(مُنع من النشر) الفساد وجحر الضب.. ليت “النائب” ينظر هنا..!

يوسف الجلال

بصورة، حماسية تجاوزت الزمان والمكان والمناسبة، جزم نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن، بأن الحكومة عازمة على إنهاء التمرد، وتجفيف منابعه. وأنها ? أي الحكومة ? لن تألو في ذلك جهداً، ولن تدخر وقتاً. وأبعد من ذلك، فقد قطع “حسبو” في كلمته أمام ورشة تقييم أداء الدفاع الشعبي، بأن “التمرد إذا دخل جحر ضب، فإن الحكومة ستدخل وراءه، لقطع دابره تماماً”.

بصورة تلقائية، تذكرت هذه التصريحات، وأنا اقرأ خبرًا مُفجِعاً عن “تجاوزات للأوقاف بمجمع الذهب بالخرطوم”، نُشر أمس بالزميلة (آخر لحظة)، في توقيت متزامن مع خبر آخر أوردته الزميلة (التيار)، يتحدث عن “تلكؤ السلطات في إرجاع (2,2) مليار جنيه للحجيج”.

لا أدري السبب تحديداً في تذكر حديث النائب، لكن يبدو أن المخالفات التي أضحت سمة غالبة في أداء بعض المؤسسات، وخصوصًا ذات الطبيعة الدينية والدعوية، قد تجاوزت حدود المعقول، واستحالت إلى كارثة، على نحو ما أفرزته المحاكمات المتصلة لنافذين في تلك الجهات الدعوية..!

وظني، لو أن الحكومة جيَّشت جيوش المراجع العام، وكثّفت حملات التفتيش على المؤسسات الحكومية، لما وصل الحال إلى ما هو عليه الآن، وتحديدًا بعدما أستبيحت حرمة مال الإرشاد والدعوة والأوقاف. وهذه كلها من عجابب هذا الزمان، ومن مخصوصاته، دوناً عن الأزمنة الأخرى، فلم نعرف أن حُراس العقيدة قد سطوا في غفلة الرقيب، على مال الدعوة إلى دين الله..!

فإذا دخلت الحكومة إلى عش الدبابير، ووضعت يدها على الأدراج السرية، لما تبدد المال، على نحو ما حدث في قضية الأوقاف الشهيرة، ولو أن الحكومة طاردت المفسدين حتى “جحورهم” لكان المال العام مُصاناً، ولكان بعيداً عن طائلة أيادي المفسدين.

بل إن الحكومة إذا ضربت بيد من حديد على من يعبثون بدين الله، من خلال تبديد أموال الدعوة إلى الله، لما وجدت نفسها مضطرة الى خوض الحرب، ضد الحركات المسلحة، لجهة أن الحرب على الفساد ستكون سبباً في انتهاء الحرب اللعينة التي تشتعل حالياً في أجزاء واسعة من الوطن، لأن بعض تلك الحركات خرجت بعدما تغافلت يد الرقيب عن البطش بالمفسدين، وبعدما غابت دولة المساواة والعدالة الاجتماعية.

الواقع، ومن قبله المنطق، يقولان إنه، يتوجب على الحكومة أن “تستنفر” جيوشها ? على وجه السرعة – لخوض معركة كسر العظم مع الفساد والمفسدين أولا، فهي أم المعارك؛ وهي بمثابة الضامن لإنهاء الغبن السياسي وأيضاً الغبن المجتمعي، الناتج عن تبدد المال العام في غير وجهته الصحيحة. وليس خافيا أن المفسدين أشد خطراً على الدولة؛ لكونهم مثل السرطان ينخرون في الخفاء.

مُنع من النشر بأمر الرقابة الأمنية القبلية؛ المفروضة على صحيفة (الصيحة).

تعليق واحد

  1. انا من زمان بفتش ليك فى لقب ياحسبو والليلة جبتو براك هيع هلا هلا
    من يوم الليلة غير (حسبو الضب )ماعندى ليك اسم ياحسبو الضب

  2. صحي ليه يمنع من النشر؟ و هي حكومة السجم دي متين كانت بتهتم بمحاربة الفساد؟ و اللي حيحاربه منو اذا كان اكبر فاسد و اكبر حرامي هو رئيسهم مدفع الدلاقين شخصيا؟ دا غير توابعه الممثلين في زوجاته و اخوانه و نسيبه. بعدين الباقين عارفينه بالورقة و القلم عشان كدا هو ما يقدر يقول بغم في موضوع الفساد دا.

  3. ما غاب عن نائب الرئيس فعلا هو انه فعلا في حاجة لمطارده الضبوب في جحورها فهي ايضا من اشد المعارضين وليس هذا فحسب حتى الاسماك في الانهار والثعابين في الاودية والطيور في اعشاشها وليس فقط مجرد متمردين مسلحين يحاربون وجها لوجه يفرون ويكرون
    وحتى يتم اجتثاث التمرد يجب الدخول الى صدور وقلوب جل السودانيين
    الحالة ياسيادة النائب غضبة شاملة وكاملة ولم يعبر صراحة عنها الا بعض من ابناء الشعب السوداني يتمثلون في المتمردين المسلحين وموضوعكم طويل جدا وشائك حتطارد منو وتخلي منو
    الافضل من كل ذلك ان يتم احكام العقل و………..لانه فات الاوان

  4. حكومة يمنع أمنها مثل هذا، الراجي من وراها خير كمن يستسقي من السراب، الرجل لم يطلب غير ما كلّف الصديق (رضي الله عنه) به نفسه يوم قال إن قويكم عندي ضعيف حتي آخز الحق منه. ولم يسألكم غير تحصين أنفسكم بالعدل ويومها ما كان ليجد خارجاً عليكم مسوغا لتجريد سيف، ولكنكم إخترتم ما أنتم فيه، وأوصلتمونا لما نحن فيه فخرج عليكم من تروهم ويذداد جمعهم وعديدكم يتناقص الي متي …..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..