هنا الجامعات.. علاقات عاطفية انتهت بالتخرج وأخرى بالزواج

الخرطوم – عمار حسن
يخوض السواد الأعظم من طلاب الجامعات في تجربة الحب غير مكترثين لمآلات هذا المخاض العسير، ورغم اعتقاد غالبيتهم بترجيح احتمالية فشل هذه العلاقات في خاتمة المطاف، إلا أنهم يواصلون المسيرة بحجة ملء الفراغ العاطفي، بينما يفضل بعضهم التباهي بها، ويبقى السؤال الأكثر إلحاحاً ما هي تبعات ذلك العشق؟ وإلى أي مدى يؤثر في الجانب الأكاديمي للطلاب؟
تسلية وتزجية للوقت
عبد الرحيم طالب بجامعة الخرطوم كلية التربية قال إنه لا يجد الاهتمام الكافي داخل أسرته، فبالتالي يكون فاقدا للحنان، فيبدأ رحلة البحث عن شخص يبادله المشاعر والأحاسيس من أجل التعويض والإحساس بالحنية.
لكن الحاجة للعلاقة مرهونة بصدق مشاعر الطرفين. وفي السياق تقول الطالبة سلمى إنها تحبذ العلاقات العاطفية بشرط ألا تكون داخل الحرم الجامعي لأنها دائما ما يلازمها الفشل، وتضعف الطالب أكاديميا. وأردفت قائلة: لا يوجد حب حقيقي داخل الجامعة وإنما هي عبارة عن تقضية وقت وتسلية، وفي نفس الوقت يتحول الشاب من طالبة إلى أخرى في فترة زمنية قصيرة، فالقلب لا يحتمل أكثر من شخص والتعدد يورث الفشل. وأضافت: عند فشل التجربة فإنها تكون خصما على البنت لأنها تحب بإخلاص وتجرد، ولكنها تبدي صمودا كبيرا، وبالرغم من الفشل المتوارث إلا أن الطلاب يخوضون تجارب العشق غير مكترثين، كما يقول الطالب عبدالسميع، وتأتي لتغطية الفراغ والنجاح فيها نادر جدا، ويحتاج لتضحيات جسام من الطرفين. وفضلت إحدى الطالبات الصداقة، واصفة الحب (ما بودي لي قدام). وترى رأفة علي أن العلاقة في الغالب الهدف منها التباهي أمام الأصدقاء. من جهتها، قالت الطالبة ريان إنها لا تجرب الحب لأنها شديدة الغيرة والجو الجامعي كثير التلاحم، الشيء الذي قد يجلعها ترتكب أخطاءً لا يحمد عقباها، وعلى صعيد متصل، تقول الطالبة نفيسة يمكن التوفيق بين الحب والدراسة إذا تقاربت وجهات النظر بين الطرفين.
العلاقات لا تقود إلى المستقبل
غالبية العلاقات العاطفية في الجامعة تنتهي بانتهاء مراسم التخرج، ونادراً ما تتمخض عن زواج في المستقبل. وحول هذه الجزئية، نوهت صفاء إلى أن البنات يتحججن بعدم جاهزية الطالب، وإذا تقدم إليها ابن عمها مثلا ستسارع أسرتها بالموافقة، مما يسبب لها مشاكل مع عشقيها، بينما يرى الطالب محمد أن الحب أصبح (فلوس) فقط.
نفق مسدود
وفي السياق، ترى فاطمة أن تتويج عشق الجامعة بالزواج من الأشياء الجميلة، لكن الطلاب بعد التخرج يصلون إلى نفق مسدود بعد إقامة علاقات لفترات محدودة أثناء الدراسة الجامعية، بينما يرى الطالب محمد عبدالعزيز جامعة الخرطوم كلية الصحة العامة أن العلاقة مسموح بها إذا كانت في حدود، فنحن مسلمين يحكمنا دين وتربطنا عادات وتقاليد، وإذا تجاوزت هذه الحدود، فهي مرفوضة تماما، أما الطالبة ولاء فأشارت إلى أن لها آثاراً إيجابية إذا اتسمت بالصراحة والشفافية، وإذا حدث العكس مما يعرض الطالب للوحدة والعزلة، وقد يبعده من المحاضرات، وسيؤثر ذلك فيه أكاديميا ونفسيا.
ظروف اقتصادية
ساهمت الظروف الاقتصادية الصعبة لمعظم الطلاب خاصة بعد التخرج من الجامعات لأن رحلة البحث عن وظيفة تصطدم بضعف الرواتب ومنهم من لا يجد فرصة عمل الأمر الذي يؤدي إلى فشل العلاقات. وعن ذلك يقول الطالب محمد يس إن المستوى الاقتصادي للطرفين له دور كببر في نجاح العلاقة من عدمها. وأضاف عندما يتأهب الطالب للزواج يرجع إلى أسرته لتختار له رفيقة دربه ويرمي بعشيقته الجامعية إلى سلة المهملات.
معادلة نفسية
الدكتور معاذ شرفي استشاري الأمراض العصبية والنفسية، يرى أن كثيراً من العلاقات غير متكافئة من ناحية النمو، فالنضج عند المرأة أسرع من الرجل، وعند الوصول لسن الأربعين يكون الرجل في أوج عطائه، وتصل المرأة لوضع حرج (سن الياس)، ويحبذ أن يكون الفرق بينهما عشر سنوات حدَّاً أدنى. ولفت الانتباه إلى أن “العاطفة غريزة، ولكن من تحب وكيف تحب ليست غريزة، والكثير من الناس بتغشوا بي كلام الفنانين (حبيتوا من نظره) وغيرها من الشعارات البراقة، وهذا ليس بالمقياس”. وأكد أن غالبية العلاقات في الوسط الطلابي تأتي في إطار الجاذبية الجنسية أكثر من كونها عاطفية. وأضاف شرفي أن العلاقات التي تنتهي بالزواج مهددة بالفشل نسبة لتقارب العمر، ولأن الطالب الآن يلتحق بالجامعة في بين (16 إلى 17) سنة، فعملية اختياره تكون مبنية على جاذبية الشكل أكثر من العاطفة، لذلك نجد أن العلاقة أساسها ضعيف، وأسميها هنا بـ (حب الساندوتش) لأن مداها غير طويل. وأشار إلى أن السواد الأعظم يدخلون الجامعات، وفي مخيلتهم أن العلاقات هي الأساس، على حد وصفه. وأردف عندما يرسبون يدركون أنها ليست (للخلط)، منوها إلى أهمية اختيار الأخلاق قبل كل شيء.
اليوم التالي
ليس هنالك حب في الجامعات بل شهوة
هذا هو الضياع
حــــب فى زمن الكيزان ؟ … منو العندو نفس يحب أو يتحب ؟ ضبابية المستقبل ، و الضياع الآنى يجعلان من الشباب يتنفسون بالعلاقات مع الجنس الآخر تحاشياً للتنفس بالمخدرات أو السكر … و لعمرى هذا ليس حباً بل شئ فى زمن اللاشئ .