السبحة.. آخر صرعات الموضة في أيدي الشباب

السبحة كانت من الموروث الديني التي كانت تعلق على جدران المنازل، والتي كان في السابق يحملها المسنون؛ يذكرون ويسبحون بها. حيث انتشرت في الآونة الأخيرة الى أيادي الباحثين عن الرونق الجميل لتصبح مكملاً لهم في هندامهم، أؤلئك الذين باتوا يبحثون عن أشكالها وألوانها الجذابة وأصبحت من ضمن كمالياتهم المتممة لأناقتهم؛ حيث صار الحرفيون يتفننون في صناعتها، فابتكروا منها نوعيات جديدة تناسب وأذواق الشباب الذين أصبح طلبهم عليها متزايداً بشكل ملفت، وكانت قديماً تشكل مظهراً لتقوى وإيمان المشايخ وكبار السن
الخرطوم: أميرة صالح
“إن السبحة أصبحت زينة للشباب وخاصة للبنات”، هكذا يقول محمد البدري في بداية حديثه لــ(التغيير)، ويضيف أضحوا يلبسونها مع الزي أو مع الحذاء حتى، وباتت السبحة بالألوان (بقو يطقموا بيها مع ملابسهم) ومعروف أن المجتمع السوداني بطبيعته يحب التقليد.
لكن زهرمان أبوبكر فترى أنها أصبحت رياء بين الناس وبالأخص فئة الشباب، بأخص في فترة الامتحانات. وتقول إنها لا تجوز شرعاً، وإن التسبيح يتم باللفظ واليد. حيث أصبحت مكملاً لأناقة الشباب وصاروا يقلدون المشاهير في كثير من الأشياء التي لا تتماشى مع عاداتنا.
وتقول الهام الطيب، وهي طالبة (إنها شيء جميل وليست موضة كما يدعي البعض)، بل بالعكس تذكر الشخص بالأذكار لأننا أصبحنا في زمن (ربنا يعلم بيهو).
استنكار
ويقول عمار عبد الله: استخدام السبحة عند الشباب أصبح عادة اجتماعية وباتوا يقبلون عليها بشكل كبير ويتفاخرون بها باقتناء الأنواع الفاخرة منها، ويقول (ما شفت لي زول شايل سبحة قاعد يسبح بيها). لقد تحولت إلى مظهر من مظاهر الترف رغم ارتفاع أسعارها إلا أن ذلك لم يصرف النظر عنها.
التغيير
فى اعتقادى السبحة اصبحت موضة شوفوني شايل سبحة الافضل انك تسبح بى اصايعك فانه تشهد لك وتبعدك من الرياء كمايزعمون بعض اصحاب الطرق بحمل السبح بي انواعة
حتى لو أصبحت من الموضة كما يشير البعض فإنها حميدة لأنها ستدفعك إلى ذكر الله لا محالة ، والرياء لا يعلمه إلا الله فلا داعي للدخول في نوايا الناس ونحسب كل من يحمل سبحه أنه يحملها لتعينه على أذكاره .
السبحة من البدع إن كانت مظهراً من مظاهر العبادة، لأن القاعدة تقول: إذا كان المقتضي لها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم موجوداً ولم يفعلها مع انتفاء المنع من فعلها، فهذا يدل على بدعيتها، أما إن كانت مجرد موضة فهي ظاهر خاطئة وتدخل في إطار المعصية، والمعصية أهون من البدعة؛ لأن صاحب البدعة يتدين بها، أما صاحب المعصية فإنه يعرفها خطأها ولكن يفعلها مجاراة مع اعتقاده بأنها خطأ، فنسأل الله أن يهدي الفريقين للعمل بالسنة، وترك البدعة والمعصية، فإن هذا هو السبيل الصحيح والطريق القويم.