جرائم الأقارب

تحقيق : إنعام محمد آدم
غزت المجتمع السوداني في الآونة الأخيرة الكثير من الجرائم الغريبة والمستحدثة على المجتمع والتي تعد جرائم غريبة خاصة التي يكون فيها الجاني والمجني عليه تربطهما صلة قرابة..بل قد تكون صلة القرابة من الدرجة الأولى.. مثال الحادثة التي وقعت العام الماضي في مدينة الأبيض التي هزت مجتمع المدينة الهادئ وهي المجزرة التي ارتكبها رب أسرة في مواجهة أسرته الصغيرة بداية بزوجته وعدد أربعة من أطفاله بإصابات في الرأس نتج عنها تهشم بالجمجمة بواسطة تلقيهم ضربات من (فأس). وحادثة المغترب الذي سكب ماء النار على زوجته واثنتان من بناته بسبب خلافات مادية مما أدت الحادثة إلى وفاتهم بعد أن حاول التخلص من حياته ..وحادثة أخرى بأمدرمان زوج بعد عودته من الإغتراب بفترة قليلة يرتكب مجزرة في حق زوجته ووالدتها بتسديد ما يزيد عن أربعين طعنة وإطلاق الرصاص في مواجهتها ومواجهة والدتها ..وجريمة أخرى شهدتها ولاية النيل الأبيض زوجة تلقي مصرعها على يد زوجها بعد أن سدد لها عدد من الضربات (بعكاز) بسبب (كباية جبنة ) وأخرى بمنطقة الحاج يوسف ابن يسدد طعنات لوالدته بسكين وآخر يقتل والدته (بيد فندك).
كما شهدت محاكم أمبدة محاكمة نظامي بالإعدام شنقاً لإرتكابه مجزرة في حق ثمانية من أفراد أسرته قتل منهم ثلاثة وأصيب البقية بسبب نزاع في مساحة أرض قدرها (متران)..فيما شهدت منطقة الكلاكلة مجزرة أخرى مقتل طفل رضيع وإصابة زوجة من قبل زوجها …وجريمة قتل بالريف الشمالي بأمدرمان طالب جامعي يسدد طعنات قاتلة لوالده بسبب مشاهدته لوالده في وضع مخل مع أحد أصدقاء الأسرة وأخرى بجنوب الخرطوم شقيق يقتل شقيقه بسبب خلافات سابقة. وابن يسدد طعنات إلى (عمته) بأم دوم بسبب الحكم الذي صدر بأحقية قطعة الأرض لصالح المجني عليها على إثر نزاع عليها..وآخرها الجريمة البشعة التي شهدتها مدينة عطبرة في الأسابيع القليلة الماضية وهي إقدام والدة على فصل رأس ابنها البالغ من العمر (3) سنوات انتقاماً من زوجها.
الاضطرابات النفسية
أصبحت جرائم الأقارب تمثل نسبة كبيرة في المجتمع السوداني، حيث يرجعها البعض إلى التفكك الأسري فيما يقول البعض الآخر إن انتشار المخدرات والخمور هي الأسباب التي تسلب عقل المدمن وتجعله يرتكب جرائم وهو في حالة عدم الإدراك.
فيما يرى اختصاصي علم النفس الصحي بمركز الفنار للاستشارات النفسية الهادي حامد أسباب الإقدام على ارتكاب جريمة قتل الأقارب يمكن تحليلها وتفسيرها خلال عدة أبعاد تتمثل في غياب التربية النفسية السليمة و الإضطراب النفسي السلوكي في شخصية الفرد، نوبات الغضب الحادة وسيطرة الشخص على الغضب بدلاً أن يسيطر عليه .. كما في بعض الأحيان يحدث القتل عندما يكون الإنسان تحت تأثير الكحول والمخدرات.
وأشار الهادي إلى أن غياب التربية النفسية السليمة تبدأ منذ الصرخة الأولى للإنسان (صرخة الميلاد) التي يحتاج فيها الإنسان إلى مشاعر العطف والحنان وهدوء البيئة من حوله على صعيد الأسرة وهي عبارة عن القوت الذي يغذي النفس قبل البدن ، وتكون هذه المشاعر بمثابة الدافع والداعم التي يستند عليها في مستقبل حياته ولو أخذ نصيبه الأنموذجي المثالي من التربية والتنشئة ينعكس على نفسه بالإيجابية ويصبح جالب للسعادة لنفسه وللآخرين.
في المقابل لو فقد مشاعر الآفة والأمان تكون النفس متعطشة وفقيرة وخاوية وتفقد المقدرة على الإتزان مما ينعكس عليه بالسلبية ويصبح جالب التعاسة لنفسه قبل الآخرين.
ولو جمعنا هذه العوامل مع غياب الضمير والوازع الديني فمن المؤكد يصبح الإنسان مهيأ للدخول في اضطراب نفسي سلوكي. وثانياً الاضراب النفسي السلوكي ولا نقصد به المريض الذي فقد عقله وإنما ذاك يكون أخطر لأنه يبدو إنساناً طبيعياً في الظاهر ومضطرباً نفسياً من الداخل، وقد يكون واعٍ ومدرك للأشياء من زمان ومكان وأشخاص. ثالثاً نوبات الغضب والاكتئاب والتي تعتبر بمثابة إشعال النار في القصب الجاف، لأن التحكم في مشاعر الإنسان بنوبات الغضب والاكتئاب تكاد تنعدم أو تكون ضعيفة.
البحث عن الأسباب
فيما يشير المحامي عبدالرحيم أحمد علي كرار.. إلى أن جريمة قتل الأقارب تعد من الجرائم الدخيلة على مجتمعنا السوداني الذي عرف بقيم التسامح والمحبة على مر الزمان ، وأضاف: إن وجود أسباب كثيرة أدت إلى ظهور هذا النوع من جرائم القتل بأدواته المختلفة (كالفأس ، السكين ، التسميم ، الرصاص وخلافة ) وأصبحت مثل هذه القضايا في المحاكم متداولة في أروقة المحاكم بصورة مستمرة، ويكاد أن يكون بصورة يومية عبر وسائل الإعلام المختلفة (زوجة تقتل زوجها بفأس وترديه قتيلاً) (أب يحرق ابنائه ) (شاب يذبح شقيقته) مع اختلاف أشكال وأنواع طرق القتل ، التي لم نكن منتشرة من قبل ، وفي ظل صمت مريب من قبل الدولة تفشت الظاهرة الخطيرة وزادت معدلاتها بصورة مخيفة مما يتطلب البحث عن الأسباب ووضع الحلول ، وقد كشف تقرير للأمم المتحدة في العام 2013م بأن جرائم القتل في السودان بلغت(4159) جريمة قتل بمعدل( 2,11 ) جريمة لكل (100) ألف بين السكان، محطماً بذلك السودان الرقم القياسي العالمي وهو (6,2) لكل (100) ألف شخص ، تأكيداً لهذا النوع من جرائم القتل، فقد أشار التقرير حول السودان إلى أن حوالي 15% من حالات القتل ناتجة عن العنف المنزلي وأن ثلثي القتلي من النساء ، وأن حوالي 50% من الضحايا قتلن بواسطة أزواجهن أو أفراد أسرهن، وأرجأ الأسباب إلى تفشي ظاهرة البطالة وتدهور الوضع الاقتصادي والأمني في هذا البلد مما انعكس ذلك على الحالة النفسية للمواطن السوداني والضغوطات التي تقع على كاهل رب الأسرة ، فالقانون الجنائي السوداني نص على عقوبة القتل العمد في المادة 130 منه وبعض الاستثناءات التي تخفف من عقوبة الجريمة من الإعدام إلى قتل شبه العمد في المادة 131/2 كالاستفزاز والعراك المفاجئ وخلافه من الدفوعات التي نص عليها القانون مع وضع الشروط والقيود لانطباقها على الجاني ، كما أن طبيعة المواطن السوداني وتأجج مشاعره في أبسط الأشياء وسهولة استفزازه تجعله يتجه إلى ارتكاب الجريمة في أبسط الأشياء، فنجد دائماً المحاكم في ساحة من الإعدامات للجناة، ويوضح كرار بأن الدور يقع على الجميع للحد من هذه الجريمة بداية بعقد الندوات للتوعية في الأحياء والمدارس وعمل البحوث والدراسات للوصول إلى الحلول، كما أن على الدولة تحمل العبء الأكبر لعلاج الأسباب والعمل على توظيف الشباب والمساواة بين المواطنين في الدخل وخلق فرص العمل للشباب العاطل وسد باب الهجرة غير الشرعية عبر الحدود ومكافحة المخدرات، فانخفاض معدل هذه الجريمة مقرون بالنمو والتطور الاقتصادي وحل مشاكل التوظيف للشباب، وتوعية المواطن على خطورة هذه الجريمة المفككة للنسيج الاجتماعي الذي ظل محافظاً عليه السودان لفترة قريبة، وبسط الأمن في مناطق السودان ، فالشرطة في غالب الأحوال تأتي بعد ارتكاب الجريمة، فالبطء في وصول الشرطة عند الاستغاثة قد تكون أحد الأسباب .فإيجاد المعالجة والحلول تعتبر من الضروريات لمحاربة مثل هذه الظواهر الشاذة والغريبة، فيجب على سلطة القضاء السوداني والقانونيين أن يستصحب معه كافة الأسباب وطبيعة المواطن السوداني وتركيبته النفسية والأيديولوجية قبل إسقاط العقوبة لمرتكبي هذه الجريمة.
الفقر..النزوح..الحروب
فيما يرجع الباحث الاقتصادي د. هيثم محمد فتحي بأن الوضع الاقتصادي له الأثر الأكبر في ازدياد جرائم القتل وخاصة قتل الأقرباء وذلك من خلال الفقر الذي يعانيه الشعب السوداني والذي يصل نسبة 22% حسب آخر إحصائية غير أن أكثر من ذلك بكثير، فمجلس التخطيط الاستراتيجي ذكر أن نسبة الفقر وصلت 46%، فيما نفت الجهات المسؤولة هذا وقالت: إن المجلس جهة غير مسؤولة عن النسب، بل الجهة المعتمدة هي جهاز الإحصاء. وأضاف: إن الأسباب التي تؤدي إلى جرائم قتل الأقرباء، النزوح وعدم وجود الاستقرار الأمني في بعض الولايات خاصة ولايات دارفور التي تأثرت بالحروب الأهلية التي اضطرت كثير من الأسر النزوح إلى العاصمة بعد أن كانت الأسر منتجة في ولاياتها أصبحت الآن فقيرة لا تملك قوت يومها وأصبح الفقر والعوز من صفاتها ، أضف إلى ذلك هجرة أرباب الأسر في الولايات المستقرة أمنياً خاصة الشمالية، حيث يهاجر رب الأسرة إلى خارج السودان لتحسين الوضع المعيشي، وهنا تفقد الأسرة الأب المربي الذي يربي أبنائه وبالتالي الطفل قد يفقد أهم ركن من أركان الأسرة وينشأ نشأة غير سوية تأثر على حياته في المستقبل ويرتكب الجريمة في حق من تربطه به صلة قرابة بسبب انعدام الوازع الديني والقيم الفاضلة التي يفترض أن يزرعها الأب داخل أبنائه ..إضافة إلى الفاقد التربوي بسبب صعوبة التعليم الذي تحوَّل إلى قطاع خاص في أغلب الأوقات وحتى التعليم الحكومي أصبح أشبه بالخاص في تكاليفه.زد على ذلك تفشي المخدرات والخمور والعطالة وكافة هذه الأسباب مرتبطة مع بعضها البعض وجميعها تؤدي إلى ارتكاب الجرائم.
الغناء المترف قد يكون سبباً كذلك خاصة وأن الوالدين همهما السعي لزيادة المال وعدم قيامهما بواجبهما تجاه أبنائهم وبالتالي يؤدي إلى ضياع الأبناء أو الوالدين بسبب الظروف الاقتصادية التي أجبرتهم للخروج من المنزل وغيابهما لساعات.إضافة إلى الأسر السودانية التي دخلها شئ من الطمع، فيما يتعلق بالوراثة وسرعة الحصول عليها .
انتشار السلاح
يقول الخبير الأمني محمد يحيى نواي: إن انتشار السلاح أصبح يهدد أمن واستقرار المجتمع.. والذي ساعد على ذلك، المشاكل القبلية المنتشرة. وجرائم الأقارب تتلخص في ثلاثة محاور الأول منها الحسد والذي انطبق على هابيل وقابيل وقصة أخوان سيدنا يوسف اللتان تدلان أن جريمة قتل الأقارب موجودة منذ زمن بعيد .أما المحور الثاني المال الذي يعتبر محور الاختلاف الأول الذي يؤدي في نهاية الأمر إلى ارتكاب الجرائم أما المحور الثالث والأخير هو الشذوذ العقلي أو الجنون الوقتي أو الوسواس القهري الذي يمثل للمصاب بهذا المرض أن الذين من حوله ضده ويحاولون قتله لذلك أو لشعوره بالظلم من الآخرين وبالتالي يرتكب جريمة القتل حسب التهيئآت التي يتخيلها .
وقارن نواي ما بين اليوم والأمس في جرائم قتل الأقارب، حيث يرى أن في السابق قد ترتكب الجريمة نتيجة للدفاع عن الشرف أو القتل من أجل الثأر، وأرجأ انتشار الجريمة إلى انتشار السلاح خاصة الذي يستخدم في الأفراح ..وذكر بأن حادثة وقعت في إحدى الولايات حيث أطلق أحد أقرباء العريس الرصاص ابتهاجاً بالمناسبة مما أدى إلى قتل العريس ووالدته . وأشار إلى أن الخطر الأكبر هو المخدرات التي انتشرت كثيراً وسط الشباب وروى حادثة أحد الأشخاص الذين يتناولون المخدرات من أجل اكتساب القوة خاصة وهو يمارس لعبة المصارعة، فقام بقتل زوجته وأبنه ومن ثم انتحر. فتناول المخدرات يسلب ويلوِّث العقل، وبعد أن يرتكب الجريمة وفي لحظة وعي يشعر بعقدة الذنب لذلك يلجأ إلى الانتحار.
التيار
والله من جات الانقاذ دي كل شيء بقى يحصل في السودان ….. وكل شيء متوقع .. وما تسمعيه في أكثر منه مسكوت …
كده يجي واحد تاني يلغي المقوله المؤكده (الأقارب عقارب)
أنا شخصيا إتأذيت ومن أقرب العقارب وإضريت أقعد سنه كامله في البيت لأنو أي إضائه كانت بتأثر حتى أضاءة اللمبه
السودان زاتو بقه غير مليان بس بالمشعوذين المتصوفه
والله من جات الانقاذ دي كل شيء بقى يحصل في السودان ….. وكل شيء متوقع .. وما تسمعيه في أكثر منه مسكوت …
كده يجي واحد تاني يلغي المقوله المؤكده (الأقارب عقارب)
أنا شخصيا إتأذيت ومن أقرب العقارب وإضريت أقعد سنه كامله في البيت لأنو أي إضائه كانت بتأثر حتى أضاءة اللمبه
السودان زاتو بقه غير مليان بس بالمشعوذين المتصوفه