في ذكرى رحيلها الـــ(35) منى الخير.. حضور باذخ رغم الغياب

(دار أم بادر) (عيون المها) ..شامتان على خد الأغنية السودانية
الخرطوم: التغيير

ظهرت الفنانة (آمنة خير الله) التي عرفت بــ”منى الخير” خلال عقد الخمسينات، في منطقة السجانة التي ضمت بجانبها العديد من الفنانين، عثمان حسين، الموسيقار فتاح الله جابو، وغيرهم الكثيرين، مما جعلها تنشأ في بيئة فنية ساعدتها في الدخول لهذا المجال، وأعترفت (منى الخير ) لاحقاً في إحدى حواراتها الصحفية بأن (خليل أحمد) بذل معها مجهوداً كبيراً حتى قوي عودها وأصبحت قادرة على الإنطلاق في ساحة الغناء الحديث، من أشهر أغنياتها، (غردي ياطيور، ما تلومني، الليلة وين لي وين، دار أمبادر، عيون المها، سودانية حرة، عشان هواك، بلال ماجا، ساحر اللمحات،) وغيرها من الأغنيات التي ظلت تشكل حضوراً بائناً في الساحة الغنائية، بالرغم من مرور أكثر من ثلاثة عقود على رحيلها، وتمر علينا خلال هذه الأيام ذكرى رحيلها الـ”35″.

ويقول عنها الموسيقار والباحث في التراث الغنائي “أمير النور” إن “أمنة خير الله” عاشت لفترة قصيرة ما بين 1937م إلى 1980م، لكن رغم ذلك استطاعت أن تميز نفسها بأعمال غنائية، ظلت تتسيد المشهد الغنائي حتى اليوم، لأصالتها وغوصها في أعماق التراث والحياة السودانية، بأغنيات غاية في الرومانسية، غنت للأم وللأب وللحبيب وللوطن وللفروسية والكرم السوداني الأصيل، وقال إنها بدأت بأغنيات (السباتة) في بيوت الأعراس وفي إحداها سمعها الملحن الكبير “خليل أحمد” فأعجب بصوتها وطلب منها أن تنضم لـ(فرقة الخرطوم جنوب للموسيقى)، فكانت استجابتها بمثابة الانتقال لمرحلة الغناء بالآلات الوترية، بعد بروفات عديدة خاطب (مركز الخرطوم جنوب) الإذاعة بضرورة الحضور والاستماع لصوت نسائي جديد سيحدث دوياً هائلاً في مجال الغناء السوداني، وبالفعل حضرت لجنة تعتبر من أصعب لجان إجازة الأصوات آنذاك، فعلت الدهشة على وجوه اللجنة عند سماع صوتها وتمت إجازة صوتها بامتياز، وحتى لا يتأثر أداؤها بالانتقال من أغاني (السباتة) إلى أغاني الآلات الوترية تم عمل أغنيات على إيقاع أغنيات (السباتة) مثل (الليل بلال بلال ما جا)، ثم انتقلت للأغنيات الكبيرة مثل (الحمام الزاجل)، بعد مسيرة حافلة في (الخرطوم جنوب) حدث لها اختلاف انتقلت على إثره لأم درمان، وهناك قابلت “عبد الرحمن الريح” فكتب في عيون “منى” نفسها أغنية (عيون المها)، ثم استلهم من اسمها أغنية (يا منى عمري وزماني)، واستمر إبداع “منى” حتى فارقت الحياة في عام 1980م

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..