إرضاء (القراء) أو سخط (السلطة) اا

نــــــــــــــور ونـــــار
إرضاء(القراء)أو سخط (السلطة)
مهدي أبراهيم أحمد
[email][email protected][/email]
الصراع بين السلطة والصحافة قديم قدم التاريخ والعلاقة بينهما ترتفع وتنخفض تبعا لطبيعة الأحداث و ومتغيرات الأحوال وحتي التقارب بينهما يكون علي قدر ومقدار يسوده الترصد حينا ويكتنف الواقع الغموض حينا آخر فالأشادة من جانب السلطة بدورها-أي الصحافة- في غير موضعها ، ونقد السلطة قد يجابه بالسخط والتبرم وحينا بالتضييق ،أذا فالعلاقة متقلبة الأطوار ،فأن أسترسلت السلطة للصحافة يوما فلأتأمن من إنقلابها عليها في غد وعلي ذلك فلنقس .
،ودور الصحافة الحقيقية يبرز في التوجيه السليم والنقد البناء وفي تقويم أود الدولة فهي تمثل المعارضة الحقيقية التي ترتكز علي أحد أعمدة الديمقراطية فلاحكم ولامعارضة بغير الصحافة التي دائما مايكون في سلاحها التغيير إن لزم الأمر وتعبئة الشارع ومناهضة القرار والمساعدة في توجيه الرأي العام .
ودائما ماتعمد السلطة عندما تضيق زرعا بالصحافة الي إغلاقها وتشريد عامليها بدوافع شتي ولعل أبرزها حماية الأمن القومي الذي يعد خطا أحمر لايجوز تعديه أو عند التطرق للقوات النظامية سواء بالقدح أو التقصير عندها تنتفي حرية الصحافة ويحل الإغلاق والمحاكمات بديلا للتوجيه والتوضيح والصبر عليها الذي يكون في حلوله أزالة للبس الغائب وإشباعا للتساؤلات الجائعة التي تعمد لتجريم السلطة بدواعي محاربة الكلمة ومصادرة الأراء والتضييق علي الحريات التي تنسم الجميع مناخها في واقع الصحافة فكشفت الحقائق وأبانت الأدلة وأحاطت الجميع بما خفي من القضايا الغائبة عليهم .
حتي أصبحت تلك الأسباب واضحة فعند إغلاق أي صحيفة يكون التوضيح بأن الدولة لم تتعدي علي هامش الحريات الذي أنتظم البلاد وأنما دوافع الإغلاق أقتضت المحافظة علي الأمن القومي الذي يعد مبررا يقصر النقاش ويزيل الغباشة ويجعل التسليم بالأمر المحتوم بديلا للسخط ومناهضة القرار.
ثلاث صحف عمد النظام الي إغلاقها وقد تتشابه ظروف التبرير الذي يقتضي الإغلاق الصريح مع التأكيد علي هامش الحريات ولكن يبقي السؤال في ظل هذا الهامش ألا ينبغي أن يكون التوجيه ولفت النظر بديلين للإغلاق الذي قد يساهم في تجميد النشاط وفقدان الوظيفة الذي بدوره يقود الي تبعات أخري تجعل من القرار (مجحفا) بعض الشئ ويعطي الشرعية للتضامن وإزالة الظلم والغبن الذي تملك نفوس المنتمين لتلك المؤسسة الذين طالهم سيف (الإغلاق) ومقصلة(التعليق).
وواقع الصحافة عندنا (بئيس) يجعل من سلطة الصحافة علي ضعفها (موجهة) تجعل المواطن المتابع يفقد بها الثقة وبالتالي يزهد في قراءتها ويريح عقله من الأنغماس في تيارها وحتي النماذج البسيطة التي أجبرت القارئ علي متابعتها والثقة في مصداقيتها عمدت لها السلطة بليل ليتغلب سخطها علي رضاء القارئ الذي أحس بحرية حقيقية ودور صحفي مقدر يسعي بجهده لإزالة صورة (قبيحة ) أو كشف ستر ظن من يختبئون خلفه أنه قد يحجب عنهم شمس (لظهور) فبانت العورات وأنكشف المستور والسلطة تعمد الي إغلاق تلك (المتنفسات) بدواعي المحافظة علي الأمن القومي.
هي معادلة صعبة بين أرضاء القاري وأرضاء السلطة ومن الصعب الموازنة بينهما في ظل الواقع فسخط القاري له تبعاته من الزهد والإحجام وسخط السلطة أيضا له عواقبه الوخيمة من التضييق الذي يجعل المنبر يسعي سعي حثيثا بغية التحرر من قبضة السلطة وكسب رضا القراء وبالتالي سخط السلطة الذي يكون فيه التعليق وأيقاف الصدور.
الصحافه والاعلام بشكل عموم هو سلطه رابعه لمن يفقد دوره ببقاكلام جرايدودا الحاصل فى السودان الصحافه والاعلام مطبلاتيه ساى الفساد يعرفه الكبيروالصغير