سيرة “الدمنقاوي” تيجاني سيسي.. سليل بيت الحكم في قبضة الإقليم المأزوم

بروفايل- المقداد سُليمان

ولد د. تيجاني سيسي محمد أتيم في 31 يناير1955م بحي الثورة في مدينة زالنجي وسط دارفور، لأحد أعرق بيوتات الإدارة الأهلية (بيت الدمنقاوية).. والدمنقاوية تطلق على حاكم إقليم (دار ديما) والذي كان أغلبية سكانه من مجموعة الفور التي كان يشغل فيها والده (سيسي محمد أتيم) منصب (الدمنقاوي) في المنطقة الغربية لإقليم دارفور، وكان وقتها بمثابة الشخص الوحيد الذي يستحوذ على سلطة الحكم بالإعدام لا ينازعه عروتها حتى أقرب مساعديه الذين كان يمثلهم في المنطقة الجنوبية المقدوم آدم رجال.

إذا ترعرع تيجاني الابن في (بيت الملك) فتشبع بالضرورة بروح الحكم كونه لصيقا بوالده يقتفي خطواته ويسير وفقاً لتحركاته في إطار واجباته كدمنقاوي، وظل هكذا إلى أن رحل والده في العام 1974م.

بعدها تسنم الدمنقاوية شقيقة (فضل سيسي) وظل مكرساً لها، ومكرسة له عقودا عدداً إلى أن وافته المنية أواخر العام الماضي.

بين التقليد والحداثة

من هنا يتضح لنا أن تربية (تيجاني)، لابد أن تكون أكسبته ومدته بقدرات إدارية وتحكيمية فذة، فالطفل ثم الصبي ظل رهيناً لوالده، ثم أخيه لصيق بهما يتشرب سلطانهما قطرة قطرة، الأمر الذي بالضرورة منحه معرفة بمفاهيم الإدارة التلقيدية الأهلية الجارية على نظام الأعراف المتوارثة كابر عن كابر.

ثم بعد، وعلاوة على ذلك أُدرج الصغير ضمن تلاميذ المدارس الحديثة، ما أضفى إليه خبرة على خبرة، فتدرج على هذا إلى أن التحق بمدرسة نيالا الثانوية في عهدها الذهبي، فكان أحد طلابها الأعلام الذين سطرت أسماؤهم بمداد من ذهب في قائمة الشرف.

لكن لم يكتف بذلك ويقنع به، فقد كان طموحاً ينظر إلى آفاق بعيدة، فبجانب تميزه الأكاديمي تقلد على صعيد آخر إدارة النشاط باتحاد طلاب المدرسة وقتها، وبدا كأنه يجمع المتناقضات حين عُمد كأحد أبرز لاعبي نادي (مريخ نيالا) لكرة القدم.

أكاديميا السيرة

تمضي السنوات، ويشب الصبي عن الطوق وهو ينهي المرحلة الثانوية بنجاح باهر، كان حديث الناس في تلك الأصقاع البعيدة، فكان أن انتقل للدراسة في جامعة الخرطوم كلية الاقتصاد شعبة إدراة الأعمال مطلع العام 1979م، وتخرج فيها بتقدير (ممتاز) الأمر الذي جعل إدارة الجامعة تختاره مُعيدا فيها لسنوات، قبل أن تبعثه إلى بريطانيا التي عاد منها بدرجتي الماجستير والدكتوراه في العلوم الإدارية من مدرسة لندن التابعة لجامعة (لندن) الأم.

علاوة على ذلك، الجانب الأكاديمي الباهر، فقد برز الرجل على المستويين السياسي والنضالي عقب انتفاضة أبريل 1985م، كأحد أبرز قادة حزب الأمة من إقليم دارفور، حيث كان أحد أبرز علامات ورجالات الحزب في إقليم دارفور، ما أتاح له لاحقاً الترشح نائباً للجمعية التأسيسية عن حزبه، فحقق فوزاً ساحقاً ومتوقعاً كونه أحد أبناء الإدارة الأهلية بالإقليم.

أصغر “دمنقاوي” حديث

بعد سنوات من الغياب بغرض الدارسة عاد ليشغل منصب عضو الجمعية التأسيسة كما أسلفنا، ثم أسندت إليه وزارة المالية والاقتصاد بإقليم دارفور فتولاها خير ولاية لأكثر من عام، قبل أن يتم اختياره في يونيو 1988م حاكما على الإقليم خلفا لـد. عبد النبي علي أحمد، وكان عمره لم يتجاوز الـ(35) سنة كأصغر حاكم في تاريخ دارفور الحديث، واستمر تيجاني سيسي في منصبه إلى ذات الشهر من العام الذي يليه 1989م، تاريخ تسنم الإنقاذ السلطة فأطيح به من منصبه بالضرورة.

توازن واتزان

وبحسب معاصرين لفترة حكمه فإنه اتسم بالتوازن، رغم انطلاق النزاعات القبلية وقتها، وكان أول من لفت انتباه العالم لما يمكن أن تفضي إليه الحرب في إقليم دارفور، ثم غادر بعدها إلى مصر ثم إنجلترا لاجئاً سياسياً ومعارضاً سلمياً.

إلا والعهدة على الرواة أنه بعد تفاقم أزمة دارفور، أسهم في تقديم العديد من قادة الحركات المسلحة إلى المجتمع الدولي غير أنه لم يحمل السلاح طيلة سنوات معارضته.

وفي سياق مختلف تولى تيجاني سيسي منصب مستشار في الأمم المتحدة وعهدت إليه خلاله تسعة ملفات بينها ملف الأمن والسلم في أفريقيا، ما مكنه من خلق شبكة علاقات واسعة مع المجتمع الدولي، وهذا ربما دفع البعض لتوصيفه بالعراب السياسي لحركة التحرير والعدالة، إذ يؤكدون أنه من أقنع مجموعات كبيرة من الحركات المسلحة الانضواء تحت مظلة واحدة تمثل كياناً سياسياً يفاوض الحكومة على منبر الدوحة، وقيل إنه أصر على تلك المجوعات سيما مجموعة طرابلس التي كانت تضم ستة فصائل مسلحة تحت اسم (حركة جيش تحرير السودان القوى الثورية)، إضافة إلى أربع أخر كانت ضمن مجموعة أديس أبابا التي كانت برعاية (سكوت غريشن).. كل هذه وضعها سيسي تحت اسم (حركة التحرير والعدالة) التي اختارته رئيساً لها. حيث لعب وقتها دوراً مهما وبارزاً في التوصل إلى اتفاق مع الحكومة.

مارس ليس للكوارث فحسب!

جاء شهر مارس من العام 2010م، ليعلن عن توقيع تيجاني سيسي رئيسا للتحرير لاتفاق السلام مع الحكومة في الدوحة، وربما هذا التوقيع هو الذي أنهى علاقته السياسية بحزب الأمة القومي. حيث أولى الرجل اهتماماته لقضية دارفور باعتبارها قضية الساعة.

وبحسب إفادة سابقة لـ(عبد الرسول النور) أحد قياديي حزب الأمة، أشار إلى أن الخلاف بين الحكومة والمعارضة التقليدية تضاءل، الأمر الذي جعل قادة دارفور يبحثون عن كيانات أخرى يحققون خلالها مطالبهم، ويطرقون جميع الأبواب لحل قضيتهم.

وفي المقابل لابد من الإشارة إلى أن الصادق المهدي كان رشح تيجاني سيسي ضمن ثلاثة أسماء قدمها لأجهزة حزبه لتختار من بينها مرشحا عن الحزب إلى رئاسة الجمهورية للانتخابات 2010، وهذا الأمر لم ينفه سيسي نفسه بقدر أنه لم يؤكده أيضاً.

فصل لم يكتمل

بالطبع لن تشمل هذه المساحة الصغيرة كل تفاصيل و(تفاسير) سيرة الرجل المحتشدة والزاخرة، لكنها تظل محض إضاءات خاطفة وضرورية، أملتها علينا مهمتنا التوثيقية وعضدت من ذلك تطورات الأيام الأخيرة في نزاعه المشهود مع الأمين العام لحركة التحرير والعدالة التي يرأسها، ففي حين فصل سيسي ومجموعته بحر إدريس أبوقردة، اعتبر الأخير في حوار أجرته معه اليوم التالي رئيسه خائناً وأن قرار فصله لا يساوي الحبر الذي مُهر به، وهكذا يفتح (الدمنقاوي) فصلاً آخر من سيرته، لا زال التوقيع فيه جارياً بالأحرف الأولى، وما علينا إلا أن ننتظره إلى حين يرفع عنه القلم، لنكتب المزيد عن سيرة الرجل التي يرسمها القدر الذي جعل منه (دمنقاوي) في إقليم مأزوم.

اليوم التالي

‫12 تعليقات

  1. يا اخي المقداد انت تتعب نفسك اكثر من اللازم سيرة الدكتور تجاني سيسي ليس علها غبار حتي تعرف ناس دارفور بها, فاذا عصفت به رياح الحركات الي هذا الشاطئ الملوث بالدماء فهذا لعمري انه قدر الله عليه ولكنه شجصية لا يتفاصل عليها اثنين . المشكلة في دارفور واضحة البيان لابناء دارفور جميعا ويعلمون من الذين يريدون ان يركبوا ظهر المجن الا انهم اخطأوا القياس والحسابات لان دارفور بتاريخها العريض وبرجالها الحكماء ان جلسوا دون دفن الرؤوس في الرمال سوف يحلون المشكلة القائمة والتي جعلتنا مكان استهزاء لكل الامم والشعوب صرنا كشوكة الحوت في الحلق وجودها ضررا للبشرية السودانيةجمعاء بسبب تفرقنا والامتطاء بدون سرج وان ازيحت هذه الشوكة سوف تسبب ألما واثارا جانبية سيئة لا يعلم علاجها الا االله وبهذه التصرفات التي ليس لها تفسير غير الانانية وحب الذات القبلي كل الامم الاسلامية والغربية تركت دارفور فريسة للحكومة تفعل بها ما تشاء ولم يتضامن اخوتنا في دارفور مع الطرف الاخر الا قوقعية هؤلاء وحبهم لذاتهم وملذات ىالدنيا وصاروا مثل الذين يمتطون السودان سواء بسواء فليس لهم هم غير انفسهم . يجب علينا اعادة النظر في قضية دارفور وما آلت إليهبالجلوس كابناء دارفور موحدين لكل قبائل دارفور جمعاء دون النظر الي الوراء وما نتج منها سوف تحل وبكل بساطة فقط ابعدوا عنا اشباه الترابي وما شاكله من الجماعات التي تتدثر بثوبه من ابناءنا في دارفور وان لم نحتكم لصوت العقل في دارفور لم ولن تنفصل ولكن تتلاشي عن الوجود المجتمعي بالفرص التي نعطيها لحكومة المركز
    ولكم مني التحية والاجلال

  2. عليك الله هل الراجل ده يمكن مقارنتو باي واحد من اولاد دارفور!!!!!؟ خليك من دارفور علي نظاق السودان هل يمكن مقارنة بااحد!!!!!!!!!!!!؟ سبحان الله كل مانعلق في الراكوبةونقول انه يجب علي ابناء دارفور الالتفاف حوله يجيك واحد من اولاد دارفور يقعد ينظر ليك فيهو!!!!!!؟

  3. المدعو مقداد سليمان ، بطل النفاق وكسير التلج الزائد . صفحة المتردد التجاني سيسي عميل المؤتمر الوطني طويت إلى غير رجعة ويكفي خيبته وخيبة أمل الناس فيه الادوار الخبيثة التي يلعبها مع المؤتمر الوطني ضد أهله الفور ناهيك عن الإثنيات الاخرى في الإقليم وذلك مقابل بريق سلطة زائف وزائل واهلة يرزحون تحت الظلم والتقتيل والإغتصاب وما تحدث هذه الأيام من فظائع القتل والإغتصاب بين أهله الفور في شرق الجبل ودوبو ودربات ومن قبل في تابت لدليل واضح وفاضح على جبنه وخيبته . ولا تستطيع تلميع صورته الباهتة بمثل هذا المقال الباهت . فالتجاني قد إنكشف على حقيقته حيث لا تجدي معه كريمات التجميل أو مساحيق اوحتى الصبغات والسواد التي درج على استعمالها لاخفاء عيوبه الجسدية وسنوات عمره الحقيقية لم تجدي معة . عليه وفر على نفسك هذا عناء فالمرمي مرمي لا يرتفع أبداً .

  4. للاسف فقد بات واضحا ان ابناء دارفور فشلوا فشلا زريعا فى اداره دارفور.باعوا اهلهم وقتلوهم وشردوهم.انا متاكد تماما كل الولاه من ابناء دارفور.كل الجيش الحرق وبكتل وبختصب وبنهب من ابناء دارفور.كل الجنجويد من ابنا دارفور.انا استغرب الناس يلوموا البشير وغيرو.مفروض اى واحد من دارفور مشارك فى الحكومه دى ان كان فى دارفور او المركز يتم تصفيته اولا لانهم هم عين المشكله.بلاش لت وعجن وضياع وقت

  5. تجانى سيسى عميل وخائن وجبان وماسورة كبيرة مركب مكنة المؤتمر الوطنى وبالله ما تشكر لينا راكوبة في الخريف.

  6. الكلام دة يا المقداد غير مهم لان الرجل عمليا شفناه وعرفناه وعليه لا تتعب نفسك فى السرد والكتابة كما يفعل الكثيرون من اصحابك اخد اجرك واتوكل سيسى ما الا واحد من ضمن اسوا ابناء دارفور فى تاريخه الحديث

  7. الدكتور السيسي بناء على ماورد فهو انسان ممتاز ينظر لمصلحة السودان وهو من اسرة عريقة من قبيلة عريقة يتميز اهلها بشهادة الجميع بالاخلاق الممتازة ويتميز الفور بالامانة كذلك ولكن اختلاف الرأي وارد حتي مع الأشقاء واختلاف الرأي يجب الا يفسد الود وهذه هي الديمقراطية لذا يجب ان يبحث الناس مع نقاط التلاقي معه واعداء اليوم يمكن ان يكونوا اصدقاء الغد .

  8. أنا سمعت انو تجاني سيسي دا ولا فوراوي أصلي ولا حاجة وانه عائلتوا جات دارفور من خارجها من وداي أو شاد – وكما هو معروف من عادة الانجلييز سياستهم فرق تسد فقد اختاروا والد سيسي بعناية ليكون الحاكم على السكان الأصليين لضمان ولائه لهم وعدم تمالئه مع الفور ضد الانجليز – وهذه السياسة قد طبقوها في أماكن عديدة فاعطوا العمودية للشايقية مثلاً في مدينة النهود وهي معقل الحمر أهل أبودقل ولا زال عمدة النهود من عائلة أبورنات التي منها محمد أحمد ابورنات قريب هاشم ابورنات بتاع الأمن في عهد نميري – وحتى لو عين الانجليز ممثلاً لهم من نفس القبيلة كانوا يختارون أضعف بيت أو فخذ أو فرع لبذر الشقاق وضمان ولاء الجميع.

  9. بطل كسير التلج ياالمدعو المقداد .. تجاني سيسي اتربي زيو وزي أي طفل في زالنجي ومجتمع زالنجي معروف ببساطته ليس هناك فوارق تزكر بين الاسر .. وبعدين في ذلك الزمن مافي حاجة اسمها حي الثورة هذه التسمية جاءت في عهد الكيزان غيرت ملامح كل شي احياء زالنجي قبل الانقاذ .. جبرونا – حي الغفراء-حصاحيصا-كنجومة-السوق-ام دفوفو-تراب قصر-5دقايق-الحميدية-طيبة-ميري ابا…الخ. تجاني سيسي لانختلف معه رجل له مكانته في دارفور , ومافي انسان معصوم عن الخطأ ولكن الاسوأ اننا ندافع عن الخطا ولانرى بعين النقد……المشكلة ليست في السيسي وحده الاشكالية في كل ابناء دارفور الذين في المعارضة والداخل الواحد دايما يبحث للطرق السهلة للجاه والمال بدون أي مؤهل .. حركة التحرير والعدالة لاقدمت ولاتقدم ولاحلت ولاتحل مشكلة دارفور … واقول للدكتور السيسي وغيره من ناس ابوقرده وغيره حكومة الشمال لاتريد خير لدارفور ومبيتة النيه لفصل دارفور لاتسمعوا كلامهم الحلو ده وتنوموا في العسل واكد لك واذا نحن في هذا الوطن سوف نرى ذلك … ونحن لازم نتعلم من فصل الجنوب

  10. السيسي خان اهله الاقربين و هو رمز القبول بالاستعباد و هو راض عن ممارسات اجهزة الامن و الجنجويد و اغتصابهم لبنات اعمامة واخواله، الا يكفي هذا بمنحة لقب الديوث.

  11. تجانى سيسى زيو و زى كثير من أبناء غرب السودان باع نفسه للإنقاذ وأصبح عبدا للدرهم والدولار . وبهذا يكون حقير و تافه ومنحط , فالشرفاء من أبناء الغرب بالملايين فلا حاجة لنا به .

  12. مهما يكن فهو فوراوي
    ا مكان له في السودان
    احسن يلملم عفشه ويربط بقجه ويروح بلده
    بذا يتخلص من عقد الاحساس بالدونية
    المسكون في جميع متعلمي دارفور

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..