(ورا.. ورا) .. و(جريت ليهو حفيانة) فنانات الأعراس.. جرأة المفردة وغياب حياء الأنثى

هل هو ملمح قديم، أم أنها ظاهرة تجتاح عظم المجتمع السوداني، وتخترقه من باب ثقافته وموسيقاه، وأعذب منابعه.فكلما مرت الأيام أصبحنا لا نرى غير هذه المشاهد تتكرر من مناسبة لأخرى، كبار القوم، مثقفو المدينة، المتعلمون، ومن درسوا دراسات عليا، كلهم في مناسباتهم يقول الواحد فيهم أنه يريد أن يحضر (قونة) لتحيي حفله.

وتعريف مفردة (قونة) في الشارع السوداني هو لقب يطلق على المغنية التي تغني غناءً هابطاً، وهي تسمية تعارف عليها المجتمع وروج لها المنتفعون منها كفنيو الساوند وسائقو سيارات النقل الخاصة بالفنانات، وهي في العادة امرأة تقدم فاصلاً غنائياً في المناسبة الخاصة، مصحوباً بالرقص المثير والإيقاع الحار دون التقيُّد بالكلمات أو الموسيقى أو حتى بالحد الأدنى للآداب العامة والسلوكيات، ودون مراعاة للمكان، فقط هي تتغنى وتطلق العبارات المشينة والجارحة والخادشة دون حياء أو اهتمام، وعادةً ما يحدث ذلك وسط موجة من الهياج يدخل فيها الحضور،أو حالة من الرفس والتنطيط بفعل الموسيقى الصاخبة والمتواترة الممتدة دون توقف، ودون توقف هذه نعني بها أنها قد تستمر لقرابة الساعتين أو أكثر دون أن يتوقف العزف ولو لثانية واحدة، أو كأن تمتد أغنية لقرابة الساعة من الزمان ويكون مضمونها ثلاث كلمات كحال أن تردد المغنية في كلمتين (تقوم بينا ياخالد .. تقوم بينا يا علي .. ياجنابو تقوم بينا .. ياهندسة تقع بينا .. تقوم بينا ياكابتن)؛ فتصبح جملة “تقوم بينا” هذه أساس الأغنية وعظمها.

ومع تكرار المشهد وتحوله لحالة شبه يومية، بدأت موجة الأسئلة تنفجر، وأصبح الوضع يستحق لفت الأنظار، فهل أصبحت هذه (القونة) سيدة الحفلات الخاصة والمطلوبة في المقام الأول ..؟وهل إنتهى عهد الغناء الواضح وغير الفاضح في الحفلات الخاصة ؟.. أم أنها ظاهرة كغيرها من الظواهر ولابد من زوالها فور زول المؤثر..؟

واقع نعيشه

بالطبع لم يكن صعباً علينا الشرح على غير العادة في مثل هكذا مواضيع، ولم يكن شاقاً علينا أن نجد كثيراً من المتابعين والعارفين بهذا الواقع ولهم رأي مثير وقاطع فيه.

الصحفي عمار موسى استوقفناه وسألناه فتكلم غاضباً قائلاً: (إن الذي يحدث هو مسؤولية المستمع ومسؤولية الجهات المختصة المسؤولة من أمن وسلامة المجتمع، إتحاد الفنانين، والشرطة التي تصادق على إقامة الحفلات الخاصة، وهذا السلوك خطر، ليس فقط على الغناء السوداني، بل على سلوك المجتمع ككل، لأنه يفرز لغة ثالثة، غير تلك التي نتحدثها، كما وأن الموسيقى لغة أخرى تدخل في تعامل الناس وتكون في حياتهم اليومية، والمشكلة الكبرى أن هذه النوعية من الغناء تكون في متناول الأطفال والشباب والمراهقين من الجنسين).

عمار أحد القريبين جداً من الساحة الغنائية السودانية وواحد من أقدم المختصين في هذا المجال، فتح القضية من نافذتها غير المرئية، وهو يفيد بأن هذه الظاهرة قد تشكل خطراً على سلوك المجتمع باعتبار أن الكلمات المتداولة تصبح مع مرور الأيام تصرفات فسلوك يمارسه الناس.

الفنان محمد حسن حاج الخضر سألناه فاحتدم النقاش قبل أن يطلق سيل كلماته كأنه كان ينتظر منا مثل هكذا نقاش فقال : (لا يمكن اعتبار مثل هذه الفوضى غناءً بأي حال من الأحوال .. ولا يمكن تركها لأنها تصيب المجتمع في ثقافته وفنه، وإنسانه، يجب محاربتها فهؤلاء مجرد راقصات لا يقدمن الفن المعروف، ولا يضفن الجديد لمسيرة الغناء في السودان. مجرد صخب عال وضجيج مرتفع الصوت .. لا موسيقى لا كلمات ولا حتى سلوك).

والفنان محمد حسن أوضح وجهة نظر أكثر عمق – وجهة نظر فنان – ووضح مما تقدم أنه يرى من زاويته هذه، أن هذا ليس غناءً وليس طرباً وليس فناً، بل هو فوضى يجب محاربتها، وهذا رأي أهل المهنة، وممارسيها في البلد.

صورة للمشاهد

الناقد حمزة علي طه سألناه عمن هو المسؤول، فرد على بالقول: ( هو مسؤولية الأجهزة الرسمية المخول لها وفق القانون حماية السلوك العام، كشرطة النظام العام، وإتحاد المهن الموسيقية وغيرهما).

إذن هو يرى أن المعالجة يجب أن تكون من المسؤولين، ويجب أن تعالج بالقانون.

الفنان ياسر تمتام قال إنها مسؤولية أخلاقية، ويجب أن يعرف كل إنسان أنه سيُسأل مما فعل، وأن عملية الوقوف أمام الناس والتغني هي عملية تربوية وتعليمية ورسالية في المقام الأول، وأن التاريخ سيحاسب قبل القانون وأنه لا يرحم أبداً.

كنا قد فتحنا الملف هذا من قبل، لكنا ومن زاوية أخرى نناقشه مستدعين معنا ما سبق، وصوبنا فيه أكثر عمقاً هذه المرة، علنا نصل لما نريد، وهو تسليط الضوء كفاية على قضية حقيقية، وتصحيح مسار مجتمع بحاله يعيش حالة من الذوبان الأخلاقي والثقافي، من خلال مناقشة واقع وأزمة ومشكل إجتماعي كبير تعيشه وتعاني منه البلاد قبل العباد

التغيير

تعليق واحد

  1. انت ما سمعت الغناء الهادف والرفيع المستلهم عقول الشباب مثل (اتقدم لى بلحقك …بلحقك)

  2. يجلد المؤدي في نفس الحفلة وأمام المدعوين ويجلد معه الذي أحضره ويقطع دابر هذا السلوك قبل أن يستفحل الموضوع خطير بصورة غير عادية ويجب أن يكون الشغل الشاغل لشرطة أمن المجتمع هو ظاهرة النيقرز هذين الموضوعين اخطر من مطاردة اللبس

  3. خربتو السودان .. ورا ورا ورا لامن غطستو حجرو .. المفروض أي واحدة أو واحد يغني غنا هابط يفرضو عليهو 100 جلدة أو يحلقو ليهو صلعه

  4. هذا الغناء الهابط ، نتيجة التدني الأخلاقي والانحدار السلوكي الذي أصاب ويصيب المجتمع دون توقف. لو نظرنا للتعليم كيف كان وأين وصل الآن. كان معلم الابتدائية في السابق قدوة في الأخلاق يجله الطلبة والآباء. كان الطالب الجامعي ذو معالم وأخلاقيات تميزه عن العامة. كان الطبيب في المستشفى الحكومي يجبرك لاحترامه من كثرة أدبه ووقاره وإتقانه للمهنة.
    ثم ضاع الأمس ، ودب الفقر ينخر في أوردة المجتمع، وأنقلب المعيار إلى الضد. سوء الأدب ، وسوء الأخلاق وسوء التربية.
    معلم المرحلة الابتدائية يؤدي عمله في أماكن كانت تسمى فصولا والآن صارت كوشا وقادة إدارة التعليم ( ناس معتصم عبد الرحيم يمتطون اللاندكروزر ) ، صم بكم عن الحالة. ، الطالب الجامعي لا تستطيع أن تميزه إلا إذا أقسم لك بأنه كذلك. أما المستشفى الحكومي فهو عنوان الحال المايل.
    أما الفنانات الجدد ( قونه ) فهو إمتداد لجيل المغنين الجدد . ( أضربني أنا رصاص ) ( قنبلة ) ……
    كذلك رواج المغنية ( قونه ) بسبب ضيق ذات اليد ، ويعملن بنظم ( قدر ظروفك )

  5. لابد ان تزدهر هذه القونة طالما أصبحت أجور الفنانين لمن استطاع اليهم سبيلاً فما معني ان يغني احدهم فاصلا ً لمدة ساعتين يتقاضى عليه اكثر من عشرة ملايين جنيه وقد فاقت أجورهم حتى أجور كبار الأطباء المختصين لا ادري ان كانوا يسددون ضرائبها وأغلبهم يردد في اغاني غيره من الفنانين الذين انتقلوا للدار الآخرة.

  6. والله مافى حاجة مسقطه حجرنا فى السودان الا الغنا
    وبها ربنا سلط علينا كيزاز الجبهة 26 الى ما لا …
    الا ان نرجع الى الله قنوات التلفزه فى العالم كلوا لاتجده
    كما قنوات السودان وبالذات قناة عرض البنات والنساء النيل
    الازرق ياخى غنى شنو وتانى شنو الدنيا بقت اخر زمن
    ارجعوا الى الله عسى الله ان يغفرلنا ويزيح عنا كيزان الفساد

  7. وجهه نظر :
    المشكلة ليست مشكلة غناء هابط او او مشكلة حكومه المشكلة مشكلة مجتمع مين القونة ام احدهم اخت احدهم زوجه احدهم عمه احداهم الي …. اخرة .
    عليه اهدهم هذا يلم اهله ومن ليس لديه قونه فيلم اهل بيته واولاده وكل من يعول من اجل المحافظة علي اخلاقهم .
    المجتمع الناس من اوجد هذا النوع من الغناء الهابط والرقص فنقاطع هذه المناسبات والحفلات الصاخبة وهي لا تكون الا بنفر من الناس فيمتنع الناس وكفي .
    فلا تستطيع ان تقول ان السودان احسن من امريكا ويوجد هذا هنانك مسارع تعري وخلافه ولكن ماذا تريد انت ؟ ان اردت الدخول لا يمنعك احد وان اثارت الابتعاد فلا يجبرك احد وهذا المعني الحقيقي للحرية ان تعبر بما تريد لان الحرية لا تتجزء نطالب بحرية العمل السياسي وحرية التعبير وحرية الصحافة والحرية في كل شي اذن لماذا نمنع الناس في التعبير عن ما يريدون فقط الخط الفاصل هل هذا يناسبنا حتي ننساق وراءة او نرفضه وعندها يندثر ويموت وفي هذا ايضا حرية في الذي تريده او لا تريده .
    ان كان لديك طفلة صغيره علمتها مكارم الاخلاق وحفظ كتاب الله او جزء منه واكملت تعليمها فاكيد تضمن لها حياة كريمة اما اذا اهملتها فانها قونه والكل سوف يعلق ويقول الحكومه لا توجد مشكلة فالتذهب الحكومة لانها لن ولم لا سوف تكون اول حكومة ولا اخر حكومة فقط هل تعلمنا من تعاقب الحكومات حتي نخلق جو صحي معافي من الذي نشتكي منه .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..