .. ات ماك ظافر …