الشباب والأحزاب السياسية ..صراعات تحت الأرض

تحقيق: مروة التجاني
أكثر من 90% من الشباب وطلاب الجامعات عازفون عن ممارسة العمل السياسي سواء على المستوى العام أو في الجامعات .. توالي الانقلابات العسكرية، عجز الأحزاب عن ممارسة التداول الديمقراطي داخلها وضعف هذه الأحزاب في استقطاب كوادر جديدة؛ كل ذلك أوصل الواقع السياسي إلى مرحلة الشيخوخة ولا تزال هموم الشباب وقضاياهم بعيدة عن طرح الأحزاب السياسية، وبحسب مختصين تضافرت عوامل أدت لعزوفهم عن العمل العام والإتجاه لتكوين جبهات خاصة بهم، فما هي مآلات تحالفاتهم وما الأسباب وراء بعدهم عن المشهد العام، اسئلة تناولها التحقيق التالي بالبحث والاستقصاء وخرجنا بالمحصلة التالية، فإليها:
فقر عام
تمهيداً لتحليل الراهن السياسي تحدثنا مع أحد القيادات المحايدة بجامعة الخرطوم بالفترة من العام 1990 -1996م ودكتور العلوم السياسية الأستاذ (اسماعيل وادي) الذي شرح لنا الوضع العام بالتحليل قائلاً”منذ بداية إنقلاب الإنقاذ فقدت المبادرات المقدمة للخروج من المأزق السياسي مصداقيتها ولم تتفاعل معها القوى السياسية، وبرغم الحديث عن فترة عبود ونميري وما تخللها من ضيق سياسي إلا أن الإنقاذ فاقتها جميعاً وواجهت الأحزاب مواجهة غير مسبوقة من حيث بتر وجودها كمؤسسات وأفراد، ليس عن طريق كوادرها وحدهم، بل عن طريق مصادرة دخل الأفراد وبالتالي أفقرت الأحزاب لحد عجزها عن القيام بفعل يرضي طموحات الجماهير وهي حالة من الفقر العام تسود الشارع السوداني، عجز هذه الأحزاب جعلها غير قادرة على تلبية طموحات الشباب وعدم استيعاب مقدراتهم فتشكلت بالتوازي الحركات الشبابية سواء العاملة بمجالات التنمية والأعمال الخيرية وأصبحت أكثر جاذبية وقدرة على استيعاب هؤلاء الشباب، لكن بطبيعة الحال إفراغ هذه المقدرات من خلال المؤسسات سيصطدم بحالة الإختناق السياسي وسينتهي لإحتمالين إما تسييس وتجيير لصالح المؤتمر الوطني أو إنتاج منظومة سياسية تعيد بناء ذاتها بعيداً عن أُطر الأحزاب، حالياً يوجد عدد كبير من الشباب غير المنظم ورغم إهتمام الأحزاب المعارضة بجانب من قضاياهم إلا أنها لا تملك القدرة لتقديم ما يطمحون له بسبب الإرهاق والفقر الذي تعاني منه وجميع الأفعال التي ينتجها الشباب يجوز لنا أن نصفها بالمجهود الذاتي أكثر من كونها مقدرات تنظيمية توفرها الأحزاب، أضف إلى ذلك عدم تواجد مساحات من العمل القيادي داخل القوى السياسية ليتبوأ فيها الشباب مكانهم الطبيعي”.
من جيلٍ لآخر
في السياق قال القيادي بالحزب الإتحادي الديمقراطي الأستاذ (علي نايل)” تكرار الإنقلابات العسكرية والحكم الشمولي هو واحد من العوامل وراء حجب الممارسة الديمقراطية، لذا تعيب علينا قطاعات واسعة أننا لم نعقد مؤتمراً عاماً منذ أكثر من 40 عاماً لكن منذ استقلال السودان لم نجد المساحة الكافية حيث إنقلاب يليه إنقلاب؛ فكيف تلتصق الأحزاب بجماهيرها، عامل آخر مؤثر في ضعف الأحزاب العام هو عدم تجدد القيادات بحيث لا يجد الشباب متنفساً لهم كما أن الغالبية من الكوادر الفاعلة هاجرت للعمل المعارض بالخارج”، واستطرد قائلاً” أتمنى أن تتصدى قيادات من الحزب الاتحادي ليصل الشباب لمناصب قيادية خاصة أنهم لا ينقصهم شئ فيما يتعلق بالمهارات والمقدرات القيادية وهذا لا يلغي دور الكبار والقيادات التاريخية؛ لكن كيف تعقد المؤتمرات القاعدية، وكيف تصل الأحزاب لجماهيرها والحكم العسكري مستمر منذ 25 عاماً ونحن عندما نريد إقامة ندوة نحشر داخل الدور في مساحة بالكاد تتجاوز الـ300 متر وبجوارنا الميادين الكبيرة لكن الملاحقة والمنع وصعوبة استخراج التصاديق تقف عائقاً أمامنا”.
لا منتمي
ويقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي حسن البطري ” تشهد الحياة العامة إضمحلالاً في الجوانب الروحية والفكرية والثقافية؛ فيما يتصاعد الإهتمام بالجوانب المادية والنفعية والمعيشية وهذا ملمح عام نشهد تداعياته على المستوى الإقليمي والعالمي”، وتابع” تُعرف السياسة بإنها ممارسة فكرية بمعنى انها سعي لتعزيز أفكار وبرامج تسود بالتالي داخل المجتمع وتتحكم بمفاصل الدولة، لكن الضعف العام في الإهتمام بالقضايا الفكرية انعكس على الممارسة السياسية العامة، أضف إلى ذلك أن التجربة الحزبية بالسودان عليها الكثير من المآخذ ولم تفلح في تحقيق ما كانت تطمح إليه الجماهير هذا الإحباط أثر على الإرتباط بها أو الإقتراب من مواعينها، من جانب آخر يجوز لنا القول إن التجربة الديمقراطية تعرضت لصدمات عنيفة ومراحل مختلفة من الإنقطاع والإتصال في مسيرتها وهي واحدة من العوامل المؤثرة في عزوف قطاعات كبرى من الجماهير والشباب عن الحياة السياسية بمختلف اوجهها، في تقديري إن فكرة الحزبية بمعناها التقليدي تحتاج إلى إعادة نظر في آلياتها وميكانيزماتها في التعامل مع المجتمع على مستوى الاستقطاب وإشباع الحاجات؛ فمثلاً برزت بشكل واضح في الفترة الأخيرة منظمات المجتمع المدني والمؤسسات غير الحكومية التي استطاعت أن تملأ الفراغ بين الدولة والمجتمع، وعلى مستوى الفلسفة والأفكار العليا(المدارس الإشتراكية والليبرالية نموذجاً) وضعت حالياً للمراجعات بما فيها التجارب الإسلامية في الفكر السياسي جمعيها تخضع للمراجعة بالوقت الراهن ويبدو إن هنالك عدد كبير من الشباب قرر الإنتظار لحسم هذه الملفات على المستوى النظرى واختار أن يكون لا منتمياً”.
نخبوية الأحزاب
أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم وعميد شؤون الطلاب سابقاً البروفسور (عوض السيد الكرسني) يرى أن مسألة ابتعاد الجماهير والشباب عن القضايا السياسية العامة ظاهرة عالمية، وتحدث قائلاً” الأحزاب السودانية كانت ولاتزال في الحاضر والمستقبل المنظور أحزاب نخبة حتى العقائدية منها (شيوعية وإسلامية والعرب القوميون) لم تسلم من هذه الصفة، أما الأحزاب الطائفية فتندرج في قائمة أحزاب الإثارة بمعنى أنها تابعة ورديفة للطائفة لذلك تضعف المشاركة فيها وحزب الوسط الوحيد الذي كان يحتفظ بعلاقات بين قياداته والجماهير هو الحزب الوطني الإتحادي لوجود رموز تاريخية في المقدمة، ومعروف عن الأحزاب السودانية طغيان الروح الشخصية والعقائدية عليها؛ أما المجموعات التي تشكلت في مرحلة ما بعد الإستقلال مثل جماعة البجا وجبال النوبة ودارفور اعتبرت في المخيلة الجماعية تنظيمات ضغط على المركز لذا لم تستطع أن تكسب الجماهير لصفها عندما تحولت لأحزاب لأن الهم المكون كان اقليمياً”، وتابع (الكرسني) حديثه بالقول” اليوم فرص العمل السياسي للأحزاب غير متوفرة نظراً للرقابة الأمنية والملاحقات وسعي الحزب الحاكم لشقها ولم تتوفر لها أية فرصة للنمو الطبيعي، تداعيات هذه الأفعال نشهدها من خلال مسارات الأحزاب نفسها فبدلاً من الإلتفات لقضايا الجماهير تبدأ في صراع القيادة وتتوالى الإنشقاقات سواء كانت ذات دوافع خارجية أو داخلية تتمثل في إختلاف الرؤى لكن الغالب هو الإنشقاق ذو الدافع الخارجي، هذا المناخ السياسي السائد حالياً جعل من الحزب الحاكم المسيطر حتى على مجموعته الرديفة (أحزاب الفكة) ناهيك عن السماح لأحزاب معارضة أو ذات برامج أن تجد الفرصة للتعبير عن مواقفها ويؤكد هذا القول ضعف الإقبال على الإنتخابات الأخيرة رفضاً أو تأييداً فهي تمثل عملاً فوقياً لم تهتم الجماهير بالمشاركة فيه، بجانب أن أرض الوعود والبرامج التي كشفت عنها الدورة السابقة للأجهزة التنفيذية والتشريعية وانسداد الأفق ودخول الحوار بظلام دامس إذ أنه لم يبدأ بعد في حين أن موعد الإنتخابات مقرر لها شهر أبريل المقبل، كل هذه العوامل جعلت من الوطني ينافس الوطني ومنح الأحزاب الأخرى بالحكومة عظمة تتلهى بها”، أما عن الشباب وقضاياهم قال (الكرسني) لـ(التغيير) “الشباب تاريخياً كانوا جزءاً منظماً من الأحزاب العقائدية ليظهر بعدها عمل الأحزاب التقليدية بالجامعات في نهاية الستينيات فنشط جزء منهم للعمل فيها لكن أوقفتهم (عصا الإشارة) صحيح أن لهم دور ملحوظ بأزمنة الأنظمة العسكرية لكن تنامي الوعي أدى إلى فرز (الكيمان) خاصة عندما تطلعت الفئة الشبابية للتمثيل بالمكاتب القيادية بالحزب لذا حدثت الإنشقاقات الشبابية وبدأت ظاهرة العزوف عن هذه الأحزاب، بالفترة الأخيرة ظهرت توجهات جديدة للشباب تمثلت في تسلم قيادة الأعمال الخيرية من إغاثة وخلافها وستدفع هذه الأعمال إلى مرحلة وعتبة أخرى من التنظيم الذي ربما يفتح جبهات شبابية مؤتلفة أو متحالفة تحت أهداف معينة، والمعروف أن العمل الشبابي المجتمعي لا يتم إلا من خلال لافتة كبرى للتغيير”.
تكبيل الشباب
ويقول الباحث والخبير محمد عصمت يحي المبشر المشاركة السياسية في أي مجتمع هي محصلة نهائية لحزمة من العوامل الإجتماعية والإقتصادية والثقافية والسياسية والأخلاقية المسنودة بالمعرفة والإدراك لما يحيط ببنية هذا المجتمع وسمات نظامه السياسي وآلياته بجانب نمط العلاقات الإجتماعية والسياسية ومدى توافقها مع مبدأ المشاركة الذي بات معلماً رئيساً من معالم المجتمعات المدنية الحديثة التي تنعم بتقدم العلوم والمعارف والثقافة والتكنولوجيا وما تلعبه هذه المعالم في بناء حياتها العامة وعلاقات مواطنيها الداخلية على أسس تدفع بالعمل الخلاق والمبادرة الحرة وجدوي الإنجاز العام والمنفعة الخاصة وسيادة حكم القانون في إطار دولة مدنية تسود فيها قيم الحق والقانون والمؤسسات وعليه يمكننا القول إن المشاركة السياسية هي مبدأ ديموقراطي يُعد من أهم مبادئ الدولة الوطنية الحديثة وهو مبدأ ينشأ وينمو تحت كنف الأنظمة الوطنية الديموقراطية التي تقوم على أسس المواطنة والحرية والمساواة في الحقوق والواجبات وفصل السلطات واحترام كرامة الإنسان في المجتمع رجلا ً كان أم امرأة، شاباً أو فتاة، طفلا أو طفلة، هنا ينبغي علينا أن نذكر بأنه لا يوجد نموذج معياري للديموقراطية يصلح لكل دول وشعوب العالم يمكن إتباعه حذو النعل بالنعل والعمل من أجل تحقيقه، إذ يمكن أن تختلف نماذج الديموقراطية من بلد لآخر، فالأمم المتحدة حينما بادرت للإجابة عن السؤال المهم والملح المتعلق بالنموذج المنشود للديموقراطية جاء قرار جمعيتها العامة واضحاً حين أكد على ثلاث قضايا مهمة وذات طبيعة استراتيجية.
ويوضح يحي أن الواقع السياسي للشباب في السودان اليوم أقرب إلى العدم منه إلى الوجود على الرغم من أن قطاع الشباب من الجنسين يعد أحد أكبر قطاعات المجتمع السوداني، فحسب التعداد السكاني الخامس والذي أثبت أن عدد سكان السودان 39,154,490 منهم 19,080,513 من الإناث وتشكل نسبة صغار السن حوالي 43% من جملة عدد السكان، أي أن 16,836,430 من صغار السن والشباب هم خارج أطر الإهتمام والمشاركة السياسية إما بقرارات أجهزة حكومية أو من الشباب أنفسهم، وفي بعض الحالات قد تعمد الأجهزة إلى تقويض حركتهم وتمنعهم من القيام بواجباتهم تجاه مجتمعاتهم. ويضيف يُظهر الواقع السياسي وكأن شبابنا في غيبوبة، وأن مفهوم السياسة وإدارة الشأن العام والمشاركة فيه قد غدا في هذه المرحلة وما سبقها مرتبطاً بالمحسوبية والمنافع واستغلال النفوذ والناس لمصالح فئوية وشخصية ضيقة الأمر الذي ساهم في إبعاد الناس عن السياسة خاصة الشباب كا جعل السياسيين في وادٍ والناس عامة والشباب خاصة في وادٍ آخر، إذ ليس متاحا للشباب بشكل حقيقي الإنخراط في العمل السياسي عبر القنوات المؤسساتية شبه المغلقة التي لا يعبر منها إلا بعض المُقربين والموالين والساعين إلى جني بعض مكاسبهم الخاصة، هذا الواقع لا يقابله الشباب عادة إلا بالنفور والإستياء واللامبالاة والإنصراف إلى مجالات أخرى منها المفيد كالفنون والرياضة ومنها الضار كالسهر ومستتبعاته وإزجاء الفراغ بما لا يفيد أو الهجرة نتيجة الشعور المتوهم بعدم القدرة على التغيير والتأثير في هذا الواقع الذي تنعدم فيه المبادرات الجادة من القيادات السياسية فتتراجع فرص مشاركة الشباب بفاعلية في منظماتهم الإجتماعية وكياناتهم السياسية.
[email][email protected][/email]
لذلك وكله تأخر قيام الثوره والتى رأس الرمح فيها الشباب والذى صارعاجزا ..ومفصولا..مهملا
..مهمشا..عاطلا..
مشردا..مهمومابقضايا
أخرى..مهاجرا طافشا..
الأبنة مروة ،هموم الشباب وقضاياه ليست بعيدة عن طرح الأحزاب السياسية فقط، بل بعيدة ايضاً بعيدة عن طرح الدولة المسئول الأول والأخير عنهم، الدولة التي تتمادي وتمعن في تهميش واقصاء وتغييب الشباب لانها تعرف ما للشباب من قوة ومن قدرة علي التغيير ، العالم الآن يتجه لتمكين الشباب وتنمية الشباب والاستثمار في الشباب واحترام حق الشباب في المشاركة وفي صناعة القرار ولكن دولة المؤتمر الوطني تعتبر ان الشباب المنتمون لحزب المؤتمر الوطني هم فقط شباب السودان وباقي الشباب اما منحرفون او مجرمون، المصيبة الكبري ان اغلب شباب السودان لا يعلمون ان لهم حقوق يجب ان توفرها لهم الدولة، لهم الحق في الحياة الامنة المستقرة، لهم الحق في الحصول علي جميع الخدمات الصحية والثقافية والاجتماعية والتعليمية، لهم الحق في الحصول علي عمل شريف، لهم الحق في ابداء الراي والمشاركة في اتخاذ القرار، لهم ايضاً حقوق كفلها لهم الدستور والقانون، مثل حق الانتخاب والاختيار الحر والمشاركة السياسية، كل تلك الحقوق يجب عليهم المطالبة بها بكل السبل وانتزاعها اذا لم تقم الدولة بتوفيرها .
المشاركة السياسية هي احد انواع المشاركة المجتمعية، قد تكون مشاركة ايجابية وهي تتفق مع مبادي الحرية والعدالة والديمقراطية، اومتحيزة وهي التي تتجه نحو النظام السياسي السائد،او سلبية وهي التي يكون فيها الشخص عازف عن المشاركة، المشاركة السياسية يبدأ تعلمها من الاسرة التي تساهم في اكتساب الثقة بالنفس واالتعبير عن الرأي، واحترام الرأي الاخر، وثقافة الحوار، وتحمل المسؤلية، كما انها تتشكل في المدرسة ومدارسنا تهتم فقط بالحفظ والتلقين والنجاح في الامتحان ، اماالجامعات فقداصبحت بؤر للعنف وعدم احترام الراي الاخر، طلاب المؤتمر الوطني يحملون السيخ والسواطير لمن يخالفهم الرأي، الممارسة الديمقراطية تمثل جوهر المشاركة السياسية، ونحن للأسف توأد الديمقراطية عندنا قبل ان تخطو خطواتها الأولي ، كيف يشارك الشباب وهو يشعر بضعف تطبيق الديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة، كيف يشارك الشباب والمؤسسات السياسية الممثلة في الأحزاب تتمسك قياداتها المتهالكة بالسلطة ولا تعطي الفرصة للقيادات الشابة لاكتساب الخبرات وتحمل المسؤلية والمشاركة في اتخاذ القرار، قد لا يعلمون ان القيادات الشابة تمثل القدوة والنموذج الذي يجذب الشباب الي المشاركة السياسية لأن( السن بتضاحك نديدها) .
الشباب سيبقي بعيدا عن المشاركة السياسية اذا لم يغرب هذا النظام الدكتاتوري اللعين الذي لا يطيق ولايطبق مبادي الديمقراطية والمساوة والعدالةوالحرية، الشباب سيظل بعيداً اذا لم يتم ننشر الوعي باهمية المشاركة السياسية من خلال الندوات والمحاضرات والمؤتمرات في منابر نشر الوعي والتثقيف التي هي الآن اما مغلقةاو مراقبة بواسطة جهاز الأمن، الشباب سيظل في عالم آخر لو لم ترسخ مبادئ الديمقراطية والعدالة وحقوق الانسان في مقرراتناالدراسية وتتاج الفرص للطلاب و لابداء ارائهم في القضايا الصحية والتعليمية والسياسية .
هذا يبرهن انه ليس هنالك دولة بالمعنى الذي يعرفه العالم. و بقاء هؤلاء المجرمين رهن بضعفنا نحن. فالنحزم امرنا و نكمل انشاء خلايا المقاومة السرية بالاحياء. و نتسلح بما يقع في ايدسنا و نحرم على الانقاذيين و كلاب امنهم العيش الامن و سنترصدهم في الشوارع و البيوت واماكن العمل و الاماكن العامة.
انهم يرونه بعيدا و نراه قريبا.
الانقاذ ليس لها حدود في النهب و القتل و التجهيل. كل من عنده ضمير فاليعمل في حيه على انشاء خلايا المقاومة السرية. لاشعال حرب عصابات المدن. هذه الارض ولن تسعنا و الانقاذيين في نفس الوقت. سنحرم عليمم الاسواق و المكاتب و المناشط من كورة و احتفارت و حفلات.وسنترصدهم فردا فردا.
حركة الشباب و تفاعلهم لا تنبت من فراغ ، فعدم وجود المنتديات التي كان يثريها أركان النقاش في الجامعات ما قبل الإنقاذ كانت هي الرافد الحقيقي لتغذية عقول الشباب و تنمية مهاراتهم في التصدي و التفاعل مع الشان العام ، و قد جاءت الإنقاذ بخطة واضحة في هذا الجانب و عملت متعمدة على تجفيف كل ما من شانه ان يعلم الشباب كيفية التفكير و الإهتمام بالشان العام و العمل على تحسينه ، لذلك إنعزل الشباب حتى عن قضاياهم و أصبحت إهتمامات معظمهم هي ذاتيه بحته ، و إن لم يتم تدارك ذلك فسنجد البلاد قد تلاشت تماما ، فحتى كوادر المؤتمر الوطني الشبابيه لن تستطيع قيادة البلاد نسبة لتفشي الهموم الذاتية بينهم نتيجة تربيتهم التنظيمية التي غرست فيهم نبذ الآخر و الإستحواذ عليه من اجل البقاء و ليس من أجل مصلحة البلاد التي اخذت في التلاشي في عهدهم و ذابت البلاد في تنظيمهم حيث إختزلو البلاد فيه و لديهم صار المؤتمر الوطني فوق الوطني مع ان إسمه وطني ، و هي إحدي مفارقات الشعارات التي أدت لإعتزال الشباب العمل العام ، لذلك لابد من منابر لتنوير الشباب و حيث أن هذه الحكومة لن تترك مجالاً لمثل هذه المنابر فلا سبيل إلا بإنشاء القتوات الفضائية أو المنتديات عبر شبكات الإنترنت لإنعاش فكر الشباب و بث الوعي بينهم .
الهجرة العالية لجيل الوسط بسبب تشريده عمدا من النظام تحت سياسة التمكين خلق فجوة انتقال التجارب والمعارف بين الاجيال شباب اليوم 80% ولدو بعد الانقاذ او قبلها بسنوات قليلة اكتسبو وعيهم الثقافي والسياسي في ظل هذا النظام الدكتاتوري وفي غياب الجيل الوسيط في المهاجر حرموا من اكتساب التجارب والخبرات فخلقوا لانفسهم مناشطهم واهتماماتهم بناء على ما تتيحه القنوات الفضائية العالمية والمحلية وما وفره ثورة الاتصالات من معلومات لا علاقة لها بالتربية الوطنية السليمة الشباب مغيبون وفاقدون للبوصلة ولعلك لاحظتي ان الفترة القصيرة التي اتيحت فيها قدر من الحريات بعد اتفاقية السلام هي التي انتجت اولئك الذين قادوا مظاهرات سبتمبر قبل ان تنقطع مرة اخرى انا شخصيا على قناعة بان الثورة القادمة لن يقودها هؤلاء ولكن بعد عودة الجيل المهاجر منذ 25 سنة الي البلاد بسبب السن القانوني سوف يحركون الشعب كل الشعب ويومها لن يرحم الشعب اهل الانقاذ وسوف يكتشف الشباب انهم كانوا مغيبور عن دورهم الطبيعي وسوف يزيد ذلك غضبهم من النظام
لاشك هناك فجوات سحيقة بين الاجيال المتباعدة فيما يتعلق بالاهتمامات السياسية والثقافية ..
فالتحولات المعرفية الضخمة الناتجة عن التقدم التكنلوجي والاكتشافات العلمية الحديثةوالتي تؤثر في الاجيال الحديثة بصورةاكبر.. فنتيجة لهذه التحولات يكون هناك انقطاع او تواصل بين الاجيال .. يحدث الانفصال حينما تصر الاجيال السابقة على مداومة الطرق والسوائل القديمة في ادارة الامور وعندما تفتقر الى القدرة على المواكبة والموائمة..
والوضع في السودان اميل الى الانقطاع والانفصال.. فليس هناك سعي للتكيف والتحور من المهمنين على الامر…
فقادة اكبر الاحزاب ما زالو متربعين على عروشهم على ما يقارب الخمسين عاما
والجماعات الدينية ظلت كما هي .. تحمل نفس الافكار الدينية التقليدة التي ظلت ما يفوق الستمائة قرن… فالمجدد الحقيقي الوحيد في القرن العشرين على مستوي السودان كان الشهيد محمود محمد طه ..
الذي اغتيل في ابشع جريمة ضد حرية الفكر لمن يحمل في يده لا السيف بل القلم..
كان الشهيد بذرة وطوق الى فضاءات الانعتاق والتحرر من قيوود الرجعية..
فمنابر اليوم التي تصل الى اكبر قدر من الجماهير مسرحا لؤلئك النمطيين الذي لا يستطيعون تفكيك بنية الفكر السائد وايجاد مواضع الخلل وتقديم وصفات لحلحلة اشكالات الواقع وقيادتنا النور..
الاستاذة مروة احدى اصوات الحداثة.. علينا لها كل التقدير لانها دائما تعكس هموم الاجيال الحالية وتبحث لنا عن ادوار كان يمكن ان نلعبها لولا البرادائم السياسي الثقافي الراهن
اولا هي وينها الاحزاب المطلوب الشباب ينتمي ليها… صحيح هي عددها كتيرة ولدرجة مضحكة وشر البلية ما يضحك… ياخي احزابنا غير الصفسطة وعلي كراسي الحكم ما عملت شي واكبر عيب فيها انها كلها بتفتكر انها عندها الحقيقة المطلقة كل ما عداها باطل دا طبعا بما فيهم او اولهم الكيزان..
في مقولة بتقول اذا لم يجد اللص فرصة للسرقة ظن نفسه شريفا…. ودي بتنطبق تماما علي احزاب السجم دي ينبحو ليل نهار عن التمكين بس لانهم ما لقو الفرصة يتمكنوا
وتانيا العمل الحزبي هو ما غاية في حد ذاتها.. اذا كان الشباب اليوم بيبدع في تشكيل المنظمات الطوعية الكتيرة التي خدمت المواطن البسيط فاكيد هذا الشباب قادر عندما يؤول لهم الامر وقطعا سيؤول ..في النهوض بالبلد وتسييره افضل مما فعل هولاء العجزة .. واسأل الله ان يبعد كيد الاحزاب عن شبابنا وما يلحقو يوسخوهم بوساختم .. خلوهم يبدعوا في تنظيماتهم المنتوجها ظاهر لرجل الشارع المريض والغلبان.. وعلي حكومة الكيزان الدور الاكبر في الابتعاد عن الشباب والنظر الي نشاطاتهم بريبة وشك…
ونبتة ..ما تزال ..تلح في السؤال..متى تنبت أرضي بعض رجال…يدكون عرش الدجال ..يدكون معاقل
الفساد والإفساد…متى يعود من آثر الترحال ..طال الانتظار..وتمادى.. الشواذ ..المغول ..والتتار..
((أدت موجة البرد القارس التي تجتاح أجزاء واسعة من السودان هذه الأيام إلى وفاة عشرة نازحين أثناء فرارهم من مناطق شرق جبل مرة عقب الاشتباكات الدامية التي اندلعت، مؤخرا، بين الحكومة السودانية والحركات المتمردة في إقليم دارفور.
وأوضح مسؤول الشؤون الإنسانية بمعسكر شنقل طوباي للنازحين بولاية شمال دارفور محمد عبد الرحمن أن عشرة نازحين لقوا حتفهم جراء البرد القارس أغلبهم من الأطفال، وذلك أثناء فرارهم إلى مخيمات النزوح. ))
تُرى سادتي ..كم من أبناء نبتة ..تدفق بعض دمعٍ..وتحشرجت آهاته ..مع عبرةٍ سدت مسار الشهيق والزفير حزنا ..على فلذات اكبادنا ..كم منكم..سادتي ..قرأ..أو سمع ..أو شاهد ..الانتونوف..تحرق الزرع والضرع…الجماد..الحيوان ..والإنسان .
(تشهد الحياة العامة إضمحلالاً في الجوانب الروحية والفكرية والثقافية؛ فيما يتصاعد الإهتمام بالجوانب المادية والنفعية والمعيشية وهذا ملمح عام نشهد تداعياته على المستوى الإقليمي والعالمي”،) نختلف مع أ/حسن البطري فهذا على المستوي المحلي ..فقط ..لغياب القدوة المستنيرة الراشدة..التي تنير للشباب ..متاهات الدروب ..وتلهمه ( لا بد من نبتة..وأن طال السفر) للأسف ..تلاشى الإشراق..وعم النفاق..والزنا خشية إملاق ..تلفت حولك ..لن تجد (زول) تعول عليه ..من يصبح راشدا..يمسي جاهلا..،، لا نلوم الشباب
..فالدولة..عن قصد هيأت سبل الفساد والإفساد..ذهبوا لاستقبال..نايل تزامنا وازيز الانتونوف يدك شرق الجبل ..وذلك الشويعر المتشعرر يتخذ من قاعة الصداقة مهرجانا لديوانه الشعري..تزامنا مع قصف كاودا ..ويدعون النضال ..، وكل صحفكم .. أفك..وافتراء ..تقول ليس هناك من اغتصاب في تابت ..كله لله..والشباب لاهيٍ..بين ستات الشاي..وسوق المتعة..لم تعد تهم السمعة ..والفتيات لم يعدن صبايا..بل حريم للمتعة ..يقول اسحق الحلنقي في اعز الناس (البرنامج) وهو مرهف خلاق..رد على سؤال المبدعة سلمى سيد..في حضرة الورد..وردي..(( ليس الآن من غزالة تسهد مرقدك..تستطيع ..شراءها من اقرب بقالة) قيل سادتي ..أن كانت النفوس كبارا..تعبت في مرادها الأجسام…فلنعمل جهدنا ..ليتعافى المجتمع ..ولنكن بقدر المسئولية..ولنكن قدوة صالحة قولا وفعلا..لنرشد الشباب ..فالأزمة أزمة معرفة …وأزمة ضمير
لم يعد بالديار من أخيار ..سوى الجبهة الثورية..وكتيبة اليسار ..،،منذ يوليو ..ومحاكمة الشجرة لم يجد اليسار ..براح لبناء الكوادر..فلقد استشهد آنذاك خيرة أبناء نبتة..وجد الآخرين متسعا ..بل ترحيبا ضمنيا من قبل نظام مايو ..رغم ذلك ..يظل الحزب الشيوعي ..رهان الشباب ..وتظل ندواته ولياليه السياسية..لها قصب السبق،، كذلك نعول على 2% من منظومة الشعب التي لم تتلوث،، بقيادة التغير..ليعود لنبتة وجهها المشرق الموشح بالمهابة والعفاف ..ويتلاشى الاسفاف من الضفاف ..وطن بنحلم بيهو..وطن معاف…
شدا أستاذنا / محمود أبوبكر..وهو برهافة الحس مسكون..تأملوا ..نبض من بوطنه مفتون
صه يا كنار وضع يمينك في يدي
ودع المزاح لذي الطلاقة والددِ
أنا لا اخاف من المنون وريبه
ما دام عزمي يا كنار مهندي
سأذود عن وطني وأهلك دونه
في الهالكين فيا ملائكة اشهدي
وودتُ…لو أطيل فالحديث ذو شجون ..ولكن دوما يبقى ..وقتنا ضنين… وتبقى أ/ مروة
كسالف عهدها ..مترعة ..بالاستنارة والرشاد..تنحاز للوطن ..وهموم الوطن ..فلتبقِ ..سيدتي كما
أنتِ…ولتظل ..خطانا ..تركض ..عسى ..ندرك حروفكِ…فيزداد ادراكنا..وترتقي معرفتنا..لله دركِ…
نحن لا ننكر هدفنا الاول تفكيك دولة الاسلام المفترى علية و زج العصابة وكل المجومين الذين يناصروها السجون و اعدام القتلة.
البشير قال لن يتخلى الا بالبدقية و كذلك كبار العصابة يرددون نفس القول. اذا علينا ان نخرج عليهم بما يتوفر في ايدينا من سلاح. خللايا المقاومة السرية بالاحياء ، بذور حرب عصابات المدن ، لتحريم العيش الآمن على عصابة الانقاذ و اسرهم ومن ناصرهم. سنترصدهم فردا فردا في الشوارع و اماكن العمل الاماكن العامة و الحفلات و الاحتفالات. اما الخروج في المظاهرات ، يجب ان يتم تحت حماية السلاح.