اقتراحات غير مفيدة

اقتراحات غير مفيدة

كمال كرار

طالما ذكر مسؤولون حكوميون بأن الأمور سالكة بدون البترول وأن خطوط الأنابيب يمكن الاستفادة منها لأغراض أخرى بعد أن قالت حكومة الجنوب ( كو ) للرسوم العجيبة التي اقترحها المؤتمر الوطني ، فيمكن تقديم بعض الاقتراحات المجانية للسدنة والتنابلة في هذا الخصوص .

يمكن استخدام خط الأنابيب الرابط بين الخرطوم والبحر الأحمر في نقل المياه العذبة من النيل للشرق العطشان، وبالتالي يروح خور أربعات في خبر كان ، ومن أهداف هذا المشروع تخدير البجا حتى لا يتذكرون الشهداء الذين سقطوا بالرصاص قبل سبع سنوات .

كما يمكن استعمال خط الفولة الجيلي ، بصورة عكسية لضخ المشروبات الغازية حتى ينعم أهل كردفان ودارفور بالتنمية المتوازنة وينسى أهل الفاشر قروشهم المضروبة في سوق المواسير وحتى يظن أهل المعسكرات أن السلطة الانتقالية الجديدة قد وفرت لهم الإغاثة عن طريق الأنابيب .

أما خط هجليج الخرطوم فيمكن تعديله ليمر عبر كادقلي لنقل عصير العرديب المركز إلى السواحل السودانية ومراكز الاستهلاك لتحقيق الشعار الإنقاذي : نشرب مما نزرع ..

أما الخط الذي كان ينقل بترول الجنوب من منطقة فلوج بأعالي النيل للبحر الأحمر فيمكن بيعه بالوزن لتجار الخردة من أجل صهره وصبه وتحويله إلى سيخ مطلوب لبناء أبراج السدنة وناطحات سحابهم .

إذا نجحت هذه الأفكار ( الطفيلية ) ، فالدور التالي على قضبان السكة حديد الهائمة على وجهها بعد تدمير الورش والقطارات والدريسة ، ويمكن عن طريق العطاءات المضروبة السطو على خطوط السكة حديد كسلا ? سنار ، أو عطبرة- هيا ، أو كوستي ? الرهد وبيعها للمصانع المحلية أو تصديرها.

وعلى ذكر السكة حديد فقد لاحظت كما لاحظ غيري برجاً للاتصالات منصوباً فوق ( سنفور ) للسكة حديد قرب القيادة العامة بالخرطوم ، لقد أرادت شركة الاتصالات ( الجهنمية ) أن توفر أجرة نصب البرج فوق عمارة أو تكاليف تشييد قاعدة له فلم تجد غير السنفور البائس ، ساعدتها في ذلك إدارة لا تعرف مخاطر هذه الأبراج ولا تحترم أصول السكة حديد التي خلّفها الاستعمار والوطنيون من بعده .

حاولت الكديسة الوصول لقطعة الجبنة المعلّقة فوق المشلعيب في راكوبة كائنة بقرية ريفية ، ففشلت مرة ومرتين وعشرة ثم قالت لنفسها ( هي ذاتها مُرّه ) وتقصد الجبنة . والرواية مهداة للوفد الحكومي البترولي الذي عاد من أديس أبابا بخفي حنين أو حذاء الطنبوري .

الميدان