لماذا فشل مشروع التمويل الاصغر ؟ا

لماذا فشل مشروع التمويل الاصغر ؟؟

بقلم : عبد الرحمن نور الدائم
[email protected]

**مشروع التمويل الاصغر الذي تبناه بنك الخرطوم في ولاية النيل الازرق منذ اغسطس 2010م كان بمثابة بصيص امل في النفق المظلم لانسان الولاية لذلك تعلق به الكثيرين و بنوا عليه امال عراض حيث تقدم عدد كبير من المواطنين للحصول على التمويل و الذي قدر بمبلغ (10000) عشرة الف جنيه وذلك بعد تقديم دراسة الجدوى للمشروع المعين و شيكات الضمان و كافة المستندات و الوثائق التي طلبتها ادارة بنك الخرطوم بالدمازين .
**و مثل هذه المشاريع تعتبر من الصيغ التي تتبعها المؤسسات الاقتصادية و التمويلية لمساعدة صغار المنتجين لتمكينهم من تجاوز حالة الفقر و العوذ و المعاناة بكافة صورها و بشروط ميسرة للغاية ، لكن ما حدث هنا في الولاية يتنافى تماما مع الهدف الذي من اجله نفذ هذه المشروع حيث وضعت ادارة البنك شروطا تعجيزية لسداد استرداد اصل القرض مبلغ ال(10000) عشرة الف جنيه خلال عام واحد و بمعدل (1000) الف جنيه شهريا ليكون فائدة البنك مبلغ (2000) الفين جنيه ومع كل ذلك تلاحظ ان هنالك مماطلة و تسويف في الامر و عدم جدية من ادارة بنك الخرطوم .
**و المؤسف حقا هو انه عندما تم افتتاح المقر الجديد لبنك الخرطوم في مدينة الدمازين و بحضور وفد رفيع من الرئاسة مطلع شهر يناير 2011م العام الماضي اكد السيد / مدير الفرع بالدمازين بأنهم سيقومون بضربة البداية لمشروع التمويل الاصغر و ذلك بتمويل خمسون مواطنا اسبوعيا و لكن مضى اكثر من عام لهذا الوعد و لم يتم تمويل فقراء الولاية الذين افرطوا في التفاؤل منذ البداية و لكن اصيبوا باحباط و خيبة امل من المماطلات و الشروط التعجيزية .
**ويبدو ان هناك مصارف وبنوك اخري في الولاية مازالت تضع العقبات والشروط التعجيزية امام المنتجين ,واحيانا تستكثر عليهم هذا المبلغ الضئيل الذي لا يكفي لتنفيذ ابسط المشاريع, حيث تقدم مواطن بطلبه وكافة مستنداته ودراسة الجدوي الاقتصادية والفواتير وفتح حساب جاري …….الخ الخ وبعد مماطلات تصدق له المدير بمبلغ اربعة الف جنيه فقط ,وكأنه متسول رفض الاستلام , وهناك معلومات ان الذين
استفادوامن هذه الاموال في الولاية هم غير مستحقيها من المعرف والاصدقاء والمحاسيب ,سوف نسعي لمحاصرة هذه المؤسسات واجبارها للاضطلاع بدورها في رفع المعاناة عن كاهل المواطنيين المستحقين,من الخرجيين والخريجات من ابناء وبنات الولاية , وتمكينهم للمساهمة في التنمية الاقتصادية المنشودة .

ولاية النيل الازرق
لماذا فشل مشروع التمويل الاصغر ؟؟ 2ــــ2
عبد الرحمن نور الدائم

** اشرنا في الجزء الاول من هذا المقال الي ضرورة محاصرة المؤسسات التمويلية واجبارها بكافة الاجراءات القانونية اللازمة للاضطلاع بدورها وتمكين المستحقين من ابناء وبنات الولاية
و يذكر ان مشروعات التمويل الاصغرتم تنفيذها في الولايات الاخرى بشروط ميسرة روعي فيها حالات و مقدرات صغار المنتجين و الظروف الاقتصادية المحيطة حيث تراوحت فترات السداد ما بين (3-5) اعوام و بمعدل سداد اقل من (200) مائتنا جنيه شهريا و بدون فوائد تذكر لان الهدف من مثل هذه المشاريع و هو مساعدة و تشجيع الفقراء على الانتاج و زيادة الدخل للارتقاء بمستوى المعيشة و تحقيق الاكتفاء الذاتي بالاعتماد على الذات ، و لا سيما ان هذه الولاية من الولايات المتأثرة بالحرب حيث كان من المفترض الاهتمام بها و معاملتها معاملة خاصة و ليس وضعها بين المطرقة والسندان لان ما حدث هنا الان يخالف كل الاعراف الاقتصادية و الاخلاقية و يعتبر استهداف لانسان الولاية و محاصرته بمثل هذه الاجراءات البيروقراطية و الشروط التعجيزية والتي خلقت حالة من الاحباط واليأس والغبن في اوساط اهل الولاية الذين كانوا يتطلعون ويمنون انفسهم بان يشكل مشروع التمويل الاصغر طوق النجاة الاخير, ومن هنا لا بد من وضع حد لهذا العبث و هذه الفوضي و الاستهتار باسرع ما يمكن قبل فوات الاوان وعلي الادارة العليا لبنك الخرطوم التدخل لكشف الحقائق و معرفة ما يجري في فرع الدمازين في هذا المشروع كما لا بد ان يكون هناك دور و موقف واضح لحكومة الولاية و المجلس التشريعي لحماية المواطنين من تغول بعض المؤسسات و تجاوزاتها الخطيرة باعمال و تفعيل القوانين لردع كل من تسول له نفسه العبث بمفدرات و حقوق الموطنين .ونطالب السيد الوالي باصدار قرار بتكوين مجلس للتمويل الاصغر ,انفاذا لقرار مجلس الوزراء الاتحادي لتمكين قطاع التمويل الاصغر بالولاية من القيام بدوره في تحقيق العدالة الاقتصادية والاجتماعية .
**ولقد فشل هذا المشروع منذ العام الماضي وسيفشل هذا العام اذا استمرت هذه البنوك في معاييرها المزدوجة وعدم مراعاة الشروط المضوعيةوغير التعجيزية المطلوبة لاستحقاق التمويل الاصغر , ونجدد ضرورة احاطة المجلس التشريعي الولائي بهذا الملف .

تعليق واحد

  1. اهل هذه الولاية متهمون بلانتماء للحركة الشعبية ولذلك يعاملون بهذه الطريقة والحل هو احراق هذه المؤسسات الفاشلة والاعلان الصريح بالمطالبة لضم الولاية لجنوب السودان حتي ينعم المواطنيين بالراعية المطلوبة كبقية الولايات الاخري في دولة السودان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..