الحمد لله ما قلت شطة

بشفافية

«الحمد لله ما قلت شطة»

حيدر المكاشفي

«ظني» ان لسان حال ومقال طلاب جامعة الخرطوم الذين دهمتهم الشرطة بالداخليات في الساعات الاولى من الصباح وهم في عز المنام فاصابهم الذعر والرعب والخلعة نتيجة هذا الاقتحام وما نالوه جرّاءه من اذى واهانة انتهت بهم الى المخافر تحت تهمة «الازعاج العام» ، ظني ان لسان حالهم ومقالهم بعد تلك الهجمة الشرطية المضرية عليهم وهم نيام يقول «الحمد لله ما كنا صاحين» وكانت الهجمة في عز النهار لكنا قد اتهمنا بالتدبير والتخطيط لعمل انقلاب بدلا من اتهامنا بتسبيب «الازعاج العام»: وهو ذات ما عبّر عنه ذلك المغبون الذي تقول حكايته انه لما استبدّ به الغبن وفاض كيل الشقاء انتصب في منتصف السوق وبدأ يصيح في السابلة والمتسوقة والباعة والشارين والمتسكعين والمتبطلين بأعلى صوته «سكر ما في ودقيق ما في وزيت مافي دي حالة شنو دي» فانقض عليه العسس واقتادوه الى احد المخازن الخاصة جدا وكان مكدسا عن آخره بكل البضائع والسلع التي تشهد ندرة في الاسواق وغلاء فاحش في الاسعار في حال الحصول عليها بعد لأي ومشقة، فتحوا اول جوال سكر وامسكوا رأس المغبون وحشروه فيه حتى حلمة اذنيه وصرخوا فيه «دا سكر ولا ما سكر» ، ثم اقتادوه الى الجوال الثاني وكان جوال دقيق وحشروا رأسه داخله وصرخوا فيه «دا دقيق ولا ما دقيق» ، وهكذا فعلوا برأسه في عدد من حاويات السلع حتى فقد وعيه ثم اشبعوه ضربا وركلا وقذفوا به خارج المخزن وعندما افاق الرجل من غيبوبته كان اول ما نطق به «الحمد لله ما قلت شطة»…
بالله عليكم كيف للنائم الذي جاء عنه في الحديث انه ثالث ثلاثة رُفع عنهم القلم «الصبي حتى يحلم والنائم حتى يصحو والمجنون حتى يفيق»، كيف له ان يتسبب في اي ازعاج يوقعه تحت طائلة القانون الوضعي وهو الذي رُفع عنه القانون السماوي، انها وأيم الحق حجة العاجز التي كان افضل منها ان تفتح الشرطة بلاغها ضد هؤلاء الطلاب تحت مادة «كدا بس» وليس الازعاج العام التي لا محل لها من الاعراب في سبب مداهمتهم وهم نيام بل في اعز لحظات النوم عند الساعات الاولى من الصباح، وقد صدق المثل الذي يقول: «الما بريدك يحدر ليك في الضلمة»، فما هو يا ترى الازعاج العام الذي سببه هؤلاء الطلاب فاستدعى مداهمتهم في تلك الساعة وحشرهم في الدفارات وايداعهم الحراسات، ربما هو شخيرهم العالي الذي ازعج السلطات واقلق منامها فتعجب، وليس اعجب من حجة المداهمة والبلاغ الا محاججة صندوق رعاية الطلاب الذي رد الامر بلا وجل او مسحة خجل لعمليات الصيانة التي زعم انه يود اجرائها على هذه الداخليات وفي رواية اخرى لإجلاء غير الطلاب الذين اتخذوها «تكية» يقيمون فيها، وبافتراض صحة هذا الزعم، هل يبرر ذلك الاسلوب غير الاخلاقي واللا انساني الذي اتخذوه سبيلا للاخلاء بأن يداهموهم في ذلك الوقت المزعج ؟! ، فالغاية مهما كانت سامية ونبيلة لا تبرر الوسيلة وخاصة مثل هذه الوسيلة التي اتبعتها ادارة الصندوق، والحقيقة هي ان هؤلاء الطلاب قد أضيروا وأهينوا بالذي وقع عليهم وان كان هناك من يستحق ان يتهم بتسبيب الازعاج العام فبالقطع ليس هم هؤلاء الطلاب وانما من دبّر فكرة المداهمة في تلك الساعة ومن نفذها، وهو تدبير فطير لا يغني شيئا عن ضرورة اعادة النظر في مجمل تجربة الصندوق التي ظلت منبتة رغم تطاولها لا ظهرا ابقت ولا ارضا قطعت رغم بيعه لكثير من قطع الاراضي…!

الصحافة

تعليق واحد

  1. تهمتنا التشخير المزعج
    وكان بعضهم يحلمون احلاما يعاقب عليها القانون وهي الحلم باسقاط النظام

  2. قيل ان احدهم… سمع كلام الريس عن التمكين..فنام و حلم بانه سيجد وظيفة فور تخرجه رغم انو عارف نفسو ما كوز…
    اتريه كان كابوس..فقام يهلوس ويكورك فقبض عليه بحجة ازعاج السلام…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..