السودان.. تحت وطأة البرد.. دارفور تسجل حالات وفيات

تقرير: عبد الله اسحاق محمد
حالة من الهلع والخوف الشديدين سرت وسط المواطنين بسبب موجات البرد العاتية التي تجتاح أنحاء البلاد، والتي وصفت بالأسوأ من نوعها ويتوقع الخبراء أن تشتد وطأة الموجة القادمة من القطب الشمالي فيما سجلت حالات وفاة لعدد من المواطنين في بعض المناطق ومعسكرات النازحين دارفور، واضطرت عدد من ولايات البلاد لاتخاذ إجراءات مختلفة لمواجهة موجات البرد التي عمت ولايات البلاد، ويرى مختصون في مجال البيئة والمناخ والجغرافية الطبيعية أن التغيرات المناخية الحادثة الآن مقدمة تنذر بكارثة مناخية ستحدث في المستقبل.

وصلت درجة الحرار أمس بولاية الخرطوم إلى ثمان درجات، ووصلت بولايات الشمالية ونهر النيل وشمال دارفور والجزيرة وجنوب دارفور لأقل من 7 درجات، مما اضطرت حكومات الولايات المختلفة لاتخاذ تدابير مختلفة منها تعليق الدراسة، وتغيير مواقيت العمل، واعتبر الدكتور حسن الياس رئيس قسم البيئة والجغرافيا الطبيعية بجامعة النيلين أن موجة البرد التي اجتاحت البلاد والدول المجاورة، جاءت قادمة من القطب الشمالي وهي مؤشرات واضحة على تغيير واضح في المناخ والاحتباس الحراري والتغيير المناخي، وهي ظاهرة تشكل خطرا كبيرا على حياة المواطنين في كل الأقاليم، ونذر لكارثة خطيرة ستحدث في المستقبل، الأمر الذي يحتم الاستعداد من قبل الحكومة والمواطن لكافة الكوارث الطبيعية، وأوضح محدثي أن الموجة الماثلة الآن ربما تستمر إلى أكثر من أسبوعين في السودان، مما يجعلها تؤثر على واقع ومجريات الحياة العامة في البلاد وفي دولاب العمل العام في البلاد ويحدث ربكة في المؤسسات العامة مثل المواصلات العامة.
ضحايا البرد بدارفور:
فمع تطاول الأزمة ازدياد موجات البرد القارس والنقص الحاد في المواد الغذائية، وانعدام مواد التدفئة وعدم جود المساكن العامة للمواطنين ادت موجات البرد القارسة إلى مقتل امرأة وطفل بمعسكر عطاش للنازحين شمال شرق مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور جراء سوء الأحوال الجوية والبرد القارس والنقص الحاد في الإمدادات الغذائية والتدفئة، وناشد النازحون المنظمات الإنسانية بالإسراع لتقديم العون لهم أوضح المكتب التنفيذي للنازحين بدارفور عن وفاة (10) أشخاص من شدة البرد ونقص المواد الغذائية وانعدام وقلة مياه الشرب في مناطق النزوح الجديدة. وقال الناطق الرسمي باسم معسكرات النازحين بدارفور حسين أبوشراتي لـ”التيار” إن المواطنين الذين سقطوا كانوا من منطقتي (دار كورو، ووادي عشرة) الواقعتين شرق الجبل بولاية شمال دارفور والتي تقع على مقربة من خزان تنجر بشرق جبل مرة لافتا أن (6) أشخاص منهم كبار و(4) منهم أطفال كلهم سقطوا بسبب البرد الشديد والجوع بمنطقة بوادي عشرة، في واحدة من المدنيين الفارين من القتال الضاري الذي وقع بين الحكومة والحركات المسلحة في مناطق شرق جبل مرة بينهم طفلين توفيا بمنطقة دار كورو، مبينا أن مجموعة من المواطنين فروا من مناطقهم الآن يواجهون ظروفا صعبة جدا في ظل ازدياد البرد وعدم وجود السكن الجيد على حمايتهم من موجات الباردة التي بدأت تتزايد مبينا أن المتوفين كانوا ضمن مجموعة سكانية فرت من قرى دبو العمدة ودبو المدرسة ودبو الجديدة وما حولها، وأوضح شهود أن المواجهات المسلحة خلفت نزوح أكثر من 20 ألف مواطن من طويلة والفاشر تابت وأبو زريقة وشنقل طوباية وكتم وغيرها من المناطق.
الشمالية ونهر النيل والجزيرة والخرطوم:
وبموجب موجة البرد الجارية الآن فقد اضطرت الولاية الشمالية إلى تعليق الدراسة في المدارس، فيما أعلنت ولاية الخرطوم بداية اليوم الدراسي الساعة التاسعة صباحا، فيما أعلنت ولاية الجزيرة بداية دوام العمل والدراسة يبدأ في الساعة 10 صباحا، وتعيش المئات من الأسر المتضررة بكارثة السيول والأمطار خريف العام المنصرم في عدد من بمحليات ولاية نهر النيل، ظروفاً إنسانية وبيئية قاسية بالغة التعقيد، بينما فاقم فصل الشتاء من تردي أوضاع المتضررين من أزمات الأيواء والكساء والغذاء. وارتفعت معاناة المتأثرين بفقدان وهو ما أدخل الكثير منها تحت دائرة الفقر المدقع.
ويقبع عدد من مواطني نهر النيل في العراء في ظل دخول فصل الشتاء القارس هذه الأيام ويعيش سكان المنطقة ظروفاً سيئة وبالغة التعقيد، مما يتطلب تدخل الجهات الرسمية لمعالجة الأمر.

التيار

تعليق واحد

  1. كارثة اكثر من الكارثة الانقاذية ؟؟ نحن ربنا سبحانه وتعالى ابتلانا باكبر كارثة هى حكومة المتاسلمين واحتملناها 25 سنة هلك من جرائها الاف التاس نساله تعالى ان يقوينا ويلطف بنا ونحتمل الكارثة المناخية وراضين بقضائه وقدره ونساله تعالى ان تكون غسل للسودان من حكومة المجرمين

    نداء ورجاء : على المنظمات الطوعية النظيفة الشريفة وعلى اهل الخير والدول التى تهب لمساعدتنا ان تقدم المساعدات والبطاطين وكل المعينات يدا بيد وان لا تسلمها للدولة او اى جهات تابعة للنظام ونرجوا من نساء الاحياء تكوين مجموعات لتقديم وجبات افطار لتلاميذ المدارس المحتاجين وستجدون نعاون المعلمات وامهات الفصول والمديرة والان هناك نساء فى احد الاحياء يقدمون الفطور من قبل الشتاء وستجدون اهل الخير يسعون اليكم بانفسهم ةعلى قول الكريمة ( رانيا ) غسلنا ايدينا من الحكومة ونزلت النساء بانفسهن ان شاء الله ربنا سبحانه يعدى هذه الازمة ويجتازها الانسان المؤمن القوى
    اللهم اهلك من تسببوا فى تشريد المواطنين ونهجيرهم اللهم جمد الدم والمفاصل واجسام كل من حولوا مواطن السودان الى ساكن خيام اللهم اسكنهم جهنم وبشرهم بعذاب اليم

  2. تعبنا من مناشادات الدول والعالم
    الى متى نظل من الدول التي تناشد وتستجدى ؟!!!
    نحن شعب ضارب في الارض اذا رفعت حجر وجدت سوداني فلما لا نساعد اهلنا بانفسنا ؟
    حتى مواطني الدول التي نناشدها ملت منا ومن كوارثنا السنوية المتقاسمة لدوري كرة القدم

  3. الله يكون في عوننا اما ناس غندور مشغوللين بالانتخابات وكراسي السلطة داهية تخمكم واحد واحد

  4. ( هـــــــــــــذا غضب من الجبار ) مافي حل غير الاستغفار والاعمال الصالحة والرجوع ووضع الكفوف فوق بعض والعمل لمصلحة الوطن بروح الرب وصيحات القرآن . وإلا فلقد ياتي ما لا تستطيعون مواجهته .

    زول ساكت ما مع الحكومة …. موجوع من الحاصل من الشعب …. زول بروس

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..