أخبار السودان

مراسلو الفضائيات بالخرطوم: متشائمون جداً من العام “السياسي” الجديد

الخرطوم: شبونة

تشابه الأعوام وكوارثها في السودان منذ مجيء انقلاب 1989م جعل الإنسان الأسمر الجميل لا يغادر دائرة “التوقعات السيئة” كلما استقبلنا سنة جديدة.
ولقد اتفق معظم مراسلي القنوات الفضائية بالخرطوم الذين استطلعتهم “الراكوبة”؛ اتفقوا في “معزوفة التشاؤم” التي تبدّت، وهم يستقبلون العام 2015 بكثير من الإحباط.


سامي

* الشيء الآخر الذي اتفقوا حوله أن “الأنظار” في 2014م كانت مصوبة لما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية الذي عرف باسم “داعش” إذ كان ظهوره الحدث الأبرز؛ والأهم طوال العام الذي ودعناه.. وكان لظهور هذا التنظيم مردوده السلبي على “المستوى الخاص” بالمراسلين.. وفي هذا الاتجاه يقول مراسل قناة “دبي” سامي الشناوي: “تنظيم داعش والأحداث في سوريا والعراق واليمن أثرت على مجمل عملنا في السودان، ولذلك نكاد لا نجد “مانشيت” محلي بالنسبة لنا.. أقصد أن القنوات الفضائية انحصر تركيزها واهتمامها بعيداً عن أحداث بلادنا.. لكن على مستوى محدود كان الحدث الأبرز ببعدين “داخلي وخارجي” هو إغلاق المراكز الشيعية في السودان بالداخل، وشكل العلاقة الجديدة مع إيران على ضوء هذا الحدث.

ويستطرد الشناوي بالقول: قضية “مريم” على سبيل المثال وجدت صدى قوياً ــ وإن كان مؤقتاً ــ في المحطات الفضائية، وكذلك طرد موظفي الأمم المتحدة بالسودان.. لكن حتى هذين الحدثين وغيرهما أحداث أخرى؛ لم تجد التداول ذا التأثير القوي مع وجود تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام؛ فداعش هو المتسيد للساحة. ويختم بالقول: لست متفائلاً أبداً بأن يكون العام الجديد مبشراً بانفراج سياسي في السودان.


أسامة

* مراسل قناة “الجزيرة” بالخرطوم أسامة سيد أحمد، بدأ من حيث انتهى الشناوي بالقول: لا أتخيل أن يحدث “جديد إيجابي” على مستوى السياسة في السودان 2015؛ بل أتوقع مزيداً من الخلافات والأزمات.. أما على مستوى الحركات المسلحة فلا أستبعد ظهور انشقاقات تفاقم الأزمة السودانية.. ومجمل القول لا أتوقع ظهور مفاتيح الحل في ظل التعقيدات السياسية البائنة.. وأكثر ما أخشاه أن تكون الانتخابات في العام الجديد تفريخ لأزمة جديدة في حالة عدم التوافق ما بين الحكومة والكيانات الحزبية الأخرى المتصارعة معها.. وإن كانت ثمة أمنية، فنتمنى أن تكون حوادث القتل أقل في “الحروب السودانية” وعلى مستوى الصراعات القبلية في 2015م.. لو توقف إزهاق الأرواح فهذا أكبر فتح ينتظر.


محمد الطيب

* محمد الطيب مراسل قناة “سكاي نيوز عربية” قطع بالقول: لن يكون هناك شيئٌ مبشرٌ في العام الجديد.. ويستطرد محمد في هذه النقاط:
1 ــ على المستوى المهم، أبرز حدث في 2014 هو تحول تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام “داعش” إلى تنظيم عالمي يُشد إليه الرحال من مختلف أنحاء العالم .. وتحوّل التنظيم إلى كيان كبير قوي مسيطر بعد أن تكالبت عليه تحالفات تسعى إلى إزالته ولم يكلل سعيها بنجاح حتى الآن .. ويبدو أن الأمر سيطول ويتطور في هذه المنطقة. وكذلك من الأحداث المهمة التي شغلت العالمين في 2014 وباء “إيبولا” الذي ما زال يحصد أرواحاً في أفريقيا ولم تتم السيطرة عليه كلياً.
2 ــ داخل السودان شهد العام المنصرم كشف حالات الفساد.. في ظل الوضع السوداني الحالي لن يكون هناك جديدٌ مبشرٌ في 2015.. بل سيزداد الوضع الاقتصادي سوءاً بسبب استشراء الفساد والتستر عليه لدى الطبقة الحاكمة.. كما أن عدم وجود معالجات اقتصادية واضحة تقوم بها الدولة علاوة على حرائق الحروب في عدد من أطراف السودان، كل ذلك يجعلنا متشائمين.

* عبد الباقي العوض مراسل قناة “الحرة” بالخرطوم يقول: “بروز تنظيم داعش أفرز وجهة نظر سالبة تجاه ما يسمى “الإسلام السياسي” في 2014.. فمسألة فرض وجهة نظر بالقوة والعنف تفاعل معها العالم بشكل رافض جداً.
وعلى ذات الصعيد المتعلق بأبرز أحداث العام الماضي أعتبر اختفاء الطائرة الماليزية يوم 8 مارس 2014 لغزاً حيّر العالم؛ وقد عجزت كل التكنولوجيا عن تحديد مكانها.
أما على المستوى الأفريقي ــ والحديث لعبد الباقي ــ فإن الحدث الأبرز ظهور مرض الإيبولا الذي أودى بحياة الآلاف.. والجدل المثار هو أن إيبولا واحدة من الأسلحة التي اُخترعت وخرجت عن السيطرة.. فالأفارقة ضحايا لمرض صعبت السيطرة عليه.
بالنسبة للأوضاع في السودان، يستهل عبد الباقي بالقول: الحالة السودانية بما تشهده من انقسامات، لا اعتقد أن التفاؤل سيكون موضوعياً تجاهها.. الواقع غير مبشر، ولا أتوقع أي اختراقات لصالح العملية السياسية في السودان.. فالتباين كبير بين الأطراف.. والتباينات ظهرت في الأصوات المطالبة بإعادة تفكيك وصياغة الدولة السودانية على أسس جديدة، الشيء الذي ترفضه معظم تيارات الإسلامي السياسي الحاكمة والقريبة من مراكز الحكم، وهذا مبعث قلق وخوف.. ويمكن البناء على ذلك بجملة واحدة “التوصل لاتفاق مستقبلي لصالح الدولة السودانية عسير”.
* يسترجع عبد الباقي شريط العام الذي مضى ويضيف: 2014 شهد أحداثاً مختلفة معظمها مهمة للذكر؛ منها استمرار حالة اللا سلم واللا حرب بين السودان وجنوب السودان.
وأخيراً مسألة عدم حسم الجدل المثار حول الهوية السودانية وإمكانية الاستفادة من التعدد الإثني والثقافي والديني، هذه مشكلة “كل الأعوام” وستظل موجودة لأنها مرتبطة بالأطراف السياسية بكل تنافراتها.. فهل يشهد العام 2015 جدلاً مثمراً وحسماً لهذه المعضلة؟ هذا سؤال مفتوح..!


بكري

* مهند الطيب مراسل قناة “العراقية” بالخرطوم أمطرنا بسطر واحد: “على أي مستوى لست متفائلاً بالعام الجديد في السودان الذي بين أيدينا.. ولا يوجد سبب يدعو لذلك”. أما على المستوى الخارجي فقد اتفق مهند مع زملائه أن تنظيم داعش هو الحدث “والأخطر” الأبرز في 2014م.
* مراسل قناة “المنار” بالخرطوم بكري الأبنوسي قال إنه لا يتوقع انفراجاً على المستوى الاقفتصادي والسياسي في “سودان 2015” ولا يستبعد أن يكون الحاضر والمستقبل أسوأ من الماضي.. لكنه عاد وقال: العيش الكريم والستر وكل المفردات “المزدهرة” تتحقق بالسلام الحقيقي في كافة ولايات السودان.. سلام يوقف الحرب التي يسدد فاتورتها المُرهقة المواطن السوداني.. فإذا لم تتحول أموال التسليح “والتعبئة” إلى التنمية والإنتاج فلا أمل في أي “عام قادم”.

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..