عدت إلى بلدي السودان في زيارة..أقسم لي عجوز كبير أن "هذه حياة أصبح الموت أريح للإنسان منها".

عبدالله عبيد حسن

"الاجتماعي" أخطر من "السياسي"

عدت إلى بلدي السودان في زيارة امتدت لبعض الوقت، لأتعرف على الواقع الحقيقي، ذلك الواقع الذي لا تتصدر حقيقته الصفحات الأولى في الصحف السودانية إلا ما ندر. على السطح تبدو المشاكل والأزمات التي تشغل الساسة والقادة فيما بعد انفصال الجنوب هي "القضايا العالقة" (أبيي والجنسية والديون الخارجية.. إلخ) والخلاف المكرر حول الحكومة ذات القاعدة العريضة حسب مقترح حزب "المؤتمر الوطني"، والحكومة ذات الأجندة الوطنية حسب مقترح تحالف قوى المعارضة. لكن عندما يغوص المرء في أعماق المجتمع السوداني، ويعيش وسط عامة الناس ويستمع إلى آرائهم ومشاكلهم اليومية ومطالبهم المشروعة… تتكون لديه صورة قاتمة؛ ليس في الجنوب وصراعاته القبلية، ولا الأقاليم المهمشة فحسب، بل في قلب المدن الكبيرة. وأخطر من ذلك أن الحكومة تبدو مشغولة في مؤتمرات وزرائها الصحفية التي تتحدث عن مستقبل زاهر خاصة بعد أن "ارتاح الشمال" من صراع الجنوب!

"حزب المؤتمر الوطني" وقادته يعيشون خارج زمن الانفجارات المتتابعة في العالم العربي، بداية بثورتي تونس ومصر وانتفاضتي ليبيا واليمن… فالسودان في نظرهم ليس تونس ولا مصر ولا ليبيا، بل محصن ضد أخطار الثورة الشعبية لأن "الإنقاذ" تحظى بمساندة وتأييد 90 في المئة من السودانيين الذين رأوا بأعينهم ولمسوا بأيديهم إنجازاتها، مما جعل الشعب يقاطع دعوات المعارضة للتغيير وما تهدف إليه من إجراءات دستورية وقانونية وسياسية قبل يوليو القادم! ولأن أحزاب المعارضة ليس لديها ما تقدمه للشعب السوداني، لذلك فكل دعوة للتظاهر السلمي مصيرها الفشل. وفوق ذلك فالاستراتيجية الأمنية التي اعتمدتها الحكومة بعد الانتخابات أكسبت النظام شرعية ديمقراطية ودستورية، إذ فاز رئيسه بأكثر من ثمانين بالمائة من أصوات الناخبين، والبرلمان أصبح مجلساً تشريعياً خالصاً لحزب المؤتمر الوطني.

لكن الواقع الذي تتجاهله الحكومة ولم تنتبه له المعارضة إلا مؤخراً، يقول غير ذلك، فقد أقسم لي عجوز كبير أن "هذه حياة أصبح الموت أريح للإنسان منها". وعندما يبلغ الضيق واليأس بالناس هذه الدرجة فماذا يقول المرء؟!

القضايا الأخطر من "القضايا العالقة"، هي تلك التي تمس حياة غالبية الناس اليومية، والتي يكابدها الأطفال المشردون والنسوة المتسولات اللاتي جعلن من مواقف إشارات المرور مكاناً يتمنى المرء أن ينجو بجلده منه تاركاً سيارته وراءه، وتراها وتلمسها في ردهات المستشفيات الحكومية حيث تنعدم أبسط مقومات العلاج، وتسمعها في أخبار تظاهرات الطلاب داخل جامعاتهم لأن بعضهم منع من الجلوس لأداء الامتحان بسبب العجز عن تسديد ما عليه من الرسوم الباهظة، وعندما تقرأ أن ولاية الخرطوم -بالاتفاق مع جهاز الأمن القومي- ستبني على عجل عشرات المخابز وستوفر مليون قطعة خبز يومياً وبسعر مدعوم!

إن القضايا والأزمات السياسية القائمة والقادمة جراء انفصال الجنوب خطيرة حقاً. لكن أخطر منها ما وصلت إليه أحوال الناس المعيشية والاجتماعية. هذه الحالة هي التي تعطي الثورات الشعبية شعاراتها وتجعل عامة الشعب يندفعون وراء الشباب المستنيرين فيصنعوا أعظم أحداث التاريخ. ومن يظن أنه محصن من عدوى الثورة فهو يعرض الوطن لأخطار أكبر مما تقدم وسبق

جريدة الاتحاد الاماراتية

تعليق واحد

  1. االاسوا اخي عبدالله ان الاسوا قادم
    والمعلوم ان الساده الكيزان قد جن جنونهم
    بعد الانفصال وزوال نعمة البترول
    فهم لايعرفون خطط الاقتصاد بعيدة الامد
    والمفيده للشعب علي المدي البعيد
    لكنهم ااثروا السرعه في الربحيه ولن يبقي
    امامهم الا الشعب ليضعو عليه فوارق الصرف الشخصي
    علي حياتهم ومشاريعهم الربحيه المتعجله
    ولن يتاخروا في وضع الفروض علي اعناق الشعب
    فاحذروهم واخلعوهم قبل ان يقتلوكم جوعا من اجل
    الاتجار بكم ولاستمرار لتخمتهم

  2. غايتو حكاية مليون رغيفة دي بالغتو قيها …سكان الخرطوم 9مليون …ده حال الزول الحداد لمن ينجر

  3. بل الأسوأ هو الأجتماعي والأخلاقي منها علي وجه الخصوص, فلقد عمد نظام الأنقاذ منذ مجئيه المشؤوم علي تفكيك وخلخلة كل ماهو نبيل من قيم واخلاق هذا الشعب السوداني الكريم. باستراتيجيه طفيلية محكمة ومدروسة, (إنما الامم الاخلاق ما بقيت==== فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا). فمنهجهم اشبه بفايرس الكمبيوتر حيث يهاجم ملفات النظام(السستم) اول ما دلف داخله, فيعمل علي تدميرهذه الملفات فيجهز عليه تماما فلابد من الفورمات واللذي يعني فقدانك لملفات مهمة وصور عزيزة ربما لن تجد لإسترجاعها سبيلا إلا إذا عثرت علي خبير في عمليات الbackup. فهل لازال الشعب خبير كما كان في اكتوبر وابريل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  4. والله مسكين الشعب السوداني لكن والله يستاهل اعملو
    فية اكتر من كدة لان المثل بقول السكوت علامة الرضا
    اخرجو الي الشارع وطالبو بحقوقكم المغتصبة والله الكيزان
    ديل اقعدو اكتر من كدة تشوفو شوف اخرجو ضد المفسدين

  5. تهتك النسيج الاجتماعى هو اعظم سمات المشروع الحضارى لهؤلاء الاوباش… وهذا هو ماقصدوهو بالضبط لانهم يبنون مجدهم على انقاض الآخرين .. وهاهو الشعب السودانى الذى كان يضرب به المثل فى الانتفاض على الباطل هاهو يقف اليوم حائرا ذائق البصر ينظر ببلاهة لما يحدث حوله من تقطيع لاوصال الوطن .. ومن زيادات فى الاسعار .. ومن تردى فى كل مناحى الحياة كان يكفى ان يحدث عشره لينتفض المارد.. ولكن لكل اجل نهاية وان المارد سوف يصحو من غفوته يوما وحينها لينظر الكيزان فى جحر ضب سيدخلون..

  6. ياجماعه ….. نحن في وزارة الصحة ولاية الخرطوم الليله يوم 25 ولحدي الان ما صرفنا المتر ده ( المنحة 100 جنيه التي اوصى بها رئيس الجمهورية ووجه وزارة المالية بصرفها فورا وشهريا) الحكاية شنو …. كل الوزارات صرفت ماعدا الصحة

    بعد كم يوم بيبدأ الشهر الجديد ونخش في المأسورة دي تاني
    وين الوزير بتاع الصحه ده .. ماعارف الحاصل على ناسو ولا شنو
    المتر ده بنينا عليهو حسابات وفرقت معانا كان احسن ما يدونا ليهو
    ارجو ان يلتفت المسؤولين لهذا الامر خصوصا انو انحنا بنعمل في مرافق حيويه وصحية تعتمد على سلامة المرضي واي شخشخه في المزاج وجو العمل وعدم الرضا والراحة بينعكس على معاملة المرضي والمرافقين
    ليه وزارة الصحة بالذات من دون باقي المؤسسات دايما فيها المشاكل دي
    حلونا من البرنامج ده ينولكم ثواب

  7. الانقاذ ضربت اخلاق الشعب السوداني بشكل مخيف
    فكر قليلا في من تتعامل
    اغلب الحرفيين اصبحوا يتفقون معك بسعر وياخذون اخر ويهملون ما اتفقوا معك لادائه
    كل شخص اصبح مشروع محتال الا من رحم ربي
    اصبح اكل مال الحرام جزء من الحرفنه والفهلوه
    عادي يمكن تاجير المليون جنيه ب25 جنيه للغد ربا عينك عينك
    نحن سبب استمرار الانقاذ لاننا جارينا اؤلئك المرضي النفسيين
    رحماك ربي ولطفك بنا

  8. كلامك صحيح مائة الاخلاق باظت وهل تعلم ان في احدى الولايات المهمشة مدير عام وزارة مهمة جدا صرف اربعين الف جنيه ( اربعين مليون بالقديم ) في 17تربيزة و57 كرسي بلاستيك عادي . اضافة الى انو اتصرف في عددالف كرسي كانت هدية من اتحاد الطلاب السودانيين للمسرح الوحيد بالولاية وحول ها الى كاميرا فيديو وكاميرتين تصوير عادية لم نر منهما الا واحدة والادهى انو غير لساتك عربيته المملوكة ليهو من الدولة حسب السياسات لانو نائب الرئيس زاير منطقته . ومن شدة حقده كان يسمي احد مديري الادارات بالزارة (فيراي )بدلا عن فوراوي القبيلة التي ينتمي اليها الاخ مدير الادارة المعني والحمد لله انو نزل المعاش فخلا للمدير العام الجو ليفرض قوانين لم نسمع بها من قبل

  9. المعجزات السبع في السودان :_
    1..بيت فيه ثلاث وجبات
    2.. استمرار الكهرباء ساعتين
    3.. ماء نظيف يصعد الدوش
    4..شارع ما فيه حادث
    5.. شارع دون طفح مجاري
    6.. عرس دون تفريقه من النظام العام
    7.. يوم ما فيه ذيادات
    8..قوات امن تعمل لصالح ابناء السودان

  10. العذاب جايبنوا لي رقبتكم براكم
    بي مجاملاتكم ونفاقكم وتطبيلكم.وتسوا للعناقر قنابر.

    :crazy:

  11. THIS CANCER ALKIZZZAAN THEY HAVE NO RESPECT EVEV FOR THAIR MOTHERS AND FATHERS …. HOW CAN THEY RESPECT ANOTHER PEOPLE….. IN THE TIME OF THIS CANCER SUDANESE TREATMENT IS CHANGE ….. I LOVE YOU SUDAN………..

  12. لا يخفى على احد زار السودان فى عهد الانقاذ تبدل حال فئه معينه من البشر الى الافضل و البقية الباقية الى الارزل و شاهدة بام عينى عدد من المنازل و التى شيدها اصحابها و انتقلوا لى الرفيق الاعلا سألين لهم الرحمه و المغفره مخلفين من وراءهم ابناء و بنات و كانوا عايشون و الحمد لله و لكن اليوم ترى منازلهم وسط تلك المبانى الشاهقه و فى الاحياء القديمه و ليست الجديده اصبحت تتناقص و يتلاشى البناء بعوامل التعريه لضيق سعة اليد و عدم التجديد او الصيانه تجدها كالدرادر اذا صح التعبير اى ترى سقف البيت و انت فى الشارع او اصبحت اقل من مستوى ارتفاع الشارع لكثر الردميات لتفادى الامطارمن الدخول الى المنازل و بالعكس اصبحت هى مجمع لمياه الامطار لانخفاضها و عجز اصحابها من مواكبة التطور الذى طرأ على الفئه المحسوبه على النظام الحاكم .
    و الكثير منهم فضل بيع عقاراته و الانتقال لى المناطق الطرفيه لارتفاع قيمة العقارات فى المدينه و عدد الراغبين ف الشراء من تلك الفئه المنعمه .
    اما المعيشه فحدث و لا حرج ناس و ناس .
    منذ أن تولت الانقاذ الحكم يجب ان يكون اسم على مسمى و الانقاذ لا يكون جهدها لفئه دون الاخرى و السودان و طن للجميع و من حق كل مواطن ان يعيش و الدوله من واجباتها نحو المواطن توفير ضروريات الحياة و توفير كل ما هو يفى بحاجة المواطن من مواد بناء و اعاشة و باسعار تتناسب مع دخل الفرد و لا تكون فرض و اجبارهم على مد اليد و طلب العون .
    نسأل اللـه ان يحفظ بلدنا و يرفع من شأننا و يسهل لنا كل امر انه سميع مجيب .

  13. يا جماعة الخير الحصل في الشعب السوداني الله يعلم به الغريب في
    هذه الحكاية : واحد باكستاني مدير أحد الشركات القادمة من دبي قال نحن في الأمارات عندنا الأمانات كلها عند السوداني ولكن لما قدمت السودان وجدت الحكاية غلط ( أنا مافي معلوم ) الشعب السوداني كله حرامي حتى السواق إذا لم يجد ما يسرقه منك يسحب البنزين من السيارة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..