الترويض و ليس الصراخ ..!!

الطاهر ساتي

:: علينا – حكومة وصحافة وشعباً بكل مكوناته – ألا نغرق في ( شبر موية)، أو كما الحال الراهن .. فالسيول والأمطار التي نعيش آثارها حالياً ليست محض حدث عابر.. بل، بفضل الله – حسب رصد هيئة الإرصاد وتأكيدها – يشهد مناخ السودان (تغيُراُ إيجابياً)..وعرفت إتفاقية الأمم المتحدة في شأن التغيُر المناخي هذا التغيُر بأنه ( تغيُّر في المناخ يعزى بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى النشاط البشري والذي يفضي إلى تغيُّر في تكوين الغلاف الجوي للأرض)، هكذا التعريف العلمي المتفق عليه.. ومعرفة هذا النشاط البشري الذي يؤدي إلى تغُير في تكوين الغلاف الجوي للأرض من مهام ( الخبراء والعلماء)، ولا يحتمل الإجتهاد والحديث بغير علم .. ما يُلينا- كمجتمع وسلطات – هو فقط تكييف حياتنا بحيث تواكب المتغًيرات المناخية.. فالطبيعة لاتُقاوم، ولكن يمكن ترويضها، وهذا الترويض هو المعنى بالمواكبة ..!!

:: قرى ولاية نهر النيل، على سبيل المثال، تكاد تكون أكثر قرى السودان تأثيراً بالأمطار والسيول، وليس في خريف هذا العام فقط، بل منذ ثلاث سنوات.. وهذا التأثير الناتج عن زيادة معدل الأمطار وسيولها لم يحدث بنهر النيل في الخمسين سنة التي تلت تلك الثلاث سنوات، حسب رصد هيئة الإرصاد ..وكذلك يتجاوز الفاصل المداري – منذ ثلاث سنوات، حسب رصد هيئة الإرصاد أيضاً – وادي حلفا.. أي كل الإقليم الشمالي لم يعد يختلف كثيراً – من حيث التأثير بالأمطار والسيول – عن أقاليم السودان الأخرى، وهذا هو المعنى ب( التغُير الإيجابي)..فالمياه – أينما وُجدت وكيفما هطلت أو سرت – فهي نعمة، بيد أن الإنسان هو من يحولها إلى ( نقمة)، وذلك بعجزه أو فشله في ترويضها و إستغلالها في ( الزرع والضرع)..!!

:: وهيئة الإرصاد غير معنية بإعداد دراسة أو إجراء بحث لمعرفة أسباب التغُير المناخي الذي تشهده نهر النيل والشمالية – منذ ثلاث أو أربع سنوات تقريباً – بحيث تكاد أن تتساوى كل ولايات السودان في ( معدل الأمطار) و ( حجم السيول).. فهيئة الإرصاد جهة خدمية مناط بها مهمة الرصد والتحليل فقط، أما الدراسات والبحوث فهي مهام ( دولة بي حالها)، وذلك بالصرف على مراكز الأبحاث والدراسات صرف من لايخشى الفقر ..والتغُيرات المناخية من القضايا الإستراتيجية التي تضعها الدول في قائمة الأولويات، وذلك لصلتها المباشرة بإقتصاد الدول وصحة شعوبها ..وما لم تواكب حياة المجتمعات – تخطيطاً وتنفيذا – هذه التغييرات المناخية، يصبح الحال العام ( ميتة وخراب ديار)، وهذا ما يحدث حالياً بكل أرجاء السودان، وبشكل أعمق بنهر النيل والشمالية والجزيرة إلى حد ما ..!!

:: والجدير بالتأمل – بغرض الإستفادة من التجارب – هو أن نمط حياة الأهل بولاية القضارف – على سبيل المثال النموذجي – نجح في (ترويض الأمطار).. ولهذا لا تسمع للقضارف صراخاً في موسم الخريف، أي ما بين الأسمنت والقطاطي تقاسموا ( الوقاية الجيًدة)..وكذلك أيضاً نمط حياة الأهل بولايات دارفور وكردفان، ولا أعني سكان المدائن التي تعاني ( سوء التخطيط) أو التخطيط في ( مجاري السيول)..بل الأرياف الشاسعة ذات المساكن والمزارع التي تحتفي بالأمطار ولا تهابها أو تلطم الخدود.. ولأن الوقاية خير من العلاج، فالأهل بنهر النيل والشمالية بحاجة إلى تغيير جوهري في نمط الحياة ليواكب هذا ( التغُير المناخي)..!!

:: وبصراحة قد تكون صادمة، بيوت الطين لن تقاوم التغُير المناخي الذي يشهد السودان..وكذلك الإعتماد على النخيل وحدها – كمورد إقتصادي – لن يكون مٌجدياً مع إرتفاع معدل الأمطار قبيل الحصاد بشهرين..فماذا عليهم أن يفعلوا ليُغيروا نمط حياتهم – مساكناً كانت أو زرعاً – بحيث لايتضرروا بأمطار الخريف ؟.. هنا يأتي دور الدولة وتخطيطها الإستراتيجي الباحث في جذور الأزمة و حلولها..هذا ما لم يكن التخطيط الاستراتيجي بالدولة يختزل دوره فقط في القضايا التي من شاكلة : ( ح نوفر تناكر الشفط ) و ( ح نردم الخيران)..!!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هذا ما لم يكن التخطيط الاستراتيجي بالدولة يختزل دوره فقط في القضايا التي من شاكلة : ( ح نوفر تناكر الشفط ) و ( ح نردم الخيران)..!! اقتباس

    ومن ينتظر غير ذلك من هذه الدولة بعقليتها الماثلة سينتظر طويلا وسيعاني مرارا وتكرارا عليه سيكون من الاجدي لاهل الشمال الاستفادة من تجارب الاخرين من القضارف الي اعماق الحبشة خاصة وقد تيسر التواصل

  2. النفخة الكذابة لا بد من العودة الى الكراش بوينت (1)
    بقلم المتجهجه بسبب الانفصال
    لم يرد ذكر السودان في القرآن الكريم ولكنه ورد في الانجيل وقد وصف السودانيون بالجلافة وان بلدهم ستتقسم ولعله ليس آخر انقسام بل انقسام قديم سبق انفصال الجنوب وربما انقسام الاعراق الاثيوبية الحالية وتكوين دولة اثيوبيا بنفس ما حدث للجنوب حاليا بعد حروب طاحنة في ارض السودان الحالية التي كانت تسمى في الانجيل اثيوبيا ، الا ترى كيف نسخر نحن السودانيون من الاثيوبيين ونعتقد اننا افضل منهم وكيف كان يتحدث ويتعامل معهم كثير من الجهلة في المواصلات خصوصا في فترة الحرب الاثيوبية حينما كثروا في السودان هذا السلوك ناتج من موجدة قديمة تحولت من عنف فعلي الى عنف لفظي ،، ان صفة التقلة والرسو التي يبديها السودانيون في بعض الظروف انما نتجت بسبب النظام الإداري الانجليزي من خدمة مدنية وغيره ،، ويرجع نجاح الخدمة المدنية والمشاريع التي اقامها الانجليز الى انهم هم الذين كانوا يديرونها والسودانيون تحت اشرافهم اي عبد المأمور،، ولما خرج الانجليز من السودان سار السودان بنفسهم بفتح الفاء وكسر السين) المتبقي في كافة المناحي ،، وقد اثبتت التجارب بملحها وسكرها فشل السودانيون لوحدهم دون اشراف لإدارة أي دكان بصفة مشتركة اذ سريعا ما يتشاكسون ويتشاكلون بسبب ادعاء المفهومية أكثر من الثاني في حين ان التواضع يقتضي ان تسمع قول الناس وتناقشهم بغض النظر عن مكانتهم العلمية والاجتماعية وبكل حرفنة تخرج بقرار سواء اداري او سياسي سواء في المدرسة او لجان الحي وغيره من الشئوون المشتركة يرضى منه المعترض والمؤيد والممتنع،،، والغريب في الامر ان كثيرون في تناولهم يشيرون الى نجاح السودانيين في الخارج وتفوقهم في كثير من المهمن ولا يبحثون غائرا ليتعرفوا بأن العمل في الخارج خليط بين جنسيات متعددة تفرض على الجميع اولا التحدث بأتكيك واحترام في الاجتماعات واللقاءات وغيرها من اصول العمل الذي ارساه في الخليج ايضا الاوروبيون والهنود وما اقصده هو أن الادارة الاشرافية الصارمة وعدم الشعور بالتفوق المعرفي في كل شيء جعل السودانيون يعملون بتوازن وذلك عكس سلوكنا في السودان حيث قوة الرأس وادعاء الفرعونية الموروثة من الاسرتين الرابعة والخامسة عشر والتمسك بالخطأ لا في رأس الدولة ووزارتها ومؤسساتها فقط بل حتى في الامور الاجتماعية البسيطة كفتح مجرى أو حفر خور حيث تختلف الآراء ويضيع وقت في النقاش كفيل بشق ترعة كنانة الله يطراها بالخير ،،،، هذه صفة غالبة والاستثناء قليل،،،

    ان قوة الرأس والغلاط هي ما أدت الى انفصال اثيوبيا الحالية من السودان او اثيوبيا القديمة وهي ما أدت الى انفصال الجنوب وذلك لسببين الاول :

    1- امساك الاسلام من ضنبه،،
    1- للنظر في السبب الاول وهو امساك الاسلام من ضنبه التبجح بأن الاغلبية المسلمة في السودان من احسن الناس اسلاما وهذا الكلام غير صحيح البتة بل عبارة عن فتة ،، والصحيح أن هناك صفات سودانوية صادف الاسلام عند دخوله وجودها وهي من مكارم الاخلاق كالكرم والتآزر على المستوى الاسري والمناطقي لا القومي فالسودانيون قوميا ليسوا متآزرين ،،، اضف الى ذلك ان الاسلام دين علم وبحوث سواء على مستوى العلوم الحياتية أو الروحانية وهنا نجد ان المكتبة السودانية ضعيفة جدا تاريخيا وآنيا بل اذهب واقول ان التنوع السوداني هو اخصب المجالات لاستخلاص نظريات في علم الاجتماع تكون مراجع للباحثين في شتى بقاع العالم لدراسة الانسان وسلوكه الغريب ووجود شخصتين في شخصية واحدة ولكن هل بحثنا في علم الاجتماع ابدا لا وطبعا لا،،، الا قليل،،، ولقد سمعت أو قرأءت لقاءً لبابكر عوض الله أو عوض الله صالح ربما يتحدث عن فترته في منصب مفتي السودان وقال انه طوال هذه الفترة لم يكتب كتابا سوى انه كتب وريقات يشرح فيها للحجاج كيفية الحج وهذه من امور النقل او الكوبي بيست التي لا تحتاج لجهد،،، ولا ما كدة يا ود،،
    والجدير بالذكر في هذه الصدد الموجع للرأس مع طمام،، أن الانقاذ التي جاءت منقذة تبجحت بأنها وحسب صياغتها للمجتمع زاد عدد المصلين في المساجد والجوامع بعد أن كانت اغلب الجوامع صف او على الاكثر صفين ثلاثة،، وفي الواقع لقد صدقت الانقاذ لقد زاد عدد المصلين في الجوامع وامتلأت في عهد الانقاذ ولكن في المقابل زاد عدد الحرامية وسراق المال العام والكذابين والغشاشين في كافة مناحي الحياة السودانية بشكل ملحوظ وغير محظوظ في زيادة طردية ،، في حين انه في زمن الصف والصفين ثلاثة يوجد توازن في مثل هذه السلوكيات ،،،، ومن غباء الانقاذ انهم لا يدركون حسب القرآن ان الحق دائما مع القلة لا مع الكثرة فلا ريب ان يكثر التحلل في زمن غيبة الوازع رغم زيادة عدد المصلين في الجوامع دي المشكلة ،، نحلها كيف الحل بس ما فيتا،،،

    2- الجري وراء هوية اثنية سرابية

    الغريب في الموضوع تجد أحدهم مشلخا ويقول ليك جدنا العباس أو عمرو بن معد يكرب وتجد احداهن شلوفتها مدقوقة وتغرس في عقلية ابناءها وبناتها انتماءهم الى احدى بيوتات قريش ما فارق اسلم ذلك البيت او حارب الرسول،،، ولعمري ان هذه الحالة هي التي جعلت منا نحن السودانيون نحمل شخصتين متناقضتين ففي كل محمد أحمد محمد أحمدين،، وفي كل حسن حسنين وفي كل عبدالله عبدالله اثنين وفي كل فاطمة فاطمتين وفي كل علوية علويتين وفي كل رية ريتين الخ ،، وما ذلك الا بسبب عدم الخلوص الى ايمان مطلق بأن الهوية السودانية مزيج اما متساوي او متفاوت مقدار الجينات بين الافريقية والعروبية وفي الاغلبية تطغى الافريقية على العروبوية ،،
    للحديث صلة،، ولا ما كدة يا جماعة

  3. الأخ الطاهر عن أي دوله تتحدث ؟؟؟ لن يفلح السودان في وجود الكيزان ..الناس دي ما شغاله للوطن ديل ناس مستجدين نعمه من بشيرهم لي غفيرهم … سودان زمان انتهي ونهوا الناس الفاشلين لانهم كانوا في قاع المجتمع ..لذلك خططوا ودبروا لسرقة الحكومه والدوله بانقلاب عسكريه … إذا منتظر خير من الكيزان ولا الأنقاذ ولا البشير فاسمح لي أن أقول لك أنت واهم … طبعاً الناس ممكن تشتغل وتنتج وتخطط بمعزل عن الكيزان ..لكن هل هم بخلوهم !!! لا يا عزيزي الكيزان ديل مرضي وخوافين .. بيخافوا من زوال الحكم لذلك أي حاجه كويسه هم ما قدروا يعملوها وعملوها شباب سودانين لازم يحاولوا يسرقوها عشان تنسب ليهم ويقولوا أنها جات منهم .. والدليل على كلام السنه الفات ضايقوا حملت نفير وضايقوا أي منظمه خيريه مستقله وغير تابعه ليهم … حاولوا يفرضوا عليهم يلبسوا جاكتات مكتوب عليها الموتمر الوطني …واذا عايز زياده بحكي ليك عن سوء أفعالهم لي بكره … الله ينتقم منهم كلهم بقدر ما أضروا الشعب السوداني

  4. كل اهل السودان يعانون من فسادالانغاذ الذي حلب لهم كورث الامظار ودمار حياتهم في كل مناحيها أخي الطاهر القضارف ليست استثناء من ذالك وهي الان غارقة في الامراض ووحل السيول؟؟

  5. السلام عليكم استاذنا الطاهر ساتي دائما تعجبني وتدهشني كيفية تحليلك وزاوية رؤيتك للراهن السوداني والتي تدل علي بديهة ونظرة ثاقبة وايجابية للمشاكل التي يمر بها الواطن السوداني البسيط ويعجبني أكثر بعدك عن الهتر والاسفاف وبالرغم من معارضتنا الكاملة لنظام الكيزان الذي نتمني زواله اليوم قبل الغد ولكن لا بد من تغيير أنفسنا وتحمل جزء من اللوم كمواطنين سودانيين لما ال اليه حال وطننا الحبيب السودان ( لا يغير الله ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم ) ونحن ببلاد المهجر نلاحظ وبعين فاحصة ومتأنيه التغير في سلوك الشعب السوداني والذي كان يشتهر بالصدق والامانة والشهامة والاخلاص ولكن اليوم حدث ولا حرج , ولك احترامي وتقديري .

  6. ح نوفر التناكر .. وح نردم الخيران
    في غير ده ما ح ننفع .. م إحنا ناس كيزان
    ح كووومة الكيزان حكومة الكيزان حكومة الكيزان و إييييييييييييييييييييييييه

    المسئولين قبل كم يوم من المطرة بيمشوا السوق يشتروا الهدوم الحيلبسوها للفرجه علي المتضررين ياخي ع الاقل تعالوا لابسين ابرولات ..اخخخخخخخخخخخ

  7. إقتباس :
    :: قرى ولاية نهر النيل، على سبيل المثال، تكاد تكون أكثر قرى السودان تأثيراً بالأمطار والسيول، وليس في خريف هذا العام فقط، بل منذ ثلاث سنوات.. وهذا التأثير الناتج عن زيادة معدل الأمطار وسيولها لم يحدث بنهر النيل في الخمسين سنة التي تلت تلك الثلاث سنوات،

    الخمسين سنة التي سبقت وليس التي تلت !!!

  8. الكلام البيقول فيه ساتي دا قفز بيه 50 سنة مستقبلا و ذلك نسبة لبطء مواكبتنا و الاستجابة للمتغيرات و كيفية التعامل معهاو ستزكرون ما اقول لكم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..