عمو (جدو) صديق الحمام في دردشة : توطدت علاقتي مع الحمام وأصبحوا كالأصدقاء يأنسون وحدتي

** (عمو جدو) كما يحلو للجميع مناداته رجل في أواخر العقد السادس من العمر لا تكاد الابتسامة تفارق ثغره .. يرد على الجميع بتحية تجعلك تحس أن الرجل يعرفك منذ زمن بعيد..رجل قليل الحديث إلا مع أصدقائه وهؤلاء الأصدقاء ليس من البشر فهم أصدقاء من نوع آخر..جلست إليه في دردشة قليلة لمعرفة سر العلاقة التي تربطه بأصدقائه (الحمام) فماذا قال:
حوار : إنعام محمد آدم
*اسمك الحقيقي يا (عمو جدو) ولماذا (جدو)؟
اسمي أحمد محمد أحمد ولقب جدو لأني احمل اسم جدي (أحمد).
*بتشتغل شنو؟
أنا عامل نظافة في المساجد..في السابق كنت عامل نظافة في المسجد الكبير والآن انتقلت لمسجد فاروق بالخرطوم.. ضحك ثم أضاف: شغال برضو حارس ليلي في عمارة بشارع الزبير باشا من قبل ثلاث سنوات.
*عندك أولاد يا عمو جدو؟
الحمدلله تزوجت مرتين وعندي أربعة أبناء الآن في أمدرمان.
*قصتك مع الحمام شنو؟
قصتي بدأت قبل ثلاث سنوات عندما استلمت العمل في العمارة لقيت زي عشرين حمامة ساكنين في العمارة تقع في نفس الشارع. الحمام كان ملك الخفير الكان شغال في حراسة العمارة الساكن فيها الحمام. وعندما ترك العمل أهدى الحمام لأسرة ساكنة قريب منه. كانوا سبع حمامات بس. لكن الأسرة ما اهتمت بالحمام عشان كدا رجعوا للعمارة تاني.
عموماً لما استلمت العمل بالعمارة اهتميت بالحمام وبقيت أقدم ليهو الطعام وجبتين في اليوم صباح ومساء..وبعدها توالد الحمام ووصل العدد لأكثر من سبعين حمامة.
*نوع الطعام البتقدمو ليهو شنو؟
فتات الوجبات.. ولكن بحرص أقدم ليهم بقايا الطعام الخاص بي وغالباً بتتكون من خبز جاف مبلول بالحليب أو العصير.
*بياكلوا كم عيشة في الوجبة ؟
بقدم ليهم خبز بثلاثة جنيه في الوجبة وفي اليوم بستة جنيهات لأني بقدم ليهم وجبتين واحدة صباح والثانية في المساء.
*الطعام ما مكلف بالنسبة ليك ؟
مكلف لكن ربنا برزقني وبساعدني دائماً ..بالإضافة للجيران بمدوني بالخبز الجاف.
* لا سمح الله في حال مرضك كيف يكون حال الحمام ؟
في يوم مرضت مرض شديد ورفضت الذهاب إلى الطبيب وما كنت أستطيع الخروج من الغرفة وفي لحظة تشجعت قليلاً وخرجت وفجأة نزل الحمام كله واستلقى على الأرض فارداً جناحيه في منظر غريب كأنها تدعو الله وبعدها شفيت تماماً وهذه حكمة يعلمها الله وحده.
*هل بينكم لغة تفاهم ؟
أكيد هم أصبحوا كأصدقاء يأنسون وحدتي وينسوني الذكريات الماضية الأليمة. وأشعر بالسعادة لما ينزل على جسدي ويتناولوا طعامهم من يدي مباشرة ونمت علاقة وطيدة بينا حتى أني أبقى طوال الوقت حبيس في داخل الغرفة خوفاً من إزعاج العاملين بالعمارة والمارة، لأن بمجرد خروجي ينزل على الأرض ويصدرون أصواتاً (الهديل) .وكثيراً ما تسعدني هذه العلاقة .
* تستطيع معرفتهم جميعاً وهل إذا غابت واحدة تستطيع فقدها ؟
نعم.. أعرف الغاب منهم والجديد الذي أنضم لهم حديثاً. وإذا لاحظت أي حمامة منهم لا تسطيع الطيران أو الحركة أقوم بالاعتناء بها داخل الغرفة حتى تشفى . ما حصل يوم اتفقدت أعشاشهم عشان أقبض منهم واحدة أبيعا أو أتناولا وجبة ولذلك بحسوا بالأمان وبنزلوا على كافة أنحاء جسمي.
*هل قمت بتربية حمام في الطفولة ؟
ماغريبة علينا.. في الزمان الماضي عندما كنا (أطفال صغار) في منطقة المجلد كان والدنا بشتري صغار النمور من الصيادين ويقوم بتربيتهم حتى يصير النمر كبيراً ويقوم ببيعها إلى إدارة الحياة البرية يعني (السعية) ما بعيد عن الأسرة، وأنا ما حصل قمت بتربية الحمام، لكن بحب الاهتمام بصغار الحيوانات منذ الصغر وبعطف عليهم.
*مين البهتم بالحمام في حالات غيابك ؟
بقوم بتجهيز الوجبة في حالة غيابي وبساعدوني الجيران في إعدادها أو تقديم الوجبة .. وأقوم بوضع كمية من الخبز الجاف بمدخل العمارة في حالة انتهت الموجود يقوم أي واحد من الجيران بتحضيرها.
*أحياناً لو أتأخرت من الخروج بجوا لحدي باب الغرفة داخل العمارة وبخرجوا صوت الهديل وانهض من النوم وأنا أكون مستمع بالصوت بحس بيه كالموسيقى.
تركت عم جدو يستمتع بصحبة أصدقائه من الحمام، ففي كل كبد رطبة أجر.

التيار

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..